أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - فايز شاهين - لا تنتصروا للمرأة!















المزيد.....

لا تنتصروا للمرأة!


فايز شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 09:12
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    


عفواً، بل رجاءً، لا تَدَعوا المرأة تعمل، فهي إن عملت تعرّضت للاختلاط بالفُسّاق من الشواذ والوحوش "الآدمية"، والمرأة أساسُ كلُ شر، وكما قال فضيلة الشيخ حفظه الله يومَ أمس في إذاعة القرآن الكريم، بأن المرأة بوابةٌ للشر والفساد موجِهاً الحديث لها "قرّي في البيت ولا تخرجي وتُثيري الفتنة". أرأيتم كيف أن هذا ليس رأيي فقط، بل رأي رجال الدين وأصحاب الفضيلة ممّن يُؤخذ منهم "الخبر والعلم والفتوى" وتقوم الدولة "حفظها الله" بدفع رواتبهم!
عفواً، بل رجاءً، لا تَدَعوا المرأة تعمل لأن ذلك يؤدي إلى استقلالها مالياً، وهذا لعمري أكبر الخلل والزلل، لأنها بذلك ستترك البيت وتستقل بنفسها إذا ما تعرّضت "للتأديب والضرب" من قِبل زوجها لخروجها عن طاعته "وتبرّجها المشين". لذلك فخروجها للعمل واستقلالها المالي يعني هدم "نواة التربية وهي الأسرة". إضافةً إلى ذلك فعملها يعني أنّها ستتعرض للإغواء من الرجال والمرأة ضعيفة وعاطفية وغبية وبذلك ستترك زوجها وأطفالها وتهرب من "عشيقها" لا بارك الله فيه ولا فيها. لكن إذا لم يستطع زوجها منعها من العمل لحاجته لمالها أو ترتّب على ذلك إثمٌ أكبر، عليه استلام راتبها أولاً بأول حتى لا تصرفه في معصية الله وعليه حينئذ الإنفاق منه على نفسه وعلى الدعاة والمجاهدين في سبيل الله، في العراق والشيشان، في الفلبين وأفغانستان.
عفواً، بل رجاءً، لا تَدَعوا المرأة تعمل، فالشباب يعيشُ في بطالة، وعملها سيزيد من البطالة المتفشّية في الوطن. والدولة حفظها الله لا تحتاج لعمل المرأة، فنحن نستطيع استقدام المسلمات "والكافرات" ليقوموا على خدمتنا في المستشفى والمنـزل، وأماكن أخرى لا يجب البوح بها في هذه الأسطر القليلة.
عفواً، بل رجاءً، لا تَدَعوا المرأة تتعلّم، فإن تعلمّت عنى ذلك تعوّدها على الخروج من المنـزل ورغبتها في العمل لأسباب جاهلية كافرة ما لها في كتاب الله من سلطان تحت ذرائع "خدمة المجتمع وتحقيق الذات والمساواة". أية مساواة تعني؟ المساواة قد شرحها الشارع العظيم، فالمرأة مكانها في المنـزل للطبخ والغسيل ورعاية الأطفال، وفي غرف النوم لراحتنا نحن الرجال. هكذا هو الدين، وهذا ما سار عليه السلف الصالح من قبل.
عفواً، بل رجاءً، احرصوا على دينكم معاشر الرجال، ولا تَدَعوا هذه "الدرّة المصونة" تتخطّفها أعين الذئات المريضة في الشوارع والمحلاّت، ولا تدعوها تخرج للسوق لشراء حاجيّاتها، فنحن أعلم بما تحتاج ونعرف متى تحتاج وكيف ولماذا. وإذا ما اضطرت للخروج مع أحد من أفراد أسرتها عليه أن يضمن تغطيتها كاملةً بالسواد وأن يقودها بيدها؛ وبالتالي لا يستطيع الرجال رؤيتها أو تستطيع رؤية الرجال، وهذا من أفضل النعم، كما ذُكر في عصر السلف بأن أفضل النساء اللاتي لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال. لا تَدَعوها ترد على الهاتف لما في ذلك خطر على المجتمع حيث تتلطف بالحديث مع "الشباب" أو تتغنج فيقع في حبالها الأبرياء من الشباب والرجال، وهذا لعمري من أكبر الفتن.
عفواً، بل رجاءً، لا تَدَعوا المرأة تتعلّم، فتعليمها يفتح لها باباً في جهنم، وأعوذ بالله من جهنم. فهي ستقرأ وتكتب وهذا به الكثير من المنكر، لأنها ناقصةُ عقلٍ ودين، فهي تتأثر بسهولة بالقراءات الكافرة والقصص الماجنة، وهي مدخل الشيطان لتدمير الأمة الإسلامية، ولهذا يعمل عدونا الغرب الكافر جاهداً ويستمر في العمل على تدمير مجتمعاتنا المسلمة النقية عن طريق إفسادها للمرأة. وإذا ما كانت هناك ضرورة للتعليم فهي في مجال تعلّم الدين الشرعي فقط، وفي أبواب الولاء والبراء بالتحديد.
عفواً، بل رجاءً، زوجوها في عمر الطفولة للحفاظ على نقاء المجتمع من الفساد الخُلُقي الذي تجرّنا إليه الفتاة، ونحن معاشر الرجال سنضحي بحياتنا ونقبل الزواج من هؤلاء الصغيرات حفاظاً عليهن وعلى شرفهن وعلى مستقبلهن من أن يُدنّسَ بسوء؛ وهذا ما قام به السلف الصالح حيث تزوج الكثير من أهل السلف بفتيات أعمارهن لم تصل إلى تسعاً من السنين. كذلك فزواجها في سنٍ مبكر يجعلها تعيش في المنـزل لا تخرج منه حتى تقوم بخدمة "فحلها"، عفواً، زوجها، وتبقى بعيدةً عن الآثام وتحفظ له "بيته" وشرفه وتُحضّر له أكله وتسكنُ عند منامه.
عفواً، بل رجاءً، لا تُعاملوها بالمساواة مثل أخيها الرجل، فالمرأة خُلِقَت من ضلعٍ أعوج، أو هكذا يقولون، ولذلك فتصرّفاتها كلّها عوجاء تثير غضب الرب والبشر، فلو تم التعامل معها على قدم المساواة مع الرجل لخربت الدنيا، ولهذا الرجال قوّامون على النساء لأنهم أفضل منهن وأعقل، لهذا فالقوامة للرجل عليها حتى لا تقوم بإفساد المجتمع.
نحن نطالب حكومتنا الرشيدة بأن تتبع إحسانها بإحسان، فهي فرضت فروعاً وأقساماً للنساء في المراكز المختلطة، والمطلوب أن تستمر في فعلها الخيّر، وأن تفتح مستشفيات نسائية وأسواق نسائية وشوارع نسائية، وربما في المستقبل أكثر من حي نسائي.
على حكومتنا الرشيدة العمل بجد وإخلاص على مكافحة الأفكار الوافدة والضرب بيد من حديد على من يدعو لها من العلمانيين والرافضة وعملاء الغرب الكافر تحت مسمّيات حرية المرأة وحقوقها ومشاركتها في نمو المجتمع، وغير ذلك من الموبقات.
يأتي يوم المرأة العالمي، كسابقه، فوضع المرأة العربية من سيء إلى أسوء، وفي المملكة العربية السعودية وصلت المرأة إلى أدنى من رتبة الحيوان؛ فالعديد من الحيوانات الداجنة يتمتع بحرية التنقل أفضل من المرأة، وله بطاقة هوية والمرأة لم تصل إلى هذا المستوى بعد. العديد من الحيوانات الداجنة له اسم يُنادونه به، والمرأة اسمها "عورة" والنطق به ربما يُصبح جريمة. العديد من الحيوانات يعامل باحترام ولا يتم ضربه أو الانتقاص منه، والمرأة يتم ضربها وشتمها وإذا عملت تم الاستحواذ على راتبها، إضافةً إلى مشاغلها الأخرى في المنـزل من الاهتمام بالأولاد وزوجها. وإذا ما حدث منها تقصير، رماها "الذكر" معلقة، فلا هي زوجة ولا هي مطلّقة، أو منعها من العمل، فهي كالجارية، وربما أكثر من ذلك بكثير. العديد من الحيوانات ترى البشر والحيوانات الأخرى من جنسها، أماّ المرأة فهي نكرة وأي حركة لها تعني تهمة وعقاب. العديد من الحيوانات يتم علاجه عند المرض، والمرأة تمرض وتموت في بيتها لأنها "عار" خاصةً إذا ما كان المرض له علاقة بالصحة النفسية أو بالجهاز التناسلي، أو كان المرض من الأمراض التي تنتقل جنسياً، كالأيدز، عندئذ فهي ليس فقط لن تخرج من المنـزل إلى القبر، بل تتم معاقبتها على ذلك، حتى لو أن زوجها من نقل إليها المرض.
مع اعتقاد البعض بأننا وصلنا إلى الحضيض لكن الأيام تثبت عكس ذلك، فلازال أهل السلف والنقاء يعملون جاهدين بمباركة الحكومة "الرشيدة" على اضطهاد وتهميش المرأة، حتى أصبح أملها الأكبر أن تعيش، لا أن تعيش بسلام كإنسانة وكمواطنة لها حقوق مثل الذكر تماماً، وأن تعيش كعضو فاعل في المجتمع مرفوعة الرأس. بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أضم صوتي المبحوح إلى الملايين من البشر مطالباً برفع الوصاية عن المرأة ومطالباً بحقوقها كإنسانة وكمواطنة وكعضوٍ فاعلٍ في المجتمع.



#فايز_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعٌ وعشرونَ ساعة في حياة الرياض
- رأس الحيّة في الانتخابات البلدية
- ملاذُ المؤمنين!
- حدّثني شيخي فقال
- تَرفَّعوا .. تفلحوا
- انتخبوا فايز شاهين !
- شُلّت يدُ كلّ عابثٍ بأمن ومستقبل الوطن
- معاً ضد الإرهاب الحكومي المنظم
- يوم الغضب العراقي
- ستون ألف مسجد ... مائة ألف لقيط
- آل سعود والوهابية: لا يسقط أحدها دون الآخر!
- النازية الوهابية في شكلها الجديد: ناصر العمر
- الزحف الكبير: هل فشل الفقيه وهل نجحت الحكومة السعودية؟
- قبل الحوار الوطني الخامس: نحن والآخر، أين نحنُ من نحنُ؟ - ال ...
- قبل الحوار الوطني الخامس: نحن والآخر، أين نحنُ من نحنُ؟ 2/2
- ملك الأردن للرئيس بوش: لقد ورثنا العمالةَ لكم أباً عن جَد
- وكر الدبابير: العائدون إلى الديار
- أين أنتِ يا وزارة من جماعة المصلّى ومدارس تحفيظ القرآن؟
- انحسار التيار الوهابي وتساقط شعاراته
- الذكرى الخامسة والعشرون لشهداء انتفاضة 1400 هـ


المزيد.....




- بيرنز يعود إلى القاهرة وواشنطن تأمل -جسر الفجوة- بين حماس وإ ...
- -الماموث-.. -أكبر مكنسة- لامتصاص الكربون في العالم تدخل حيز ...
- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح


المزيد.....

- المشاركة السياسية للمرأة في سورية / مية الرحبي
- الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء / الاممية الرابعة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - فايز شاهين - لا تنتصروا للمرأة!