أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - تحديات النص الراهن -















المزيد.....

- تحديات النص الراهن -


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 08:16
المحور: الادب والفن
    


لنبدأ أولاً بالتحديد المفهومي .. أعني بالنص : كل مادة إبداعية تنجح في خلق تفاعل حقيقي ومعرفي وديناميكية عقلية أو روحية وحراك فكري وجمالي ، مع وفي ، وعي متلقٍ ما في لحظةٍ معينة من الزمن .. وهو بهذا يشتمل على النص المكتوب و المسموع و المشاهد والملموس ... الخ .. وكذا الأشكال المستحدثة من النصوص ، كالنص المتعدد - الهايبر تكست - والنص الرقمي ونص الهاتف المحمول والنصوص المصاحبة ل أو المنضغمة في .. الأعمال الفنية التشكيلية أو الموسيقية .. الخ .. وسواء كان التعاطي معه بشكل مباشر أو عن طريق وسائط أساسية أو تابعة .. ، كان في بنية مباشرة وبسيطة وسهلة التعاطي أو معقدة .. ، باستخدام أكثر من وسيط وطريق وغاية وآلية .. آلة أو بشر أو مفهوم .. الخ الخ ... وهو بهذا الاتساع – أو بسببه - يتعرض لتحديات ويجابه إشكالياتٍ جمة ... سواء كان في إنتاج النص ذاته أو في تعاطيه وتلقيه أو في تجلياته وتفريعاته غير المحدودة .. وسواء في طريقة عرضه أو في شكل وإطار وصوله للمتلقي .. وكذلك مدى سلبية أو إيجابية ذلك المتلقي في عملية التلقي ذاتها.... ناهيك عن مدى فاعلية هذا النص وانتباهه لموقع المتلقي وكونه في موقع المشارك الفعلي في إنتاج النص ، يعني الإيمان بكونه طرفاً أصيلاً في الإبداع هو الآخر ، من عدمه ...
أما كلمة الراهن فهي كلمة غامضة مفاهيمياً لأنها ستفتقر حتماً – فلسفياً وفيزيقياً - للتحديد .. حيث أن الزمن قيمة سيالة وغير متجمدة ومحدودة وبالتالي تفتقر للتموضع داخل قوسين .. فكلما أمعنا النظر في لحظةٍ ما بتجلياتها واشكالياتها وتعقيداتها وتفريعاتها ، باعتبار أننا نقرأ الواقع أو الراهن أوالآني ، تكون اللحظة قد مرت ونكون
– والأمر هكذا - نقرأ ونفك شفرات الماضي وليس الحاضر!! لكن ، وبغض الطرف قليلاً عن الأبعاد القَدَرية البعيدة عن الحيز الفكري المتناوَل.. فإننا يمكن بربط مفهوم الراهنية بالدال السابق وهو " النص " ، أن نستطيع ولوج الحقل الذي نقارب ونناور.. وكذا التعامل معه .. ولو بالتساؤل ..
إن نصنا الآني – بهذه الكيفية الأقرب للتداخل منها لمفهوم النقاء - لهو الأصعب على الإطلاق .. صعوبة تكاد تماثل شائكية المخاض والبدايات .. حيث أن انفتاحه غير المحدود يمنحه أجنحة مَوَّارة ويمنع عن فضاءاته فكرة ال " مفاهيم " .. التي تنحو منحى الرسوخ أو الثبات النسبي حتى - لأنها ، فيه ومعه ، تأخذ كل يوم أكثر من شكلٍ وتوجه وتتخذ كل ساعةٍ وسائلَ وغاياتٍ غير محدودة .. تتلون وتتغير باستمرار وباضطراد .. لكنها بالفرز الدائم المرتبط ب : هذا الانفتاح وهذه السرعة المهولة في الاختراع والتطوير - تصبح غير مناسبة ولا مطروقة ... ناهيك عن الأفكار التي تغدو منطقية ولا محل لها ولا يجب إعادة النظر فيها فقط بل دحضها وإزاحتها..
- هل يملك النص الجديد .. أقصد المتجدد الدائم ، ذلك ..؟ نعم يملك .. وتلك إحدى سماته وميزاته الرئيسة - مثل " الرقابة " مثلاً.. وهي الكلمة والمفهوم السلطوي الذي تَنَاسبَ مع أغلب فترات التاريخ أو جُلَّهَا حتى طَبَعَها بطابعه ... والذي يجابَه حالياً وطول الوقت بضرباتٍ مُوجَّهه ومُركَّزة ومباشرة في نعشه – لتؤكد بالتكرار على قيمة قتل المفهوم وتدشنها - أكثر حدة مما كان يتخيل و يتوهم ذلك المفهوم في عز سطوعه التاريخي ، قدرته على عد دقات قلوب البشر وخلجاتهم ورسم كتالوجات لأنفاسهم ....
يحيا النص الجديد في متاهة عدم التحديد .. ويستمد منها ذاتيته وفورانه وكنهه ومعناه ومبناه في نفس الآن - وهذه هي المفارقة ... لاخلاف أبداً على فتح الأبواب والنوافذ لآخرها ، حتى عصير التكوين الأول .... لكن في ظل تهميش دور المبدع والمثقف عموماً- لأسباب تتعلق بتنامي الأصوليات في العالم ، وكذلك ميل العالم نحو تفكيك مفاهيمه والميل لإعادة الرسم من جديد ، على مسرح الواقع ، مبتعداً عن تنظيرات النخبة التي ابتعدت أو ابتعد ذلك الواقع عنها قاصداً وبقسوة كذلك - هل يستفيد هذا المبدع وذلك المثقف من فضاءاته المعرفية والإبداعية الثعبانية وحرياته المتتالية المتعددة التي انتزعتها له التكنولوجيا ؟ ثم يخاطب مَنْ في هذا الهيولي ؟ وفي ظل هذا الضجيج والزحام الدائم ... من يستطيع أن يصنع لنفسه عيناً ووعياً لا يلتهب من إشعاعات العالم الافتراضي .. وقدرة على متابعة إصدارات ونبضات وجنون وتجريب وتفكيك ، العالم بأسره .. ويشارك في مؤتمرات وحلقات رأي وبالأساس يكتب ويجد من يتابع نصه بالتعليق والدرس النقدي .. وكذلك يذهب لعمله ويؤمن لنفسه المعيشة اللائقة .. ولا ينفصل أيضاً عن الأحداث المؤثرة بشكل مباشر وغير مباشر في حياته.؟ هل كان تركيزي من قبل .. وأنا لست المتخصص- في علم النص وعلم التلقي والنقد عموماً ومتابعتي للتغييرات الدائمة والدائبة ومدى فاعليتها في صنع حساسيات جديدة وكتاباتٍ تمتح من أنهارٍ جديدة وتُعَبِّد طرقاً ومسارب جديدة - هو نفس التركيز والنظر المدقق ، الآن .. وأنا ألاحق بالكاد كل ما حولي وأكاد لا أتذكر الكتاب الذي كنت أحبه جداً حتى الأمس ؟!!
النص الكبير الذي هو كل هذا الفضاء - مفتوحٌ أمامك وأنت معه وفيه ، تلهث وتلهث ...
وأنا باعتباري كاتباً أستفيد فعلاً من التكنولوجيا .. سواء في إنتاج النص أو في توصيله
أو في تلقي أشكال التفاعل معه .. لكنني بتُ أشك في تأثير كتابتي في موقعٍ ما أو مدونةٍ ما أو توفير كتبي على الشبكة العنكبوتية .. بتُ لا أستوثق من أي معلومة أو توجه لأن النقيض موجود وله شرعية وحياة ومريدون هو الآخر....
الحرية أعظم الأشياء والقيم والإطارات التي تحيط بالنص الجديد .. حرية أن ينتجه بقيم وطرق ووعي وطلاقة مختلفة وجديدة ومختلفة كلية عن القيم والثوابت القديمة .. وحرية أن يوصله للعلم أجمع بضغطة زر ... حتى علاقات التثاقف بين المبدعين والمثقفين باتت تأخذ أشكالاً جديدة فعلاً وفيها من الجرأة مالا تستطيع تجاهله ...
أمام النص الراهن تحدياتٌ جسامٌ حقا ًلأنها متبدلة على الدوام ..عليه .. حالياً على الأقل – أن يبتكر أشكالا جديدة ومتجددة كل لحظة .. عليه أن يرسم لغة أكثر قرباً من الحياة ..عليه أن يقترب من " الإنساني " المتسع الخالد ويبتعد عن كل ماهو شوفيني ضيق ... عليه أن يستوعب حقوق البشر في كل مكان ويدعمها بالموقف وبتكوينات الجمل والحروف .. عليه أن يحافظ على خصوصية وفرادة وتميز لنفسه .. لأسلوبه ووعيه الذي يبثه في النص .. أياً كان شكل وتوجه وقيمة ذلك النص .. وفي خضم بحرٍ لا قرار له
ولا ثبات فيه .... النص الراهن يتبلور طول الوقت وأنا ألهث وراءه وألهث .....
وأتغير أنا الآخر..



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - تحديات النص الراهن -