أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين عبدالله - كيف تلعب الجماعة ضد مصالحها؟














المزيد.....

كيف تلعب الجماعة ضد مصالحها؟


نادين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3948 - 2012 / 12 / 21 - 09:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصلت جماعة الإخوان إلى سدة الحكم من خلال رئيس منتخب ديمقراطياً فى إطار مرحلة انتقالية خطرة، وقد تمركزت استراتيجية الإخوان على ركيزتين: الأولى تكمن فى تحقيق نمو اقتصادى معقول، ليس فقط لضمان توسيع قاعدتها الانتخابية، بل أيضا لخدمة مصالح رجال الأعمال القائمين على الجماعة أو المساندين لها أما الثانية فتمثلت فى تحقيق الاستقرار بالبلاد، على الأقل لضمان دعم حلفائها فى الخارج «الولايات المتحدة»، وعدم انسلاخ المؤسسة العسكرية، المحايدة تجاهها، عنها. واقعيا، تحقيق هاتين الركيزتين يحتاج إلى توافر حد أدنى من الديمقراطية والإصلاح ودولة القانون، لكن العجيب هو أن النهج الإخوانى سار بالضبط عكس المسار، وذلك على مستويين متلاحقين:

فعلى المستوى الأول، حلت سياسات الهيمنة والاستئثار محل الديمقراطية والإصلاح. فمنذ اللحظة الأولى لتولى الجماعة السلطة بدت وكأنها فى حالة خصومة مع مؤسسات الدولة «القضاء والشرطة بالأساس»، وغير قادرة على إجراء ما يلزم لإصلاحها. فالتغيير الوحيد الذى كانت تنجح فى إجرائه على مستوى الأجهزة أو الهيئات الوزارية هو تبديل قياداتها بقيادات إخوانية بلا تغيير للقواعد القديمة الفاسدة. بالطبع خلقت هذه الطريقة تعنتاً مؤسسياً رافضاً للسيطرة الإخوانية والإصلاح معا. نعم، يمكن إرجاع هذا الفشل، ولو جزئيا، إلى نقص خبرة الجماعة فيما يتعلق بإدارة أجهزة الدولة، ولا يخفى علينا أيضا تأثير تاريخ علاقة بعض هذه الأجهزة القمعية معها - فصار القهر والانتقام دوارا.

وكنتيجة طبيعية للفشل الأول، شرعوا مؤخرا فى بناء دولة ميليشيات موازية فى مواجهة دولة قانون متأرجحة ومجتمع ينزف من الانقسام. قطعا، الدعوة لتسليح أعضاء الجماعة لحماية مقارها لا تدعو للشفقة بقدر ما تعنى عجز النظام الإخوانى الحالى عن إصلاح أجهزة الدولة.

وبغية التبرير، تبنى الإخوان منحى استقطابياً، وكأنهم طائفة مضطهدة فى المعارضة «كما كان الحال سابقا»، وليسوا سلطة فعلية حاكمة. وقد بدا هذا الخطاب الطائفى وكأنه الوسيلة الوحيدة للحفاظ على تماسك الجماعة الداخلى، ولكن ماذا عن باقى البلاد التى يحكمونها؟ للأسف هى تنفرط منهم كالعقد. والحقيقة هى أن دولة العنف هذه تضر بمصالح السلطة الحالية على ثلاثة أصعدة مترابطة: فعلى الصعيد الاقتصادى، الفوضى المعممة غير جاذبة لأى استثمارات داخلية أو أجنبية، بل حتى هى غير قادرة على الحصول على القروض اللازمة لحل أزمة السيولة المالية، علما بأن عجز الموازنة قد وصل إلى حوالى 11%. أما على الصعيد السياسى فتآكل شرعية حكم يؤكد يوماً بعد آخر لشعبه أنه طائفى لن يمكنه من الحصول على التأييد الاجتماعى اللازم لقرارات «التقشف» الاقتصادى القادمة، وبالتالى ستزداد الاحتجاجات الشعبية، ولن ينجو الاقتصاد كما لن تستقر البلاد وأخيرا، على الصعيد الاستراتيجى، سيعلى غياب الاستقرار من مقدرة المؤسسة العسكرية على التدخل فى الشأن السياسى الداخلى، ولن يرى الحليف الخارجى معنى من دعمه نظاماً ذا شرعية سياسية ومجتمعية متآكلة.

يبدو أن قيادات الجماعة أخطأت فى حساباتها حين اعتقدت أن أجهزة الدولة «المحتاجة إلى الإصلاح» لا تقاليد مؤسسية لها «كما الحال مع القضاء»، أو أنها لم تع الدرس «كما الحال مع الشرطة»، كما أنها أخطأت لأنها لم تدرك أن المجتمع المصرى، الذى رفض سابقا قمعا سياسيا، لن يحتمل لاحقا إرهابا مجتمعيا. لذا لا مناص لضمان الاستقرار والرواج الاقتصادى الذى تحلم به الجماعة، سوى الحوار الجاد بين النظام الإخوانى الحالى من جهة والمعارضة السياسية ومؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة القضائية من جهة أخرى. فلا يمكن لأى حكم فى الدنيا أن يخطو إلى الأمام، ويحظى بتأييد اجتماعى لقراراته وهو فى حالة خصومة مع مجتمعه ومكونات نظامه السياسى. فالحوار ليس سوى تجسيد للديمقراطية «بمعنى المشاركة فى صنع القرار»، وهو أمر يعلى من قدر النظام وشرعيته ولا يقلل أبدا منه.



#نادين_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث أساطير إخوانية بشأن الدستور واستفتائه
- الحركة النقابية بين براثن الاستبداد


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين عبدالله - كيف تلعب الجماعة ضد مصالحها؟