أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 2















المزيد.....

قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 2


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 03:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شخصياً اعتقد ان جميعنا سببٌ في هذا الخراب او هذا التدهور في الوضع السياسي والاجتماعي وحتى الامني منها، جميعنا، سياسيون ومثقفون واعلاميون ونخبة وحكومة ومعارضة وعامة الناس، فجميعنا ساهم من حيث يدري او لا بوصول الامور الى هذا الحد، لكني اليوم سأبدأ تحديداً من النخبة السياسية العراقية، الفاعلة بعد سقوط نظام البعث في العراق، اذ لا مجال من التعرض لجميع الاصناف التي ذكرتها هنا اليوم، الا اني اعد القارئ بالكتابة عنهم قريباً في محاولة لمعرفة دورهم في هذا الخراب ايضاً

اكرّرها للمرة الثانية، جميع النخبة السياسية تتحمل ما وصل اليه البلد في لحظته الراهنة، الحاكمون والمعارضون، كلٌ بدرجة معينة بالتأكيد، اذ ليس من الانصاف ان نعطي نفس العلامة لجميع السياسيين، فمنهم ممّن لا دور له في دفة الادارة وان كان له دوراً غير مباشر في انتاج الخراب كما قلت اعلاه، الا ان الاطلاق والتعميم غير صالح في التحليل السياسي، اقول غير صالح لاننا يُفترض ان نقيّم كل فرد بلحاظ اداءه السياسي الآني ومقدار استجابته للحدث ابّان وقوعه وليس بالضرورة عمّا بدر منه من مواقف سياسية مضت في وقتها، فالسياسي انسان يتأثر بالمحيط ويؤثر به ومن لم تتغيّر قناعاته طوال كل هذه العشرة سنوات، لا يستحق لقب السياسي لانه جامد على اصول لا تعرف السياسة الجمود فيها، فالتقييم يكون على مقدار ما يستطيع فعله، بمعنى آخر يُقيّم بحجم الامكانية التي يمتلكها لا بمجرد عمله السياسي

من هذا المنطلق ارى ان السيد المالكي الذي اكن له كل الاحترام يتحمّل الجزء الاكبر ممّا وصل اليه الوضع في العراق باعتباره المسؤول التنفيذي الاول وصاحب السلطة العليا، وان قراراته كانت في كثير من الاحايين قرارات مستعجلة وغير مدروسة، بل حتى مستفزة للآخر المُعارض في الفترة الاخيرة، ومنها مثلاً انقلابه على وثيقة اربيل شيئاً فشيئاً، تلك الوثيقة التي يصفها احد مقربين المالكي بانها وثيقة مهينة تقتص من سيادة المركز، ونسي او تناسى ان القبول بها العن من الانقلاب عليها، فلماذا قبل بها تيار المالكي اصلاً؟

ًلا يُبرّر هجوم تيار المالكي اليوم على تلك الوثيقة طالما بها تمّ تنصيب المالكي رئيساً للوزراء، فالعقد شريعة المتعاقدين، وأيّا كانت الوثيقة سيئة ام لا، القضية قضية اتفاق سياسي والاخلال به يعني الاخلال بالامانة السياسية ومنها ادارة البلد، في نفس الوقت نتذكر كيف كان ائتلاف المالكي يعد تلك الوثيقة انتصاراً للوطنيين على "الطائفيين والتقسيميين" ويقصد بهم ضمناً حزباً سياسياً شيعياً آخراً ينافسه في حاضنة الجنوب الشيعية، لطالما أُتهِم بهكذا اتهام لمجرد ان دعى الى فيدرالية في فترات سابقة، وهذا ايضاً امر سأكتب عنه قريباً ان شاء الرحمن، لكن المفارقة تكمن في ان هذا الحزب (وهو المجلس الاعلى الاسلامي) هو الحزب السياسي الوحيد الذي يقف مع المالكي الآن رغم انه لم يشارك في حكومة الشراكة الوطنية، في حين كل المشاركين في تلك الحكومة هم معارضون لها وللمالكي على وجه الخصوص، وتلك لعمري مفارقة اجدها قمة الكوميديا السياسية في دراما الاحداث العراقية، اذ مَن يُفترض به المعارضة يساند الحكومة، بينما من لديه وزراء في تلك الحكومة يعارضها في وضح النهار، لا عجب، فنحن في العراق

جبهة علاوي في القائمة العراقية تتشظى ويخرج من اجماعها، ان بقى اجماع فيها، المطلك والنجيفي والهاشمي ليتخذوا موقف المشاركة بحكومة المالكي بعدد من الوزارات السيادية والخدمية، وبالفعل كانت صفقة مربحة تُحسَب للسياسي الماكر عزت الشابندر الذي يجيد اللعب على ثلاثة اوتار في آن واحد، السيبندية في الاصطلاح الفارسي، وليس هذا انتقاص بل مصطلح فارسي - كردي لوصف الدهاء والحيلة

التيار الصدري هو الآخر كان سبباً مباشراً في تعيين المالكي رئيساً للوزراء بعد ضغوطات ايرانية اعترف بها السيد مقتدى الصدر نفسه ولم ينكرها آخرون، اذ وضع التيار بيضة الذهب في سلة المالكي حينما قبل بتوزيره رئاسة ثانية على مضض، لتصبح كفة الميزان لصالح المالكي وينتهي الامر على خير بعد مخاض عسير دام اكثر من ثمانية اشهر، شهدنا فيها ثلاثاءات واربعاءات وخميسات من الدماء نتذكرها جميعنا

أخيراً التحالف الكردستاني يقرّر الابتعاد عن مغازلة الدكتور عادل عبد المهدي ويبدأ النزول للارض والعمل الواقعي الذي يقول ان المالكي ذو تسعةٍ وثمانين مقعداً زائداً اربعين مقعداً للتيار الصدري، ولايمكن المجازفة بمعارضة هكذا عدد برلماني مخيف، اذ بدونه لا يستطيع التحالف ان يمرّر ما يريد ابداً، ليقرر القبول بولاية المالكي الثانية بعد ان استطاع بحنكة قياداته الباحثة عن منافع الاقليم دون الاكتراث للمركز ان يحصلوا على توقيع ائتلاف المالكي على وثيقة اشبه بدستور "ظل" سمّيت بوثيقة اربيل وقتئذ

هذه هي عناصر وثيقة اربيل الرئيسية، ائتلاف دولة القانون، المجلس الاعلى الاسلامي، التيار الصدري، التحالف الكردستاني، ائتلاف العراقية، وهم النخبة السياسية الفاعلة في العراق بعد سقوط بعث صدام ربيع عام 2003، فهل بقي احد لم يوقّع او يقبل بتلك الوثيقة؟؟ اين البعث فيهم؟؟ ربمّا اصطلاح البعث يُصرف لقيادات في القائمة العراقية حسب ما جرت العادة في الايحاء لقيادات الجبهة الغربية، لكن هل مقتدى الصدر وعمار الحكيم وقيادات الاكراد بعثيون؟؟
نفس هؤلاء اليوم عدا ائتلاف المالكي وتيار المجلس الاعلى الاسلامي (الذي لم يحسم امره بعد)، نفسهم الآن يطالبون باسقاط حكومة المالكي، فلم لا نسأل انفسنا لماذا هذا التغيير في موقفهم من المالكي! جملة من الامور يجب ان نتعرض اليها لمعرفة الاسباب وسأبدأ بتحركات السيد المالكي الهادئة سابقاً وحالياً للسيطرة على المنظمات والهيئات المستقلة مثل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمحكمة الاتحادية العليا وهيئة النزاهة العراقية والبنك المركزي ومؤسسات اعلامية مستقلة ناهيك عن السيطرة التامة على شبكة الاعلام العراقي وجعلها الناطق باسم حزب الدعوة الاسلامية، ذلك الحزب الذي يُجبرني تاريخه ودماءه في مقارعة الظلم على احترامه.
تلك التحرّكات اثارت حفيظة الشركاء الآخرين بالاضافة الى منظمات المجتمع المدني الفعّالة التي رأت بهذه الخطوات زحفٌ ممنهج على مؤسسات ديمقراطية لضمان الولاء لشخص رئيس الوزراء، وهو اخطر ما يمكن ان يحدث في بلد يسعى لتأسيس نظام ديمقراطي عام

يتبع....



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 1
- الفيسبوك هو الحل
- فلسفة الربيع
- الزعيم -قطر-
- اولاد البغايا
- قرآنوفوبيا
- اسلام نحو الهاوية
- كردستان في خطر
- قوة الفيليين لا تكون عبر البرلمان فقط
- بعد المصري والبغدادي، عنف من نوع جديد يجري التحضير له
- خيارات السلطة والمعارضة في الحكومة القادمة
- الآن وقد عصيت يامالكي
- ها هو قطار البعث الامريكي يعود مرةً ثانية
- الى المتباكين على الوحدة الوطنية والتعايش السلمي في العراق . ...
- هل هناك فعلاً شعبية كبيرة لحزب البعث؟
- لقد خذلتنا جميعاً ياطالباني
- فلنتعلم من السودان جميعنا
- عبد المهدي يلوّح بانتهاك الدستور بعد الانتخابات القادمة
- لابد من بيروسترويكا عراقية
- الحل الامثل هو تقسيم العراق طائفياً وقومياً


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 2