أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام جودة - جماعير غزة تقول كلمتها..... وتقود ذاتها نحو المستقبل....!!!















المزيد.....

جماعير غزة تقول كلمتها..... وتقود ذاتها نحو المستقبل....!!!


بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 15:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


جماهير غزة تقول كلمتها..... وتقود ذاتها نحو المستقبل ....!!!

لقد كان للحشد الجماهيري الكبير الذي زحف لاحياء الذكرى 48 لأنطلاقة حركة فتح في ساحة السرايا، الوقع المفاجىء لكل القراءات لما يحدث في غزة هاشم منذ حوالي ستة سنوات مرت على حالة الانقسام الفلسطيني السياسي ، على ضوء الاستيلاء الكلي لحركة حماس على مقاليد السلطة والنفوذ في قطاع غزة بقوة السلاح ، هذا الواقع الانقسامي الذي تحول الى محاولة حثيثة لاعادة صياغة كل طبيعة الحياة في قطاع غزة بشكل يخضع لمتطلبات فصيل واحد هيمن على كل مجريات الأمور وتصرف بفوقية دون أي اعتبار لطبيعة الواقع الفلسطيني ومكوناته عبر حقبة طويلة من التاريخ كانت فيها التعددية السياسية والفكرية هي سيد الموقف بغض النظر عن حجم هذا الفصيل أو ذاك ، حيث كانت منظمة التحرير الفلسطينية الناظم لهذه العلاقات السياسية ، التي حاولت الحركة في نشوة سيطرتها على غزة البحث عن بدائل لهذا التمثيل الفلسطيني المتجذر في وجدان شعبنا باعتباره رمزا" لقوته ووحدته ، بالطبع فشلت كل هذه الدعاوى والتحركات لأن المستهدف عنوان جامع لشعب يتوق الى الحرية والاستقلال ، قدم تحت هذه المظلة الألاف من الشهداء ومئات اللألاف من الجرحي والأسرى والمعتقلين ، بل يمكن أن نقول أن هذا العنوان سابق لكل الفصائل والتنظيمات في عصر الثورة الفلسطينية المعاصرة ، وان كان هذا لايغير من طبيعة الحاجة لتطوير وتصحيح الكثير من المسارات في هذا الاطار الجامع.
لم تكن هذه الجماهير الحاشدة التي خرجت في يوم الانطلاقة الفتحاوية بعد السنوات العجاف من الوضع الفلسطيني السياسي وسياسات التهميش والاقصاء والملاحقة ، الا دليل حالة من الرفض والتحدي لهذا الواقع المفروض فرضا" من الانقسام القهري ، كما شكل تعبيرا" عن حالة الرفض والغضب الشعبي من التمادي الحادث في التمترس وراء أضاليل وأكاذيب ومصالح فئوية حزبية وشخصية ضيقة للأبقاء على حالة الانقسام الفلسطيني في أجواء من المعاناة والبؤس التي يمر بها شعبنا ، رغم كل دعاوي الانتصارات الطنانة والوعود المختلقة عن رفع المظالم والحصار، قيادات تتحدث عن انتصارات ومن الناحية الأخرى شعب يعاني من الفقر والجوع والاستيطان والاستيلاء على أرضه والعبث المتواصل من قبل المستوطنين في ممتلكاته ومزروعاته ، قطع طرق وحواجز وحصار مدن من قبل جنود الاحتلال ، اعتقالات وتشريد عائلات من القدس بهدم بيوتها وممتلكاتها وتهويدها ومنع الوصول اليها. ان هذه الصورة لا تقلل مما جرى من صمود في غزة في مواجهة العدوان الاسرائيلي على شعبنا ونجاح المقاومة في ضرب عمق الأراضي المحتلة ، أو من نجاح فلسطين في نيل عضوية مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، رغم ماتبع النجاح الأول من اتفاق سياسي هزيل على ما سمي وقف اطلاق النار المتبادل ، حيث لم يترجم النجاح في الصمود الى مواقف عملية لرفع الحصار وانهاء معاناة شعبنا في قطاع غزة وبقي الاحتلال يتحكم في كل منافذ قطاع غزة نحو الحرية والقدرة التامة على الحركة والتنقل ، وما منع قيادات من الجهاد الاسلامي من دخول قطاع غزة الا عنوان لهذا التحكم والسيطرة على منفذ يدعى البعض أنه جعله خارج نطاق سيطرة العدو ، كما أن الاستمرار في منع شعبنا في الضفة الغربية من استخدام كل وسائل النضال من أجل مواجهة المستوطنين وعربدتهم واعتداءتهم على السكان الفلسطينيين يشكل استمرارا" لسياسة الخنوع والاملاءات ويعيق العمل من أجل اجبار العدو على الاعتراف بحقوق شعبنا في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
ان غزة بجماهيرها المحتشدة في ساحة السرايا في الرابع من يناير أ احتفالا" بذكرى الانطلاقة 48 للثورة الفلسطينية ، أكدت مقولات كثيرة سبق أن تحدثنا فيها حول موضوعة القيادة الفلسطينية بكل ألوانها وتسمياتها ، هذه القيادة العاجزة فعلا" أن تكون عند طموحات الفلسطينيين وتطلعاتهم وتضحياتهم ، قيادات استشرت فيها حالة الفساد والافساد والخضوع والخنوع ، وغلبة المصالح الفئوية والشخصية على مصالح الوطن والشعب ، هذه قيادات انتهت صلاحياتها وفسدت بضعاتها وكثرت ملوثاتها لأسباب يطول الشرح فيها ولا مجال هنا للخوض فيها ، رغم ادراك شعبنا ومعرفته لها ولأن روائحها تزكم الأنوف.
ان نساء شعبنا ولادات للكثير من الرجال والقادة المخلصين لشعبهم ووطنهم القادرين على تحمل مسئوليات هذه الحقبة من تاريخ شعبنا والتي تحتاج الى قيادة شابة شريفة ، نزيهة ، مجربة ومخلصة تستطيع أن تكون بمستوى تطلعاته وتضحياته ، لا أولئك الذين فقدوا ثقة شعبهم واحترامه عبر تلك السنوات التي انحازوا فيها لمصالحهم والنجاة بأنفسهم عند الملمات ،كما فقدوا خياراتهم وقدراتهم على رسم خريطة الخلاص لشعبهم وتوقفت قلوبهم وعقولهم عن أن تكون مجسة لنبضات الغالبية العظمى من أبناء شعبنا وحاجاتهم ومتطلبات المستقبل للوصول الى حقهم التاريخي في الحرية والعودة والحقوق الانسانية في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

ان جماهير غزة التي احتشدت في ساحة السرايا بشكل عفوي من كل حدب وصوب هي تعبير عن نداء خالص لأطلالة جديدة لشعب موحد يرفض القسمة ويرفض الأقصاء والتهميش ، ليس فقط لحركة فتح التي لها بصماتها وتاريخها الوطني والنضالي عبر عقود من الزمن ، قدمت من قادتها ومنضاليها وكوادرها الكثير عبر المسيرة التاريخية للكفاح الوطني ، بل أيضا" لكل الطاقات الفاعلة في المجتمع الفلسطيني وتفردت بالقرار الفلسطيني وكل أوجه العمل على ساحة قطاع غزة ، هذه الجماهير أعلنت بوضوح أنها مستعدة لخوض معركة التحرير بكل قوة وعطاء تحت لواء ونهج وحدوي يعترف بالآخر ويحترم كل مكونات الشعب الفلسطيني ،ووراء قيادة مخلصة واعية لا تعرف الهروب والنكوص الى الوراء الا متحفزة لقتال من أجل تحقيق طموحاته ، كما أنها ترفض التهميش والاقصاء على كل ساحات الوطن، فلا يظن أحد أن هذه الحشود كانت من أجل دعمه واعترافا" بصحة منهجة وشرعية قيادته ومنهجيته، انها الصحوة من أجل فلسطين تاريخا" وأرضا" وشعبا" واحدا" موحدا"، وهى من أجل اسدال الستار على حقبة تاريخية بغيضة من الفرقة والخلاف والانقسام .
هذه الحشود الشعبية قررت أنها فوق القيادات وأمامها ، بعد أن عجزت تلك القيادات عن فهم طبيعة المرحلة وحاجات شعبها ودفنت رأسها في التراب وبحثت عن مصالحها الشخصية وأمعنت في ذبح خصومها واقصائهم داخل تنظيماتها أو خارجهم ، باحثة عن مجد لها بين أطلال تلك المعارك الذاتية والداخلية التي لاتخدم الا المحتلين وتطلعاتهم في الاستمرار في السيطرة والتحكم بمستقبل شعبنا ووطنه ، انها علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني لأنها أكدت أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الكلمة العليا وهو صانع التاريخ مهما كان جبروت المحتلين وحتى المتسلطين الاقصائيين من أبناء الجلدة والدم الواحد ، الا أن الكلمة الفصل اليوم وغدا" هي للمقهورين المتعطشين للحرية والعودة والعدالة الاجتماعية ، المؤمنين بشرعية نضالهم وحققوقهم وقدرتهم على صنع المستقبل .....!!!! فهل وصلت الرسالة....؟؟؟



#بسام_جودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتيبة الصفراء والخضراء وصراع الألوان ...!!!
- التربية الحديثة والابداع
- محطات مختصرة ... بين انتفاضة الحجارة .....ومعركة حجارة السجي ...
- الشعب الفلسطيني أمام منعطف تاريخي
- بين كلام السفية الجاهل ومعرفة العالم


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام جودة - جماعير غزة تقول كلمتها..... وتقود ذاتها نحو المستقبل....!!!