أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعد خلد - قرايا - بيت جن - منفى الأحرار- الصورة الثانية














المزيد.....

قرايا - بيت جن - منفى الأحرار- الصورة الثانية


مسعد خلد

الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 00:23
المحور: الادب والفن
    


في مقال بعنوان الشُّيُوعِيَّة خَمِيرَةُ الأَرْض" بقلم: د. خالد تركي من حيفا (1) ، يكتب ذكريات عن عدة شخصيات منهم محمّد مصطفى علي أبو إصبع (أبو سلام) والذي نُفِيَ، أوّل مرّة، في منتصف الخمسينيّات من القرن الماضي، مع ثُلّة من رفاقه وهم: شاكر عازم، عبد الرّحيم عازم، محمّد حسنين وعثمان أبو راس، بعد أن تصدّوا للسلطة، في منطقة المثلّث. يقول أبو سلام:"نفونا وقسّمونا إلى فرقتين الفرقة الأولى نفيت إلى قرية كسرى والثّانية إلى قرية يانوح، وطلبوا من أهل البلدتين عدم احترامنا لأنّنا نعارض سياسة الحكومة، حيث كان علينا إثبات وجودنا في مركز شُرطة ترشيحا مرّتين، صباحًا ومساء، وكنّا نسلك الطّرق الوعريّة للمركز حيث نعرّج على بيت الرّفيق ميخائيل بشارة وهناك كان وزوجته يقدّمان لنا الأكل والمشرب. ولم يتركنا الشّباب في هاتين القريتين للحظة حيث كانوا متعطّشين لسماعِ محاضراتنا وأناشيدنا كما ودعوناهم لجمع التّواقيع ضدّ الأرنونا (ضريبة بلديّة) المُجحفة وضدّ التّجنيد الإجباري لأبناء الطّائفة العربيّة الدّرزيّة، الموحّدين، وهربوا مُختفين بعيدًا في أحراش الجليل كي لا يذهبوا إلى الخدمة الإجبارية، لكنّ الشّرطة لاحقتهم وأمسكت بهم وأودعتهم في مركز الشّرطة ومن بعدها إلى ثكنات الجيش، ومن أجل الحقّ والإنصاف أنّ أهلنا في هاتين القريتين قد أحسنوا وفادتنا وشعرنا بينهم أنّنا من أهل بيتهم".
أمّا عمليّة النّفي الثّانية لأبي سلام فقد كانت إلى قرية بيت جن، وذلك في شهر نيسان من العام ألفٍ وتسعِمائةٍ وسبعةٍ وخمسين بعد أن عقد الفرع اجتماعًا للدّفاع عن حقوق الفلاحين في منطقة المثلّث، الأمر الذي استفزّ الحاكم العسكري وقام بنفي الرّفاق "لأنّنا كنّا نُدافع فيه عن حقوق الفلاحين، وأذكر أنّه كان من بين الرّفاق المنفيّين: شاكر عازم ولطفي فارس وعبد الكريم أبو راس وعبد الرّحيم عازم وابراهيم بيادسة ومصطفى اشريِّم عازم ومحمود الحصري (أبو العفو)".
ويتابع أبو سلام قوله: "ووقف مختار الحارة الشّرقيّة في بيت جن، أبو محمود كنج قبلان، مرحّبًا بنا وساردًا لنا تحريض الشّرطة علينا وأعلن أنّ بيوتهم مفتوحة لنا وسيضعوننا في عيونهم".
وهنا أيضًا وزّعوا الرّفاقَ إلى فرقتين وإلى بيتين بحيث يمنع عنهم منعًا باتًّا النّوم داخل البيوت وعندما سمع المُختار أبو محمود كنج طلب الشّرطة، رفضه وطالبها بالسّماح له بإيواء جميعهم، لكنّهم في النّهاية سمحوا فقط لأربعة من المنفيّين البقاء في بيت المختار أبي محمود والباقي عند مختار الحارة الغربيّة أبو رفيق نجيب علي أسعد، ويتابع حديثه: "لقد أثبتَ سُكّان بيت جن أنّهم عربٌ أقحاحٌ كباقي أبناء شعبهم، كريمو النّفوس وأنهم أهلٌ للضّيافةِ حيث كانوا يتناوبون لتقديم الغداء والعشاء وكلّ ما نحتاجه خلال النّهار، زد على ذلك زيارات الرّفاق من الجليل ومن النّاصرة حيث كان يأتي رفيقنا محمّد نفّاع لزيارتنا مع كلّ وفد. لقد كان علينا إثبات وجودنا في مركز الشّرطة، في ترشيحا، حيث كنّا نسير مشيًا على الأقدام ونذهب إلى قرية البقيعة حيث كان صديقنا الصّدوق شفيق متري يستقبلنا ويُكرِمنا وينقلنا بسيّارته، يوميًّا، إلى شرطة ترشيحا".عندما دعا السيّد أبو حسين شقيق مختار الحارة الشرقيّة، أبو محمود الكنج، المنفيّين إلى وليمة عشاءٍ، ليُحسن وفادتهم، فذبح ذبيحةً كرامةً للرّفاق "وإذ بالضّابط يدخل الدّار ليرى الطّاولة مفتوحة وعامرة بالصّحون الكبيرة المليئة باللحم والشّحم والأرزّ، مخيِّرًا إيّانا، إمّا الذّهاب معه إلى مركز الشّرطة في ترشيحا حالاً أو نذهب إلى هناك مشيًا على الأقدام وفضّلنا الخيار الأوّل، يعني طلِعنا في هذيك الليلة بدون عشاء فاخر!" وقد قام المختار لاحقًا باستنكار هذا العمل الدّنيء وبتقديم دعوى، طالبًا فيها من شرطة طبريّا أن تخفِّف من إجراءاتها وأن تكتفي بإثبات وجود يوميّ مرّة واحدةً، وكان له ما طلب..
ويتابع الرّفيق محمد أبو إصبع: "ومن تجربتي مع إخوتي من بني معروف الأشاوس، إن كان المنفى أو السّجن أو هذه الحادثة فإنّي أكنُّ لهم الاحترام والمحبّة والإخلاص، وبعد فينا خير لأبناء شعبنا الواحد".
____________________________________________________
(1) مذكرات بلشفي، خالد تركي – حيفا.



#مسعد_خلد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرايا- مارون- الصورة الأولى


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعد خلد - قرايا - بيت جن - منفى الأحرار- الصورة الثانية