أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد فيادي - الجامعات العراقية أماكن خطرة















المزيد.....

الجامعات العراقية أماكن خطرة


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 1189 - 2005 / 5 / 6 - 10:57
المحور: المجتمع المدني
    


بعد ما جرى من أحداث في جامعة البصرة كلية الهندسة والتي كانت جرس الإنذار الذي قرع لينبهنا إلى حال الجامعات العراقية , جاء الحادث البشع الثاني بقتل طالب كلية الصيدلة جامعة بغداد في الباب المعظم, وهذا الحدث الجلل يجعلنا أمام حالة لابد من الوقوف عندها لوضع الحلول الناجعة والسريعة .
أرى من المفيد أن نفهم حقيقة المشكلة لكي تكون الحلول المقترحة أكثر فائدة , وأقول هذا لأني زرت الجامعات العراقية وشاهدت بعيني الوضع الشاذ الذي تعيشه بعد سقوط النظام( على إنني لا امتدحها في عهد النظام المقبور) , فقد نشطت الحركات السياسية بين الطلبة وأصبحت تسيطر على الجو الوطني بشكل مبالغ فيه مما حولها إلى مكان للنزاعات وفرض السيطرة الحزبية على أهم فئة في المجتمع وهي الطلبة الجامعيين . فقد رأيت كيف قام طالبين من أنصار النظام المقبور بنزع ملصق عن إجتثاث البعث , و مسيرة تحتج على اختيال الشيخ احمد ياسين ( الزعيم الروحاني لحركة حماس الفلسطينية) خلال الدوام الرسمي وترديد هتافات بصوت عالي أعاقة سير الدراسة في جامعة بغداد / باب المعظم, إضافة إلى محاولات طلابية في تجميع عدد من الطلبة ذات التوجه السني لغرض التكتل والتحضر لمواجهة التيار الشيعي الذي بدأ ينشط وسط الجامعات , وشاهدت على الجدران صور للسيد السستاني والشهيد الصدر الأول والثاني والشهيد الحكيم , إضافة إلى لافتات تدعو لزيارة العتبات المقدسة في إيران وبأسعار رمزية , ولافتات مخطوط عليها شعائر حسينية , وفي مكان آخر شاهدت قوات الاحتلال داخل الحرم الجامعي تقوم بدور الحراسة لان الشرطة العراقية لم تستطع السيطرة على حادث شجار سياسي داخل الجامعة , كل هذا شاهدته في العام الماضي عندما كانت النشاطات السياسية في أولها نظراً لقصر الفترة الزمنية بعد سقوط النظام , ولا يفوتني أن اذكر أن وزارة الثقافة كانت قد أقامت معرض للكتاب في مكان أخر من الجامعة شمل عدد من الكتب الدينية والتاريخية والعلمية دون إضافة أي كتاب عن حقوق الإنسان أو عن الديمقراطية أو الفدرالية أو عن المجتمع المدني , كل هذا وذاك جعلني اشعر أنني في مكان لايمت للحياة الجامعية بشيء, ومن الغريب أني دخلت على غرفة كتب عليها رابطة الطلبة فوجت احد المعممين يجتمع بعدد من الطلبة ولقي عليهم محاضرة علما انه خارج الوسط الطلابي وهو ليس بأستاذ جامعي وهذا ما عرفته منه شخصاً عندما دعاني لحضور محاضرة له في جامعة بغداد / الجادرية عن الإسلام السياسي.
إن الزميل الذي قتل على يد مجموعة إرهابية وكما وصلتني الأخبار عنه , كان من النشطاء في الوسط الطلابي فقد كان ينظم جلسات العزاء الحسيني وشارك في تهيئة الطلبة الذين ذهبوا سيراً على الأقدام إلى كربلاء يوم عاشوراء , وبشهادة احد أساتذته الذي ظهر على شاشة التلفزيون , قال إن الطالب وفي احد الأيام أراد إدخال سيارته إلى كراج الجامعة وكان أمامه ابن العميد بسيارته الشخصية وقد سمح لابن العميد أن يدخل ولم يسمح له بالدخول فما كان منه إلا أن قطع الطريق على الآخرين وقال ( أريد أشوف منو راح يدخل الكراج ) كان الأستاذ متفاخراً بهذا الأجراء ناسيا أن هكذا تصرف يدل على قلة احترام للقانون وتشجيع على التمرد وخلق الفوضى , وقد أضاف الأستاذ إن الطالب كان يقول انه مشروع استشهادي وهو يتوقع انه سيقتل في يوم ما , وهذا يدل على نشاط القوى المتصارعة في الوسط الطلابي .
هذا الجو المشحون بالمتناقضات والنزاعات الفكرية والدينية والسياسية والمصلحية كان ينذر بحصول كارثة سريعة , وقد حصل ذلك للأسف , ولابد من أن أشير إلى الدور الذي يمارسه الأساتذة في التحيز إلى الطائفة والقومية والحزبية بشكل واضح للطلبة ساعد في تشجيع الطلبة على الانجرار وراء هذه الأفكار بطريقة عمياء, كما لا ننسى التواجد ألبعثي الشوفيني داخل الحرم الجامعي من خلال الأساتذة البعثيين والطلبة المنتمين للاتحاد الوطني لطلبة وشباب العراق ( اتحاد النظام المقبور والذي غير اسمه إلى الاتحاد العام لطلبة وشباب العراق) وكذلك الطلبة المنسبين من جهاز الأمن والمخابرات لغرض أكمال دراستهم على حساب الدولة في زمن الطاغية صدام, مما حول الساحة الطلابية إلى مكان لتصفية الحسابات وتحجيم دور الطلبة في بناء الفكر الوطني الديمقراطي .
ومن المشاكل الأخرى أن سيطرت بعض المليشيات الدينية على الحرم الجامعي وأصبحت تتحكم بأمن الجامعة وتحديد من له الحق في دخول الجامعة ومن يمنع خاصة الزميلات اللواتي لا يرتدين الحجاب, وهذا شكل آخر من أشكال التحكم بالحرم الجامعي كما حصل في جامعة البصرة فمن يذهب هناك يرى الطالبات المسيحيات والصابئيات يرتدن الحجاب خوفاً من جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي الجامعة المستنصرية أقيم معرض للكتاب الإيراني وبيعت خلاله كتب بأثمان لا تصدق حتى إنها لم تسد قيمة النقل, إضافة إلى بيع حجاب المرأة الإسلامي, فقد عرضت دمى ترتدي الحجاب كنماذج تتعرف من خلالها الطالبة على الحجاب الإسلامي الصحيح, ولا افهم ما علاقة الحجاب بالكتاب, وبيع أيضا أقراص الليزر التي تحتوي المقتل الحسيني .
بعد هذه المشاهدات وربطها بالإحداث التي وقعت والتي أدت إلى قتل طالب بالإضافة إلى قتل أساتذة جامعيين وجرحى أليس من الواجب التوقف للنظر في حال الجامعات العراقية وإنقاذها من المستنقع الذي هي فيه, ولا ادري كيف ستطمأن العائلة على ذهاب بناتهم وأبنائهم إلى هذا المكان الخطر ( الجامعة) , واتسائل هل ننتظر أن يقتل آخرون لكي تتدخل الحكومة , وهل تدخلها سيكون منحازاً لطرف ما على حساب المجتمع العراقي , إن الدور الذي لعبته الأحزاب العراقية في قضية طلبة جامعة البصرة انعكس سلباً في حادث اختيال الطالب الجامعي في جامعة بغداد, والدور السلبي الذي مارسه بعض الأساتذة والعمداء ومعاونيهم صعد من نشاط الطلبة المتعصبين والإرهابيين على حساب الطلبة المسالمين وغير المنتمين إلى جهات معينة, كما إن تدخل الشرطة العراقية كطرف منحاز في قضية البصرة انعكس سلباً على دور القانون والقضاء في حل مشاكل المواطنات والمواطنين,أما سكوت وزير الداخلية السابق وعدم اتخاذه إجراءات قانونية يضاف له سكوت رئيس الوزراء السابق ووزير حقوق الإنسان السابق سكوتهم أدى إلى استفحال حالة اللاقانون وتثبيت قانون العشائر والفصل كما جاء في سلوك السيد محافظ البصرة .
أرى أن يبتعد عمداء الجامعات والكليات ومعاونيهم من التدخل السلبي في الحياة الجامعية وان يبقون على الحياد لضمانة تقليل التكتلات الحزبية داخل الجامعة, إضافة إلى منع الشعائر التي لا تمت للحياة الطلابية بشيء ووضع برامج تعليم تحد من التعصب, وتدعو إلى احترام حقوق الإنسان, وتقبل الرأي الآخر, والوقوف بوجه التداخلات الدولية في الحرم الجامعي مثل معرض الكتاب الإيراني والنشاط السوري المخابراتي, ومنع المليشيات الحزبية داخل الحرم الجامعي , تفعيل اتفاق اربيل وتطبيقه على ارض الواقع , احترام الأحزاب لتعهداتها في عدم النشاط الحزبي داخل دوائر الدولة بما فيها الجامعات, تشكيل مجلس للآباء يتعاون مع الجامعة في تنبيه الأبناء من الانزلاق في الأعمال الخطرة ( بالرغم من بلوغ الطلبة للسن القانوني لكن هذا الأجراء يتناسب والعادات والتقاليد العراقية), وضع الحكومة أمام واجبها الوطني والمهني في الحد من تدهور الوضع الأمني داخل الجامعات, وضع نشرة يومية داخل الجامعات عن المقالات والأفكار التي تساند الحياة الجامعية ونقل الخبرة للطلبة فيما يخص العمل الطلابي, تنسيق العلاقات بين الاتحادات الطلابية وإقامة نشاطات مشتركة لرفع قابلية الطلبة على تقبل الأخر.
أدعو كل من له الخبرة في العمل الطلابي من تقديم المقترحات إلى هيئة رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير التعليم العالي والجمعية الوطنية , لغرض تسهيل مهمتهم في جعل الجامعات العراقية مكان امن يستقي منه الطلبة العلم ويطورون فيه إمكانياتهم الاجتماعية والثقافية لأنهم مستقبل العراق ومهندسي الهوية العراقية الوطنية .
اعزي ذوي الطالب الفقيد وأتمنا لهم أن تكون آخر الأحزان , واعزي زميلاته وزملائه على فقدانه , متمنياً لهم حياة طلابية مليئة بالنشاط العلمي والثقافي والترفيهي من اجل بناء العراق الجديد , عراق خالي من الإرهاب والقتل وسيل الدماء البريئة .
العار والخزي للقتلة وأبشرهم بقانون عراقي يقف لهم بالمرصاد .



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمال العراقيون بلا ولاء عمالي
- الديمقراطية و حجاب المرأة
- تظاهرات العراق المليونية والمنفعة الشخصية
- شجرة لأتجدد أوراقها لكنها تثمر دائما أفكارها
- طلبة جامعة البصرة ... بين الحكومة الانتقالية والجمعية الوطني ...
- جامعة البصرة ومستقبل العلاقات مع جامعات العالم
- طلاب البصرة احذروا أنصاف الحلول
- مطلوب نقل ثورة طلاب البصرة إلى كل جامعات العراق
- أنا السائل .......... أنا المجيب
- اعتراضات وردود أفعال متعصبة على حديث السيد حميد مجيد موسى
- الانتخابات العراقية وماافرزته والمستقبل 4 قائمة اتحاد الشعب
- الانتخابات العراقية وما افرزته والمستقبل 3
- الانتخابات العراقية وما افرزته والمستقبل 2
- الانتخابات العراقية وما أفرزته والمستقبل 1
- هل لانها التجربة الاولى نقبل بالاخطاء الاعلامية
- قائمة اتحاد الشعب تعاني من سوء الفهم والدعاية البعثية
- قائمة اتحاد الشعب ستأمم اموال الاغنياء العراقيين
- لجنة دعم الانتخابات في برلين محمد محبوب مهلا لاتأخذ الامور ه ...
- حلم الزواج يصحى من جديد
- يوسف العاني .. هل أسدل الستار؟؟؟


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد فيادي - الجامعات العراقية أماكن خطرة