أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - وادي الفقر الحقيقي والفناء الاصلي- السفر السابع للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن الترابي 7-7















المزيد.....

وادي الفقر الحقيقي والفناء الاصلي- السفر السابع للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن الترابي 7-7


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 15:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


7- وادي الفقر الحقيقي والفناء الاصلي:

ثم إن السالك بعد ارتقائه مراتب الحيرة العالية يرد وادي الفقر الحقيقي والفناء المطلق ،وهذه الرتبة هي مقام فنائه عن نفسه وبقائه بالله ، والافتقار عن النفس والغنى بالمقصود واما ذِكر الفقر في هذا المقام يعني الفقر عن كل ما في عالم الخلق والغنى بكل ما في عالم الحق. ذلك بأن العاشق الصادق الحبيب الموافق إذا بلغ لقاء محبوبه ومعشوقه أجج من جمال المحبوب ولهيب شوق العاشق نارا تحرق كل سرادق وكل حجاب وكل ما لديه ، حتى عقله وجلده يحترقان، فلا يبقى من شئ الا الحبيب:

فلما تجلى اوصاف القدم
أحرق الكليم الوصف الحادث

والواصل لهذا المقام، مقدس ومنزه عن كل ما يتعلق بالدنيا فلا من بأس على واردي بحر الوصال أن يفتقدوا الأشياء المحدودة المتعلقة بالعالم الفاني ، سواء أكانت اموالا ظاهرة أم أفكار نفسيه ،ذلك بأن ما عند الخلق محدود بحدودهم وما عند الحق مقدس عن ذلك. وعليك أن تطيل التفكر في هذا البيان حتى تتضح العاقبة : " انّ الابرار يشربون من کاس کان مزاجها کافورا " فلو علمت معنى الكافور لعلمت المقصد الحقيقي. هذاالمقام من الفقر الذي قيل فيه " الفقر فخري " وللفقر الباطني والظاهري مراتب ومعاني لا أرى من المناسب ذكرها في هذا المقام لذلك ابقيها في ذمة وقت يقضي فيه الله ما يريد. وهذا مقام تهلك فيه لدى السالك كثرة كل شيء ويتجلى فيه طلعة الوجه من مشرق البقاء، ويتجلى معنى قوله : " كل شيء هالك الا وجهه".

يا حبيبي : انصت إلى نغمات الروح بسمع القلب والروح واحفظها حفظك لبصرك. فان أيام المعارف الالهيه كغمام الربيع فهي لا تبقى دائما على قلوب البشر ومع ان فيض الفياض لا تعطيل وتعويق فيه ، الا أن لكل عصر وزمان منه رزقا معلوما ونعمة مقدرة فلا يفيض الا بقدر ومقدار " و ان من شىء الّا عندنا خزآئنه و ما ننزّله الّا بقدر معلوم " وما ينزل من سحاب الرحمة لا يهطل الا على رياض الروح وما يتسنى هذا الكرم إلا في الربيع، اما الفصول الاخرى ليس لها نصيب من هذا الفضل الأكبر، و الاراضي الجرذه ليس لها قسمة في هذا الكرم .

يا اخي : كل بحر لا يتحوي على اللؤلؤ، وكل غصن لا يثمر وردا، والبلبل لا يتغنى عليه، اذن قبل إن يعود بلبل البستان المعنوي إلى الحديقة الإلهية، و ترجع انوار صبح المعاني إلى شمس الحقيقه، اسعوا لربما تستشم في الدار الفانية شذى من الجنة الباقية وتحيا في كنف اهل المدينة الخالدة، فاذا بلغت هذه الرتبة العالية العليا، وفزت بهذه الدرجة العظمى رأيت المحبوب ونسيت دونه.

إن الحبيب من دون حجاب متجل من الباب والجدار
يا اولي الابصار

فدع قطرة الحياة إلى بحر واهب الحياة هذا هو المقصد الذي سألت ولتفوزن به ان شاءالله. في هذه المدينة تخرق حجبات النور وتزول " لا لجماله حجابُ سوى النّور و لا لوجهه نقاب الّا الظّهور " فوا عجبا للحبيب المتجلي كالشمس والناس في طلب الزخرف والمال أجل يظل من شده ظهوره مستورا ومن قوة بروزه مخفيا:

تجلي الحق كالشمس الساطعة عيانا
أسفا لقد تجلى على مدينة العميان

يطوي سالك هذا الوادي مراتب وحدة الوجود والشهود ويتجاوزها إلى وحدة تقدست عن هذين المقامين، ولن يدرك هذا المقال من يلج بالبيان والجدال، بل يحيط به من عانى الجذب والذهول ، ولن يفهم ما قيل الا كل من اصطفى في هذا المحفل مقاما، ووجد من هذه الرياض نسيما.
وعلى السالك في جميع هذه الاسفار الا يحيد قيد شعرة عن الشريعة التي هي في الحقيقة سر الطريقة وثمرة شجرة الحقيقة ، بل يجب أن يتشبث بذيل إطاعة الاوامر، ويعتصم بحبل الاعراض عن النواهي حتى يرزق من كأس الشريعة ويقف على اسرار الحقيقة.
واذا استبهم عليك شئ من بياناتي هذه واحدثت تزلزلا ، وجب عليك إن تعيد المسألة حتى تزول الشبهة ويتجلى المقصد كطلعة المحبوب في المقام المحمود.
ولعل السالك المنقطع ، إن اسعده عون الغيب وأسعفه مدد ولي الأمر في هذه الاسفار التي لا يبدو لها في عالم الزمان نهاية ،يطوي المراتب السبعة في سبع خطوات بل في سبعة انفاس، بل في نفس واحد اذا شاء الله وأراد ذلك من فضله على من يشاء.
أن طيور آفاق التوحيد ، وبالغي لجة التجريد يعدون هذا المقام وهو مقام البقاء بالله منتهى رتبة العارفين في هذه المدينة وغاية وطن العاشقين غير إن هذا الفاني في بحر المعاني يعد هذا المقام أول ابواب مدينة القلب أي أول ورود الانسان إلى مدينة القلب، وللقلب مراتب اربع مقررة نذكرها إن وجدنا لها اصحابا وأهلا :

عندما بلغ القلم وصف هذه الحال
تحطم القلم وتمزق القرطاس
والسلام .

يا حبيبي إن غزال صحراء الاحديه يتتبعه عدد من الكلاب ، وبلبل بستان الصمديه هذا ، يتعقبه عدة منقار ، وهذا الطائر في الهواء الالهي يجلس في كمينه الغراب الحقود، وصيد بر العشق هذا يلحقه الصياد الحسود، يا شيخ اجعل همتك زجاجا لربما يحفظ هذا السراج من الارياح المخالفة ، ولو إن الامل في هذا السراج إن يشتعل في الزجاج الالهي ويلتهب في المشكوة المعنوي ، لان العنق الذي يرتفع بالعشق الالهي بلا شك يقع تحت السيف ، والرأس الذي اشتعل بالحب ، مؤكد سيفنى ، والقلب المتعلق بذكر المحبوب يكون مخضّبا بالدم، فنعم ما قال :

وعش خاليا فالحب راحته عنا
فاوله سقم وآخره قتل

والسلام على من اتبع الهدى ، كل ما ذكر من بدائع الفكر في معنى الطير تحقق وصار معلوما، كأنهم اطلعوا على اسرار المعاني ، ولكن لكل حرف في كل عالم له مقصد معين حسب المقتضى ، نعم إن السالكين يدركون من كل اسم رمزا ، ومن كل حرف سراً ، وهذه الحروفات في مقام اشاره إلى التقديس ك اى کفّ نفسک عمّا يشتهيه هوئک ثمّ اقبل الي مولئک ن نزه نفسک عمّا سوئه لتفدى بروحک فى هوئه ج جانب جناب الحق ان بقى فيک من صفات الخلق ش اشکر ربّک فى ارضه ليشکرک فى سمائه و ان کانت السّماء فى عالم الاحديه نفس ارضه ک کفّر عنک الحُجبات المحدودة لتعرف ما لا عرفته من المقامات القدسية و انک لو تسمع نغمات هذه الطّير الفانية لتطلب من الکوءس الباقية الدّائمة و تترک الکوءب الفانية الزائلة و السّلام علي من اتّبع الهدى. (بهاءالله)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وادي الحيرة السفر السادس للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن ...
- وادي الإستغناء السفر الخامس للسالكين إلى الوطن الالهي من الم ...
- وادي التوحيد السفر الرابع للسالكين إلى الوطن الالهي من المسك ...
- وادي المعرفة السفر الثالث للسالكين إلى الوطن الالهي من المسك ...
- وادي العشق السفر الثاني للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن ...
- وديان سبعة للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن الترابي 1-7
- أمانى السلام والوحدة العالمية
- اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى-(4-4)
- اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى -(3-4)
- اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى (2-4)
- اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى (1-4)
- مكانة المرأة اليوم ومدى مساواتها بالرجل
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 5-6 ما هو الإسلام ؟
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 4-6
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 3-6
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 2-6
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 1-6
- البهائية واللاعنف ورؤية إنسانية موحّدة
- أمراض البشرية بحاجة إلى طبيب حاذق
- نظرة البهائيّة للجنس


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - وادي الفقر الحقيقي والفناء الاصلي- السفر السابع للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن الترابي 7-7