أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - آلان كرد - الذكرى السبعون لانتصار معركة ستالينغراد 1943-2013















المزيد.....

الذكرى السبعون لانتصار معركة ستالينغراد 1943-2013


آلان كرد

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 09:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بتاريخ يوم السبت الثاني من شباط الجاري 2013 حلت الذكرى السبعون لانتصار الاتحاد السوفييتي على المانيا النازية في معركة ستالينغراد التاريخية عام 1943 وأقامت السلطات الروسية إحتفالات عدة في أنحاء البلاد إحياءً لهذه الذكرى في حين إزدانت مدينة فولغاغراد ستالينغراد سابقا، بالاعلام واللافتات الحمراء والصفراء على أن تقام إحتفالات مشابهة في موسكو أيضاً ففي ستالينغراد أقيم عرض عسكري لإحياء هذه الذكرى الوطنية وقررت السلطات الروسية إعادة الإسم القديم للمدينة «ستالينغراد» بدلاً من فولغا غراد
هذه المعركة التي شكلت أول هزيمة للقوات الألمانية في الحرب العالمية الثانية التي تُعدُ أكبرَ معركةٍ برية في التاريخ والتي استمرت مئتي يومٍ وليلة، وفقد فيها الجانبُ السوفيتي وحدَهُ نصفَ مليون جندي معركة ستالينغراد، فاتحة النصر السوفيتي على النازية. شارك فيها أكثر من مليوني جندي مع آلاف الدبابات والطائرات والمدافع وكانت هذه المعركةُ نقطةَ تحوّلٍ في مجرى الحرب العالمية الثانية وهو حدث يمجده الشعب الروسي على أنه أنقذ أوروبا من شبح النازية الأسود
ويقول المؤرخ فيتالي ديمارسكي ان معركة ستالينغراد هي الرمز الأكبر للحرب الوطنية الكبرى وهو الاسم الذي يطلق على الحرب العالمية الثانية في روسيا مضيفاً أن هذه الحرب ما زالت حية في ذاكرة الاشخاص الذين عايشوها وفي ذاكرة ابنائهم
يذكر انه في الثاني من شباط/فبراير 1943 إستسلمت القوات الالمانية الغازية بقيادة المارشال فريديريك فون بولوس بعدما حاصرها الجيش الأحمر في ختام معارك عنيفة استمرت من تموز/يوليو 1942 في مدينة ستالينغراد الواقعة على ضفاف نهر الفولغا والتي تعد ممراً استراتيجيا نحو القوقاز الغني بالموارد النفطية
وكانت هذه اولى هزائم الجيش الالماني منذ بدء الحرب وشكلت نقطة تحول في مسار النزاع استراتيجيا ونفسيا وخصوصا بالنسبة للاتحاد السوفياتي الذي عانى قبل هذه المعركة من انهيار معنوي جراء الهزائم المتلاحقة
قنسطنطين شاروف، الذي لم يبلغ العشرين في ذلك الوقت وجد نفسه مع أمثاله في موقع الدفاع عن مدينة أمطرها النازيون بقنابل فاق عددها ما سقط على بريطانيا طيلة الحرب وقال المحارب القديم: دخل فوجنا المعركة لشغل القوات الألمانية ومنعها من الهجوم على مركز ستالينغراد كانت المعارك قاسية لكن الدعم المدفعي الجيد والوحدات الصاروخية (كاتيوشا) ضمنت تقدمنا ومنعت الألمان من مهاجمة مواقعنا
فقدان ستالينغراد كان يعني وصول الألمان إلى نفط القفقاز فقاتل الجنود السوفييت فوق كل شبر في ستالينغراد
معركة البطولات اليومية على أرض حوصرت فيها الحياة بكل أشكال الموت، كانت بداية الهجوم العنيد نحو الغرب حتى طرد الألمان من كل الأراضي السوفيتية
معركة ستالينغراد نقطة تحول في الحرب العالمية الثانية:
بعد فشل الهجوم الالماني على موسكو في نهاية عام 1942 شهدت الجبهة السوفيتية الالمانية في شتاء عام 1941 استقرارا نسبيا. فتخلى هتلر عن محاولة الاستيلاء على موسكو، اذ انه اعتبر ان هجوما آخر على موسكو لا يمكن ان يفاجئ القيادة السوفيتية. لذلك بدأت القيادة الالمانية في التخطيط لشن الهجوم في اتجاهات اخرى. ومن اهم تلك الاتجاهات كان جنوب الاتحاد السوفيتي حيث كان بوسع الالمان فرض السيطرة على حقول النفط القوقازية في منطقتي باكو وغروزني وكذلك على نهر الفولغا بصفته طريقا رئيسيا تمر به المواصلات بين القسم الاوروبي للبلاد ومنطقتي القوقاز وآسيا الوسطى. ولو نجح الالمان في تنفيذ خططهم هذه لكان بوسعهم توجيه ضربة موجعة الى الاقتصاد والآلة العسكرية السوفيتيين
اما القيادة السوفيتية المتحمسة لنجاحاتها في معركة موسكو فحاولت انتزاع المبادرة الاستراتيجية من ايدي الالمان في مايو/آيار عام 1942 فحشدت قوات كبيرة في منطقة مدينة خاركوف الاوكرانية، أي في الموقع ذاته حيث اعتزم الالمان شن الهجوم في اتجاه نهر الفولغا والقوقاز. وتمكن الألمان من محاصرة القوات السوفيتية المهاجمة، الامر الذي تسبب في أسر ما يزيد عن 200 الف جندي سوفيتي (بموجب الاحصائيات الالمانية) وفتح جبهة جنوبي مدينة فورونيج وتوجهت نحوها الجحافل الالمانية واحتلت مدينة روستوف التي تعتبر مفتاحا لجبال القوقاز. ثم أمر هتلر قواته بالانقسام الى قسمين. يواصل احدهما الهجوم صوب القوقاز. اما ثانيهما الذي تضمن الجيش السادس بقيادة المارشال باولوس وجيش الدبابات الرابع بقيادة الجنرال غوت. فانيط به مهمة التوجه نحو الشرق بهدف الاستيلاء على مدينة ستالينغراد
كانت مدينة ستالينغراد أقصى مدى بلغه الغزو الألماني في الاتحاد السوفيتي إبان الحرب العالمية الثانية، لقد كان حصار ستالينغراد والدفاع عنها نقطة التحول في تلك الحرب الطاحنة. فعلى حدود تلك المدينة استنفد الألمان طاقة اندفاعهم في تقدمهم. وكان ذلك إلى غير رجعة. ومن تلك النقطة انتقلت القوات السوفيتية من الدفاع إلى الهجوم على طول الجبهة الممتدة إلى الجنوب من لينينغراد، ومنها أظهر الجيش السوفيتي تفوقه في العمليات الهجومية بمثل ما أظهر من براعة في العمليات الدفاعية العميقة.
وتعتبر ستالينغراد من أهم مدن روسيا الصناعية. فهي تقع على بعد أربعين ميلا شرق منحنى نهر الدون، وتمتد حوالي عشرين ميلا على ضفة نهر الفولغا. وزحفت جحافل الألمان صوب تلك المدينة التي اشتهرت بمصانع الدبابات والجرارات .
استمر حصار الألمان لمدينة ستالينغراد 66 يومًا. واستخدموا لذلك الغرض الجيش السادس الألماني المكون من 22 فرقة. كما استخدموا جميع أنواع الأسلحة من الطائرات ومدافع الهاوتزر والدبابات ومدافع الهاون، واقتحم مشاة الألمان اغلب أجزاء المدينة. واستمر القتال على مدى شهرين واشتد الى أقصى درجات العنف. كما احتلوا مسافة حوالي أربعة أميال من الضفة الغربية لنهر الفولغا. غير انهم لم يتمكنوا من اخراج الجنود السوفيت من المدينة أو ابعادهم الى ما وراء نهر الفولغا .
لقد صدرت الأوامر لقوات الجيش الثاني والستين السوفيتي تحت قيادة الجنرال تشويكوف أن يتشبث بالدفاع عن المدينة. فدافعت الوحدات السوفيتية عن كل شارع وكل مصنع وتشبثت بمواقعها الدفاعية خلف الجدران ووراء أنقاض المباني وفي الحفر الناجمة عن القنابل، وتحولت ستالينغراد إلى أنقاض وكتل من الحديد وأكوام من الحجارة. وأبت المدينة الاستسلام.
غيرأن الضربات الرئيسية لتحريرالمدينة جاءت من خارجها وكانت على هيئة هجوم أعده المارشال جوكوف لمحاصرة القوات الألمانية في داخل المدينة. كما قام الجيش السوفيتي بحصار مزدوج وأسموه ب "المنجل والمطرقة" لمحاصرة الجيش الألماني السادس. فجاءت الضربات الأولى من الشمال. ثم جاءت عملية الاختراق من الجنوب.
اما في الشمال فقد تمكن الجيش السوفيتي من القضاء على ثلاث فرق من الجنود الإيطاليين والمجريين في تقدم سريع صوب الجنوب الغربي عبر نهر الدون. وأطبقت التشكيلات السوفيتية عليها من جميع الجهات. فسدت أمام الألمان كل طرق الانسحاب، وبذلك تمت محاصرة الجيوش الألمانية
ووجهت القوات السوفيتية ضربتها القاضية من الغرب صوب نهر الفولغا وشطرت القوات الألمانية شطرين، ثم جاءت الخاتمة.
أسر الجيش السوفيتي ما يقارب 201 الف جندي الماني ناهيك عن جنود حلفائهم الرومانيين والمجريين والايطاليين واستولى على 60 الف عربة و6700 مدفع و1500 دبابة في أكبرهزيمة حلت بجيش ألماني في ميدان القتال.
تجلت في موقعة ستالينغراد صفات جديدة في الفن الحربي للجيش السوفيتي الذي اكتسب خبرة محاصرة العدو وتدميره.
وأثارت نتائج معركة ستالينغراد ارتباكا في صفوف دول المحور (حلفاء ألمانيا) التي صارت تواجه ازمة الانظمة الفاشية في كل من أيطاليا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا، الامر الذي ادى الى انخفاض النفوذ الالماني فيها وخروجها من الحرب فيما بعد.
وبذلك كانت هذه الموقعة نقطة تحول في مجرى الحرب العالمية الثانية، إذ اخذ الجيش السوفيتي في الاندفاع بعد ذلك صوب الغرب حتى طرد الألمان من جميع أراضي البلاد
في الخاتم وبمناسبة الذكرى السبعين لانتصار الاتحاد السوفييتي في معركة ستالينغراد أوجه التحية إلى الأبطال الذين دافعوا عن المدينة في وجه الغزو البربري النازي وتحية عطرة لذكرى القائد جوزيف ستالين والحزب الشيوعي السوفييتي وشعوب الاتحاد السوفييتي الذين صنعوا الانتصار بتضحياتهم



#آلان_كرد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة في سورية ......... هجوم على المكتسبات والحقوق ...
- الطبقة العاملة في سورية ......... هجوم على المكتسبات والحقوق ...
- الحكومة السورية ترفع سعر المازوت وتزيد من معاناة الشعب
- من نضالات الحركة الطلابية المكسيكية
- الرفيق تمام متري شهيداً
- رحيل الرفيقين د. داود حيدو و سليمان تمو
- لقاء مع الكاتب الكردي عمر كوجري رئيس تحرير مجلة أجراس اليسار ...
- شهداء الراية الحمراء
- المنتدى الاجتماعي العالمي والحركة الثورية في العالم العربي
- سبع سنديانات حمراء تترجل
- الرفيق نوري فرحان وداعاً


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - آلان كرد - الذكرى السبعون لانتصار معركة ستالينغراد 1943-2013