أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - جاهدة حبافي-لعريبي - سلسلة عن المثليّة الجنسيّة أتحدث-1-3















المزيد.....

سلسلة عن المثليّة الجنسيّة أتحدث-1-3


جاهدة حبافي-لعريبي

الحوار المتمدن-العدد: 3844 - 2012 / 9 / 8 - 07:27
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


حقائق حول المثليّة الجنسيّة والصحة النفسية

* الخلفية التاريخية
المواقف المعادية للمثلية لها جذورها الدينية والقانونية، فكل الديانات تقريبا اعتبرت المثلية خطيئة وايدتها بعقوبات وجرمتها بقوانين، و في أواخر القرن التاسع عشر اصبح الطب النفسي يُنافس بفعالية الدين والقوا نين التي تخص المثليّة الجنسيّة ، ونتيجة لهذا، أٌضيف "المرض" للمثليّة الجنسيّة ، فبعد الخطيئة و الجناية اصبحت مرض من الأمراض.
لكن حتى في الطب والطب النفسي لم يكن ينظر جميعهم إلى المثليّة الجنسيّة بأنها مرض. مثلا في أوائل القرن العشرين ، هافلوك إليس (1901) قال "بأن المثليّة الجنسيّة هي طبيعية ، و بالتالي فهي ليست مرض ، وأن العديد من المثليين قدموا مساهمات بارزة في المجتمع (روبنسون ، 1976)." .. وافق ايضا سيغموند فرويد هافلوك إليس انه لا ينبغي النظر الى المثليّة الجنسيّة أنها شكلا من أشكال الباثولوجيا (أي المرض).



* المثليّة الجنسيّة و سيغموند فرويد

1- ففرويد وحده فقط ،خلال حياته طرح عدة وجهات نظر مختلفة ومتناقضة في بعض الأحيان عن اسباب المثليّة الجنسيّة:
مثلا في سنة 1905 كان يرجع اسباب المثليّة الجنسيّة الى الأزدواجية او الثنائية الجنسية: كانت نظرية سيغموند فرويد عن النشاط الجنسي البشري تختلف عن وجهة نظر هافلوك إليس، فرويد يعتقد أن جميع البشر بالفطرة هم مزدوجي الجنس، اما ان يصبح مغاير الجنس أو يصبح مثلي الجنس نتيجة لتجاربهم مع الوالدين وغيرها .
و في سنة 1910 كان يُرجعها الى النرجسية: وهي تعني التوظيف المبالغ فيه للبيدو( الطاقة الجنسية) في الذات وليس في الآخر، ونتيجة لهذا يتعطل السلوك الطبيعي الجنسي ليركز كل جنس على نفسه في إشباع الحاجة والرغبة.
وفي سنة 1920 كان يُرجعها الى آليات الاسقاط، والإسقاط هو من أكثر آليات الدفاع استخداما في الحياة اليومية،. فالمثيرات الآتية من الخارج بمقدور المرء تغيير أو اعتراض أو تفادي أو إهمال ما لا يروقه منها. أما المثيرات الداخلية من رغبات مُخزية-مثل الرغبة الجنسية المثلية- فلا يستطيع المرء تغييرها أو إهمالها أو التهرب منها، فتلجأ أناه دون وعي منه إلى إسقاط تلك المثيرات إلى الخارج لكي يستطيع التعامل معها بصعوبة أقل
وفي سنة 1922 كان يُرجعها الى قرارات اوديبية غير مُرضية .

وكلها عبارة عن فرضيات ضيقة لفهم المثليّة الجنسيّة..

كما اعتبر فرويد النمو النفسي الجنسي للإنسان يمر بمراحل، وهذه المراحل تتطَور حسب انتقال مركز إشباع اللذة. كل طور نمائي يستمد وجوده وخاصته من الليبيدو( الطاقة الجنسية). لهذا يصف فرويد المثليّة الجنسيّة بأنها اضطراب في التطور النفسي الجنسي ، حيث يقول فرويد: "لايمكن أن نعتبر المثلية مرض، لكننا نعتبرها شكلا من اشكال النشاط الجنسي يحدث بسبب توقف في النمو الجنسي "
ففرويد يعتبر رغبة العنصر الذكوري للوصول إلى العنصر النسائي هي "الهدف الجنسي الطبيعي" اما الباقي هو الانحراف. أي المثليّة الجنسيّة هي انحراف عند فرويد.
لكن فرويد لم يكن يرى المثليّة الجنسيّة عملا إجراميا يستحق الأدانة أو خطيئة تستحق العقاب، بل هي عجز جنسي يمكن أن نتسامح معه، أيضا فرويد لم يشير إلى أن العلاج و تحويل الميول الجنسية شيئ محبب أو ناجح. بل انه أقترح الحذر لأولئك الذين يسعون الى العلاج من المثلية، خاصة الفرد الذي يعاني من توجههي الجنسي، و في معظم المناقشات حول المثلية الجنسية ترك فرويد باب الاحتمال مفتوح.



بعض الأنتقادات لنظرة فرويد للمثلية


1-الكثير من المحلليين النفسيين انتقدوا نظرة فرويد للمثلية الجنسية، ولم يتفقوا معه في رؤيته أن المثلي شخص بدائي ومتخلف جنسيا ، أو انه انسان فشل في تحقيق تنمية متناسقة في حياته الجنسية.

2- تطرق فرويد للمثلية الجنسية في كثير من ابحاثه لكن حصر المثلية الجنسية في زاوية ضيقة الا وهي زاوية الجنس فقط و ولم يتطرق لها من زاوية الحب والعواطف والمشاعر، فهو ينعتها بالانحراف الجنسي ، فنظرة فرويد الى المثلية كانت جنسية بحتة لادخل للحنان والعواطف والمشاعر فيها.

3- لم يتبع المحللون النفسيون الذين اتو بعد فرويد نظرته بل هناك حتى من رفض فرضيته " أن جميع البشر بالفطرة هم مزدوجي الجنس" مثل ساندور رادو (1940، 1949) . اما تشارلز Socarides (1968) فهو يرى أن مسببات المثلية الجنسية قد تحدث حتى قبل الفترة الأودبية اي عكس ماقاله فرويد.


4- أن كثيرا من أفكار فرويد تم تعديل الكثير منها من قبل المحللين النفسيين في نهاية القرن العشرين. ومع التقدم في مجال علم النفس بدأت تظهر العديد من العيوب في كثير من نظرياته حتى أصبحت غير صالحة للاستناد عليها. - اقرأ كتاب "ميشال انفري" Michel Onfray - Le crépuscule d une idole- عن فرويد .



* التحيز في التحليل النفسي والاخطاء التي وقع فيها


على الرغم من أن كل نظريات التحليل النفسي عن المثليّة الجنسيّة كانت ذونفوذ كبير في الطب النفسي و في الثقافة العامة ، الا أن ابحاثهم لم تكن شاملة ولم تتعرض لاختبارات تجريبية صارمة، وتحليلهم كان يعتمد على الملاحظات الطبية لمرضاهم من المثليين الجنسيين اثناء العلاج. وهذه الطريقة تؤثر في التحليل النفسي و لاتؤدي الى أستنتاجات صحيحة أوموضوعية، لماذ ؟


- أولا : لأن توجهات المحللين النظرية وتوقعاتهم ومواقفهم الشخصية أكيد ستؤثر على نتائجهم وملاحظتهم -أي يكونوا أقل موضوعية- ولتفادي هذا في الدراسات العلمية، الباحث او العالم لما يقوم بجمع البيانات والمعلومات لابد من أن يتجرد من أي توقعات اي يتبع مايسمى بالتجربة العمياء المتبعة الأن في العديد من التجارب والأبحاث -
"double blind"
التجربة العمياء معناها أن لايكون لدى الباحث أي معلومات مسبقة أو وجهة نظر يمكن أن تؤثر على نتائجه، مثلا اذا اردنا ان نقارن بين منتوجين فعلينا أن لانعطي اسم المنتوج للمستهلك لكي لايتأثر بالمنتوج المفضل لديه، وهذه الطريقة الأن متبعة في كثير من الميادين كالطب، والصيدلة.....الخ

لكن للأسف هذه الطريقة لم تُستعمل في الدراسات التحليلية الطبية التي أجريت على المثلية الجنسية .

- ثانيا : لأن الدراسات التحليلية النفسية أجريت على عينة فقط من المثليين الذين كانوا تحت الرعاية النفسية، أي على مثليين يلتمسون العلاج او أحسوا أنهم بحاجة الى العلاج من هذه الحالة، وهذا النوع من الدراسة ليس من المعقول والجائز أن يعمم على كافة المثليين، هذا النوع من الدراسة لا يمكن أن يفترض أن تكون ممثلة لعامة المثليين. تخيل لو نستخلص نتائج على كل المتغيرين الجنس من خلال دراسة عينة من المتغيرين الجنس المرضى، لهذا لايمكننا تعميم الملاحظات المستخرجة عن عينة من المثليين المرضى الى كل المثليين.



دراسة ألفريد كينزي وآخرون عن المثليّة الجنسيّة


المواقف الأكثر تسامحا تجاه المثلية الجنسية اتت من قبل باحثين في تخصصات أخرى. عالم الاحياء واختصاصي نشاط الأنسان الجنسي ألفريد كينزي Alfred Charles Kinsey ، في دراساته التجريبية الرائدة عن السلوك الجنسي بين البالغين في الولايات المتحدة، كشفت أن عدد كبير من المشاركين في بحثه أفادوا بأنهم مارسوا سلوكات مثلية إلى حد النشوة بعد سن 16
وعلاوة على ذلك، أفاد كينزي وزملاؤه أن 10 ٪ من الذكور و 2-6 ٪ من الإناث كانت لهم على الأقل أو على الأكثر سلوكات مثلية لثلاث سنوات بين سن 16 و 55.

على الرغم من أن الأستقراء الحديث في معطيات ألفريد كينزي يستند إلى عينة من البالغين في الولايات المتحدة، وهي عينة تمثيلية و احتمالية ، لذا لايمكن تقييمها جيدا، ومع ذلك كشفت أعمال ألفريد كينزي أن الكثير من البالغين في الولايات المتحدة كان لديهم سلوك مثلي الجنس أو كان لهم ميول لنفس الجنس على عكس ماكان يعتقد أن الممارسة الجنسية المثلية هي محصورة فقط في فئة غير سوية من المجتمع .

بينما ابحاث ألفريد كينزي تمركزت فقط على المجتمع الامريكي. لكن الدراسة التى قام بها الباحثان فورد و بيتش (وهم باحثان في العلوم الاجتماعية ) شملت عدة مجتمعات في العالم، فدرسا التوجه الجنسي عند 190مجتمع ووجدوا أن سلوك مثلي الجنس منتشر في كل المجتمعات و أن 64% من هذه المجتمعات تعتبر السلوك مثلي الجنس عادي ومقبول اجتماعيا.
هذه النسبة لا يمكن تقييمها لأنه تم استخدام عينة ومع ذلك، فإن النتائج التي توصل إليها فورد وبيتش هي أن سلوك مثلي الجنس يحدث في كثير من المجتمعات، و لاحظ في بعض المجتمعات ان المثلية الجنسية غير مدانة بل مقبولة (انظر أيضا Herdt، 1984؛ وليامز، 1986). كذلك قالوا أن المثلية هي طبيعة بيولوجية ومتواجدة حتى في الجنس الغير البشري-أي الحيوان-


على الرغم من أن العاملين في مجالات الطب النفسي وعلم النفس والطب وخلال النصف الأول من القرن العشرين كانوا يعتبرون المثلية انها مرض ، لكن بعض الباحثين كانوا غير مقتنعين بأن جميع مثلي الجنس هم مرضى أو غير كفؤ اجتماعيا. وذكر Allan Bérubé (1990) نتائج دراسات لم تنشر من قبل قام بها أطباء وباحثين عسكريين خلال الحرب العالمية الثانية. ففي هذه الدراسة طُرحت معادلة اذا كانت المثلية مرض هل يمكن أن يكون مثلي الجنس جندي جيد ؟


وكان الاستنتاج المشترك من هذه الدراسات أن " المثليّة الجنسيّة تحدث في مجموعة غير متجانسة من الأفراد. و أنه لا يوجد دليل يدعم الاعتقاد الشائع بأن المثليّة الجنسيّة ترتبط بشكل موحد مع سمات الشخصية ، لذا لايمكن التعويل على سمات الشخصية في دراسة المثلي". ايضا وجدو "أن مثلي الجنس يقود حياة منتجة مفيدة، تتفق مع جميع ما يمليه المجتمع، باستثناء احتياجاته الجنسية، وانها لا تشكل عبئا ولا تضر المجتمع. وأن عملهم لم يكن أفضل أو أسوأ من المغايرين، بل هناك حتى بعض المثليين الذي كان أداءهم جيدا في وظائف عسكرية مختلفة "


يُتبع .....



ملاحظة للقراء: لقد لاحظت أن الكثير من المعلقين يظنون أني رجل ، بل انا أنثى و معتزة بانوثتي وليس لديّا اي اشكالية في جنسي ، لكن انا مثلية أي حبي وعواطفي وكل جوارحي تتجه الى المرأة ، اي منذ أن وعيت لم احب أو أنجذب لرجل، الرجل هو ابي، هو اخي، هو صديقي وزميلي في العمل لكن لم انجذب اليه لا جنسيا ولا عاطفيا . فلا تتخيلوا انني لم احتك برجل في حياتي لا، بل درست في مدارس مختلطة وجامعات مختلطة ، واشتغلت في اماكن مختلطة ، واعيش في بلد منفتح، لكن لم أنجذب يوما الى رجل.
ايضا توضيح نقطة انا مؤيدة لقضيتي الا وهي المثلية واردت أن أساهم في توعية العقل العربي لقضية المثلية، وازاحة القليل من الضباب على المثليّة الجنسيّة، فالذي يده في الماء فليس كالذي يده في النار. وايمانا منى بقضيتي وددت أن اكتب عن المثلية في هذا الفضاء الرائع -الحوار المتمدن- شكرا ايها الحوار أنك اتحت لي الفرصة للتعبير عن نفسي و عن ما أفكر به بصوت عالي بدون أن يُحجر عليّ لاني مثلية. لتسمع صوتي ، وليسع قلبك كل البشر، وليسع عقلك مختلف الآراء .

الف تحية لكل من يساند قضية المثلية في العالم العربي.



#جاهدة_حبافي-لعريبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة عن المثليّة الجنسيّة أتحدث-2
- سلسلة عن المثليّة الجنسيّة أتحدث-1


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - جاهدة حبافي-لعريبي - سلسلة عن المثليّة الجنسيّة أتحدث-1-3