أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بوحزام نوال نعيمي مليكة - المجتمع الجزائري من العولمة إلى العلمانية















المزيد.....

المجتمع الجزائري من العولمة إلى العلمانية


بوحزام نوال نعيمي مليكة

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 21:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لقد سعى المجتمع الجزائري كغيره من المجتمعات إلى التقدم والدخول في السياق الحداثي من أجل مواكبة العصر وبغية هذا جعله يصدم بظاهرة خطيرة أطلق عليها تسمية العولمة mondialisation أو كما يسميها البعض بـ"الأمركة"،فحسب المفكر الفرنسي "REGIS DEBRI" أن هذه الأخيرة أي العولمة ما هي إلا ذروة للحداثة والتي كما يراها المفكر المغربي "محمد عابد الجابري" أنها نظام عالمي أو يراد لها أن تكون كذلك تشمل مجال المال والتسويق والمبادلات والاتصال كما تشمل أيضا مجال السياسية والفكر والإيديولوجيا،والتي تهدف إلى نشر إلى نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية بين الجنسين بحجة الانفتاح على العالم الخارجي.والتي من إفرازاتها تقليص دور الثقافات وجعلها ثقافة كونية واحدة من خلال جملة من القيم والمعايير الجديدة التي تعطي الأولوية للعقل البشري والعقلانية التكنولوجية فتعمل بالضرورة على إقصاء السلطة الدينية.
إن المتتبع للمبادئ التي تطرحها العولمة يقر بحتمية وجودية بعض مظاهر العلمانية ليس بمفهومها الشائع الذي يعني فصل الديني عن السياسي،بل من خلال رفض أي سلطات من الدين التدخل في حياة الفرد أي أن الدين ينتهي بمجرد خروج الفرد من مكان العبادة.إذا ما أردنا قياس العلمانية على المجتمع الجزائري باعتباره مجتمع مسلم لوجدنا من الصعب تحقيق ذلك لأنه يتبنى الإسلام بمثابة دستور أي دين دنيا ودولة،هذا الالتحام إنما تجلى منذ عهد النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء من بعده إلى يومنا هذا.وبهذا يمكننا القول أن المشروع العلماني داخل المنظومة السياسية للمجتمع الجزائري لم يتخذ كخيار ولم يسعى حتى في تطبيقه،لكن إذا ما رجعنا إلى الفضاء الاجتماعي للمسنا أن الفرد الجزائري من خلال بعض الممارسات الاجتماعية عبر حياته اليومية بعض مؤشرات العلمنة وكبرهنة على ذلك سوف نتطرق إلى مجموعة من الوقائع والسلوكات التي تظهر عند الفرد،ونجدها على عدة مستويات بما في ذلك المستوى الإقتصادي،والاجتماعي الأخلاقي،وأيضا الثقافي.
_ المستوى الإقتصادي: إن ضعف المستوى المادي للفرد والأسرة الجزائرية وانتشار البطالة تعد من أهم المحفزات التي دفعت بالفاعل الاجتماعي إلى التعامل مع بعض المحرمات الدينية كالربا وهذا من خلال التعامل مع البنوك سواء CNEP فبمجرد فتح حساب في هذا البنك نجد زيادة ورفع من قيمة المبلغ الذي قام الفرد بوضعه كذلك L ANSEJ عن طريق تبني مبدأ العلاقة الارتباطية بين مدة التسديد والمبلغ المستحق،فبالرغم من وعي الفاعل بتحريم هذا الأمر من خلال جملة من النصوص والآيات القرآنية وهذا من خلال قوله تعالى:"وأحل الله البيع وحرّم الربا" إلا أنه يمارسها بكل بساطة،كما نلاحظ ظاهرة الرشوة بصورة جلية جدا في المجتمع الجزائري حيث أنها طغت على العديد من المؤسسات والقطاعات،حيث تم إخراجها من دائرة المحرمات والتقديس من خلال قوله صلى الله عليه وسلم:"لعن الله الراشي والمرتشي" وإدخالها في المجال الدنيوي بترميزها بمصطلحات كالقهوة والهدية وذلك لتبرير أفعالهم.
_ المستوى الاجتماعي والأخلاقي:يتمظهر هذا المستوى في فشو العلاقات العاطفية والاختلاط بين الجنسين والحرية الجنسية التي ارتبطت بفتح المجال أمام المثليين،وعلى المستوى الأخلاقي التربوي نجد الغش في الامتحانات،فالظاهرة الأولى تعد من أبرز إفرازات العولمة خاصة في بعدها المعلوماتي،فتكنولوجيا الاتصال قد ساهمت في انتشارها بما في ذلك الهاتف النقال وشبكة الأنترنت أضف إلى ذلك الأفلام،فمن الناحية الدينية يعتبر هذا النوع من العلاقات الذي يجمع بين الرجل والمرأة خارج إطار الزواج حسب الفقهاء والمفسرين هو من المحرمات ولكن بالرغم من معرفة الشباب لهذه المحرمات نجد إقبال وممارسة لهذا الفعل بجرأة وهذا في حد ذاته تجسيد للعلمانية،وإذا انتقلنا إلى البعد الأخلاقي التربوي نرى ظاهرة الغش من مظاهر العلمانية فمع إقرار النبي عليه الصلاة والسلام ونهيه عن ذلك في قوله:"من غشنا فليس منا" إلا أننا نلاحظ حضور هذا الفعل في مختلف المؤسسات التربوية وبهذا يعمل على إقصاء سلطة النص الديني المؤسس.
_ المستوى الثقافي:يعتبر الإقبال على الملاهي الليلية وما يرتبط به من ظاهرة شرب الخمر من أهم ميزات تطبيق وتفشي العلمانية في مجمعنا الجزائري،مع التذكير وجود عدة نصوص دينية تثبت تحريمها ففي قوله تعال:"إنما الخمر والميسر والأصنام...رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه" "ولا تقربوا الصلاة وانتم سكارى" هنا نجد إقرار واضح بتحريم الخمر لكننا نلاحظ ان الفاعل يعمل هنا على الفصل بين الحكم الديني وسلوكاته وممارساته الاجتماعية اليومية وكأنما يتجسد في مجتمعنا مقولة "ما لقيصر لقيصر وما لله لله" والتي نجدها تتقارب إلى حد ما مع المثل الشعبي القائل "شوية لربي وشوية لقلبي" فهنا نجد أن الفرد يعمل على تقسيم الحياة الاجتماعية إلى دينية ودنيوية فالأولى تخص تأدية العبادات والشعائر،أما الثانية فبالرغم أن الإسلام مصدر وأساس ونظام حياتنا إلا أن الفاعل في حين ممارسته لفعل ما نجده يفصل ويقصي الأحكام والنصوص المقدسة،وإذا رجعنا إلى ثان مظهر من كظاهر العلمانية في بعدها الثقافي نجد بعض الاحتفالات والطقوس غير الإسلامية فهي دخيلة على مجتمعنا وهذا نتيجة عمليات التثاقف والتزاوج بين الثقافات الذي هو من أهم شعارات العولمة كالاحتفال برأس السنة الميلادية والإحتفال بعيد القديس فالنتين فمع العلم بتعدد الخطابات الدينية التي تنص على عدم ممارسة هذا الاحتفالات (خالفوا اليهود والنصارى) نشهد في الآونة الأخيرة طغيان مظاهر الاحتفال وهذا إنما يعود إلى اضمحلال ثقافتنا واستبدالها بثقافة غربية علمانية والتي أدت بدورها إلى تراجع السلطة الدينية وبالتالي خلفت لدينا ارتباك على مستوى الهوية الدينية الإسلامية.
وفي الأخير إذا ما تتبعنا هذه المظاهر التي سبق ذكرها لخلصنا أن المجتمع الجزائري يتجه بصورة حتمية نحو العلمانية الخالصة خاصة في بعدها الاجتماعي مع التقيد وإصرار الفاعل الاجتماعي بالمحافظة على القيم الإسلامية وعدم التصريح بعلمانية ممارساته وهذا كنتيجة لمبادئ والفلسفة التي حملتها العولمة في جل خطاباتها كالفلسفة الليبرالية والبراغماتية والفردانية التي تبيح للفاعل ممارسته دون تفيد أو سلطة.



#بوحزام_نوال_نعيمي_مليكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب المابعد الحداثي ونهاية العالم -قراءة في تمثلات الفرد ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بوحزام نوال نعيمي مليكة - المجتمع الجزائري من العولمة إلى العلمانية