أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام الصالحي - الرؤية الصينية والدور الصيني














المزيد.....

الرؤية الصينية والدور الصيني


بسام الصالحي
الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تأكيد الصين على إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واعتبارها حقا غير قابل للتصرف، هو رسالة هامة جدا تجيء من دولة صديقة للشعب الفلسطيني وتعطي مدلولا هاما يسمح (بتنظيف ما أعلنه وزير خارجية قطر حول تبادل الأراضي) ولمنع تثبيته كمبدأ تفاوضي ملازم للحديث عن حدود 1967، ومرجعية جديدة للعملية السياسية كما يريد جون كيري.

هذا الموقف الذي جاء في إطار إعلان الرئيس الصيني الجديد شي جينبينغ خلال استقباله للرئيس أبو مازن في بكين، في إطار الرؤية الصينية لتسوية القضية الفلسطينية، يطرح أهمية التقاط رغبة الصين في اخذ دور اكبر في المساهمة في العملية السياسية، وهي رغبة مشروعة حيث ان الصين عضو دائم في مجلس الأمن، بالإضافة إلى تنامي دورها وتأثيرها على الصعيد الدولي.

وبرغم انحياز جزء كبير من الطبقة السياسية الفلسطينية للولايات المتحدة، والى تغليب الانحياز لها في منطقها للعلاقات الدولية واعتبار ما عداها من علاقات ذات طابع ثانوي، إلا ان استمرار التبعية لهذا المنطق تعني بالإضافة إلى زيادة الارتهان لسياسات وضغوط الولايات المتحدة الامريكية، تجاهلا لقراءة العديد من مظاهر التغيرات في منطق العلاقات الدولية، وفي مقدمتها تزايد تأثير ادوار كل من روسيا والصين في ذلك.

ان توقيت طرح الرؤية الصينية وخلفيتها له دلالاته، فهو يجيء في خضم تفاعلات المسألة السورية، التي نجح الموقف المشترك لروسيا والصين منها في طرح مقاربة مختلفة للحل تقوم على أساس الحوار والحل السلمي للازمة وفقا لمبادرة جنيف وهو ما اضطرت الولايات المتحدة اخيرا لقبوله بعد ان كانت تسعى لفرض حل آخر للمسألة السورية، كما انه يجيء في إطار التفاهم تجاه القضية النووية الإيرانية، ويمكن الافتراض أيضا ان هناك مقاربة تتشكل لدى هاتين الدولتين تجاه شؤون المنطقة بأسرها، فضلا عن المقاربة الاشمل تجاه النظام الدولي وتجاه العلاقات الاقتصادية وما تمخضت عنه قرارات البريكس الأخيرة.

وحتى إذا لم يكن الأمر على هذه الدرجة من الافتراض، فان الجهد السياسي والدبلوماسي الفلسطيني يجب ان يحوله إلى ذلك، خاصة تجاه تدعيم موقف مشترك لروسيا والصين تجاه القضية الفلسطينية (وهو موقف قائم ومتقدم على موقف الولايات المتحدة وغيرها) والعمل على زيادة تأثير هذا الموقف من اجل كسر الاحتكار الأمريكي للعملية السياسية، ومن اجل دفع الموقف الأوروبي أيضا نحو خطوات أكثر عملية لتحويل قراراته السياسية إلى واقع ملموس.
وينسجم هذا مع تعزيز الوجهة الاستراتيجية من اجل زيادة دور الأمم المتحدة ومؤسساتها في التدخل من اجل حل القضية الفلسطينية، وبضمن ذلك تعزيز دور مجلس الأمن، وإعادة النظر في دور اللجنة الرباعية التي تشكلت في ظرف مختلف والتي أخفقت على أية حال في تحقيق الهدف من تشكيلها، وربما يعني ذلك إعادة تحديد مهام هذه اللجنة وتوسيعها لتضم دولا أخرى مثل الصين والبرازيل، وبالتأكيد الحاجة لتغيير ممثلها الراهن بلير، وعقد مؤتمر دولي جديد كما كانت تقترح روسيا ، ورعاية جادة لعملية سلام تستند إلى مرجعية قرارات الأمم المتحدة وتضمن تحقيقها من خلال جدول زمني ملزم.

وبالتأكيد فان من السذاجة بمكان تجميد كل مظاهر الدبلوماسية الفلسطينية بانتظار مبادرة او خطة أو مسارات كيري، بل ان من المهم حشد موقف يدعو إلى طرح القضية الفلسطينية مجددا على مجلس الأمن لاتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء الاحتلال عن أراضي دولة فلسطين، وحتى لتجديد طلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ولا شك ان تنسيق توجه كهذا مع الصين وروسيا وممثلي المجموعات الدولية الأخرى، يمثل خطا موازيا لا بد منه كي لا تصبح الدبلوماسية الفلسطينية رهينة للحركة الامريكية ولمقاربات العجز العربي.

ان إعلان الرؤية الصينية حول تسوية القضية الفلسطينية ليس مجرد إعادة تأكيد لموقف الصين، بل هو إعلان عن التقدم لأخذ دور اكبر يتناسب مع المكانة المتنامية للصين على الصعيد الدولي والإقليمي، وهو في نفس الوقت الذي يطرح فرصة لا بد من استثمارها فلسطينيا إلا انه لا يخلو من تنافس حاد مع إسرائيل الساعية أيضا لاستمالة الصين وتوسيع قاعدة مصالحها التجارية والتكنولوجية معها.

ان فضاء جديدا من العلاقات الدولية يتشكل، وللتعامل مع هذا الفضاء الدولي والإقليمي يجب نفض العديد من المسلمات السابقة، كما ان ذلك يتطلب أيضا تغييرا في تركيب البنية الراهنة للطبقة السياسية الفلسطينية التي بنى جزء كبير منها حساباته ومصالحه ورهاناته على الولايات المتحدة الامريكية.



#بسام_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والمسألة السورية
- كي لا يصبح وزير خارجية قطر (الممثل الجديد للفلسطينيين)
- صياغة اولية في مراجعة الزامية لحماية الحقوق الثابتة لشعبنا
- كلمة تقدير ومحبة لروح د. جابي برامكي
- كل التحية للشعب المصري ومن اجل تعزيز الارادة الشعبية الفلسطي ...
- بسام الصالحي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اليسار ا ...
- الارادة الدولية والمبادرة الذاتية بديلا عن فشل المفاوضات
- موقف الحزب من المفاوضات
- الارادة الدولية والمبادرة الفلسطينية الذاتية في مواجهة فشل ا ...
- بيان إلى الرأي العام
- ألبيان الاوروبي وإمكانات المتابعة في مدينة القدس
- مقاربة مختلفة حول برنامج حكومة التوافق الفلسطيني موضع الخلاف
- لا مفر من إنهاء الانقسام وندعو إلى حكومة برئيس وزراء مستقل
- تقوية و توحيد اليسار مساهمتنا المركزية في حماية المشروع الوط ...
- كلمة النائب بسام الصالحي في ذكرى استشهاد الرئيس ابوعمار في م ...
- خارطة الطريق .. وصفة فشل جديدة تمهيداً لإعلان -نهاية الشريك ...
- خريف -اللا مؤتمر- والخارطة بلا طريق
- الإستيطان اولاً، المتطلب الأساسي لجدوى المشاركة في انابولس
- حتى لا يعيد التاريخ نفسه مرة على شكل -سلطة- وأخرى على شكل -د ...
- كلمات عن د.حيدر عبد الشافي وعن مرارة المفاوضات


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام الصالحي - الرؤية الصينية والدور الصيني