أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - قصص قصيرة حتى لا ننساكم














المزيد.....

قصص قصيرة حتى لا ننساكم


ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 09:12
المحور: الادب والفن
    


قصص قصيرة حتى لا ننساكم:
*ياسين لمقدم

الهروب الكبير
انتهت المباراة سلبية النتيجة فاخترقت الجماهير الغاضبة رقعة الميدان الغير مؤمنة. حال بينهم وبين اللاعبين والحكام بعض المتعقلين، وكاد الصدام أن يشتبك بين الجميع لولا تدخل رجل معروف بشدته وكان الممثل الوحيد للسلطات الأمنية. مخازني واحد كان كافيا لطرد الجميع إلى خارج الملعب، كان يوزع ضرباته على المهرولين أمامه، لسعات حزامه الجلدي الغليظ لا تفرق بين الصغير ولا الكبير ولا اللاعبين ولا المشاغبين. المئات من الجمهور تهرب من أمامه تتوزع مذعورة بين أزقة الأحياء المجاورة، لا أحد يفكر في النظر إلى الوراء. حتى الناس في الحواري هالهم المنظر وشاركوا دونما تفكير في الهروب إلى الأمام. تركوا أبواب منازلهم ودكاكينهم مشرعة وشاركوا في الفرار، يتدافعون يتساقطون ولا يهتمون لبعضهم. يشعرون باقتراب الضربات إلى ظهورهم فتعلوا سرعتهم. من المذعورين من وصل في هروبه إلى أعالي سيدي محمد الصالح، الرعب من الحزام اللاسع يجعلهم يتهيؤون صورة الرجل المفزع في الأشجار حولهم بل حتى في خيال ظلهم. والمخازني لم يكن قد خرج من الملعب بعد، ولم ينته من شحطه المسموم لكل من تناله يده ويردد في دواخله مع كل ضربة : قالها القائد.


عطار لا يفسد الدهر ما أصلحه
يعلق على كتفه قفة قصبية كبيرة ويغطي رأسه بطربوش من قش مزركش بخيوط صوفية متعددة الألوان. يضع طاقم أسنان اصطناعية. يتجول بين الأزقة مناديا لعرض بضاعته المختلفة بلكنة سكان المناطق الجبلية القريبة من مدينة تازة. تتهافت عليه النسوة والصبايا لإقتناء السواك المغربي والحناء و"لعكرالفاسي". يبيعهن أيضا بعض الحلي الفضية والأكف النحاسية والزعتر والفلييو. ويختلي ببعض الصبايا ليبيعهن أحرازا للقبول. لا يكف عن الإبتسامة والضحك، يقضي عدة أيام بالمدينة نزيلا بغرفة واطئة بأحد الإسطبلات، إلى أن تنفد بضاعته ثم يغيب لشهر أو أقل ليرجع محملا بنفس السلعة . تتكرم عليه النسوة بالشاي والطعام فيشكر لهن ذلك بمنحهن بعض الأعشاب ولأطفالهن حلوى الجبح. وإن بالغ الصغار في إزعاجه سحب طاقم أسنانه من فمه ليلاقي فكيه فيظهره درده في صورة مرعبة يتشتت لها الاطفال من حوله. صدى صوته الشجي لا يزال يتردد بين الأزقة في الذاكرة، يرحمك الله "بَّا إدريس".


معلم النرد
يحرك يده بخفة شديدة فيدور معها قدح معدني وضع في داخله نردا ينزله بقوة على طاولة مستطيلة، عليها مربعات من ستة أرقام قد وضع فوقها اللاعبون المتحلقون حوله بعض القطع النقدية في انتظار الرقم الفائز من كل جولة. ولا يتوانى عن مراقبة محيطه حتى لا يتفاجأ بالمداهمة العنيفة لأحد من مفتشي الشرطة. يتواطأ مع بعض المقامرين الذين يستأجرهم لتكبر الحلقة من حوله فيتعدد اللاعبون. يضطر إلى طرد بعض الرواد الذين يلمس فيهم مهارة تهدده بالإفلاس ويرتاح إلى المبتدئين من الحاجين إلى السوق الكبير من البوادي الهامشية. وفي ليالي رمضان الطويلة كان يختلي باللاعبين في زقاق صغير ومظلم في قلب المدينة، ويستعين للإنارة بالكانكي المتقد بغاز الكاربيل، ويستمر السهر إلى آخر الليل.
-----------------------------
*كاتب من المغرب



#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة: طريق جرادة
- قصة قصيرة: التيه
- قصة قصيرة عيساوة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - قصص قصيرة حتى لا ننساكم