أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار العربي - المعراج المحمدي أم معراج أرتاويراف نامك الكاهن المجوسي؟؟؟















المزيد.....

المعراج المحمدي أم معراج أرتاويراف نامك الكاهن المجوسي؟؟؟


مختار العربي

الحوار المتمدن-العدد: 1117 - 2005 / 2 / 22 - 10:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتفق أصحاب المرويات التاريخية أو لنسميهم سدنة الميثولوجيا العربية أو فن إخراج الأساطير ومعهم كثير من المؤرخين يتفقون على وجود علاقة قوية وعميقة بين سكان الجزيرة العربية وبين الفرس وتأثرهم بالتقاليد الفارسية التي كانت سائدة آنذاك. والحق يقال أن السلطة السياسية للفرس كانت مهيمنة على كثير من بلاد العرب بما فيها من مضامين ثقافية وتقاليد عرفانية وأشكال للفعل الثقافي متشكلة ومتداخلة وأساليب الحياة ، ذلك كان قبل ولادة النبي محمد (ص) وبعده . و كما يقول أبي الفداء في تاريخه المسمى ( تاريخ أبو الفداء) : إن (كسرى أنوشروان) قد أرسل جيوشه وجحافله ووجهها إلى مملكة الحيرة وقام بعزل ملكها )الحارث( وولى عوضاً عنه أحد رعاياه المقربين والمنفذين لسياسته الحربية اسمه )منذر ماء السماء(. وبعد ذلك أرسل هذا الملك جيشه تحت إمرة )وهرز( إلى بلاد اليمن. وكان أول ما فعله بعد ذلك أنه طرد الحبَش وولى )أبا السيف) على مملكة أسلافه ( أنظر تاريخ أبي الفداء باب (2) ) . ولكن بعد قليل تولى (وهرز) نفسه على مملكة اليمن، وسلَّم لذريته السيادة يتوارثونها أب عن جد ( راجع سيرة الرسول لابن هشام صـ 24 - 24 ( وكما يقول أبو الفداء أيضاً في تحفته النادرة المسمية باسمه : ( كانت المناذرة آل نصر بن ربيعة عمالاً للأكاسرة على عرب العراق) ( أنظر تاريخ أبي الفداء باب (2) وقال عن اليمن: ثم ملك اليمن بعدهم )أي أهل الحِمْيَر( من الحبشة أربعة، ومن الفرس ثمانية، ثم صارت للإسلام(..
يتضح من هذا أنه كان بين أهل الفرس وبين العرب تواصلٌ واختلاط ، أي تواصل حضاري أملته الظروف الاجتماعية في ذلك الوقت وبما أن الفرس كانوا متقدمين في العلوم والمدنيَّة أكثر من العرب في زمن الجاهلية في كثير من الأوجه ، كان لابد أن دينهم وعلومهم وعاداتهم وفروضهم أثرت تأثيراً عظيماً في العرب.
وقد تواترت قصص العجم وأشعارهم في ذلك الوقت بين قبائل جزيرة العرب، فتداولوها تداولاً عاماً. ولمشهدية أكثر علمية نري ابن هشام يقول: إن العرب لم يسمعوا في عصر محمد قصص رستم وأسفنديار وملوك فارس القدماء فقط، بل إن بعض قريش استحسنوها وفضلوها على قصص القرآن. وهاك نص عبارة ابن هشام(والنصر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي كان إذا جلس رسول الله مجلساً فدعا فيه إلى الله تعالى وتلا فيه القرآن وحذر قريشاً ما أصاب الأمم الخالية، خلفه في مجلسه إذ قام، فحدَّثهم عن رستم الشديد وعن أسفنديار وملوك فارس، ثم يقول: والله ما محمد بأحسن حديثاً مني، وما حديثه إلا أساطير الأولين اكتتبها كما اكتتبتُها) فأنزل الله تعالي فيه »وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليهم بكرة وأصيلاً. قُل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض أنه كان غفوراً رحيماً) (سورة الفرقان 25 : 5 - 6 ) ولاشك أن هذه القصص عن رستم وأسفنديار وملوك فارس هي القصص التي أخذها الفردوسي بعد محمد بأجيال من مجموعة قصص لأحد الفلاحين ونظمها شعراً، ودُوِّنت في »الشاهنامة«. وبما أن العرب طالعوا قصص ملوك الفرس وتواريخهم، فلا نتصور أنهم كانوا يجهلون قصة جمشيد ويجهلون خرافات الفرس عن معراج أرتاويراف وزردشت، ووصف الفردوس، وصراط جينود، وشجرة حوابة، وقصة خروج أهرمن من الظلمات الأولية، فلابد أنهم كانوا يعرفونها حق المعرفة.
فهل أثَّرت هذه القضايا وما شابهها في القرآن وفي الأحاديث المتواترة بين المسلمين أم لم تؤثر فيهما؟
ولأننا بصدد الحديث والكتابة عن واقعة هي من قلب الميثولوجيا العربية وهي ( المعراج المحمدي ) أجلنا النظر في كتاب (أرتاويراف نامك - الكاهن المجوسي( وهذا الكتاب مكتوب باللغة البهلوية اي (الفارسية القديمةِ) منذ حوالي 400 سنة قبل الهجرة، وقد كتب في أيام (أردشير بابكان) ملك الفرس وما ورد فيه من قصة المعراج الذي قام به _ أرتاويراف_ والتشابه الغريب والكبير بين رحلته أي عروجه إلى السماء وعروج النبي محمد (ص) كما وصلنا عروجه بواسطة المراجع والمرويات العربية. ولكن لنبدأ بما ورد في القرآن وبالذات في سورة الإسراء فقد ورد في سورة الإسراء الآية (1 : 17) :
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا. إنه هو السميع البصير(. . (الآية). ولنأخذ في الاعتبار آراء أهل التاريخ والحديث وتفسيرهم لهذه الآية:
قد اختلف المفسرون اختلافاً عظيماً في تفسير هذه الآية، فمثلاً يقول ابن إسحاق إنه ورد في الأحاديث أن
عائشة كانت تقول: )ما فُقد جسد رسول الله ص ولكن الله أسرى بروحه) . وورد في الأحاديث أيضاً أن النبي محمد (ص) قال : ( تنام عيني وقلبي يقظان) راجع ( سيرة الرسول صـ 139) . ويقول محيي الدين في تفسيره هذه الآية أنه فهم المعراج والإسراء بطريقة مجازية واستعارية، لأنه قال: »سبحان الذي أسرى« أي أتْرَهَهُ عن اللواحق المادية والنقائص التشبيهية بلسان حال التجرد والكمال في مقام العبودية الذي لا تصرف فيه أصلاً. »ليلاً« أي في ظلمة الغواشي البدنية والتعليقات الطبيعية، لأن العروج والترقي لا يكون إلا بواسطة البدن. »من المسجد الحرام« أي من مقام القلب المحرم عن أن يطوف به مشرك القوى البدنية ويرتكب فيه فواحشها وخطاياها ويحجه غوى القُوى الحيوانية من البهيمية والسبعية المنكشفة سواء إفراطها وتفريطها لعروسها عن لباس الفضيلة. »إلى المسجد الأقصى« الذي هو مقام الروح الأبعد من العالم الجسماني بشهود تجليات وسبحات الوجه وتذكر ما ذكرنا أن تصحيح كل مقام لا يكون إلا بعد الترقي إلى ما فوقه، لتفهم من قوله »لنريه من آياتنا« مشاهدة الصفات، فإن مطالعة تجليات الصفات وإن كانت في مقام القلب، لكن الذات الموصوفة بتلك الصفات لا تشاهد على الكمال بصفة الجلال إلا عند الترقي إلى مقام الروح، أي لنريه آيات صفاتنا من جهة أنها منسوبة إلينا. ونحن المشاهدون بها البارزون بصورها«.
فإذا اعتمدنا على قول النبي محمد (ص) ذاته وقول عائشة وتفسير محيي الدين، كان المعراج المحمدي مجازياً واستعارياً وليس حقيقياً! غير أن ما قاله ابن إسحاق وغيره ينافي هذا الرأي، لأنه قال إن النبي محمد (ص) قال إن جبريل أيقظه مرتين وأنه نام ثانية، ثم ساق الكلام قائلاً(فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه، فجلستُ. فأخذ يعضدني. فقمت معه فخرج إلى باب المسجد فإذا دابة أبيض، بين البغل والحمار ( ولا ندري لماذا يتم تصوير البراق النبوي على هيئة امرأة شابة غادة فاتنة!!! ألهذا علاقة بالأيروتيكيا السنسكريتية والتي كانت على اتصال بحضارة العرب بواسطة الفرس؟؟) ، في فخذيه جناحان يحفز بها رجلين. يضع يده في منتهى طرفه، فحملني عليه ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته). قال ابن إسحاق: وحدثت عن قتاده أنه قال: حدثت أن رسول الله قال: ( لما دنوتُ لأركبه شَمُس، فوضع جبريل يده على مَعْرَفته، ثم قال: ألا تستحي يا بُراق مما تصنع؟ فوالله يا براق ما ركبك عبدٌ لله قبل محمد أكرم على الله منه. قال: فاستحيا حتى ارفضَّ عرقاً، ثم قرَّ حتى ركبته) قال في حديثه: فمضى رسول الله ومضى جبريل معه حتى انتهى به إلى بيت المقدس، فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء، فصلي رسول الله بهم، ثم أتى بإناءين في أحدهما خمر وفي الآخر لبن. قال: فأخذ رسول الله ص إناء اللبن فشرب منه وترك الخمر. فقال له جبريل: هُديت للفطرة وهُديت أمتك يا محمد، وحرمت عليكم الخمر. ) ( في رواية ابن إسحاق نفهم أن الخمر قد حرمت منذ رحلة الإسراء والمعراج ولكن النص القرآني لا يحرم الخمر إلا على درجات مثلاً: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى "الآية" فلماذا لم يأخذ النبي (ص) بتحريم جبريل أمين الوحي وبقيت الخمر مباحة للمسلمين ولم تحرم إلا في وقت لاحق!)) ثم انصرف رسول الله إلى مكة.
فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم الخبر، فقال أكثر الناس ( هذا والله الأمر البين. إن العير لتطرد شهراً من مكة إلى الشام مدبرة، وشهراً مقبلة. أفـيذهب ذلك محمد في ليلة واحدة ويرجع إلى مكة؟ ( راجع:( سيرة الرسول لأبن هشام صفحة 138 - 139 ) وورد في مشكاة المصابيح ( عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة: أن نبي الله حدَّثهم عن ليلة أُسري به: بينما أنا في الحطيم وبما قال في الحجر، مضطجعاً، أن أتاني آت، فشق ما بين هذه وهذه ( يعني من ثغرة نحره إلى شعرته( فاستخرج قلبي، ثم أُتيت بطست من ذهب مملوء إيماناً، فغسل قلبي ثم حشي، ثم أعيد. وفي رواية: غُسل البطن بماء زمزم ثم مُلئ إيماناً وحكمة. ثم أُتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار، أبيض، يُقال له البراق، يضع خطوة عند أقصى طرفه. فحُملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا، فاستفتح. قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به، فنِعم المجيء. جاء ففتح. فلما خلصت فإذا فيها آدم. فقال: هذا أبوك آدم فسلِّم عليه. فسلمتُ عليه فردَّ السلام، ثم قال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح. ثم صعد بي حتى السماء الخامسة فاستفتح. قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به فنعم المجيء. جاء ففتح. فلما خلصت فإذا هارون. قال: هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه، فردَّ ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً، فنعم المجيء. جاء ففتح. فلما خلصت فإذا موسى. قال: هذا موسى فسلِّم عليه. فسلمتُ عليه، فردَّ ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. فلما جاوزتُ بكى. قيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي. ثم صعد بي إلى السماء السابعة، فاستفتح جبرائيل. قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء. فلما خلصت فإذا إبراهيم. قال: هذا أبوك إبراهيم فسلِّم عليه، فسلمتُ عليه، فردَّ السلام، ثم قال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح. ثم رُفعت إلى المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة. قال: هذا سدرة المنتهى. فإذا أربعة أنهار، نهران باطنان ونهران ظاهران. قلت: ما هذا يا جبرائيل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات. ثم رُفع لي البيت المعمور، ثم أوتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل، فأخذت اللبن. فقال: هي الفطرة أنت عليها وأمَّتك) (مشكاة المصابيح من صفحة518 - 520.)
هذا هو أصل قصة الإسراء والمعراج كما جاءت في المراجع الإسلامية وكتب السير والإخبار ولو بحثنا عن أصل هذه القصة في النصوص الفارسية نقرأ في كتاب (أرتاويراف نامك( المكتوب باللغة البهلوية وفيه يقول: ( أنه لما أخذت ديانة زردشت في بلاد الفرس في الانحطاط، ورغب المجوس في إحيائها في قلوب الناس، انتخبوا شاباً من أهل زرشت اسمه »أرتاويراف« وأرسلوا روحه إلى السماء. ووقع على جسده سُبات. وكان الهدف من سفره إلى السماء أن يطَّلع على كل شيء فيها ويأتيهم بنبأ. فعرج هذا الشاب إلى السماء بقيادة وإرشاد رئيس من رؤساء الملائكة اسمه »سروش« فجال من طبقة إلى أخرى وترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى. ولما اطلع على كل شيء أمره »أورمزد« الإله الصالح (سند وعضد مذهب زردشت) أن يرجع إلى الأرض ويخبر الزردشتية بما شاهد، ودُوِّنت هذه الأشياء بحذافيرها وكل ما جرى له في أثناء معراجه في كتاب »أرتاويراف نامك«.
ولنترجم عبارتين أو ثلاث عبارات من كتاب »أرتاويراف نامك« (فصل 7 فقرة ( 1 - 4 ) لننظر إن كان هناك تشابه بين المعراج المحمدي ومعراج أرتاويراف الكاهن المجوسي الفارسي قال: »وقدمت القدم الأولى حتى ارتقيت إلى طبقة النجوم في حومت.. ورأيت أرواح أولئك المقدسين الذين ينبعث منهم النور كما من كوكب ساطع. ويوجد عرش ومقعد باه باهر رفيع زاهر جداً. ثم استفهمت من سروش المقدس ومن الملاك آذر ما هذا المكان، ومن هم هؤلاء الأشخاص) ، وقصدهم من قولهم »طبقة الكواكب« فهو الحياط الأول أو الأدنى من فردوس الزردشتية، وأن »آذر« هو الملاك الذي له الرئاسة على النار، و»سروش« هو ملاك الطاعة وهو أحد المقدسين المؤبدين، أي الملائكة المقرَّبين لديانة زردشت، وهو الذي أرشد »أرتاويراف« في جميع أنحاء السماء وأطرافها المتنوعة، كما فعل جبرائيل في رحلة النبي محمد وبعد هذا ساق الكلام على كيفية وصول »أرتاويراف«إلى طبقة القمر، وهي الطبقة الثانية، ثم يليها طبقة الشمس وهي الطبقة الثالثة في السموات.وهكذا أرشده إلى باقي السموات. وبعد هذا ورد في فصل 11 )) وأخيراً قام رئيس الملائكة »بهمن« من عرشه المرصع بالذهب فأخذني من يدي وأتى بي إلى حومت وحوخت وهورست بين أورمزد ورؤساء الملائكة وباقي المقدسين، وجوهر زردشت السامي العقل والإدراك وسائر الأمناء وأئمة الدين. ولم أرَ أبهى منهم رِواء ولا أبصر منهم هيئة. وقال بهمن: هذا أورمزد. ثم أني أردت أن أسلِّم عليه، فقال لي: السلام عليك يا أرتاويراف. مرحباً أنك أتيت من ذلك العالم الفاني إلى هذا المكان الباهي الزاهر. ثم أمر سروش المقدس والملاك آذر قائلاً: احملا أرتاويراف وأرياه العرش وثواب الصالحين وعقاب الظالمين أيضاً. وأخيراً أمسكني سروش المقدس والملاك آذر من يدي وحملاني من مكان إلى آخر، فرأيت رؤساء الملائكة أولئك، ورأيت باقي الملائكة.
ثم ذكر أن أرتاويراف شاهد الجنة وجهنم، وورد في فصل ( 101) أخيراً أخذني سروش المقدس والملاك آذر من يدي وأخرجاني من ذلك المحل المظلم المخيف المرجف وحملاني إلى محل البهاء ذلك وإلى جمعية أورمزد ورؤساء الملائكة فرغبت في تقديم السلام أمام أورمزد، فأظهر لي التلطف. قال: يا أرتاويراف المقدس العبد الأمين، يا رسول عبدة أورمزد، اذهب إلى العالم المادي وتكلم بالحق للخلائق حسب ما رأيت وعرفت، لأني أنا الذي هو أورمزد موجود هنا. من يتكلم بالاستقامة والحق أنا أسمعه وأعرفه. تكلم أنت الحكماء. ولما قال أورمزد هكذا وقفت باهتاً لأني رأيت نوراً ولم أرَ جسماً، وسمعت صوتاً وعرفت أن هذا هو أورمزد.
ويتضح من هذه القصة التشابه الكبير بين المعراج المحمدي ومعراج أرتاويراف الكاهن المجوسي! فكيف حدثت مثل هذه المشابهات وبالدقة ذاتها؟؟ يبقي هذا هو السؤال؟
ويوجد عند الزردشتية حكاية أخرى عن زردشت نفسه تقول إنه قبل ذلك الزمان بعدة أجيال عرج زردشت ذاته إلى السماء ثم استأذن لمشاهدة جهنم أيضاً، فرأى فيها »أهرمن« أي إبليس. ومن هنا تتضح العلاقة التي لا بد لها أن تنشأ بين النبي والسماء التي توجد بها الأرواح الطاهرة وأرواح القديسين وهذه العلاقة ضرورية لتأكيد نسب الوحي أو الأفكار التي يأتي بها المصلح أو النبي بالسماء وبالله النور _ الموجود في السماوات_ ونشاهد إلى الآن أن الإنسان حينما يشعر بالحاجة إلى العون ينظر إلى السماء ليكلم الله وأرواح القديسين والأنبياء_ كما أن الروح تتوجه إلى أعلى في عرف الأديان السماوية لتحاسب بما عملت من إثم وتجزي خيراً وجنة ونساء ومذاهب شتى من اللذات التي هي في الأصل على الأرض ولكنها في السماء بطعم مختلف وروح مختلفة!!
وقد وردت هذه الأشياء أيضاً في بعض الكتب التي كانت متداولة عند المسيحيين في الأزمنة القديمة، ولا سيما كتاب »عهد إبراهيم« الذي تقدم ذكره وفي كتاب آخر يسمى »رؤيا بولس«. فورد في كتاب »عهد إبراهيم« أن إبراهيم عرج بإرشاد أحد رؤساء الملائكة إلى السماء وشاهد كل ما فيها. وورد في كتاب »رؤيا بولس« أن بولس الرسول عرج كذلك،
و نورد عبارة من »عهد إبراهيم« وهي »ونزل رئيس الملائكة ميخائيل وأخذ إبراهيم في عربة كروبية ورفعه في أثير السماء وأتى به وبستّين ملاكاً من الملائكة على السحاب، فساح إبراهيم على كل المسكونة في مركب« (»عهد إبراهيم« (صورة 1 فصل 10)
قال الرسول بولس: »أعرف إنساناً في المسيح قبل أربع عشرة سنة، أفي الجسد؟ لست أعلم، أم خارج الجسد؟ لست أعلم. الله يعلم. اختُطف هذا إلى السماء الثالثة.. وسمع كلمات لا يُنطق بها، ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها« ( 2 كورنثوس 12 : 2-4 )
ومن هذه الكلمات التي كتبناها نود أن نفتح الباب ليقرأ الباحثون الميثولوجيا العربية بصورة أكثر علمية وأكثر موضوعية لنصل إلى حقيقة الأشياء وأساس الوقائع التي دونت كمناطق مقفولة ثابتة الوعي لا يحق لأحد أن يتساءل أو أن يعيد تفتيت بنيتها وإعادة تحليلها بشكل أقوى حجة وأعمق معنى والسبب في نظري أن مشكلة القصص التاريخي في الأديان السماوية الثلاث هو تشابهها في كثيراً من الأشياء وغالباً ما يتم تغيير الأسماء فقط وبرمجتها وفق الثقافة المحلية لتصبح أكثر التصاقاً بوعي الجماهير والمؤمنون بها! ويشمل ذلك حتى أسماء الآلهة فهذه تسمى رحمنن في العربية الجنوبية ويسمى أحدهم رحمان اليمن وفي الإسلام المحمدي نقرأ الرحمن كصفة للآلهة حتى أن قريشاً كانت حينما تسمع النبي (ص) يقول الرحمن الرحيم يقولون: أنه يعبد رحمان اليمن الذي هو مسليمة الكذاب في عهد أبي بكر الخليفة الأول! فكيف يمكننا إعادة النظر وتقسيم العمل الحضاري بوعي أكبر وإمكانية إحالة مثل هذه النصوص صالحها وفاسدها إلى قيمة الوعي بالعقل أو عقلنة النصوص لتتوافق والعقلية الفكرية الأخلاقية التي تؤمن بأن النص لا يحكم الإنسان بل الإنسان هو من يحكم النص ويحيله إلى وعي!! وإلى وقت نكون فيه أكثر إيماناً بمنهجية الإنسان كأسمى قيمة حينها نحقق وجود الإنسان العقلاني الذي يؤمن بالله ولكن لا يجعل غيره يسمى الله كما يشاءون ويضعون أنفسهم سدنة لمعبد آله يقررون هم كيف تكون الصلة والعلاقة بينه وبين من خلق! فعن أي وعي نتكلم . أحييكم...



#مختار_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميكافيلية الإسلام‍‍‍ّ
- الكعبة أو البناء المكعب ( بيت الآلهة) - قراءة في تأثيرات الج ...
- من آذى النبي يقتل – من ذاكرة العنف الجاهلي!!
- أسلمة النكاح الجاهلي- النكاح في الجاهلية والإسلام!
- الشعر الجاهلي والنص القرآني...
- الصارم المسلول لشاتم الرسول- قصص للموت!
- من يشتم الرسول يقتل – وأسد الله يحرقهم بالنار!!
- مؤامرات الحميراء وأعطي قوة 40 رجلا من أهل الجنة!!!! النبي (ص ...
- الخلفاء الراشدين مع غير المسلمين!
- مقتل عثمان بأيدي الصحابة!! بداية انهيار الإسلام السياسي وانف ...
- أول : رابع - الرب مات!!
- نساء النبي (ص) سودة بنت زمعة - الجسد الجائع!!!
- نساء النبي (2) أم سلمة !!!- الحميراء والفضائح الجنسية
- السيف لمن آذى النبي (ص) قصص وحكايا!!!
- إن الإنسان يصنع الدين - ما هو الدين؟!
- نساء النبي (ص) (1) مارية جميلة جعدة وكان النبي معجبا بها وكا ...
- ثيوقراطية النص المتحرك - إهدار دم من آذى النبي(ص) قصص للموت! ...
- النبي (ص) يطأها بملك اليمين - ريحانة بنت زيد سبية بني قريظة ...
- التاريخ الاستسلامي لمؤرخي (مخربي..) التاريخ (الذات الإنساني ...
- ويتَحْرقُ شوقاً لمضاجعتها - الشبق الجنسي يحرك النص الديني!!


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار العربي - المعراج المحمدي أم معراج أرتاويراف نامك الكاهن المجوسي؟؟؟