أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - العداء للقمة عيش الفقراء وأصحاب الدخل المحدود















المزيد.....

العداء للقمة عيش الفقراء وأصحاب الدخل المحدود


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملاحظة: سبق وان كتب هذا المقال بتاريخ 2 / 2 / 2011 تناولت فيه قضية الفساد وإلغاء البطاقة التموينية واليوم يعود الموضوع للصدارة بعد قرر مجلس الوزراء وبقيادة نوري المالكي " نصير المظلومين والمستضعفين في العراق " بتاريخ 6 / 11 / 2012 إلغاء البطاقة التموينية وتعويض هزيل من المال لا يتجاوز 25 ألف دينار الذي لا يغني ولا يشبع أمام آفات الفساد والغلاء الفاحش، طبعاً أصحاب الكروش المتخمة والجيوب المنفوخة لن يهمها هذا القرار لا من بعيد ولا من قريب فرواتبهم ومخصصاتهم التي تعادل من حيث الكم رواتب العشرات من العمال والموظفين والمعلمين وأصحاب الدخل المحدود إضافة للفقراء الذين تحت خط الفقر والعاطلين عن العمل الذين يقدرون بالملايين من العراقيين.. هذا القرار البائس والعدائي للفئات الكادحة وشرائح واسعة من أبناء الشعب دليل على مدى الاستهتار بحقوق المواطنين ويكشف عن زيف الادعاءات الزائفة التي كانت تدعي بحقوق الشعب ورفع مستواه المعيشي ولكن على ما يبدو أن الآية انقلبت نحو إجاعة المواطنين وليس تحسين حياتهم بل من اجل جعلهم محتجون لحد النخاع، تقريباً عشر سنوات ودورتين لنوري المالكي أدت إلى إلغاء البطاقة التموينية بشكل يدعوا إلى الشك في النيات والوعود التي أطلقت للفوز بأصوات المواطنين..
ــــ فهل سيتعض المواطن ويدرك أن مصالحه وحقوقه ليست في الوعود الخيالية بل بالتطبيق والإنجاز الفعلي الواقعي؟ سنرى مثلما اشرنا له في السابق! اعتقد ان المقال وبعد مرور سنة تقريباً مازال يحتفظ بحيوته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن فضيحة الفساد المالي والإداري الذي أكدته هيئة النزاهة والعديد من المنظمات ذات الاختصاص والباحثين لم تقتصر على محافظة أو دائرة أو وزارة بل امتدت حتى إلى المؤسسات الأمنية حسبما أشار لها البعض من المسؤولين الأجانب المكلفين بتدريب القوات العراقية والمذكرة المقدمة إلى رئيس الوزراء ووزير الداخلية والعديد من المسؤولين حول الفساد الإداري في الفرقة الثانية حرس الحدود، والفساد داء يضرب في عمق مفاصل الدولة والاقتصاد الوطني ويتجاوز على حقوق المواطنين وحتى يسلب لقمة عيشهم وقد يطول الفساد مرافق حياتية واجتماعية وثقافية وبالتالي فهو كمرض السرطان يدب في كل الاتجاهات لا توقفه إلا باستئصال منابعه الأصلية والمسؤولين عنه، ففي كل مرفق من مرافق الدولة تجده أما جنيني أو أصبح غولاً وحسب كل الظروف، فبدء من البيروقراطية والمحسوبية والمنسوبية والحزبية والرشوة الصغيرة وصعوداً إلى السرقات والاختلاسات تحت غطاء القانون والصفقات والتعهدات والشركات الوهمية والتجاوز على المال العام وتفريغه من جوانبه الإنمائية ولا يبقى الفساد في موقع واحد فهو ينتقل بواسطة الفاسدين وعلاقاتهم وتكوينهم المافيوي الذي يحاول أن يشرك اكبر عدداً لتوسيع دائرته والتمويه على حدوده التي يضفي عليها طابعاً وطنياً شكلاً لإخفاء جوهره المبني على نخر المال العام وسرقة مال الشعب، ومن هذا المنطلق يظهر الفاسدون كراهية لأي دعوة للإصلاح وملاحقة طرق الفساد لغلقها وتقديم الفاسدين للقانون وبالتالي يتجلى هذا العداء في السعي لملاحقة الدعوات لتحسين وضع الطبقة العاملة والكادحين وذوي الدخل المحدود باعتباره عداء طبقي يتبلور في أشكال من الصراع الداخلي والخارجي وقد يظهر البعض منه في سن القوانين أو تحريف مفهومها واتخاذ قرارات لتبويشها أو الالتفاف عليها وهو صراع طبقي أساسه بين المالكين للثروة والجاه والسلطة مهما ادعوا بالحرص على مصالح الشعب وبين الطبقات والشرائح الاجتماعية المُسْتَغَلةْ التي تقف بالضد من الفساد وتعتبره جزء لا يتجزأ من سارقي قوت الشعب كما أنها تقف بالضد من أي مساس بحقوق الطبقة العاملة والفلاحين والكادحين وذوي الدخل المحدود ومن هذا المفهوم نلاحظ مدى رفضها للبعض من الإجراءات التي تشكل ضغطاً متزايداً على المرافق المعيشية والسكنية والصحية ولهذا نشاهد ما أصاب هذه الفئات من بؤس وفقر وبطالة وعدم إيجاد فرص عمل جديدة وفي الوقت نفسه تلاحَق البطاقة التموينية ملاحقات مستمرة ووفق منهجية تدل على التوجه لإلغائها وبرز هذا النهج منذ 2005 تقريباً حيث بدأ بتقليص مفرداتها وتعطيل توزيع البعض منها ثم تقليصها شيئاً فشيئاً وطرحت مقترحات ولا سيما من قبل البعض من المسؤولين التابعين للكتل السياسية المهيمنة وفي مقدمتها صرف مبالغ على المستفيدين وحينها جوبه هذا الرأي بالرفض وجوبه بجملة من ردود الفعل وفي مقدمتها كيف يمكن منح مبلغاً من المال ثابتاً ونحن نرى جنونية ارتفاع الأسعار واستغلال الظروف والأزمات في سبيل ذلك! فكيف إذا ما ألغيت تماماً ؟ ثم من هو المستفيد من هذا التوجه المعادي للقمة الفقراء والمحتاجين وذوي الدخل المحدود الذين يعتمدون عليها لإعالة عائلاتهم؟ ولمن الطاعة برفع الدعم الحكومي للمواد المعيشية للعائلات العراقية الفقيرة وصاحبة الدخل المحدود ؟ وأمام الضغط الشعبي وكشف المستور والمستفيدين الذين يتحينون الفرص للنهب وبمختلف الطرق والأحابيل تراجعت ولو وقتياً إلغاء البطاقة التموينية على الرغم من رداءة موادها وتأخير توزيعها لكنها بقيت بشكل ما مصدراً مهماً لدعم العائلات المحتاجة وبسبب رداءة موادها وتقليص مفرداتها أعيدت " قوانة" الإلغاء باعتبارها فقدت تأثيرها ،ثم سياسة وزارة التجارة المقصودة والهادفة إلى تحقيق غرض الإلغاء بسبب جلب المواد ذات النوعية غير الجيدة، والى جانب الرفض وردة الفعل تطرح " فكرة التعويض بمبالغ يمنح اختيار المواطنين الفرصة لشراء ما هو جيد ومتنوع " وكأن الأسعار ستبقى صامدة أمام الكسب غير المشروع والتسابق على الربح من خلال ارتفاع أسعار المواد بشكل غير طبيعي والتلاعب بفقدانها تارة ثم إعادة طرحها وهكذا، واستمرار التلاعب والتآمر للإلغاء والتقصير الواضح من وزارة التجارة بتأخير التوزيع وبشكل كامل يتساءل المواطنون عن الأسباب الموجبة التي جعلت وزارة التجارة لا تهتم بتوفير مواد البطاقة التموينية وعن الأسباب الكامنة لرداءة المواد بينما نسمع أن الحكومة تصرف أموالاً طائلة لتوفيرها وقد رصدت لها في موازنة 2010 حوالي (2,9) مليار دولار ولا يعرف مصير هذه الأموال وكيف صرفتْ وتصرف ومن المسؤول عنها ؟ وقد تكون الإجابة واضحة بأن الفساد والمستفيدين الأساسيين في عملية الإلغاء وعدم التوفير تلك الفئات الطفيلية المتربصة بلقمة عيش الفقراء وأصحاب الدخل المحدود ليتسنى لهم مضاعفة إرباحهم بطرق غير قانونية بحجة القانون ما دام هدف الربح مبطن ومموه، وتبقى الحكومة مسؤولة أمام المواطنين العراقيين المستفيدين من البطاقة التموينية التي تعتبر بالنسبة لهم صمام الأمان أمام جشع ارتفاع الأسعار وشحة المواد المفتعلة من قبل من يقف وراء فقر وإملاق أكثرية الشعب العراقي كما تبقى مسؤولة عن عدم معالجة المشاكل الاقتصادية والمعيشية وتفاقم البطالة واتساع ظاهرة الفقر وقضايا الصحة والتعليم والسكن وغيرها فضلاً عن الوضع الأمني وكلما تفاقمت وتراكمت هذه المشاكل وبدون حلول واقعية فإن مخاطر الانفجار الذي لا يمكن معرفة نتائجه سوف تكون كارثية في وضع العراق الحالي ومن يستخف بها سوف يضحك عليه الوقت مثلما جرى للكثير من الحكام والمسؤولين الذين كانوا يُغيبون الحقيقة لا بل يشوهونها أمام شعوبهم.
إن العداء الكامن في جوهر الطبقات المسْتَغِلة للقمة عيش الطبقات والفئات المسْغَلَةْ سيبقى مادام الاستغلال والربح غير المشروع هدفها ولن تتنازل عنه بسهولة هذا ما علمنا التاريخ وتجارب الشعوب البعيدة والقريبة والآنية والشعب العراقي له من التجارب والتاريخ النضالي العديد من المآثر سوف يجعله يدرك مهما كانت الأمور صعبة حقيقة هذا الاستغلال والجشع والاضطهاد وسرقته بحجج مختلفة



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاتم الصوت الملعون
- السعي لتوحيد النضال بين الحركات الاجتماعية والقوى التقدمية
- مخاطر السلاح والتسليح في المنطقة؟
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وآيات شيطانية والفيلم المسيء
- طلسم ورقة الإصلاحات السياسية موجودة وغائبة
- نزيف الدم في يوم 9/9 امتداداً لمسرحية عرس الدم
- قوة ترتدي الزي العسكري بالضد من منظمات المجتمع المدني
- تداعيات اجتماع دول عدم الانحياز في طهران
- هل مصالح الأحزاب والكتل السياسية فوق مصلحة الشعب أم العكس؟
- عقدة العداء لحقوق النساء في الفكر الطائفي الرجعي
- مراكز ثقافية حكومية عراقية في الدول الاسكندنافية
- ظهور الإمام المهدي لقتال الكرد
- الفساد وما أدراك ما فساد الطائرات وغيرها
- دوغما فكرية وسياسية فاضحة في خرق قرار المحكمة الاتحادية
- مخاطر التهديد بالسلاح الكيميائي والبايلوجي
- الإصلاح وتجربة المفاوضات
- ألعبة تكفي لكشف الحقيقة؟!
- للمرة الألف متى تنصف جميع حقوق الكرد الفيليين؟
- العودة للمربع الأول والضحايا من المواطنين الأبرياء
- دمار سوريا دمار والشعب السوري يدفع الثمن


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - العداء للقمة عيش الفقراء وأصحاب الدخل المحدود