|
الوجه الآخر للعذاب
جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 20:48
المحور:
الادب والفن
الوجه الآخر للعذاب
عَجِيبٌ أَمْرُكَ أَيُهَا القَلْبُ.. لَمْ تَعُدْ كَسَابِقِ عَهْدِكَ تَبْكِي، وَلَمْ تَعُدْ حَراَئِقُكَ المَجْنُونَة، فِي أَحْشَائِي اليَابِسَةِ تَشُبُ، وَلَمْ تَعُدْ مَعَ اَلآلِهَةِ تَجْلِسُ، وَلَمْ يَعُدْ يُرضِيكَ فِي هَذِهِ المَعْمُورَةِ، لَا عَبْدٌ وَلَا رَبُ، وَإِنِّي أَرَاكَ تُكَابِرُ بِالأَمَلِ، وَتَتَحَدَّى الجِّرَاحَ، وَمَا زِلْتَ قُرْبَ مَنْ جَافَتْكَ تُحِبُّ، وَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ أُشَاطِرُكَ الهَوَى، لَا أَرْضَى أَنْ تَقْضِي اَلأَيَامَ حَزِينً مُلَوَعً تَعِبُ، عَبَثً تُحَاوِلُ يَا قَلْبُ.. وَعَبَثً تُنَادِي مَنْ كَانَ فِي يَومٍ، أَعَزَ الرِّفَاق، وَعَبَثً تُنَاضِلُ، وعَبَثً تُجَامِلُ، فَالزَهْرَةُ قَدْ ذَبُلَتْ، وَاِحْتَرَقَتْ اَلأَورَاق، يَا قَلْبُ.. هَيَا اِمْسَحْ دَمْعَكَ وَدَعْنَا نَرحَل، دَعْنَا نَصَعْ رِحَالَنَا فِي الشَّمْسِ، فِي جَزِيرَةٍ خَالِيةٍ مِنَ النِّفَاق، وَيَا لَيتَ اَلأَمْرُ كَقَصِيدَةٍ حَزِينَةٍ حَتَّى أَبْكِي، إِنَمَا الجُّرحُ عَمِيقٌ، أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُطَاق، أَنَا وَأَنْتَ يَا قَلْبُ.. لَسْنَا إِلَّا حِبْرً عَلَى وَرَق، تَرْمِينَا الرِّيَاحُ حَيثُ لَا مَفْرَّ مِنَ النِهَايَةِ، وَلَا مَفْرَّ مِنَ الغَرَق، وَلَا مَفْرَّ مِنَ النَّارِ، وَقَسْوَةَ الشِّتَاءِ، وَطُولِ اَلْاِنْتِظَارِ، وَلَيِّلٌ دَامِسٌ، مَصَابِيحُهُ دُمُوعٌ مُتَلَألِئَةٌ فِي الحَدَق، تُكَابِرُ يَا قَلْبُ وَأُكَابِر، وَنَدَّعِي اَنَّنَا مَا رَأَيّنَا العَذَابَ يَوماً، وَمَا شَرِبْنَا المُرَّ يَوماً، وَلَا كَانَ لَنَا حُبًّ.. عَلَى ضِفَافِ العُمْرِ قَدْ اِحْتَرَق، أَنَا وَأَنْتَ يَا قَلْبُ.. لَسْنَا إِلَا صَرَخَاتِ عِشْقٍ وَغَضَب، تَقْذِفُ بِنَا اَلَاَمْوَاجُ كُلَّمَا هَبَّتْ الرِّيَاحُ، اِلَى شَوَاطِئِ العَذَابِ، وَشَوَاطِئِ اليَأْسِ وَالتَعَب، لَا يُنَادِينَا الصُبْحُ اَبَدَاً، وَكَأِنَ نُورَ الشَّمْسِ لِلَأَحْزَانِ مُمْطِرَة، وَكَأِنَ الحُبَّ فِي هَذَا العَالَمِ، قَدْ وَلَّىَ وَقَدَ نَضَب، وَيْلِي مِنَ العَبِيرِ اِذْ يَسْأَلُنِي.. مَاذَا فَعَلْتَ بِأَحْلَامِي؟ وَلِمَا ذَبُلَتْ وُرُودِي وَأَصْبَحَتْ حَطَب، يَا قَلْبُ.. مَالَنَا نَرْضَى بِالحُزْنِ عَزِيزً يُوَاسِينَا، وَنَرْضَى أَنْ يَكُونَ مَصِيرُنَا شَلَّالَ نارٍ وَلَهَب، أَنَا وَأَنْتَ يَا قَلْبُ.. جُرْحٌ مُتَأَجِجٌ بَيِّنَ السُّطُور، وَبُسْتَانُ حُبٍ مُشْتَعِلٍ، وَسَيّلُ دَمْعٍ لَا يَنْتَهِي، فِي عَالَمٍ غَرِيبٍ، أَحْمَقٍ مَسْعُور، أَشْكُوكَ يَا قَلْبُ.. وَمَنْ لِي سِوَاكَ لِأَشْكُوكَ، لِمَنْ أَشْكْوكَ وَقَدْ عَانَقَتْنِي وَعَانَقَتْكَ التَنَاهِيد، وَاَنْفَاسِي كَزَوَابِعِ السَّعِيرِ تَحْرِقُ دَمِي وَرُوحِي،، وَتَحْرِقُ ألَمِي العَنِيد، يَا قَلْبُ.. مَالِي سِوَاكَ مِنَ اليَمِّ مُنْقِذً، وَأَنْتَ رَفِيقِي، وَأَنْتَ أَمَلِي الوَحِيد، وَأَنْتَ وِجْهَتِي وَقُرَّةَ عَيّنِي، وَلَيسَ لِي سِوَاكَ قَصِيد، أَنَا وَأَنْتَ يَا قَلْبُ.. تَبْكِي السَّمَاءُ لِحَالِنَا، يَبْكِي الغَسَقُ، يَبْكِي الشَفَقُ، تَبْكِي الورُدُ، يَا قَلْبُ.. نَحْنُ لَسْنَا إِلَا وَجْهً اَخَرً لِلْعَذَابِ، عَلَى هَذَا الكَوكَبِ قَدْ وَلَّى وَقَدْ مَرَق.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قبليني
-
أين أنتِ
-
صرخة في وجه الاسد
-
هذه مملكتي
-
لا تدعيني أغرق
-
لا ترحلي
-
لاجئ سياسي
-
علماني وافتخر
المزيد.....
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|