أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميعاد العباسي - العراق ما بعد سوريا














المزيد.....

العراق ما بعد سوريا


ميعاد العباسي

الحوار المتمدن-العدد: 4018 - 2013 / 3 / 1 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لمن يتتبع الوضع السياسي في العراق، فان العراق يعيش ازمة من الاجدر ان نسميها طائفية لا سياسية. فكل من القوى السياسية المتمثلة في الاحزاب الحاكمة والكتلة البرلمانية وممثلين الحكومة المحلية والجمهور، يدفع بعضهم البعض سائرين باتجاه صراع طائفي خطير الابعاد، من الممكن ان يعيد نكبات الحرب الاهلية التي شهدها العراق عام 2006.

فكل ما يدور من الاحداث الآنية يصب في زيادة الحقن الطائفي بين الفئتين السنية والشيعية--وربما الاكراد-- في العراق، الذي اصبح تهيأه لهذا الصراع واضحا من خلال التصريحات الاعلامية لشخصيات حكومية بارزة ومن خلال الميليشيات الغامضة المنشأ من ضمنها من اطلق على نفسه ب "جيش المختار" الذي قام مؤخراً باصدار منشورات تهديد ضد السكان السنة في بغداد تحثهم على الرحيل فوراً من المدينة، كما قامت مجموعات اخرى بفعل مشابه ضد السكان الشعية في نينوى وكركوك التي تعتبر محافظات سنية.

وبعدما كانت فكرة الطائفية مجرد نظرية مؤامرة لم يؤمن الكثير بوجودها، كما ذهب البعض الاخر ليلقي اللوم على الاحتلال الامريكي للعراق في ايجاد هذه النعرة، اصبحت الطائفية اليوم من المسلمات التي بدأت جميع الطبقات والفئات العمرية بتقبلها كواقع حال، ويتجلى هذا التقبل لفكرة الاختلاف في المذهب من خلال الخطابات الدينية والسياسية وعلى مستوى افراد وجماعات ومنظمات. فقد تحول "الانقسام" من مجرد فكرة متداولة الى دعوة متداولة في معظم قنوات الاعلام العراقي.

فمن العوامل التي ستساعد في اسراع اندلاع الصراع الطائفي في العراق سقوط النظام السوري الحالي. وهذا ما يثير مخاوف حكومة المالكي التي ترى في حكم الاسد لسوريا تعزيزا لحكم الشيعة في العراق وفي سقوطه تعزيزا لدور السنة العراقيين، فضلا عن مخاوف توحد سنة العراق مع النظام المستقبلي الذي سيحكم سويا بعد الاسد، والذي من المؤكد انه سيكون سني الطائفة. ومن الملاحظ ان الصراع السوري الحالي (خصوصا جانبه الطائفي) ينتقل الآن وبضراوة الى الشارع العراقي الذي يتخيله نموذجا لصراعه الطائفي المستقبلي.


ان صدق الوعد، فان قيام الولايات المتحدة الامريكية بتسليح المعارضة السورية ستكون خطوة من شأنها ان تسرع في اضعاف نظام الاسد وربما ازاحته خلال الاشهر القادمة.
لكن ماذا عن الاطراف الخارجية التي لها علاقة او مصلحة في ابقاء او ازاحة النظام الحالي في سوريا؟

فمعظم الدول المجاورة لسوريا لها دورا معينا في الثورة السورية منذ انطلاقها قبل عامين، فتركيا ترى في اسقاط النظام السوري نجاحا لمشروعها في توسيع
رؤياها في الشرق الاوسط الجديد. وحكومة المالكي في العراق ستعتبر سقوط الاسد تهديدا لحكم الشيعة في العراق.

وكذلك ايران التي وصفت نظام الاسد بانه "خطا احمر" متحدية بذلك من يحاول ازاحته، كون اعتباره منفذ لها في لبنان. فايران تعامل سوريا على انها جزءا منها وسقوط بشار يعتبر نكبة لها،. فالحكومة الايرانية تؤمن بان خسارتهم لسوريا ونظامها الحاكم سيدمر خططهم التي وضعوها منذ عقود في الشرق الاوسط والاهم ان سقوط الاسد سيكون ضربة مؤلمة تمنعهم من التدخل في الشؤون العراقية. كيف لا وايران تعتبر العراق "الحاجز الاخير" الذي يقيها من تدخل سافر في شؤونها الداخلية. فسقوط الاسد يشكل تهديدا لوحدة ايران التي تحادي عربستان من الجنوب والاكراد من الشمال.

لذا فان سقوط النظام السوري سيفرض على المنطقة حرب من نوع اخر تكاد تقترب وهي الحرب الطائفية التي ستمتد من المشرق العربي الى غربه والتي لن تكون نتيجتها النصر او الهزيمة بل التقسيم!

فهل يا ترى سيكون هذا السيناريو الاخير قبل ان تقرع طبول حرب اهلية ضارية؟

اعتقد ان الاسابيع او الاشهر القلائل القادمة ستكون حاسمة.



#ميعاد_العباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقسام بديل عن الثورة
- سوريا على هاوية التفكك
- الربيع العربي: ثورة على الثورة
- عندما يصبح -النصر اخطر من الهزيمة-
- مصر بعد الانتخابات: الى اين؟
- لماذا تخشى السعودية ودول الخليج ثورات الربيع العربي
- بين الميليشات والحكم الديمقراطي: من يحكم العراق اليوم؟
- قمة بلا قمة


المزيد.....




- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
- بارون ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري في فلوريدا
- عاصفة شمسية -شديدة- تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003
- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميعاد العباسي - العراق ما بعد سوريا