أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - هؤلاء البعيدين عن الدولة ....















المزيد.....

هؤلاء البعيدين عن الدولة ....


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 21:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هؤلاء البعيدين عن الدولة ....
في مقال مأمون فندي في الشرق الأوسط (( لماذا لم تحدث الثورة في المناطق الفقيرة ؟ )) سؤال مهم جدا وتحليل مختلف تماما , ويطرح بصورة مغايرة عن التحليل المتوقع حول نقطة جوهرية , هو لماذا لم تحدث الثورة في المناطق الفقيرة في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن ؟ ولماذا حدثت هذه الثورة في قلب المدن الكبرى في تونس العاصمة والقاهرة , ميدان التحرير , والميادين الكبرى في ليبيا واليمن ؟
هو يطرح عدة تحاليل ...
الأول : إن التخطيط الميداني للعواصم الكبرى في الوطن العربي القاهرة وليبيا واليمن سمح بالتجمع المليوني , وهذا التخطيط قديم منذ عهد الملكية في مصر , بينما التخطيط الميداني للصعيد في مصر أو العشوائيات لا يسمح بالتجمع المليوني ... لذلك لم تحدث هذه الثورات في المناطق الفقيرة ...
ويطرح الأستاذ مأمون فندي تحليل أخر , جدير بالانتباه , وهو إن صعيد مصر , لم يحاول دوما إن يكون جزء من الدولة المصرية , إنما كان مبتعدا دائما , فيقول إن أبناء الصعيد , كانوا يتجنبون الخدمة العسكرية بحيل فنية , وهي قطع الزناد أو السبابة من اليد اليمنى مع ختان الطفل ,وهذا لأنه يصبح بهذه الصورة غير لائق طبيا , وكانوا يتهربون من دفع الضرائب , وكانت هناك عائلات تقتل جباة الضرائب لعهد قريب , ويقول إن هذا مسجل في التاريخ القديم , وفي السجل الشفوي لتلك المنطقة .
ويقول إن الحقيقة إن هناك عشرات الأمثلة للتدليل عليها إن الصعيد كان دائما " لا يريد الانخراط بالدولة " ويحاول قدر الإمكان تجنب عنفها ضده , ويتجنب حروبها التي تشنها ولا يريد إن يشارك بها , والدخول في الثورة هو نوع من الانخراط في الدولة التي يحاول الصعيدي طوال حياتها إن يتجنبها , ومن هنا لم يتدخل بالثورة لأنه سوف تجلب له الدولة إلى عتبة داره وهو الذي قضى عمره كله محاولا الابتعاد عن خيرها وشرها , لان شرها دائما أكثر من خيرها ...
ويقول مأمون فندي , إن هذا الكلام يشمل الحوثيين في اليمن , وأهالي سرت في جنوب ليبيا ,وكذلك الجنوب التونسي ....
الحقيقة إن هناك جانب كبير من الحقيقة فيما يقول به مأمون فندي .. والحقيقة إن هذا يشمل كذلك الشيعة في جنوب العراق ,والأكراد في شمال العراق , والأكراد في سوريا , والشيعة في البحرين , والشيعة في الإحساء والقطيف ونجران في المملكة العربية السعودية , ويشمل كذلك الامازيغ في دول المغرب العربي ....
بكل بساطة في جنوب العراق , يوجد لديهم ما يشبه الازدواج التشريعي , فهم في دولة داخل دولة , يستجيبون لقوانين الدولة مضطرين , ويمارسون معها مبدأ التقية , حتى يتجنبون عنف الدولة ضدهم , ويبتعدون عن خيرها , لأنهم يعتقدون إن خيرها دائما اقل من خيرها , حتى حين تم تشكيل الدولة الحديثة في 1921 وإعلان الملكية , وجدنا إن الشيعة الأكثر ابتعاد عن المحتل الانجليزي , وان السنة هم من تقاربوا من الانجليز لذلك اخذوا معظم وظائف الدولة ولم ينال منها الشيعة إلا النزر القليل , مراجعهم الدينية كانت تحرم العمل بالحكومة , بدعوى أنها مغتصبون , وظلوا ينتظرون وقت الظهور لأنهم يعتقدون في أدبياتهم , إن دولة الشيعة مؤجلة حتى يظهر الإمام , لذلك لا يجوز أبدا الدخول في إي وظيفة حكومية , وهذا جعلهم بعيدين جدا عن الدولة ينظرون لها بأنها شيء غريب مضطرين للتعامل معه في ادني قدر ممكن , وحتى يبتعدون عن عنف الدولة وشرها ...
الازدواج التشريعي والقانوني لدى الشيعة , جعل لهم محاكمهم التشريعية , فهم لا يذهبون إلى المحاكم الحكومية إلا مضطرين , وبحكم القانون , عقود الزواج تعقد عند شيخ دين منهم , قبل إن يذهبوا إلى المحاكم لتوثيقها , زواجهم طلاقهم والوصية دائما تكتب عند رجل الدين , ثم يذهب بها إلى المحاكم ...
يوجد لهم قنوات مالية بعيدا عن الدولة , فلا يعترفون في القنوات المالية للدولة , ولا بجباة الضرائب , وهم إن دفعوا فأنهم في دفعها مضطرين , ثم يحمل الخمس والزكاة إلى المرجع , حيث المرجع هو الوحيد نائب الإمام المنتظر , وهو من سوف يشكل الدولة التي تأخر زمانها , وهم يعتقدون إن المهدي المنتظر هو المالك الوحيد للدولة , ويشمل ذلك المجهول المالك والثروات تحت الأرض , والنفط والبترول والآثار , ففي قانون الدولة (( إن الدولة مالك من لا مالك له , وان الدولة تملك الثروات الطبيعة البترول وغيرها من الثروات , وان الدولة الملك الوحيد للآثار ., وهذا يدخل في المفهوم الحديث للمال العام..وهكذا ظل الفكر الشيعي يؤمن إن الدولة هي الإمام , وان الإمام هو المالك الشرعي لكل الدولة , لذلك وجدنا الإتباع يحمل الخمس إلى المرجع , وهذه الأموال تشكل أرقام مهولة مخيفة , كانت ولا تزال تخيف الدولة , من حيث مصدرها , ومن حيث كيفية إنفاقها , والى أين تذهب , ملايين الملايين تختفي ولا يعرف أين تصرف , البعض يقول إن هذه الأموال يتم التحضير بها لدولة الإمام , والبعض يتساءل ولا يعرف الإجابة ...
هذا حال الأكراد في شمال العراق , لم يشعروا يوما أنهم جزء من الدولة , الدولة كانت دوما مغتصبة ومحتلة , والأكراد لهم انتفاضاتهم الكثيرة ضد الدولة , وكانت الدولة تسميها الخروج عن القانون , الجيش العراقي قام بقمع كثير من ثورات الأكراد في شمال العراق , وحرب شمال العراق استمرت من سنة 1958 ولغاية 1973 حين تم توقيع اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران , وتم حل كثير من المشاكل بين الطرفين ومنها حقوق شط العرب , وتوقفت إيران عن إمداد الأكراد بالسلاح ضد حكومة بغداد ....
الاكراد في الشمال السوري , لم يزالوا إلى عهد قريب جدا , لم يمنحوا الجنسية السورية , وهذا تساءل كبير في ظل دولة علمانية تعترف بالمساواة على أساس المواطنة , والمواطنة فقط , ولكن خلف الكواليس الكثير من الأشياء الغير مفهومة !!
وهل هذا هو الحال أيضا بحال الحوثيين في اليمن , لم يشارك الحوثيين بثورة اليمن , لان لهم شعورا بأنهم داخل دولة ظالمة ومغتصبة , ولهم الحق بإقامة دولتهم ...
وهو حال الامازيع في المغرب العربي , لا تزال يشعر هؤلاء انه لا يمكن أبدا دمجهم داخل المحيط العربي , يقول محمد أركون " انه عاش طفولته في قريته والتي ترتفع 1200 م عن سطح البحر على احد جبال الجزائر , ويقول كانت لنا لغة امازيغية شفهية وغير مكتوبة , ويقول أول تعليم لي كان في مدرسة فرنسية في قريتي , ويقول لا ادري ربما هي الصدفة والتي جعلوهم يختارون قريتي , فكان أول لغتين في حياتي هي الامازيغية والفرنسية , ويقول لم أتعلم العربية إلا بعد انتقالي إلى العاصمة الجزائر لا إكمال تعليمي .
الحقيقة إن القرى الامازيغية البعيدة في قمم الجبال مثلها مثل القرى الكردية البعيدة كذلك في قمم الجبال حافظت على شخصيتها الحقيقية سواء ازيغية أو كردية , ولم تختلط بالمكون العربي السائد وصاحب السلطة , وان الأكراد والامازيغ بحفاظهم على شخصيتهم سواء الكردية أو الامازيغية , فهي تعاملت مع السلطة في المدن با اقل قدر ممكن من التعامل والاختلاط , وذلك مثلهم مثل الصعيد في مصر , أرادوا الابتعاد عن عنف الدولة , وتجنب شرها وحتى خيرها , والتاريخ يقول إن الكردي نال الأمرين من الدولة خصوصا بعد محاولة الدولة تغير الطبيعة السكانية لمدينة كركوك , وتهجير الكثير من العائلات الكردية إلى جنوب العراق , وإحلال العائلات العراقية محلهم في كركوك وخانقين , حقيقي إن العائلات العربية والعشائر العربية جنوب العراق احتضنوا هؤلاء المهجرين وأشعروهم أنهم بين أهلهم , إلا إن هؤلاء ظل التحفظ هو السائد بينهم وتقوقعوا في مجتمع كردي صغير داخل المجتمعات العربية الكبيرة يحتفظون بشخصيتهم وكيانهم ولغتهم وعقيدتهم .
أليس هذا حال الشيعي في البحرين ,والشيعي في الإحساء والقطيف , يبتعدون عن الدولة قدر الإمكان , حتى لا ينالهم عنف الدولة , في المملكة العربية السعودية , نجد إن الشيعة وهم سكان المنطقة الشرقية , هم الأقل في تولي وظائف الدولة , والأكثر شعورا بالظلم , ولا تزال الدولة تشعر بالريبة من جانبهم , وحقوقهم مهدورة , ولا يستطيع إي منهم إن يشعر بالمواطنة , المشكلة إن السلطة السعودية , جعلت من المذهب والطائفة تميزا لمواطن دون المواطن الأخر ...
المشكلة بكل هؤلاء سواء المصري الصعيدي حسب مثال مأمون فندي , أو الشيعي في جنوب العراق , والشيعي في البحرين والسعودية أو الكردي في شمال العراق وسوريا , أو الامازيغ في المغرب العربي , ينقصهم الولاء للدولة , والدولة تتعامل معهم وكأنهم بحق مواطنين من الدرجة الثانية , وهم وان استخدموا التقية , فهذا في محاولة منهم للمحافظة على شخصيتهم قدر الإمكان , وهم كذلك وان ابتعدوا عن الدولة , وذلك لأنهم يشعرون أنهم في حكومة وسلطة مغتصبة ....



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن يختفي حين تسود الطائفية ...
- الدين وحاجتنا اليه ...
- الصراع في سوريا ...
- لماذا احمد القبانجي ؟ !!!
- بعض العلمانية ودعونا نعيش
- زيرو دارك ثيرتي
- الحرب في مالي
- ارغو هذا الفيلم المزعج ...
- ألعريفي وتناقضاته العجيبة ...
- موسم الهجرة للحُسين ....
- هل غزة انتصرت أم إسرائيل انهزمت ؟
- هل يصبح الدباغ كبش الفداء لصفقة السلاح الروسي ؟
- المورمون الطائفة المجهولة.... في أمريكا
- سنان الشبيبي واستقلالية البنك المركزي ...
- سحب الثقة .... أخر أزمات المالكي ....
- العراق .... وطرق الأستبداد
- الشخصية العراقية وقسوتها المرعبة ....
- الشيعة ... بين الأقصاء والمواطنة
- هل تنهار العراقية .....
- العراق .... بلد كل الأزمات المجنونة !!!!


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - هؤلاء البعيدين عن الدولة ....