أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - العقيدة التدخلية وتطور العلاقات الدولية















المزيد.....

العقيدة التدخلية وتطور العلاقات الدولية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 1128 - 2005 / 3 / 5 - 11:20
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تمثل عقيدة المشاركة في النزاعات الوطنية شكلا من أشكال تدويل الوظائف الحربية للمؤسسة العسكرية الأمريكية , وبقدر ما تشكل هذه ألانتقاله من عودة لمبدأ حق استخدام القوة في العلاقات الدولية إلا إنها تأتي منسجمة ومتجاوبة مع المرحلة الجديدة من العولمة الرأسمالية , وبهذا السياق تطرح الاستراتيجية العسكرية الأمريكية إشكالات كثيرة منها: هل تدفع العسكرية الأمريكية وروحها الهجومية الى ظهور تحالفات عسكرية دولية جديدة ؟. أم يعاد بناء الشرعية الدولية بما يتلائم والمصالح القومية الأمريكية ؟. ما هي طبيعة الأغطية الحقوقية/ السياسية التي تشكل المبررات الفعلية لتدويل النزاعات الوطنية ؟ .
الاحاطة بتلك التساؤلات تتطلب جهداً مكثفاً من قبل الباحثين في شؤون العلاقات الدولية ترقى الى مستوى دراسة المضامين الحقيقية لمبدأ استخدام القوة في العلاقات الدولية وما يفرزه من تأثيرات على تطور مسار السياسة الدولية الدولية.
من جانبي سأعمد الى تحليل السمات الجديدة للعقيدة التدخلية استناداً الى : ـ
أولاً : ـ مرتكزات الاستراتيجية العسكرية الأمريكية والتي تتماثل ووثيقة حلف الأطلسي المسماة ( المفهوم الاستراتيجي للتحالف ) ( 1 ) مضافاً اليها الرؤية الأمريكية التي تتضمن المبادئ التالية: ـ
ـ الانتقال من فكرة الدفاع عن أراضي الولايات المتحدة الأمريكية الى موضوعة الدفاع عن مصالحها خارج الحدود الوطنية. وبهذا السياق تمثل الضربة الاستباقية جوهر العقيدة الهجومية .
ـ حق استخدام القوة العسكرية خارج الأراضي الأمريكية .
ـ العمل على احتكار قوة ردع نووية مترافقة مع مساع تبذلها الدبلوماسية الأمريكية لتفكيك ومحاصرة المراكز النووية في البلدان الخارجة عن إطار التحالف الأطلسي .
ـ التدخل في إدارة الأزمات الإقليمية / الوطنية والعمل على محاصرة الأنظمة الاستبدادية .
ـ تدمير الملاذ ات الآمنة , وقيادة التحالفات الدولية المناهضة للإرهاب .
ان المضامين الأساسية للعقيدة العسكرية الأمريكية تؤكد على ان الوظيفة الجديدة للجيوش الأمريكية تستند الى الدور الدولي التدخلي الذي تمارسه الولايات المتحدة خارج حدودها الوطنية. بمعنى أخر تقنين الوظيفة القمعية للإمبراطورية الإمبريالية وجعلها مبدأ" من مبادئ القانون الدولي.

ثانياً: ـ الآثار التي أفرزتها العقيدة الهجومية للعسكرية الأمريكية على القانون والعلاقات الدوليين والتي نجدها بـ : ـ
1: ـ تفكيك مبدأ السيادة الوطنية, وإخضاعه لجملة من التعديلات ترقى الى مستوى تعطيل مضامينه االسياديه والعمل على ملاءمته بما يتناسب ومصالح المراكز الدولية, وتستند عمليات الاختراق والتعديل على أساس تدويل الصراعات الوطنية ،التي تنطلق من تعميم موضوعات سياسية /قانونية لازالت في طور التكوين ترتكز على فرضيات منها: حق التدخل المصحوب بالضغوطات الدبلوماسية وحق استخدام القوة بهدف نشر الديمقراطية. ومنها محاصرة الدول الاستبدادية الساعية الى تطوير أسلحتها النووية ومنها: تجفيف منابع الإرهاب وتدمير قواعده الآمنة .
استنادا الى ركائز العقيدة الهجومية تواجهنا الاسئلة التالية: هل يشكل مبدأ استخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية رؤية أمريكية لإعادة اقتسام العالم ؟ . وهل تعتبر عقيدة الضربة الاستباقية أداة حربية لإجهاض بقايا السيادة الوطنية؟ . وقبل هذا وذاك هل تشكل التداخلات الأمريكية الرامية الى اعادة صياغة ( الشرعية الوطنية ) أداة خارجية لبناء أنظمة سياسية تتلاءم والتوجهات التوسعية لراس المال الأمريكي ؟ .
الاحاطة بهذه الأسئلة وغيرها قد تجد لها إجابات مختلفة إلا ان الوقائع تؤكد على ان الأغطية الأيديولوجية لعقيدة أمريكا الحربية ترتكز على إعادة الدول الخارجة عن سيطرة رأس المال واحتكاراته الدولية من خلال التدخل في صياغة وتوجيه الصراعات الوطنية / الاجتماعية لصالح القوى والفعاليات السياسية المتناغمة مع توجهات الليبرالية الجديدة .بكلام أخر المشاركة في اعادة بناء أنظمة سياسية تستجيب لتوجهات المرحلة الجديدة من العولمة الرأسمالية.
2 :ـ يعد تحول الاستراتيجية الأمريكية الى قوة تدخليه تكريساً لوحدة التشكيلة الرأسمالية المعولمة وسيادة إمبراطوريتها الإمبريالية على شئون السياسة الدولية وما ينتج عن ذلك من محاولات حثيثة لإعادة صياغة الشرعية الدولية بما يتلائم وتوجهات الرؤية الأمريكية وقوتها العسكرية.
ان المفاهيم السياسية/ الحقوقية التي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تثبيتها في العلاقات الدولية يمكن حصرها بالمواقع التالية: ـ
أ ــ ترسيخ ازدواجية القوانين الأمريكية/ الدولية وما يفرزه ذلك من تحجيم عمل مجلس الأمن وتعطيل آليته التي شكلت القاعدة السياسية لتوازن مصالح الدول الأعضاء في المنظمة الدولية , ورغم عدم وضوح ردم الفجوة بين (الشرعيتين) , إلا ان هناك ميولا متزايدة تؤشر الى الأخذ بفكرة منح صلاحيات جديدة للدبلوماسية الأمريكية وقوتها العسكرية في مجال مكافحة الإرهاب الدولي.
ب ــ اعادة صياغة الحالات التي تشكل انتهاكا للقوانين الدولية حسب الرؤية الأمريكية / الأطلسية وهنا لابد من الإشارة الى ان المنظمة الدولية شرعت العديد من الحالات التي أجيز فيها حق التدخل في البلدان الأخرى منها حالات ذات تأثيرات دولية ( قضايا الإرهاب ، المخدرات ) ومنها حالات ذات صفات سياسية /وطنية ( تصفيات عرقيه ، اضطهاد ديني....الخ ) والتي تحاول المنظمة الدولية تقنينها باعتبارها موضوعات أساسية للتشريعات الدولية في الفترة القادمة. وفي هذا السياق من المفيد التأكيد على ان اختلال التوازن الدولي سيفرض المزيد من الحالات التي تدول فيها النزاعات الوطنية.
ان الرؤية هذه تستند على مسارات تطور العلاقات الدولية التي تؤشر بدورها الى ان هناك توجهات اقتصادية / عسكرية تهدف الى تكييف الدول الوطنية لمضامين التشكيلة الرأسمالية ومسار تطورها, وما يشترطه ذلك التكييف من صياغة دولية جديدة لطبيعة ألازمات الوطنية / الإقليمية وحدود التدخل فيها, انطلاقا من تأثيراتها على استقرار المصالح الاستراتيجية والمناطق الحيوية للأمن الأمريكي .

ج ـ تكريس قيادة الولايات المتحدة الأمريكية للتحالفات الدولية المخولة شرعيا" للتدخل في البلدان المستهدفة, فضلاً عن تحديد الإجراءات العسكرية ألمعتمدة التي من شأنها إجبار البلد المعاقب على تلبية المطالب الدولية.

استنادا" الى التحليل المشار إليه تواجهنا الاسئلة التالية: هل تسمح الإستراتجية العسكرية الأمريكية بظهور اصطفافات دولية ؟ . وهل يتجه العالم نحو التكتلات العسكرية بسبب النزعة التدخلية للقطب الأوحد؟ .
ان محاولة الاجابة على تلك التساؤلات تخضع حسب ما ازعم لجملة من التناقضات التي أنتجها قانون الاستقطاب الرأسمالي في مرحلته الكونية والتي يتصدرها التناقض بين وحدة العالم وتوازن مصالح شعوبه وبين عمليات التهميش / والإلحاق المرافقة لتطور حركة الروح الهجومية لرأس المال المعولم.


الهوامش

1 : ـ ان وثيقة التحالف الأطلسي المسماة ( المفهوم الاستراتيجي للتحالف والتي جرت صياغتها بمساهمة فاعلة من الطرف الأمريكي تستند الى التوجهات التالية :
أ : ـ الانتقال من فكرة الدفاع المشترك عن أراضي دول الأعضاء الى الدفاع عن المصالح المشتركة .
ب : ـ حق استخدام القوة العسكرية خارج أراضي الحلف .
ج : ـ المشاركة في إدارة الأزمات الإقليمية / الوطنية .
د : ـ قيادة التحالفات الدولية المناهضة للإرهاب .



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة الشرعية الانتخابية ومسار السياسية الاقتصادية
- الشرعية الانتخابية وأجهزة الدولة السيادية
- الشرعية الانتخابية وغياب الرؤية الوطنية
- التغيرات الدولية وإشكالية الكفاح الثوري
- رؤية وطنية لمناهضة الانفلات الرأسمالي ( * )
- ازدواجية الهيمنة وحركة التغيير الديمقراطية
- نظرة على التشكيلة العراقية وبنيتها السياسية
- الاستقطاب الرأسمالي وخراب الدولة القطرية
- الهوية الفكرية لليسار الديمقراطي وبنيته التنظيمية
- الوحدة الفكرية بين النظرية وفعالية الممارسة السياسية
- التداخلات الدولية وتشكيلة العراق السياسية
- *الروح العسكرية والجذور الفكرية للمحافظين الجدد
- ـ التحالف الكبيرـ بديلاً عن الهيمنة والتفرد
- الليبرالية الجديدة ( شعارات إنسانية ) وسياسة بربرية
- النهضة الصينية وأثرها على تطور السياسة الدولية
- تدويل الوظائف الهجومية لجيوش المراكز الرأسمالية
- الرأسمالية وفعالية اليسار العربي
- الاصلاحات العربية وحرب الافكار
- اليسار الديمقراطي ومهام المرحلة الانتقالية
- العولمة الرأسمالية وتدويل الوظيفة الأمنيه


المزيد.....




- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - العقيدة التدخلية وتطور العلاقات الدولية