الإعلان الذي قصم ظهر الوطن

أحمد حسن سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 19:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

حين هم الرئيس مرسي بإلقاء خطابه الي الشعب يوم الخميس الماضي وقيامه بوضع إعلان دستوري لتسيير العمل بالبلاد لحين الانتهاء من العمل بالدستور الجديد والاستفتاء عليه وتحسبا لاصدار المحكمه الدستوريه حكما يقضي ببطلان تشكيل الجمعيه التأسيسيه واحداث فراغ دستوري بالدولة من وجهة نظر مرسي وجماعته وأعطت بعض بنود الاعلان سلطات لرئيس الجمهوريه تجعله أشبة بنصف إله بشكل يعيد البلاد ستون عاما للوراءوخروج جحافل الاخوان لعمل مظاهرات التأييد أثناء إلقائه الخطاب بشكل فيه نوع من أنواع الاستفزاز وإستعراض القوة المبالغ فيه
لم يحسب مرسي وجماعته مقدار الغضب الشعبي الذي سيتولد لدي جموع غفيره من الشارع المصري فور صدور الإعلان الدستوري بشكل يولد موجة جديدة من موجات الثورة المصرية التي علي مدار عامين من اندلاعها شهد المسار الثوري العديد من النجاحات والاخفاقات والعديد من موجات العنف المتبادل بين الثوار وقوات الامن لكن الجديد في هذه الموجة أنها شهدت للمرة الاولي العديد من المناوشات والاشتباكات بين قواعد وكوادر الاخوان من جهة والمواطنون المعارضون لهذا الإعلان وصل الي حد سقوط القتلي من الجانبين وحرق العديد من مقرات الاخوان بالمحافظات كذلك شهد الشارع المصري العديد من المواجهات والاشتباكات بإستخدام الايدي والاسلحه بشكل يومي منذ صدور الإعلان آثار في أذهان البعض مخاطر نشوب حرب أهلية .
ورغم تأكيد مرسي وجماعته أن الاعلان جاء من أجل تأمين الثوره والحفاظ علي مكتسباتها باتخاذة مجموعه من القرارات المصاحبه للاعلان والتي غلفت بطابع ثوري مثل انشاء دوائر قضائية ثوريه واعتزامه اعاده فتح التحقيقات في بعض وقائع فساد رجال النظام السابق ووقائع قتل الثوار أيضا الاطاحة بالنائب العام السابق عبدالمجيد محمود الضالع في بعض وقائع التستر علي الفساد ، قام العديد من أبواق الجماعة والمحسوبين عليها بوصف من قام بالتظاهر والاعتراض علي الاعلان الدستوري بانهم من الفلول وبقايا النظام السابق واتهامهم بالعديد من التهم المعلبه والجاهزة مثل البلطجه والعماله للخارج
لكن دعنا عزيزي القاريء نعمل العقل قليلا هل شخص مثل حمدين صباحي أو كمال خليل من فلول النظام السابق
هل يوصف مناضل بحجم أبو العز الحريري بالبلطجة لمجرد إختلافة في الرأي مع الإخوان هل الشباب المصري الذي حمل روحه علي كفه يوم 25 يناير هم مجموعه من البلطجية وأرباب السوابق
إذا تأملنا المشهد وحللنا طبيعة القوى التي تمثل جبهة الرفض تجاه الإعلان الدستوري لوجدنا أن تلك القوى تمثلت في عده عناصر
العنصر الاول :هم شباب ثوره يناير الحقيقي فيأحزاب وتيارات وحركات عده الذين شاركوا في معارك الثورة علي مدار العامين المنصرمين وشهدوا نجاحات الثورة وإخفاقاتها وفوجئت هذة القوى بالاخوان المسلمين يحصدون مكاسب هذة الثوره ويقومون بتهميش هؤلاء الشباب والتقليل من جهودهم والادعاء بأن الثورة صناعة اخوانيه 100% وتهميشهم لدور باقي القوى الاخري .
العنصر الثاني :هو رجل الشارع العادي والذي كنا نطلق علية حزب الكنبة الذي لايشارك في حدث أوفعالية سياسيه وكان دوره سلبيا خلال الفترة الماضيه شعر هذا المواطن بأن الاحوال لم تتغير عن عصر مبارك بل إزدادت سؤ وما يشهدة من تفشي المحسوبيه وحصول أعضاء الاخوان لعدة امتيازات ومعاملات تفضيليه في المصالح والهيئات الحكوميه وأيضا ما سربته الصحف عن وقائع لفساد بعض قيادات ورجال الاخوان ومايتناقل عن النعيم والثراء الفاحش الذي يعيشون فيه جعل الكيل يطفح بهذا المواطن وينزل الشارع لأول مره إعتراضا علي ما يراه حوله
العنصر الثالث هم أفراد وموظفي الأجهزة السياديه والبيروقراطيه للدوله ومايسمي بالدوله العميقه الذين شعروا بزوال إمتيازاتهم وحقوقهم التي حصلوا عليها علي مدار عقود عدة لصالح الوافدين الجدد من الاخوان وسعي الاخوان لفرض رجالهم بالقوة لتولي المناصب الاداريه بالدوله في اطار ما يسمى بأخونة الدولة وتهميش العديد من الكفئات وحرمانهم من الصعود المهني والترقي لمجرد عدم انتمائهم للأخوان مما أدي الي إنحراف أجهزة الدولة الاداريه عن ممارسه دورها في خدمة كافة المواطنين بغض النظر عن إنتمائهم الديني والسياسي وليس تسخير جهود تلك الجهزة لخدمة فصيل واحد.
العنصر الرابع بقايا النظام البائد (الفلول) وما تعرضوا له من ضياع مكاسبهم ونفوذهم الذين حصلوا عليها طوال العهد السابق وضياع تلك الامتيازات لصالح الوافدين الجدد.
أضف الي ذلك الطبيعه الفاشية التي يتعامل بها الاخوان منذ ركوبهم الثوره المصرية ووصولهم لكرسي الرئاسة وتعاليهم علي كافة المواطنين والقوي الثوريه أيضا تخاذلهم في كافة مراحل الثورة فهم أول من ذهب للتفاوض مع عمر سليمان أثناء ثورة يناير ومحاوله المساومه معه علي إحتاوئهم للثوره وتحجيمها مقابل حصولهم علي عدة مكاسب ، ماتردد عن تورطهم في موقعة الجمل ، قيامهم بشق الصف الوطني وإصباغ الطابع الطائفي علي الصراع السياسي في مصر باستخدام نبره الدين ومحاوله إظهار أنهم الممثل الحقيقي للإسلام في مصر وإتهام من يخالفهم الرأي السياسي بأنه عدو للإسلام ،أيضا تشويهم لصورة الثوار ووصفهم للثوار بالبلطجة وفساد الخلق أثناء أحداث محمد محمود وأحداث مجلس الوزراء .
أضف الي ذلك تعاملهم بشىء من العنف المبالغ للعديد من الشباب الذين عارضوا مواقف الاخوان السياسيه وانتقد دفعهم لمرشح في انتخابات الرئاسة بعد اعلان الجماعة عدم وجود نية لها في خوض الانتخابات
هذه العوامل التي تحدثنا عنها تراكمت وتجمعت وسرعان ما تحولت الي بركان هادر فور قيام مرسي بصياغه إعلانه الدستورى توجه ناحية مقرات الاخوان وممتلكاتهم وأصبحت الثورة المصريه تمر بمرحله من أعنف مراحلها
لذا علينا كقوى ثوريه أن نستفيد من تلك الظروف من أجل إستعاده الثورة مرة آخري والعمل علي تطوير المطالب وجعلها تتجاوز سقف إلغاء الإعلان الدستوري وطرح مطالب ديمقراطية واجتماعية جذرية كذلك العمل علي تكوين جبهة موحدة تدير العمل الثورى اليومي وتتحدث بالنيابة عن الثوار وتحرك دفه العمل ايضا أهميه الإستفادة بفئه هامة من الشعب المصري وهو المواطن المصري المتدين بفطرته والذي أعطي صوته للأخوان علي أساس أنهم يمثلون صحيح الدين وأنهم سوف يحققون فردوس الله علي الأرض وصدم من إنتهازيتهم وتعاليهم علي المواطنين بعد إنتهاء المعركه الإنتخابيه و أنهم لا يختلفون عن الحزب الوطني علينا الاستفادة من هذا المواطن وإحتوائه داخل الكتله الثوريه علي أرضيه مطالب ديمقراطية واجتماعية والعمل علي كسر حدة الاستقطاب الطائفي كذلك ضرورة فهم طبيعة الصراع بين بقايا النظام السابق والأخوان وأنه صراع علي إقتسام مكاسب ونفوذ فلا ننساق الي التحالف معهم تحت مسمي الدولة المدنية ولكن أري أننا نستطيع الاستفادة من قواعدهم كاحتياطي استراتيجي لنا في معركتنا من أجل استكمال مهام الثورة خاصه من ليس ضالع منهم في أي قضايا فساد أو شبهة استغلال نفوذ فبعض هولاءالتحق بصفوف الحزب الوطني المنحل من أجل أن يتوفر له مظله حمايه ضد بطش السلطات او الاستفاده ببعض الخدمات الاجتماعيه البسيطة التي كان يوفرها كبار رجال الحزب ونوابة في البرلمان إن دمج هؤلاء الأشخاص الي صفوف الثوره يعمل علي تطوير وعيهم السياسي والنضالي وأيضا يعمل الي إضافة ظهير شعبي جديد الي الثورة المصرية. يضيف الي قوتها طاقات جديدة لمرحله جديدة في مسار ثورتنا

.

#أحمد_حسن_سليمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات