أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غريب زهران - الثورة الإسلامية المعاصرة














المزيد.....

الثورة الإسلامية المعاصرة


غريب زهران

الحوار المتمدن-العدد: 3852 - 2012 / 9 / 16 - 14:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يريد بعض المسلمون ان يثبتوا دائما انهم همجيون وارهابيون وعدوانيون، ولا يتعاملون بالعقل او بالمنطق في الحكم على ما يجري حولهم وفي ردات فعلهم، ويرون دائما انفسهم الضحية والمعتدى عليهم، ويمارسون الاعمال التي يستنكرونها عند غيرهم، فما يجري الان من اعمال عنف وتحريض نتيجة الفيلم الهابط فنيا ومنطقيا والمسئ للرسول محمد يثبت ان بعض المسلمون هم مسلمون بلا رحمة ولا منطق ولا انسانية، فالدين الاسلامي الذي استطاع في مرحلة وجيزة تغيير الملايين من البشر نحو نوع من العدل والتسامح وحسن التعامل والحضارة، نجد اليوم ممثلي هذا الدين ابعد ما يكون عن رسالة الدين نفسه، فشعوب الارض من غير المسلمين والذين لا يعلمون عن الدين الاسلامي شيئا او محدودي العلم فيه سيعلمون الان رسالة المسلمين لكافة شعوب الارض وهي ما وصلتهم من ردات الفعل الاجرامية والتحريضية على الاديان والامم الاخرى التي ينتمون لها المسيئين للرسول محمد.
واود تذكير كافة المسلمين بالتاريخ المروي عن علمائهم وكتابهم الذين رووا عن الفتوحات الاسلامية وسرعة انتشارها في العالم والذين قالوا بأن غالبية الشعوب دخلت في الدين الاسلامي نتيجة تأثير طريقة تعامل تجار المسلمين واخلاقهم العالية وروحهم المسالمة مع الشعوب من غير المسلمين، وكما ذكروا بان غالبية البلدان فتحت ودخل غالبية شعوبها في الاسلام من غير اراقة قطرة دم واحدة.
كنت عندما كان طفلي صغيرا وعنيدا وعندما اريده ان يفعل شيئا اقول له لا تفعل ذلك الشئ ، فيفعله وهكذا كنت احقق ما اريد، ولكنه الان كبر وتطور عقله واصبح يعرف ويدرك لوحده ما الذي ينبغي فعله وما الذي لا ينبغي فعله، واشبه حال المسلمين اليوم بحال طفلي قبل التطور، فيمكن لأي شخص واحد ذكي في هذا العالم ان يقود جحافل المسلمين الى الجحيم او الى ما يريد، فيكفي ان يعلم عن بعضهم بأنهم اصحاب دين وطاقة بلا عقل، والبعض الاخر لاحق او ساكت متفرج لا يستطيع معارضة بعض الافعال.
حرق السفارة الاميركية في ليبيا وقتل السفير الاميركي هناك ومحاولة حرق السفارة في اليمن ومصر وحرق شيخ مسلم كبير لنسخة من الانجيل في مصر والتهديد بأنه سيبول عليه، والمظاهرات التي تطالب بالقتل ومقاطعة منتجات الدول التي أساء بعض افرادها للرسول سواءا برسوم او بأفلام او بكتب، كل هذا يذكرني بالإرهاب الإسرائيلي في فلسطين وارتكابه اعتداءات جماعية على الفلسطينيين الابرياء وفرض عقوبات جماعية عليهم وكذلك عندما كان يقصف حي كامل من المدنيين للاشتباه بانه يحتوي على مطلوب فلسطيني، ويذكرني بالإرهاب الاميركي بعد 11 سبتمبر الشهير، والتي اصبحت حكومة الولايات المتحدة لا تميز بين مرتكبي الاعتداءات على منشآتها وبين بقية المسلمين في اميركا وفي العالم وازدادت التفرقة والتمييز بين المسلمين الاميركان وبين باقي الملل منهم، على اعتبار ان كل مسلم مشبوه .
حكومة الولايات المتحدة واسرائيل والمتطرفين والسذج من المسلمين هم اوجه لعملة واحدة ولكن الفرق ان الولايات المتحدة واسرائيل تدرك ما الذي ينبغي عمله اما نحن فما زلنا لا ندرك.
لم أكن اتمكن من رؤية أساس المشكلة في أدمغة وعقول بعض المسلمين فبعد دراستي للقران لم أجد ما يأمر به الله من افعال كهذه، وبعد اجرائي بعض الحوارات مع بعض المسلمين ذوي علم في دينهم وجدت بعضا من الأحاديث المنقولة عن النبي محمد يؤدي تفسيرها الى ما يشبه التطرف الحالي، ولكنني وبعد العودة الى القران لم اجد ما يذكره الله من تعهد لحفظ قول النبي الى عصرنا هذا كتعهده بحفظ القران، فأدركت ان كل ما وردنا في يومنا هذا من اقوال الرسول وسنته هو محض افتراء على دين الله، وتحريف له، فما نقل عن الرسول من اقوال لا يتعدى ما يقوله اي انسان من مجموع كلمات وجمل وعبارات في فترة من شهر الى ستة اشهر، وما نقل عن الرسول منه الضعيف والحسن والمؤكد، إذن كيف لنا ان نأخذ بجزء بسيط جدا وهو ما ورد الينا عن الرسول من مجمل ما قاله الرسول طيلة 23 سنة فترة نبوته والذي لم يتعهد الله بحفظه لعصرنا هذا ونجعله احد مصادر التشريع؟؟.
كانت اقوال الرسول وتعليماته ملزمة لمن عاصره وكان فيها حكمة ومنطق اذ انها لاقت نتائج مذهلة في الحكم وانتشار الدين وحل المشكلات في تلك الفترة، ومن الكارثة ان نجعل حكمة انسان نبي في عصر معين وبتوفر عناصر معينة وبيئة وثقافة معينة ان نجعلها قانونا سماويا مفروضا علينا ابناء هذا العصر اتباعه.
لقد جاء الرسول محمد برسالة محددة من عند الله وهي القران الكريم، وما سوى ذلك فهو اجتهاد من الرسول قد يكون الله اعانه عن طريق الوحي لاتخاذ استراتيجية لتعميمه على العالم، وهذه الاستراتيجية خاصة بشخص واحد هو الرسول وبعصر واحد هو عصر الرسول ولشعوب تلك الحقبة.
ان كل ما ورد عن الرسول من اقوال وافعال شخصية وسنن وقرارات والتي لم يتم ذكر لها في القران، انما تثبت علمانية الرسول في الحكم مع إعانة الله له على ذلك الامر عن طريق الوحي وليست وصفه الهية لكافة البشر وكافة حكام المسلمين.
إني اليوم لأعجب عندما أجد بعض المسلمين لا يحركوا ساكنا عندما تحتل مقدساتهم وتقع شعوبهم تحت الاحتلال ويعذبوا ويسجنوا ويهجروا من اراضيهم نتيجة نضالهم وجهادهم للدفاع عن كرامتهم ووجودهم على ارضهم في فلسطين والعراق، واعجب للجوع الذي يضرب اجزاءا كبيرة من المسلمين والبشر عامة ولا يحرك احدا من المسلمين ساكنا ، ويثوروا عند قول او كاريكاتور او عمل فني هابط ضد الرسول محمد، الذي كان يسمع اهانات قريش واعمالهم القذرة التي مارسوها ضده وبقي صامدا لا يأبه الا لتحقيق الرسالة التي خلق لاجلها.
فهل من الممكن ان يكون للإسلام صورة اخرى غير الصورة التي يعكسها مسلمي هذا العصر؟ ... سؤال يستحق من المسلمين وغير المسلمين التفكير به مليا لإستنتاج الإجابة التي تقنع نفس كل من يراوده السؤال.



#غريب_زهران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب اعتذار من أبي لهب إلى محمد بن عبد الله وأتباعه
- الحد الأدنى للأجور في فلسطين، تلبية حكومية بتمويل من الفقراء ...
- مبادرة من اجل توحد عمالي نقابي وطني -يا عمال فلسطين: توحدوا


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غريب زهران - الثورة الإسلامية المعاصرة