أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مصطفى محمود عباس - عفن بلا شئ!!















المزيد.....

عفن بلا شئ!!


مصطفى محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4177 - 2013 / 8 / 7 - 21:15
المحور: سيرة ذاتية
    


قلتُ لك سابقاً يا صديقى أنها كانت البداية لكل النهايات ولم تصدقنى .. لم تصدق أنها جاءت لتقضى على ما تبقى منك من أشياء
أنت لم تعد أنت .. وهى تعلم ولكنّ المجئ فى تلك الظروف القاحلة قاتلٌ يا عزيزى,,تَذكر آخرَ مرة كنت فيها معى .. حينما تحاورنا حول تلك النقطة المبهمة فى تاريخك القصير جدا..أنت لم تعد أنت..تذكر ما قلت وان لم تفعل فسأنصه عليك كى لا تُفوت فرصة المتعة علىّ وأنا أشاهدك فى تلك الحالة ..
تَعلمُ أننى أحبك لا لشئ ولكن لأنك صديقى .. وتعلم انها لا تحبك فقط لأنها لا تحبُ أحدا .. لن أطيل الحديث فى تلك المنطقة الحذرة .. أعلم أنك تحاول قدر الإمكان البعد عن الحديث فيها .. لكنّ الوضع أصبح مأساوياً
أنت لست أنت .. دراستك أهملتها .. أهلك وقد غضبوا عليك .. ابتسامتك وزالت الى اللا وجود .. أين أنت ؟!!
أين ترى نفسك بعد خمسُ سنوات ؟!! هل حَسبت مرة واحدة كيف ستجنى المال من أجل تكاليف الحياة ؟؟ لماذا لا تتكلم ؟!! جاوبنى كى أتابع الأسئلة ..
بلهجة غريبة .. جاء ردٌ أكثر غرابة .. اذا كنتُ ستكمل الحديث حول أننى هكذا فقد سئمت من الحديث
يعجبنى مزاجى هكذا .. سئمت من الحديث بنظرات الشفقة فى عينيك .. اذا كنت حقا صديقى فلن تكترث لأننى أصبحت كئيباً أو ذا مُزاج سئ ..فقط سيمهك انك بجانبى لا انك تؤنبنى وتبكينى حالى !!
ازداد الكلام توترا وحدة وبلغة شوارع قال ” انا خايف عليك يا حمار .. افهم مفيش حد يستاهل حياتك تبقا كدا علشانه .. انت بقيت بائس يائس .. كل كلامك بيخلى أى شخص يكره الدنيا ويحاول ينتحر..فوق بقا”..
يا صديقى دواعى الانتحار كثيرة وأولها فشلك فى معالجة الأخطاء التى سببها لك الأخرين .. ألا تتذكر ؟؟
فى أول مرة أحببت .. وما فعلته أنك قدمت شيئاً من دواعى المحبة ولمجرد أنك رُفضت قمت بتحطيم كل من تقابلك جعلتهم كالعبيد .. كجوارى هارون الرشيد .. جعلتهم كأنهن حورٌ عين وأنت والى الجنة .. ألا تتذكر .. كم من أنثى جعلت منها مُسخة .. كم من أب دمرت له ابنته .. ألا تخجل من الحديث وأنت هكذا ؟؟
“انت غبى ومش فاهم حاجة” .. لما أنا أعلّم عليهم أحسن ما هما يعلموا عليا .. أنا بأخد حقى من الصنف الوسخ دا كله ومبعملش حاجة مجرد “بوسة..حضن..كلام فى الموبايل..سكس فون,, كله كلام أهبل وفاضى” ..
وهنا قال .. انتهى الحوار يا صديقى ,, لا أريد نُصحكَ ولا كلامٌ معك عبر هذا الموضوع .. دعنى وشأنى وان رأيتنى مستاءاَ فابتعد عنى ..
كلامه ليس داعى لأى شئ .. هو لن يفعل ما قاله صديقه .. ليس لأنه أمراً صعباً لكن لأنه لن يخون من أحبها حتى وان كان بعد الفراق .. الفراق ليس الفارق فى جميع الأشياء .. الفراق ليس موتاً فمعه استمراراٌ للحياة ..
الحياة لا تنتهى الا بالموت .. كل شئ سيتوقف فى يوم ما .. بالموت !!
وفى استرسال لآلام الذكريات المريرة .. قام بكتابة أوجاعه فى ورقة كى لا ينساها أبداً .. من كلاسيكيات الحياة أنّ الانسان عاشق لأى شئ مأساوى .. الحياة جاءت بالمآساوية .. حياتنا على هذا الكوكب مأساوية بحتة ممزوجة بالمزيد والمزيد من الانشقاق الداخلى والشيزوفرينيا .. كتب وزاد فى كتابته حتى بكت الأوراق وتقطعت سطورها ..
تذكر أيام كانوا سوياً .. أيام كان لا يرى شيئاً الا الحياة الوردية .. ولم يكتب شيئاً لأن لا شئ يُكتب فى الفرح!! نحن هكذا نعشق الحزن بكل ألوانه وأشكاله .. نعشق الحديث عن كوننا ضحية .. مظلومين .. نعشق الانشقاق الداخلى بين الراحة الأبدية والاختناق الكلى .. أنت هنا ,تعيش دون جدوى .. انتحر اذا ودع كل تلك الأشياء ..دعها لمن يستطيعون العبث بالمأساوية ومعها .. دعها لمن يتألمون جوعا ولا يبكون .. ينامون على الأرصفة ولا يقولون سننتحر .. دع كل هذا وانتحر يا صديقى .. علك تنهى بيديك كل تلك الأشياء !
لن أنتحر الآن .. حين أريد الانتحار سأنتحر دون أن تدعونى أنت لمثل هذا..لن أخطط فى سنتين , وأُحدث ضجة لشهرين ثم أنفذ فى أسبوع أو أسبوعين .. حين أريد الانتحار سأنتحر فى الحال دون الرجوع لأى شئ .. فطالما اخترت الانتحار فلن أُفكر فى أحد !
دائما ما يتراجع المرء عن أشياء كثيرة ليس لأنه لم يجد الرغبة فى فعلها ولكن لأن هناك أشخاص ما فى مكان ما قد يتأثرون سلبا بذلك .. نعيش للناس .. نستمع لكلام الناس..نهنئ الناس .. الكلام هو الوسيلة الوحيدة لكل شئ وأى شئ جرب ولو لمرة أن تدخل عزاءً ثم لا تقول ما اعتدت .. قل ما تريد ,اذا كنت مسلما قل ما تريده واذا كنت مسيحيا قل ما تريده واذا , واذا ,, ثم اذا وصلت كونك ملحداً فقل أيضا ما تريده .. المجتمع فرض علي الجميع كلمات واحدة فى أجزاء موحدة تقال فى نفس الوقت .. كل شئ مأساوى !!
وحين قام بالرجوع لما أراد وجد نفسه مستمتعا عكس كل المرات السابقة فى الرجوع .. لم يعد يتألم !! غريب أمره تألم مرات كان فيها الوجع ليس بتلك الشدة .. فماذا الآن ؟!! ماذا بعد كل تلك الشهور والليالى السوداء .. ماذا بعد ضياع المستقبل!! لا شئ .. اعتاد كل شئ وسيعتاد على أى شئ .. من عرف ماهية الخلاص من الصعب أن يتأثر بالأحداث المؤلمة فكلها سواء فى الوجع والنهاية حتمية بالموت .. اما موتاً كلاسيكيا او انتحار على هيئة كافر !!
ليس من السهل أن يتذكر المرء احساسه بالعجز .. سمينا الصمت عجز لأننا اعتدنا الكلام ,أصبحت الحياة كلام,مجرد كلام .. لا شئ سوى الكلام , نحن نستمتع بكامل العنصرية ضد الصمت -;- لأننا عجزنا عن فهم تعبيرات الصمت , مع أنه أهم وسائل التعبير .. أهم وسيلة للتعبير عن السئم من جميع الأشياء , حتى أنتى,حتى أنا .. سئمت منّا ومن كل شئ
لم يكن هناك رسائل غرام ,محبة,أى شئ .. كان مجرد صمت وعجز عن الكلام وكان الآخر يفهم وعندما عجز الفاهم للصمت عن التعبير خَوّنهُ الصامت مسبقا كثير الضجة الآن .. لا داعى للعجب , لا داعى لأى شئ !!
لم يعد هناك أزمات فى أىّ شئ..من كان سابقا يراك أفضل منه لمجرد أنك متفوق عنه دراسيا سيراك الآن فاشل لمجرد أنه أراد ذلك , هنا تكمن طبائع الأمور كلها !!
الكلام بالتعجب يعجب الكثيرين , شهرة بعض الكتّاب جاءت بالتعجب والآخرون بالتهييس , وهو يشتهر باللامبالاة .. عَودهُ الصبر على اللامبالاة ,, الصبر ليس مفتاحا للفرج , الصبر مفتاح للامبالاة واعتياد أى شئ .. الصبر يجعلك من الميتين الأحياء .. أحياء فى دنيا أخرى ونحن موتى فى دنيانا .. فليسقط الصبر ولتقسط دواعيه !!
لو كان ولد فى مجتمع آخر ,فى دولة أخرى,فى مركز آخر فى نفس الدولة ,ما كان كتبَ هذا وما كان جلس يساومه صديق من ناحية حول أشياء تشبيه أحدها بالحقارة تقليل من شأن الحقارة , لو كان المكان غيرَ المكان والزمان غير الزمان لما أحبها , لما كان هنا يكتب هذا ويضحك ويبكيكم أو يضحك أحدكم ويبكى أخرين , هو ليس حبا وانما واقع , واقع بنظرة واقعية فى زمان افتقد أدنى معانى الرحمة .. كلنا عاجزون , المتكلم عاجز عن الصمت ,, والصامت عاجز عن الكَلَم ,, والشبيه عاجز عن الاختيار .. والغنى عاجز عن الفقر , والفقير عاجز عن جمع الأموال ,, وهو عاجز عن الحب !! فحينما يقول لها أحبك يعنى بها هل تحبينى؟؟ ولأنه يفهم صمتها جيدا قال فى قرارة نفسه بأن الاجابة لا وليست لا واحدة بل ألف ألف مليون لا !! وفى ذلك المجتمع وفى ظل توارد أفكار العفن منذ نشأة اللاشئ ومع كل ذلك قرر الصمت!!
دنيا والحاكم فيها منتهى اكلينيكيا منذ قديم الأزل , وما ترك الا عيوبا موروثة من أزمنة سحقية مل فيها العدم من الاشتياق للوجود !! اشتاق العدم للوجود واشتاق هو للعدم , ليس العدم بأى مما نعيشه هنا .. هنا توجد حياة وليس عدم ومهما حاولوا الوصول للعدم فى ظل الأجواء المحيطة بالقلب من تركيبات تشريحية وفسيولوجية تجعله يضخ الدم لبقية الأعضاء كى تحيا فهو ليس عدماً .. العدم يُوجد بالموت , وحياة ما بعد الموت……. !!!!!!!!!!
لا أحد يعرف الحقيقة ,, والكل يبحث عن الحق والصح والمظبوط ,,
الصح !! هيفرق فى ايه الصح..مش هيفرق فى حاجة يبقا ليه نكدّر نفسنا ونعيش ندور عليه !! الحق أصبح يصفق للباطل والناس تريد الباطل فالباطل حين يريده الناس يصبح حق والصح والغلط يختلف من مكان لآخر ومن دقيقة لما بعدها !! وكما قال : لو كان المكان غير المكان لما حدث كل ذلك .. لما أحبها , لما كان كل هذا ,, ويكفى هذا حد كونه يحيا !!



#مصطفى_محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلامة وجدى غنيم
- حديث الظل


المزيد.....




- فيديو: أهالي الرهائن الإسرائيليين يتهمون نتنياهو بتقويض الات ...
- صادق خان يفوز بفترة ثالثة قياسية كعمدة للندن
- جيرونا يهدي الريال لقب الدوري الإسباني برباعية أمام برشلونة ...
- النيابة المصرية تكشف عن هوية أبو حمزة تاجر الأعضاء البشرية ب ...
- الطوائف الشرقية تحتفل بسبت النور
- محلل سابق في CIA يتوقع انتهاء العملية العسكرية بسيطرة روسيا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية أيمن زعرب أحد قادة -لواء رفح- جن ...
- قيادي بارز في حماس: الحركة لن تسلم ردها للوسطاء هذه الليلة
- تواصل المظاهرات عبر العالم تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غز ...
- حزب الله يقصف 4 مواقع للاحتلال وغارات إسرائيلية على جنوب لبن ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مصطفى محمود عباس - عفن بلا شئ!!