أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر محمد أسكيف - الوجوه المتحوّلة للحراك السوري















المزيد.....

الوجوه المتحوّلة للحراك السوري


ياسر محمد أسكيف

الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 19:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



( من حلم الدولة الديموقراطية إلى كابوس الإمارة الإسلامية )
تظهر اغلب المقالات , والقراءات , والدراسات , وحتى البيانات الصحفية ( وغيرها من وسائل إعلامية ) التي تتناول طبيعة الثورة السورية , من وجهة نظر معارِضة , ابتعادا ً عن التعمق في دراسة المكونات والبحث في مستوى الفعالية الذي يحتّم تلقائيا ً ترتيب وتوزيع مواقع القوى واصطفافها , والذي من شأنه التنبيه والإشارة إلى الغشاوة التي تمنع من رؤية الحراك على حقيقته , وبالتالي إمكانية قراءة درجة الانحراف عن , ودرجة والانقلاب على , الخطوط الرئيسية للثورة , التي بدأت كمهمات , وتكرّست كمواثيق للممارسة والعمل .
( ثورة سورية أم ثورة إسلامية في سوريا ؟ ) سؤال طرحه ياسين الحاج صالح ( الحوار المتمدن تاريخ 25-11-2012 ) سؤال - عنوان , والعناوين مفاتيح هامة في القراءة , يوحي بمحاولة جادّة لإجلاء الالتباس , بل التشابك , بين أوجه عدّة يمكن أن تسم الثورة السورية , عبر العمل على إضاءة التخوم بين المكونات والوجوه . ومن هذه الوجوه ( وجه إسلامي متمركز حول عقيدة الاسلاميين " وهي شكل ما للإسلام " وليس حول القضية السورية العامة ) وجه بدأ بالطغيان على الجزء الأكبر من المشهد , ممارسا ً سيطرة عملية , وليس هيمنة رمزية , كما يرى ياسين المُدرك لهذا الأمر, والذي يلتف عليه بالربط بين اتساع نطاق الهيمنة السلفية – القاعدية وازدياد عنف المواجهة بين السلطة والمعارضة المسلحة . وبالتالي فإن ما يوقف هذا الزحف الاستيلائي الاقصائي هو حل واحد يتمثل بإسقاط السلطة . غير أن هذا الإصرار على الاسقاط لن يقدم شيئا ً سوى المزيد من العنف , وإطالة عمر الصراع . وبالتالي تخصيب المناخ لتغوّل " عقيدة الاسلاميين " . وفي نظريته هذه يعتبر الكاتب من ينتمون إلى ( عقيدة الاسلاميين ) , كي لا يسميهم بأسمائهم , وبالتالي يلتقي مع السلطة في التسمية , جزءا ً من مكوّنات الثورة السورية ( جبهة النصرة + لواء التوحيد + ... = تنظيم القاعدة ) وليسوا جزءا ً من ثورة مضادة عُمل على دعمها ( بشريا ً , وماليا ً , وعسكريا ً ) من جهات تريد بكل تأكيد إصابة عصفورين بحجر ( إسقاط النظام السوري , وإسقاط الثورة ) وذلك بجعل الثورة في حال انتصارها واقعة لا تاريخية . وبعيدا ً عن تحليل مكونات الثورة وإبراز مواقعها على خارطة التأثير والفعل , لتتم الإجابة المُقنعة على أساس ذلك , وليزول الالتباس الذي يُظهره السؤال , فإن الكاتب , ولأسباب دعاوية , ربما , تتعلق بحجم التأثير والفعالية الميدانية , يمارس هروبا ً بيّنا ً إلى الأمام , فيلجأ , من أجل التمويه على اعترافه بالصبغة الاسلامية , إلى البحث عن سبب الظاهرة ( الوجه الاسلامي المتشدّد للثورة السورية ) وليس البحث في الظاهرة ذاتها . وفي عرضه للأصل المُحتمل الذي تسبب في ( هذا الظهور المندفع , الذي يشبه الاستيلاء الرمزي على ثورة ضد الطغيان ) يستشعر القارئ مداورة وكيدية لا تتفقان مع الصدقية البحثية , أو حتى الإخبارية . حيث يفترض مجموعة من الأصول المُحتملة التي يتعلق بعضها بظهور ( الوجه الخفي للمجتمع السوري ) الذي كان نتيجة لتعامل السلطة مع الثورة , أي كان هذا التعامل فرصة لظهور هذا الوجه . أو أن ( تحولا ً زلزاليا ً نتيجة 600 يوم من التنكيل المستمر دفع إلى السطح طبقة أعمق من الوعي والاجتماع ) وربما ( هو وجه مُصطنع تواطأت على ظهوره مؤثرات مالية وأيديولوجية ) . ولكن الكاتب يرى أن السبب ليس في أيا ً من هذه الأصول منفردا ً بل هو في ( تضافر كل من القسوة والوحشية والتمييزية التي تعرّضت لها البيئات السورية الثائرة والدعم الذي قدّمته شبكات مالية وأيديولوجية ) .
لنلاحظ الكم الهائل من التعمية الذي ينطوي عليه هذا الاستنتاج ونسأل ما هو القصد , أو الغاية من التصنيف الديموغرافي ؟ ما دام الأمر الواضح هو أن السلطة تصدّت للثورة في البيئات التي قامت فيها الثورة , وهي بيئات لا يخفى على أحد أنها بيئات ( سنيّة ) . فهل كان المطلوب من السلطة أن تقسو على البيئات التي بقيت موالية كي تبدو عادلة وغير تمييزية . أم أن القصد هو إعادة إنتاج لما قاله برهان غليون , حينما كان رئيسا ً للمجلس الوطني السوري , حول الربط بين مستقبل الأقليات الدينية والعرقية , وخاصة الطائفة العلوية , ومدى مشاركتهم في الثورة لإسقاط النظام . أي أنهم إن شاركوا فلهم حصّة , وإن لم يشاركوا فهم محرومون من كل شيء . وهنا لابدّ من الانتباه إلى درجة الاعتراف برأي آخر , ومدى احترام هذا الرأي .
نعم هي إشارة خفية من الكاتب إلى أن بيئات محدّدة لم تشارك في الثورة , لا السلمية ولا المسلحة ( الدروز – المسيحيون – العلويون – الإسماعيليون – .. ) أي أنها لم تشارك بهويتها الطائفية وليس الوطنية . ذلك أن عدد كبير من أبناء هذه الطوائف مساهم حقيقي وفعلي في الحراك السوري السلمي . ويبدو التحيز اللاموضوعي أكثر وضوحا ً في الحديث عن الدعم الذي قدّمته ( شبكات مالية وأيديولوجية ) مُختصرة بأفراد ( العوضي – الكويت – العريفي – السعودية – العرعور – سوري - سعودي ) وليس دولا ً ( قطر – السعودية – تركيا – أمريكا – فرنسا – بريطانيا .....) . إن الكاتب يتحرّج تماما ً من قول الحقيقة , التي لم تتحرّج تلك الدول ذاتها عن الاعتراف بها . وهذا التحرّج يأخذ صفة النكران في موضع آخر حينما يعتبر الكاتب أن ( المجتمع السوري الثائر قد خبر خلال عشرين شهرا ً حالة انكشاف تام وفقدان جذري للسند . ) وهذا كلام بعيد كل البعد عن الحقيقة , إذ لاقت الثورة السورية دعما ً لم تنل غيرها جزءا ً منه , بدءا ً بالمساعدات المالية والاعلامية والدبلوماسية وانتهاء ً بالعسكرية ( تسليح – أجهزة اتصالات متطوّرة – مقاتلين – دعم استخباراتي ... الخ ) , يضاف إليه العقوبات متعددة الأشكال ( اقتصادية – عسكرية – دبلوماسية .. الخ ) التي مورست ضد السلطة السورية وضد أركانها , إضافة إلى الأشخاص الذين يدينون لها بالولاء , أو يقدمون لها أي شكل من أشكال الدعم . وإذا كان يقصد ب " السند " دعما ً يماثل الدعم " الفاجر " الذي يتلقاه النظام السوري ( من قوى ذات هويات طائفية ) وهو يقصد " حزب الله " اللبناني , ذو الصبغة " الشيعية " , فإن الكثير من مثيل هذا الدعم قد تلقته الثورة السورية , ولا أدل من الغيرتين ( السعودية ) و (القطرية ) وسيل المجاهدين من تونس إلى الشيشان , مرورا ً بالسعودية والأردن والعراق وتركيا , وصولا ً إلى افغانستان . ولا يخفى على أي قارئ بأن هؤلاء المجاهدين هم ذوي صبغة " سنيّة " . ولا بدّ للقارئ أن يتساءل هنا لماذا المواربة والاستحياء وعدم تسمية الأمور بأسمائها , وخاصة أن الكاتب يقرّ دون تردّد بأن النظام السوري ( غير مُبرّأ من الطائفية ) . أهو كي لا يضطر إلى تثبيت الهوية الطائفية , والمسعى الطائفي , للمجاهدين السوريين , ومعهم سائر المسلحين المعارضين , والكثير من غير المسلحين , وبالتالي يجد نفسه أمام استحقاق الضرورة في إعادة قراءة الكثير من أحوال الثورة السورية , وتحديدا ً من منطلق الديموقراطي العلماني إن لم نقل الماركسي ؟ ! وهو الذي يحاول ياسين فعله منذ بداية مقاله .
إن ياسين الحاج صالح يأتي من أسهل الطرق ليبرّر تأسلم الثورة السورية وإظهار هذه الأسلمة على أنها طارئ يزول بزوال المسببات , ولهذا يلوي عنق الحقائق ويجعل من الاستثناء قاعدة , ومن الشذوذ عمومية . فالدعم الذي تلقاه السلطة السورية من " حزب الله " الشيعي , والذي ما يزال تأكيده وإثباته موضع أخذ ورد , مُضافا ً إلى ( الاستهداف التمييزي من قبل نظام طغموي غير مبرأ من الطائفية ) هو ما يشكل برأيه ( بيئة ممتازة لتأثير الدعاة السلفيين , المحليين والعرب , وللتعبئة حول واجبهم الجهادي الخاص ) . غاضّا ً الطرف عن تأثير هؤلاء الدعاة في غير مطرح, وغير مكان يتسمان بنقاء النسيج الديني , وبالافتقار إلى التعدّد . وإلا كيف يمكن تبرير الحملات الطائفية الشعواء على الشيعة بشكل عام , وعلى العلويين بشكل خاص , عبر أكثر من قناة تلفزيونية حتى قبل اندلاع الثورة السورية بزمن طويل , وكيف يبرّر التعبئة المسعورة على أساس طائفي , عبر صفحات التواصل الاجتماعي , كمقدمة للحراك السوري . هل يمكنه أن يستند في ذلك إلى خبر تناقلته وسائل الإعلام عن مقتل عدد من عناصر حزب الله في سوريا .
نعم لا نختلف مع الكاتب في أن العقائد الماضوية " بعثية " أو " سلفية " ( توفر إطارا ً نضاليا ً ووجهة للغضب وشعورا ً واضحا ً بالغاية المُرتجاة ..) وخاصّة في مناخ من الهزيمة والخيبة واللاجدوى غير أن ذلك لا يقودنا إلى الإقرار بحقيقة , نجعلها تبدو وكأنها وحيدة وفريدة تفيد بأن ( العقيدة الدينية هي الأنسب اليوم كأرضية فكرية للمقاومة المسلحة في مواجهة قوّة عدوانية متطرفة . ) إذ إضافة إلى القوة العدوانية المتطرفة للسلطة لا يمكن أن نغمض العين عن الجوهر الدموي المتأصل في مثل هذه العقائد الدينية , والذي أفصح عن نفسه في العراق , قبل سوريا , وما زال .
ولكننا نتساءل في نهاية المطاف : ما دامت التيارات المعتدلة في الحراك - الثورة غير قادرة على مواجهة بطش النظام وإسقاطه في المدى المنظور , الأمر الذي سيؤدي إلى تغوّل التشدد الذي لا يمثل الوجه الحقيقي للحراك السوري , والذي لا يؤيده الكاتب , فعلى أي أساس يعمّر أمله بإسقاط النظام ( إن لم يكن اليوم , البارحة أفضل . )؟؟!!



#ياسر_محمد_أسكيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصيان المعنى وارتهان الكتابة الجديدة
- الدور الاجتماعي للأدب ومسلمة النقد الأيديولوجي
- الديموقراطية والعنف


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر محمد أسكيف - الوجوه المتحوّلة للحراك السوري