أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - كلام أبو لبدة















المزيد.....

كلام أبو لبدة


إلهامي الميرغني

الحوار المتمدن-العدد: 1193 - 2005 / 5 / 10 - 11:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يوجد لدينا مثل صعيدي يقول " كلام أبو لبدة مايتسمعش " واللبدة هي نوع من أغطية الرأس ( الطواقى ) التي يستخدمها أهلي الصعايدة وهى مصنوعة من الصوف وشكلها يختلف عن الطاقية العادية التي يستخدمها الفلاحين المصريين فحين تطوي تكون على شكل مثلث ولذلك عندما تلبس تكون لها مقدمة مرتفعة عن الرأس ويرجع ذلك لارتفاع درجة الحرارة في صعيد مصر ولكي لا تلتصق الطاقية بالرأس مباشرة فتسبب زيادة الشعور بالحرارة صنعت مرتفعة عن فروة الرأس لتوفر مجال للتهوية .



والمقصود من المثل السائد هو أن النصيحة حين تأتى من الصعيدي " أبو لبدة " لا يستمع إليها البعض نتيجة الموقف المسبق من الصعايدة أو النظرة إليهم باعتبارهم أقل ذكاء رغم أنهم وعلى طول التاريخ كانوا صناع الحضارة من جدي إخناتون وجدتي نفرتيتي ومروراً برفاعة الطهطاوي وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وهدي شعراوى رائدة النهضة النسائية والعقاد ووصولاً إلى عمنا الدكتور إسماعيل صبري عبدالله والدكتور مصطفى كمال طلبة والفنان المبدع عمار الشريعي.

وباعتباري صعيدي فأنا أبو لبدة الذي لا يهتم البعض بما أكتبه خاصة واننى مصاب بقصر نظر لا أري التغيرات التي تحدث في السلطة والإصلاح الذي يتم ولا أرى من الكوب سوى نصفه الفارغ. وكلما صدقت نبؤتى تجاه أي حدث أتذكر أن" كلام أبو لبدة مايتسمعش " ، وأن هناك خبراء يملكون أشعة فوق الصوتية تخترق الجدران وتعرف ما يحدث خلف الكواليس وتحت المناضد وداخل الغرف المغلقة وتدعمه.

عندما أعلنت الحكومة عن إنشاء المجلس القومي لحقوق الإنسان لم أتوقع خيراً لهذا المجلس رغم أنه يضم بعض رفاق الدرب القدامى لأنني أبو لبدة وأعرف أنه قد جرت في النهر مياه كثيرة ، وأن أصدقائنا التاريخيين مضى كل في طريق ، وفى 4/2/2004 كتبت " ماذا يفعل الملائكة في ظل آلية فاسدة ومفسدة فتكوين المجلس وتبعيته واختصاصاته ودوره كلها لا تبشر بأي خير بغض النظر عن كفاءة أو عدم كفاءة أعضاءه. وقد علمتنا التجارب ألا نضع ثقتنا في أفراد مهما كانوا من عبد الناصر إلى صدام فما بالنا بأعضاء المجلس، وماذا سيفعلوا إذا كان رأيهم استشاري ولن تلتزم به الحكومة" .ورغم الهوجة المصاحبة لتكوين المجلس عن إلغاء حالة الطوارئ إلا أن الوقائع صباح مساء تؤكد أن الطوارئ باقية وأن النظام لا يستمر بدون الطوارئ وهو ما أكده الرئيس مبارك في فيلمه الأخير الذي أخرجه الفنان شريف عرفة .

وعندما دعي الحزب الوطني لحوار مع أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني هرول البعض إلى قاعة المؤتمرات مهللين مكبرين سعداء بالدعوة واستمع الحزب لأرائهم ثم ألقى بها في سلة المهملات وقد كتبت في 1/10/2003 مقال عن " مجموعة ديمقراطية في السلطة " وقلت :

ليس من حق احد أيا كان أن يبيع لنا أوهام جديدة ويطالبنا بالصبر والصمت وأن نعطى الرئيس الجديد فترة ليثبت لنا ديمقراطيته التي نحفظها عن ظهر قلب فهذا الشبل من ذاك الأسد ، ليس من حق أحد أن يقنعنا بوجود مجموعة ديمقراطية في السلطة الملطخة أياديها بدماء الشرفاء في مصر والتي تغلق معتقلاتها على عشرات الآلاف من خيرة أبناء مصر دون محاكمة ، السلطة التي تحكمنا بالطوارئ وتصادر النقابات المهنية وتصادر الحياة السياسية وتحاكم المدنيين أمام القضاء العسكري.السلطة التي لا تجيد سوى تزوير الانتخابات والحقائق ، سلطة الديون والفساد والبطالة والعشوائيات والتبعية.



ولم يستمع أحد لكلام أبو لبدة وأصرت العديد من القوي خاصة أحزاب الديكور الديمقراطي على الهرولة كلما تمت دعوتهم للحوار وفى البداية ورطهم الحزب الوطني بأخذ موافقتهم على عدم تعديل الدستور قبل الاستفتاء على الرئاسة وبعد أن بصموا على ذلك خرج الرئيس ليعلن انه أكثر ديمقراطية من الجميع وطالب بتعديل المادة 76 والسماح بانتخاب الرئيس من بين أكثر من مرشح .

ثم فرح الجميع بالتعديل الذي كان من الممكن أن يكون بداية لتغيير حقيقي وهرولت أحزاب المعارضة إلى الحوار ولم تتعلم من القفا الذي أخذته في قضية تعديل الدستور واستمع الحزب الحاكم لكل الأراء واستمع لكل الخبراء وبعد ذلك نفذ خطته التي حولت التعديل إلى مجرد تغيير شكلي غير حقيقي فارغ المضمون . أن قوى المعارضة الرسمية وبعض المستقلين مصرين على أخذ عشرين قفا على سهوا ، فلا يوجد تعلم من التجارب السابقة ولا توجد خبرات من الماضي يمكن الاستفادة منها .



إن التغيير لن يأتي منحة قائد مثل منحة عيد العمال ولكنه ينتزع ،وبذور التغيير تمتد في التربة السياسية المصرية وتنمو وتترعرع من الحملة الشعبية من أجل التغيير إلى حركة المهندسين الديمقراطيين والمحامين الديمقراطيين إلى حركة استقلال الجامعات إلى حركة القضاة هذه التحركات التي تضم القوي الفاعلة من أجل التغيير والتي تتلاقى مع تحركات منظمات المجتمع المدني الأخرى لتشكل رياح التغيير الحقيقي بعيداً عن أوهام إصلاح يأتي من نظام الاستبداد والفساد والتبعية.



في منتصف السبعينات وعندما كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة كان السادات يخطو كل يوم خطوة في اتجاه التبعية والخيانة التي كانت تعيد التنمية خطوات للخلف ولكن كان لدينا أحد الحكماء الذي كان يجلس فوق " الكنبه العربي " وينفث سيجارته في وجوهنا ويقول " إن ما يحدث يؤكد صحة توجهات حزبنا ، وصحة خطنا الوطني الديمقراطي" كانت الكوارث متوالية وكبيرة.

الآن وبعد كل هذه السنوات وبعد أن مضى كل في طريق وبعد أن أصبحنا نتلاقى لقاء الغرباء أبحث عن حزبنا فلا أجده وأجد بقايا جيشنا يسيرون فرادي قابضين على الجمر ، وأجد خطنا الوطني الديمقراطي يحتاج أن ننفض عنه الغبار ، وأخشى أن تحل الساعة الآتية لا ريب فيها دون أن نفعل ما كنا نحلم به .



إن تسونامي قادم لا محالة فهل نواجهه منفردين أم ستتلاقى ايادى الباقين من القابضين على الجمر لتصنع جسر العبور إلى مصر المستقبل ، هل نتحرك الآن أم سيقتلعنا تسونامي القادم ويلقى بنا جثث غارقة في الأوحال على شواطئ الوطن .



سأظل أحلم وأردد مقطع من أغنية مقدمة مسلسل " ليالي الحلمية " التي تقول :

متسرسبيش يا سنينا من بين إيدينا

ومتنتهيش دا أحنا يادوب إبتدينا

واللي له أول بكرة هيبان له آخر

والسكة بكرة تقصر مهما طالت علينا



#إلهامي_الميرغني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح الاقتصادي في مصر
- الفقر في بر مصر
- ديون القطاع العام وديون القطاع الخاص
- مفاهيم ديمقراطية مغلوطة
- شكراً للرئيس مبارك
- حكاية الأسد العجوز
- تاريخ الحركة الشيوعية الثالثة - ضرورات التوثيق
- النقابات المهنية بين الأزمة الهيكلية والقانون 100
- أبناؤنا في الخارج
- هوامش على دفتر الأزمة
- البطل الأوليمبي كرم جابر ، ولكن للإبداع شروط
- قبل أن نتكلم عن الحكومة الإليكترونية
- تحية تقدير وإعزاز لقداسة البابا شنودة الثالث
- هل توجد فرص أمام العمل المشترك بين قوى اليسار المصري؟
- تعددت الأسباب والموت قهراً !!!
- خوازيق على طريق الاصلاح السياسى
- دروس من سقوط أحمد الجلبي
- ماذا حدث فى سمالوط؟!
- ديمقراطية أبو غريب
- بأي حال عدت يا عيد


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - كلام أبو لبدة