أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهد بدوي - مشاعر البرامسيوم














المزيد.....

مشاعر البرامسيوم


ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحاول الجميع الضغط على الشعب السوري كي يختار بشار الأسد بدلا من الموت. وأنا أيضا أحيانا أفكر في ذلك: فيليبقى لما لا؟ أليس أفضل من استمرار التدمير والموت؟ وذلك عندما تهاجمني بشدة مشاعر البراميسيوم.
البراميسيوم حيوان وحيد الخلية لديه غريزة واحدة وهي غريزة البقاء لذلك لديه مشاعر وحيدة وهي الخوف عند الخطرالشديد وردة فعل وحيدة حين يتعرض لخطر الموت أن ينكفأ ويقطع علاقته مع العالم الخارجي.
الحقيقة أن النظام نجح منذ البداية في استثارة مشاعر البرامسيوم عند السوريين..نجح منذ أول يوم في استثارتها عند الطائفة العلوية ومن ثم عند الأقليات عموما والآن عند جميع السوريين.. لقد عمل على مراحل وعلى نحو منظم لكي يحصل على كل هذه النتائج الباهرة.
أول مشهد دم رأيته كان في أول شهر من الثورة في يد مهندس علوي طيب جدا .فتح فيديو، كان يوزعه النظام، على موبايله رأيت فيه سلفي يقطع رأس علوي ويمسك الرأس بيده والدم يقطر منه وعندما نظرت إلى وجه المهندس رأيت ذلك الرعب الرهيب الذي لم أشهده من قبل. وبعدها المسرحيات السيئة الاخراج في مناطق تجمع الطوائف المتنوعة في حي المزة 86 وجرمانا والدويلعة وباب توما..الخ والآن كل هذه المجازر والحرق والتمثيل بالجثث والاغتصاب وأكل لحوم البشر.
قال لي صديقي من أسرة علوية في بداية الثورة: أهلي يعرفون انها مسرحيات كاذبة تهدف إلى إخافتهم وعندما سألته وماهي النتيجة؟ قال يخافون فعلا. إذ لا يخفى على أحد أن المشاهد المتوحشة تستثير الخوف بغض النظر عن الفاعل.. ويمكننا أن نلاحظ أنه لم يكن من المهم أن نعرف الشخص الذي مضغ القلب البشري لأي جهة ينتمي.. لأن المشاعر التي استثارها هي الخوف من القادم. الخوف ثم الخوف ثم الخوف والنتيجة كانت الارتداد من الحالة الانسانية الى الحالة العضوية الأولى الى مشاعر البراميسيوم.
ولكن السؤال هنا هو كيف نجح إعلامه في ذلك رغم غباء إعلام الديكتاتوريات المعروف؟ وكيف أصبح العالم كله يسلك سلوكه؟
أعتقد أن هذا الإعلام الغبي دعم بإعلام ذكي جدا، وهو الاعلام الغربي. الأوروبيون الطيبون أيضا استثير شعور البراميسيوم عندهم. عملت الشركات والوزارات والشبكات والمافيات الداعمة لاسرائيل وخاصة الإعلام الغربي على استثارة هذا الشعور عندهم، عبر الخوف من الإرهاب واستثارة الاسلام فوبيا للدفاع عن صديقهم الديكتاتور. لقد رأيت في عيون بعض الأوربيين رعبا وخوفا من الارهاب مصنوعا بتقنية عالية. وهكذا يمكن أن نفهم كيف يمكن للشعوب التي أنتجت اتفاقية جنيف لحقوق الانسان.. وتربت على هذه القيم في المدارس أن تشل وتصمت ولا تخرج إلى الشوارع احتجاجا على المجازر المتوحشة التي يرتكبها النظام السوري؟ لا بل الأنكى من ذلك أنها تطالب الآن ببقاء الجزار!!!
في النهاية ليس من المبالغة بشيء أن نقول أن الثورة السورية هي ثورة على هذا الارتداد الى الحالة العضوية الأولى تحت وطأة الخوف. ثورةعلى هذا الانحطاط الى مشاعر البرامسيوم الذي عمل عليه النظام خلال الأربعين سنة الماضية. الشعب السوري الحر بثورته قاوم هذا التدهور البشري.. ولاعجب من مقاومة العالم كله ضد هذه الثورة التي كشفت أيضاعن عورات العالم كله بدون استثناء، وذلك لأن انتصار ثورته سوف يساهم مع الشعوب الحرة الأخرى في صياغة عالم إنساني جديد، يعيد الاعتبار مرة أخرى للمشاعر الانسانية العليا التي قامت كل ثورات العالم عبر التاريخ من أجلها



#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية: مقابلة من الداخل
- لماذا الفلسفة النسوية الآن؟
- الشرعية المؤقتة، وبوصلة الثورة السورية
- لم يكن موتك مواتيا لنا
- الجولة الثالثة من الاندماج الوطني في سورية
- ناهد بدوية في حوار مفتوح حول: المرأة السورية مثلها مثل الرجل ...
- سوريا والتصحر السياسي
- نحو تجاوز فترة الثمانينات البغيضة في سورية
- وعي و جيتار ودموع شفيفة أسلحة الثورة الجديدة
- نحن مصدر الشرعية، وهذا الجيش لنا
- مظاهرة احتجاجية لرجال الدين الإسلامي
- الفكر النسوي يسائل المنظومات الفكرية السائدة
- نجاح الجيدين ولكن بدون أي برنامج! قراءة في نتائج الانتخابات ...
- عقل الدولة الضائع
- النسوية الثالثة التعددية والاختلاف وتغيير العالم
- لماذا نحن ممنوعات من السفر؟!
- لو كان سيفي اكبر من وردتي كيف أكون؟
- ابتسامة عدنان محفوض
- إسراء وفداء وهمزة الحرية
- لماذا مٌنعت من مرافقة زوجي في رحلته الطبية؟!


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهد بدوي - مشاعر البرامسيوم