أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - دستور السلطة الخالدة














المزيد.....

دستور السلطة الخالدة


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1173 - 2005 / 4 / 20 - 12:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بمنطقه الذاتي، يقود تطلب الإقامة المؤبدة في السلطة إلى اعتبار المجتمع المحكوم مصدر الخطر الأول، والداخل هو "العدو الخارجي" الوحيد. هذا يفضي إلى سياسات هدفها الأوحد إبقاء العدو ضعيفا، مستسلما، عاجزا عن المطالبة وأعجز عن المقاومة. وليس هناك أي شيء غير عقلاني في سياسات تعمل على إضعاف العدو، وبالخصوص إن كانت تنجح في عملها على الدوام.
هذه بعض مواد "الدستور" غير المكتوب للسلطة المؤبدة:
1. الأمن أمن النظام، والصفة المطلقة للأمن تتناسب مع الأبدية المرغوبة للمكوث في الحكم. العدو هو المجتمع المحلي، في وصفه المصدر المحتمل لمطالب التغيير ومعارضة التأبيد. ليس هناك أي خطأ او سهو في ذلك كما يفترض معارضون إيديولوجيون. فالجوهر هو السلطة المؤبدة، أما العقيدة الوطنية فمحض عرض. الاعتقاد بان الجوهر الوطني يعاني من انحراف سلطوي غير مناسب هو "كنز" لا يفنى من الأوهام الإيديولوجية.
2. أجهزة الأمن هي الجيش الحقيقي لمواجهة العدو وسحقه. الجيش هو منبع خطر ينبغي السيطرة عليه وتفريقه وإفساده وتجويعه وقتل معنوياته.
3. الدولة احتكار أحادي الجانب للحرب الأهلية. وهي تنهار إذا نزع الاحتكار من يدها. سواء تسنى ذلك بإبطال التلويح بالحرب الأهلية وتجريدها من هذا السلاح، أو بتأميمه وكسر احتكاره.
4. المعارضون هم الخونة لأنهم عملاء العدو الحقيقي، المجتمع المحلي، والمعركة معهم معركة وجود لا حدود. هذا منطقي، فهم يعترضون على رسالة السلطة الخالدة: خلودها هي بالذات، ويطالبون صراحة بتقييدها.
5. ليس التماسك الداخلي ضروريا لمواجهة العدو الخارجي، بل العدو الخارجي ضروري لفرض التماسك الداخلي وسحق الخونة المعارضين. هذا ايضا خلافا لتثبت إيديولوجي مُعنِّد لدى معارضين يطالبون بالديمقراطية لـ"تحصين" الداخل في مواجهة أخطار الخارج..
6. التنازلات للخارج حكمة سياسية، أما التنازلات الداخل فهي خطر وجودي. على جبهة "التناقض الثانوي" لا قيمة لأية تنازلات، ما دام "الصمود" محققا على جبهة "التناقض الرئيسي".
7. لا يمكن الاستغناء عن المجتمع المحلي أو إفلاته رغم كونه منبع أخطار. إنه ركيزة لا مناص منها للسلطة.
8. ألحق النظام هزائم حقيقية بأعدائه الحقيقيين، وإن يكن عجز عن تحقيق أي نصر لأنه لا يعرف السياسة. النصر، بالطبع، شيء مختلف عن محض القدرة على إلحاق الهزيمة بأعداء. النصر سياسي وثقافي، بينما إلحاق الهزيمة بعدو قد لا يتطلب غير قدرات عسكرية مادية. لم ينهزم النظام إلا في معاركه غير الحقيقية. حين قيل عام 1967 إن العدوان الإسرائيلي فشل لأنه لم يسقط الأنظمة التقدمية، كان القائلون يدركون من هو العدو الحقيقي واين تقع جبهة الحرب الحقيقية. النظام كان، ولا يزال، اهم من البلد.
9. ليس ثمة وطنية دون تخوين. لكن هناك وطنية تخوّن وهناك وطنية ليست إلا تخوينا. الأخيرة فقط تستحق اسم "الوطنية التخوينية". الوطنية التخوينية هذه فاقدة لأي مضمون ثقافي او اجتماعي أو سياسي إيجابي، آلة إقصاء فحسب: تجريم قانوني وتخوين إيديولوجي.

الغرض من بسط القضايا السابقة أن معظم ملامح نظامنا السياسي تقبل الاشتقاق من مبدأ وحيد، هو إرادة الحفاظ على السلطة "إلى الأبد". إنه مبدأ كافٍ من أجل الدمار الاجتماعي. لذلك المبدأ التغييري الأول هو ولاية محددة زمنيا للنخبة السلطة وللمسؤول الأول في الدولة.
على غرار الدولة الأورويلية، شعارات الدولة المؤبدة:
العدو هو الشعب؛
الدولة هي احتكار للحرب الأهلية؛
الوطنية هي الوشاية؛
الخيانة هي المعارضة؛
وهكذا، وهكذا.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجاء أخذ العلم: سوريا ستنسحب، وكل شيء في لبنان سيختلف!
- في أصل -السينيكية- الشعبية
- وطنية تخوينية أم خيانة وطنية؟!
- جنون الاستهداف والعقل السياسي البعثي
- في استقبال التغيير: ليس لسوريا أن تتخلف!
- ما بعد لبنان: سوريا إلى اين؟
- على شرف حالة الطوارئ: حفلة لصيد -الخونة- بين قصر العدل وساحة ...
- نحو تملك عالمي للحداثة والتغيير تأملات حول شيوعية القرن العش ...
- نقاش حول الدين والثقافة وحرية الاعتقاد
- تسييس العلاقة السورية اللبنانية
- ما بعد الحقبة السورية: تحديات الوطنية اللبنانية الجديدة
- أمام الأزمة وجهاً لوجه
- من يقتل رفيق الحريري؟
- الإعلام الفضيحة: ماذا فعلت جريدة -تشرين- بالحوار مع الأسير ا ...
- السجناء السوريون في إسرائيل أو موقع الجولان في الوعي السوري ...
- دولة مؤسسات أم دولة أجهزة؟
- في ذكرى انتفاضة الجولان: الشجاعة وحدها لا تكفي!
- موجتان لنزع العقيدية في الثقافة السياسية السورية
- نظام اللاسياسة: العنف الطليق والعقيدة المطلقة
- ضد الحرية وليس ضد -الحرة-


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - دستور السلطة الخالدة