أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زاغروس آمدي - هل الوصاية الدولية على سوريا يمكن أن يكون حلاً ؟















المزيد.....

هل الوصاية الدولية على سوريا يمكن أن يكون حلاً ؟


زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)


الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 23:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


هل يمكن أن تكون الوصاية الدولية على سوريا حلاً أخيراً للحالة السورية المأساوية؟ وَوَقفاً للقتل البائس واليائس الذي ربما يطول ويطول سنيناً؟ وصار غذاءً للحقد الذي بدأ يتضخم بين أبناء الشعب السوري الغير مرغوب بالإفصاح عنه وكأن تجاهله يلغي وجوده، وكأني أرى أن سورية تكاد أن تصبح أفغانستان أخرى، ولكن أسوأ وأعنف وأشد وأطول فأفغانسان آنذاك كانت بيد حفنة شيوعية قليلة العدد جداً إذا ما قورنت بالجماهير الأفغانية المتدينة ومع ذلك دامت طويلاً وكلفت الكثير، ولااريد أن أدخل الحالة الأفغانية بتفاصيلها، واقارنها بالحالة السورية،إنما أردت فقط التذكيربها وبويلاتها على الشعب الأفغاني،عسى ولعل أن يعتبر بها المسؤولون عن هذه الحرب البائسة المؤلمة.

لا ريب في أن الثورة السورية جاءت نتيجة ظروف موضوعية ماسة، بل وأعتبرها جاءت متأخرةً بعض الشيء،ولكن للأسف لم يكن لها قائد، وأخطأ الشباب كثيراً عندما عولوا على المعارضة السياسية التقليدية المستكينة المشبعة بالآفات والإيديولوجيات القديمة والبالية ،من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار،والتي أكل عليها الدهر وشرب في الدخل كما في الخارج، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينازع الحياة، ومنهم والحق يقال قضوا بعض السنوات في سجون بشار الأسد. ومنهم تعالى على شباب الثورة من الجيل الجديد وطالبوا بأن يسمعوا كلامهم وينفذوا تعليماتهم، فهم المخضرومون بدليل أنهم تعايشوا مع هذا النظام أكثر من أربعين سنة بسلم وأمان وأنهم أمناء القومية العربية والوحدة العربية وأعداء الإمبريالية والصهيونية، ومنهم من شارك في مغامرات الثمانينات وسببوا فيما سببوا حصارا اقتصاديا ظالماً على الشعب السوري الذي عانى تبعات ذلك سنوات طويلة،وهؤلاء قسمين، القسم الأول وهو الأعظم كانوا من الإسلاميين وتوقعت أن يلجأ الناجين منهم إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة ليطوفوا حول الكعبة ويستزيدوا من علم ربهم.، إلا أنهم خالفوا توقعاتي فصادفتهم في عواصم العري والمنكر والكفر. اما القسم الثاني الضئيل وهم اليساريون فتوقعت أن يلجؤوا إلى موسكو او ستاليغراد،لِيَنْحَنوا امام تماثيل لينين واستالين من شدة محبتهم وعشقهم لهما،وتقديراً لأعمالهما المجيدة فالأول الذي أراد أن يعارض سنن الكون والحياة تسبب في حرب أهلية فظيعة ومجاعة مروعة ذهب ضحيتها الملايين من الفقراء والأغنياء على حد سواء،وأما ستالين الذي اعتبرا نفسه إلهاً على شعوب كثيرة، ألقى بالملايين من معارضيه في جهنم سيبيريا،وملايين أخرى قضت نحبوها في معتقلات ال KGB واسألوا بوتين عن ذلك فقد كان مسؤولاً في ال KGB وشاهد عيان على السجلات السرية. إلا ان هؤلاء اليساريون الناجون من بطش الأسد الأب توجهوا غربا إلى قلاع الرأسمالية والإمبريالية التي ملؤوا قلوبنا حقداً وكرهاً تجاههم،من كثرة ماسمعنا منهم عن ظلم الرأسمالية وأضطهادها الطبقة العاملة حتى كدنا نصدق مزاعمهم،لولا الراديو الذي كان ينقل لنا الBBC وصوت أمريكا.

لربما ذهبت بعيدا عن لب الموضوع وهو الوصاية الدولية لكني أردت أن أعرض على شباب الثورة تلميحا بسيطا عن الماضى، هذا الشباب الذي تشرب الفكر الحر ولم يعد يرضى بتقبل المزيد من الذل والمرارة،وأعلن مقاومته للظلم والفساد والقهرالذي طال كل فرد من هذا الشعب بدرجة أو أخرى.

ما اريد أن أقوله لهؤلاء الشباب أن يعلنوا من الداخل أحدا منهم قائداً للثورة، ويطالبوا بالوصاية الدولية على سوريا، وأن يطالبوا ويتوسلوا الغرب بتدخل عسكري عاجل دون الللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، لتخليص الشعب السوري من ويلات هذه الحرب القذرة. ويطمئنوا الغرب أن الثورة ليست بأيدي الإسلاميين،وأن الدولة السورية القادمة ستكون دولة ديمقراطية، مدنية تحفظ الحريات الفردية وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات، وحقوق الأديان والمذاهب على إختلافها، وأن هذه الدولة القادمة لن تخوض حروباً ضد إسرائيل،وأن الجولان المحتل سنسترده بالمفاوضات، وستعلن في دستورها الجديد أنها دولة محايدة مثل سويسرا تماماً.

ففي سبيل إنقاذ الدم السوري لابد من وضع سوريا تحت الوصاية الدولية لمدة أقصاها خمس سنوات، أنا أعلم أن الكثير من المعارضين السياسيين سيعتبرونني مهرجأً اوعميلاً،لكني أعلم أيضاً أن الغالبية العظمي من السوريين سيؤيددوا هذا الإقتراح إذا تسنى لهم التصويت على ذلك، فقد تعب السوريين من التنظيرات السياسية التي أخذتهم من سيء إلى أسوأ،فقبل إستلاب البعث للسلطة كانت الليرة السورية تقارع الدولار، وكان الأتراك يأتون إلى سوريا ليتبضعوا منها الألبسة البالية والشاي والتبغ وبعضاً من الديمقراطية، فاصدقوا أيها السياسيون هذه المرة شعبكم، وسترون أنه سيجعل من سورية دولة غنية تضاهي سويسرا وغيرها من الدول.

وأجد أنه ليس من الضّلال أن نحاول أن نضع نهاية لهذه الحرب الظالمة بدلاً من أن ننتظر أن تضع هذه الحرب نهاية لنا.فصدقوني أن هذه الحرب سوف لن تنتهي إلا وسوريا والشعب السوري منتهيان. فالغرب لن يساعد أحدا من المعارضين السوريين وهو يشتمه إما علناً او سراً،على حساب الشعب الذي لايكره أمريكا ولا الغرب وهذا الكلام الذي تسمعونه من قادة الغرب من إدانة وإستنكار ليس سوى إيهام الرأي العام.الغربي بأن حكوماتهم تقوم بواجبها.
أقول قولي هذا وأنا لا أعلم ما إذا كان الغرب سيوافق على وضع سورية تحت وصاية الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، ويقبل بتدخل عسكري عاجل، حتى وإن قبل السوريين بوصاية دولية،لكن على الأقل بهذا نزيل مخاوفه من أن سورية لن تصبح أبداً دولة دينية. وأن من أطلقوا لحاهم من أبناء الثورة وحملوا السلاح ضد القاتل والفاسد بشار الأسد، ليس لأنهم متديّنون أو إسلاميون،وإنما لطلب القوة والنجدة من الله حين تركهم العالم وهو يتفرج عليهم كيف يذبحون من قبل الشبيحة وكيف تدمر وتحطم بيوتهم التي كانت تأويهم من قبل المدافع والدبابات والطائرات الحربية على أشكالها.وأن سنوات الوصادية هذه سترسم ملامح سوريا القادمة.

اعتقدَ بعض السذج من سياسي المعارضة بأن لا حاجة لطلب التدخل العسكري الغربي والبعض الآخر رفض وما يزال يرفض، وكأن الذين يذبحون ويشردون وتدك بيوتهم وتحرق ليسوا سوريين، فليوقفوا هذا القتل إذن وإن لم يستطيعوا إيقافه،عيلهم أن لايمنعوا الشعب السوري طلب النجاة من أمريكا والغرب.

يقول بعض فطاحل المعارضة بأن سورية ستدمر إذا حصل تدخل عسكري وكأن مايحصل الآن ليس دماراً.
كم اشتقت لأحد يقول وبصوت مرتفع كما كان يفعل الفاروق الأعسر: والله أن تدمر سورية لأهون عندي من أن يذبح طفل، وأن تدمر سوريا لأهون عندي أن أرى أما تبكي طفلها. ولكن للأسف فقد أصبح الإنسان عندنا أرخص من أية بضاعة.

ياترى هل يعلم أحد منكم كم طفلاً يزورن قبور آبائهم في سوريا الآن، وكم أماً تزور قبور أطفالها، وكم أباً يبكي في صمت دون دموع عندما تنظر إلى وجهه.
عندما واسا أحدهم أمرأة ذُبِحَ طفلها بسكين الشبيحة بقوله: لاتبكي يا أختي فإبنك الآن في الجنة، فرددت الأم الباكية صارخةً:لا اريد ابني في الجنة، اريده هنا في حضني،وهي تضرب صدرها بيديها.



#زاغروس_آمدي (هاشتاغ)       Zagros__Amedie#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتَقتُلوا بَناتَكمْ وَأَوْلادَكمْ
- بعض المستور في حياة -سيف الله المسلول-
- تأريض الإسلام 10
- تأريض الإسلام 9
- (8) تأريض الإسلام
- (7) تأريض الإسلام
- (6) تأريض الإسلام
- (5) تأريض الإسلام
- (4) تأريض الإسلام
- تأريض الإسلام-الفصل الأول الحلقة الثانية
- (1) تأريض الإسلام
- (2) تأريض الإسلام


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زاغروس آمدي - هل الوصاية الدولية على سوريا يمكن أن يكون حلاً ؟