أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام ابراهيم عطوف كبة - مدخل عصري لتحليل بنى الفساد المركبة في العراق/القسم الثاني















المزيد.....



مدخل عصري لتحليل بنى الفساد المركبة في العراق/القسم الثاني


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 3829 - 2012 / 8 / 24 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


• المقدمة
• الزبونية واللوبي والمافيا في العراق!
• الزبونية الوليد الشرعي للمحاباة والمحسوبية والمنسوبية!
• جماعات الضغط السياسي والأحتكار الرأسمالي!
• اللوبي والمطبخ السياسي!
• الماسونية جماعة ضغط تتصاعد وتخبو دوريا!
• المافيا،والأصل"مهياص"!
• الخلاصة والمهام!

• اللوبي والمطبخ السياسي

اصل كلمة lobby هي كلمة الألب او الإلب،والتي تعني تجمع الناس،كما ورد في الحديث الشريف:"إِنّ الناسَ كانوا علينا إِلْباً واحِداً"،ونحن نستخدم الفعل ألّب ويؤلّب بمعنى جمع ويجمع.فمثلا نقول:يؤلب الناس على فلان،اي يجمعهم على هدف واحد ضد فلان!وكلمة لوبي lobby تعني ايضا"الرواق"اي مدخل الفندق او صالته،وقد اختير هذا التفسير للاعتقاد السائد بان النخب كانت في البداية،تلتقي ب"اصحاب النفوذ"في"الاروقة"حيث يتم اعداد"الطبخات السياسية"!وشاع استخدام الفعل"to lobby"بداية القرن التاسع عشر للدلالة على زيارة احد اللوبيات بغرض التأثير على اعضاء مجلس ما!
لقد برزت ظاهرة "اللوبي"بقوة في الولايات المتحدة،فالمجتمع الأميركي يمثل تنوعاً عرقياً وثقافياً واقتصادياً متميزا،وافرز هذا التنوع على مر السنين مجاميع سكانية مختلفة شكلت في ما بعد تيارات وجماعات ضغط صارت تدخل في عصب الحياة السياسية والاقتصادية،لاسيما والولايات المتحدة تنتهج سياسات ضغط على دول كثيرة من العالم ينحدر منها اغلب سكان الولايات المتحدة.
اللوبي الصهيوني"ايباك"او"اللجنة الامريكية الاسرائيلية للعلاقات العامة"بلغت تأثيراته مفاصل الادارة الاميركية مما جعل السياسة الاميركية اسيرة لمصالح هذا اللوبي،وشكل ذلك الواقع نشوء لوبيات مواجهة للوبي الصهيوني صارت تدافع عن مصالحها بعد ان كانت اكتفت بالدفاع عن وجودها!ومع احتدام معارك السياسة تشتد المعارك الداخلية والتي باتت ساحاتها الاقتصاد والسياسة الخارجية الأميركية بالتحديد!هناك اكثر من 100 الف لوبي ناشط مسجل في واشنطن معظمهم مركزون في قضايا محلية!وان لهم تأثيرا رئيسا على التشريعات الداخلية والتصويت لأعضاء الكونغرس او عن طريق الاتصالات الشخصية بالمسؤولين والتبرعات المالية للاحزاب السياسية والسياسيين،ولهم تأثير قوي في السياسة الخارجية كما في السياسة الداخلية!
حرية التعبير والاجتماع والاعتقاد وحق التقدم بالالتماسات وما الى ذلك من حقوق سياسية وضمانات دستورية شكلت الأساس القانوني والسياسي لقيام جماعات الضغط السياسي في الولايات المتحدة طبقا لقانون تنظيم جماعات الضغط الصادر عام 1946،والذي اصبح بموجبه،ولكل جماعة بشرية او مؤسـسة او دولة اجنبية ان تنشئ جماعات ضغط محلية مسجلة باسمها في الكونجرس،وتتدخل نيابة عنها في اي سياسات عامة او قرارات متعلقة بها،الأمر الذي اسهم بدوره في افساح المجال امام جماعات الضغط لتمارس وبشكل قانوني وعلني أدوارها ووظائفها في العملية السياسية الامريكية في بعديها الداخلي والخارجي!

تحرص اللوبيات على:
• ممارسة ضغط كبير منظم وممنهج قصير المدى على صناع القرار!
• التأثير فى الحكم وقيادته بصورة غير مباشرة عبر وسائل مختلفة على رأسها انشاء شبكة العلاقات مع متنفذي الحكومة والبرلمان والقضاء والقانون ورجال الدين والأكاديميا والسياسة والإعلام،النفوذ والتأثير في الدولة وعلى الدولة،في الرأي العام وعلى الرأي العام!ورصيد اللوبي دائما هو العلاقات في اتجاهات الضغط وخدمة مصالحه الطبقية.
• لا تعمل على استلام الحكم كما تحاول وتعمل الأحزاب،ولا تبرر قرارات الحكومة والبرلمان كما يفعل الحزب عادة،لا سيما اذا استلم الحكم او كان جزءا منه!وقوة وفعالية اللوبي تتناسب طرديا مع ضعف الاحزاب السياسية وعكسيا مع قوتها!فالعلاقة بينهما تكاملية وظيفية واستبدالية في آن!
• رفع مستوى ادائها ومهاراتها وفنونها المحورية في القوة التفاوضية وكفاءة التواصل التفاوضي،التكتلات،ادارة الأزمات،ادارة الرأي العام،النفاق السياسي،النفعية البراغماتية،الفوضى البناءة!
• ان تفرض على اعضائها الولاء لها،وهذا ينافي ولاء العضو للجماعة الكبرى وهي الشعب،اي يتسيد اللوبيات الولاء دون الوطني!وهذا تطلب منها تحقيق ما يمكن من التوازن والتوافق في الاهتمامات والعلاقات بين التزامها بالمصلحة العامة العليا،وبين مصالحها الذاتية او الفئوية او الطبقية!
• اتباع تكتيك المساومة المستترة بسبب الخوف من ان تؤدي العلانية الى تفاقم التناقضات،وكذلك بسبب الطبيعة السرية للنشاط الأقتصادي الخاص!
• ممارسة قانون الحسبة السياسية على كل من ينتقد مصالحها الطبقية والعصبوية!
• تحقيق اهدافها على حساب فئة او فئات اخرى من الشعب وإن كانت اكثر منها عددا!
• تنمية مصادر قوتها الداخلية/قاعدة غير هشة من التأييد الجماهيري،السياسة العامة للجماعة،الموارد المادية والمعنوية،العلاقة بالقوى الأخرى،منظومة القيم التي تؤمن بها والقضايا والموضوعات التي تتعامل فيها وتسعى الى تحقيقها...الخ!.
• ترويج وتوطيد أفكار محددة عبر آلية الاقناع،وافكار أخرى عبر آلية التهديد!واستهداف الأفراد المؤثرين في مراكز القوى لتشجيعهم على تبني افكار محددة!
• المرونة في اختيار الوسائل والبدائل السياسية المحققة لأهدافها من بين الآليات المتنوعة المتاحة(التعامل مع البرلمان،الحكومة،اعضاء اللوبي المعتمدين،..)!
• بحكم قدرتها الاقتصادية تسعى الى الانفاق على الدعاية والمؤتمرات الجماهيرية في الحملات الانتخابية،وشراء اصوات الناخبين ذوي المستويات المعاشية المتدنية!ويلجأ الى دعمها اغلب المرشحين مقابل عقود واتفاقات مسبقة تنص على خدمات يقدمها المرشح الحاصل على مقعد في البرلمان من خلال موقعه البرلماني!
• تطبيق مفهوم الجهد الجماعي الهادف الى اثارة قضية ما،ونقل الفكرة المراد تبنيها لتصبح قراراً مجتمعياً من خلال حشد اكبر تأييد جماهيري شعبي للقضية موضوع البحث!والتفنن وسلوك كل الاساليب والطرق الملتوية واللعوبة كي تكون الفكرة الهدف المراد تبنيها محط اهتمام وفضول الآخرين!
• عدم الانخراط في المؤسساتية المدنية وتنظيمات الحركة الاجتماعية،مع الحرص على الاستفادة القصوى من النضالات المطلبية المتنوعة بما ينسجم مع تطلعات اللوبي الطبقية.
• عدم الانخراط في الأحزاب الديمقراطية والتقدمية واليسارية والعمالية لتناقض اهداف وبرامج هذه الاحزاب مع تطلعاتها الطبقية وميولها التكتلية،وعدم الانخراط في النشاطات الاحتجاجية السلمية للطبقة العاملة والفقراء والكادحين،لافتقادها الروح الثورية التي لا تنسجم مع مساعيها الاصلاحية المهادنة!
• المسارعة الى الانخراط في الدكاكين السياسية،اذا كانت توصلها الى التماس المباشر مع ممثلي السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية!والتنقل بين الاحزاب الحكومية دون حرج واعتماد تصيد الفرص!
• متابعة وترقب الكتل السياسية التي تنال الأغلبية البرلمانية وتحمل المسؤوليات الحكومية للهرولة الى الانخراط فيها،وضمان تعجيل وتقريب امد تحقق تطلعاتها الطبقية!
• اعتماد الزبونية والمحاباة،والمحسوبية والمنسوبية،وعرقلة الدواليب المحركة لعجلة الصالح العام الضخمة!وكسب رضى وضم العديد من ابناء المسؤولين السياسيين واقاربهم الذين اصبحوا من كبار رجال الاعمال اعتمادًا على نفوذ آبائهم واقاربهم،واصبح بعضهم اقرب الى رجال الاعمال منه الى السياسة،اي اصبح بعضهم مدافعًا بقوة عن مصالح رجال الاعمال وكبار التجار التي تتفق ومصالحه.
• زيادة نسبة رجال الأعمال والتجار والكومبرادور داخل المجالس النيابية ومجالس المحافظات والقوى السياسية المتنفذة والحاكمة كي تتاح لها الفرص المطلوبة لتوجيه النظام السياسي الوجهة التي تحقق مصالحها،من خلال السيطرة على هيكلية صنع القرار السياسي،بذلك يكون الجمع بين السيطرتين الاقتصادية والسياسية.
• ممارسة كل اشكال الفساد المتاحة على مذبح الفقر والبطالة والامية والجهل!وعبر شراء المواقف وضمائر الجهلة وبعض الاعلاميين والانتهازيين!
• تعميق التحالف بين صناع القرار السياسي ورجال الأعمال والتجار والكومبرادور لتحقيق مكاسب مشتركة قد يكون الكثير منها غير متسق مع المصلحة العامة،وفي غير صالح الفئات الأخرى الغير قادرة على ايصال ممثليها الى المجالس النيابية بنفس القدر المتاح لأصحاب الثروة والجاه!
• ضمان استمرار انتاج واعادة انتاج الشروط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تتحقق بها مصالحها الطبقية!وتشجيع اقتصاد السوق والليبرالية الاقتصادية!واللامركزية في الحكم،ومبدأ الفصل بين السلطات!
• الهيمنة التامة على اكثر المؤسسات الاقتصادية،وعلى سوق الاوراق المالية!
• شراء حقوق ملكية المؤسسات الاعلامية والنوادي الرياضية ذات الجمهور الكبير والشهرة الاوسع!
• وبحكم تخصصها وتمارسها بمهامها،تحرص على امتلاك وسائل الوقوف على البيانات والاتصال بالجهات الموثوق بها واهل الخبرة في مختلف الوان المعرفة!

• الماسونية جماعة ضغط تتصاعد وتخبو دوريا!

الماسونية،اقدم وانشط جماعة ضغط هائلة النفوذ عبر التاريخ،حتى يومنا هذا!وهي حركة باطنية سرية تفردت بخصوصية العلاقة"المقدسة"للسر والعلن من خلال قلب موازينهما الظاهرية والباطنية!وتعرف نفسها للملأ كحركة أخوية عالمية اهدافها المساعدة المتبادلة والصداقة وخير الناس،لكنها تظهر الجزء الأيسر مما تخفيه،وتخفي الجزء الاعظم مما تظهره وتسعى اليه!يذكر ان الاخويات هي جمعيات دينية مسيحية ذات طابع تربوي تعليمي تهذيبي ديني،ومن اشهر الاخويات،اخوية"سيون"التي تضم 1093 عضوا،مقسمين على 7 مستويات!وكل ما صعدنا في الهرم كلما قسمنا العدد على ثلاثة حتى نصل الى اخر مستوى،وهو النوطونيي الذي يحتله شخص واحد فقط!وهناك اخوية"فرسان العذراء"التي ظهرت الى النور عام 1958،بعد مائة سنة على اعلان عقيدة"الحبل بلا دنس"،واصدرت لها كتيب صلاة فرض وقانونًا خاصًا بها ودليلاً للمسؤولات والمسؤولين يتجاوب مع حاجاتهم،ومن اهدافها:تنشئة الأجيال على الانجيل والعيش ضمن الجماعة المسيحية!
وكما ان كلمة لوبي ولدت في بريطانيا فإن الماسونية او البناءين الاحرار اذا اردنا ترجمة الاسم بالفرنسية"‏FRANC-MACONNERIE" ولدت هي الاخري في بريطانيا لتعبر بعدها بسرعة المانش لتصل الى فرنسا وتلعب دورا شديد الخطورة في نشر افكار الحرية والمساواة والاخاء،فاذا ما اندلعت الثورة الفرنسية كانت الماسونية مع احتكار عصر التنوير هي وقودها الروحي بل ان الثورة اتخذت نفس شعار الماسونية الحرية والمساواة والإخاء شعارا لها!‏
يعتقد الماسونيون ان الماسونية لها جذور عند المصريين القدماء،ولعل اعمال الموسيقار موزارت وخاصة الناي السحري وايزيس افضل تعبير عن هذا الاعتقاد!‏وقد ادرك نابليون بونابرت بعد عودته من مصر عام ‏1801‏ اهمية احتواء المد الماسوني والافادة منه بقدر الامكان!فعين اخاه جوزيف مشرفا علي المحافل الماسونية،واصبحت الماسونية منذ ذلك الحين طرفا خفيا في الحياة السياسية الفرنسية اما عن طريق جلسات العمل والندوات والموائد المستديرة حول الموضوعات الحساسة التي تهم المجتمع والتي تنظم دوريا ويدعى اليها كبار الشخصيات،واما عن طريق تعيين اعضاء لها كوزراء في الحكومات الفرنسية المتعاقبة،وكذلك عن طريق تجنيد كبار موظفي الدولة والذين يشغلون مواقع حساسة ليصبحوا اعضاء في المحافل الماسونية المختلفة‏.‏وقد عمل الماسونيون والاشتراكيون في فرنسا معا يدا بيد!اما بشكل نبيل للدفع بأفكار التقدم،واما بشكل مؤامراتي لإسقاط اليمين ومحاربة اليمين المتطرف بشكل خاص!وكان اشهر الوزراء الماسونيين في عهد ميتران هو ميشيل شاراس وزير المالية الذي كان ايضا احد اقرب المقربين للرئيس الا ان كل هذه السلطة لم تمنع الفضائح المالية من الانفجار والظهور لأول مرة عندما ثار احد القضاة الفرنسيين احتجاجا علي تغلغل الماسونيين في الجهاز القضائي ووزارة العدل الفرنسية!
تاريخيا ظهرت الماسونية نهاية القرن السابع عشر في بريطانيا كحركة فكرية – سياسية وثقافية روحية باطنية واتخذت هيئة الدين الجديد للمثقفين المتنورين عبر سيادة تعاليم وتقاليد الرجعة والخلاص وافكار الحركات الاصلاحية الدينية واعداد المقدمات الاجتمااقتصادية والسياسية – الفكرية والاخلاقية – النفسية لمتطلبات صيرورة(العالم الجديد)اي عالم العلاقات الرأسمالية الصرف وآلهتها الجديدة - المال.اصول الماسونية ترجع الى القرون الوسطى وازدهار حقبة الطلب على البنائين لبناء القلاع والكاتدرائيات الكبرى،ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية كما يورد"بات مورغان"في كتابه"اسرار الماسونيين الاحرار"و"جون هاميل" و"روبرت غيلبرت" في كتابهما "الحركة الماسونية: احتفال بالصنعة""انها امتداد لتنظيم عسكري منقرض كان يعرف باسم فرسان الهيكل ظهر نهاية الحملة الصليبية الأولى (1095- 1099) على المشرق العربي"!
تمتلك الماسونية 3 اقسام اساسية:في المقدمة "المحفل الأزرق" وهو مكون من ثلاث درجات تبدأ بدرجة"تلميذ الصنعة المستجد"ف"زميل الصنعة"و"البناء المعلم"،القسم الثاني الاعلى هو"الطقس اليوركي" المكون من 10 درجات،القسم الثالث"الطقس الاسكوتلندي"المكون من 32 درجة.واعلى درجة ماسونية هي الدرجة 33.وفتحت الماسونية بباطنيتها ونخبويتها الاجتما- ثقافية المجال امام انتقال العناصر غير النصرانية كاليهود والمسلمين،من الشيعة والسنة،من عوالم الغيتو الى الفئات الاوربية المتنورة!بمعنى اخرى،النشاط الجاد في الدخول المباشر الى الطبقات العليا،واختراق قيادات الحركات السياسية وتمويلها لدعم الانظمة او مناهضتها،والضغط على مراكز اتخاذ القرارات!
ارتبطت الماسونية بالسرية التامة والتكتم النادر عبر قسم الانتماء ومعاقبة المخلين به او من يكشف عن اسراره واهدافه النهائية،والخائن يعرف مصيره المحتوم على الطريقة الجاكية.ارتبطت الماسونية بالرموز والاشارات والتعليقات واشكال التحية والمصافحات السرية كتقليد يعود الى البنائين في القرون الوسطى استخدموها للتعرف على بعضهم ولـ"الحفاظ على اسرار المهنة".الفرجار والكوس كشعار للمحفل يرمز الى"الطبيعة الأخوية"للماسونية كما يدعي فطاحلها!اما النجمة او القمر او الشمس او العين في الداخل فترمز الى الحقيقة المطلقة!بينما الحرف اللاتيني G فيمثل أول حرف من كلمة God اي الله،فالماسونيون"ملزمون"بالايمان بوجود كائن اسمى يسمونه"مهندس الكون الاعظم"وان كانوا لا يطلقون عليه اسم الله.الا ان د. كاثي بيرنز" تقول"ان الحرف G يمثل كوكب الزهرة(كوكب الصباح)،وكوكب الزهرة يمثل العضو الذكري عند الرجل،وهو يمثل عند الماسونيين الاله"بافوميت"(الاله الذي اتهم فرسان الهيكل بعبادته في السر).
والمثير للانتباه،العدد الضخم من الفرنسيين الاعضاء في المحافل الماسونية.وتعمل النساء في محفل واحد فقط اذ ان الماسونية تكاد تكون محرمة على النساء!فاذا ما علمنا ان هذه الاعداد الضخمة من الاعضاء يشغل معظمهم مراكز حساسة في الجهاز الاجتماعي الفرنسي لادركنا خطورة وقوة الماسونية الفرنسية كجماعة ضغط ،وادراك صانع القرار السياسي الفرنسي بوجوب اخذها بنظر الاعتبار!‏
حسب قواعد الماسونية يمنع على الماسونيين مناقشة قضايا سياسية ودينية في خلواتهم،هذا لم يمنع ان العديد من الشخصيات السياسية والدينية في التاريخ كانت في صفوف الماسونية وابرزها رئيس الوزراء البريطاني الاسبق"وينستون تشرشل"ورئيس الكنيسة الانجليكانية الراحل"جيفري فيشر"الذي توج الملكة اليزابيث الثانية.يذكر ان قانون الجمعيات غير الحكومية البريطاني الصادر عام 1799 لم يطبق على جمعية المحفل الماسوني،التي تعتبر اعرق جمعية سرية عرفتها بريطانيا والعالم!وكان اعضاء هذا المحفل من الحكام ورجال الشرطة المتنفذين والسكوتلانديارد وبلديات المدن ورجال السياسة واعضاء من العائلة الملكية حيث المحسوبية والفساد تحت ستار(الاخوة)وعبر رموز وكلمات السر والتغلغل داخل المجتمع البريطاني وتسلق سلم المسؤوليات بسرعة غريبة عجيبة وحماية السمعة.
تعتبر جمعية(بناي بريد)التي تأسست عام 1843 في نيويورك ماسونية يهودية خالصة وحتى ما فوق الماسونية.وكان لافير الرئيس الاعظم لجمعية(الشرق العظيم)الماسونية الفرنسية.وارتبط عبد القادر الجزائري بالماسونية عام 1860 عبر محفل باريسي ضم الشخصيات القريبة من الحكومة الفرنسية وانتمى لها في مصر عام 1864 ليصار قائدا لأحد محافلها في دمشق.ونشرت(بروتوكولات الحكماء الصهاينة)الماسونية باللغة الروسية عام 1901،بينما كان اغلب اعضاء الحكومة المؤقتة عام 1917 في موسكو من الماسونيين.وفي الثلاثينيات،كان هناك محفل خاص باعضاء مجلس البرلمان عن حزب العمال!
الماسونية - رد فعل رقيق ظاهريا وعنيف متطرف جوهريا على النظام السياسي القائم والسلطات الرسمية،وتقترب من التصوف الواعي كحالة ترحل بعيد عبر التسامي والتعالي والانكفاء الحالم المنظم لتحقيق اهداف الخلاص الرأسمالي الاحتكاري والطغم المالية،ولتحويل الاحزاب السياسية الى مؤسسات تدار على هيئة شركات مساهمة من قبل المساهمين الكبار ومن ثم تقزيم الاحزاب – الشركات ولا ضرورة لأبناء الشعب وكادحيه.ويكفي لهم وجود التمويل الغامض المنشأ والكادر الضيق من الموظفين الذين يطلق عليهم مجازا اسم الكادر الحزبي.وتلائم هذه الاحزاب الماسونية لأنها تصار الى كلاب صالونات تعوي ولا تعض.وتضم الماسونية زعماء وقادة وشخصيات متنفذة من دول عربية واسلامية وشرق اوسطية،بالاخص العراق ومصر وايران وسورية والاردن ونركيا واسرائيل!وقد منعها رسميا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر دون ان يدرك مدى نفوذها وقوتها واختراقها قيادته العسكرية!
الماسونية العالمية كغيرها من التنظيمات تاريخيا تتصاعد وتخبو حسب التوظيفات السياسية للقوى الكونية المعاصرة لها!وتاريخيا كانت تخضع لسيطرة وتوجيه السلطة السياسية في الدول التي تعمل وتنشط فيها!وهي كجماعة ضغط ذات نفوذ واسع ارتبطت مع جماعات الضغط الموازية كالصهيونية بوشائج قوية!كما ارتبطت بالاستخبارات الغربية وخدمة التاج البريطاني والدعاية له،ثم غيرت ولاءها الأول الى الولايات المتحدة مع استئثار الاخيرة الهيمنة والنظام الاحادي القطب.وتمتلك الحركة الماسونية العالمية ميزانية وثروات ضخمة تشرف على رعايتها كبار البنوك الغربية والمنظمات الصهيونية والتنسيقية مثل نادي بيلدر بيرغ واللجنة الثلاثية برئاسة روكفلر،واداتها التنفيذية هي المخابرات المركزية الاميركية التي تخاطب الطبقة الاجتماعية ذات الامكانيات المادية والثقافية الجيدة!وينتسب نادي روتاري انترتاشينال الى الماسونية البيضاء اي غير النظامية.ومن جهتها سعت الصهيونية كجماعة ضغط رفيعة الشأن الى خلق السنهدرين(الحكومة السرية الخفية)لابقاء التكتل اليهودي في العالم يعمل بفعالية ونشاط ،ويلقب رئيسه بالامير!وهناك السنهدرين الاعظم والسنهدرين الاصغر.
تعرف الشعب العراقي على الماسونية من خلال التاثير الاجنبي – الرجعي عبر الحملات والجمعيات التبشيرية ونوادي اخوان واخوات الحرية،ومكاتب الارشاد والمعاهد الاهلية لتدريس اللغة الاتكليزية،وجامعة الحكمة وكلية بغداد،وتأسيس حزب البعث والاتحاد الوطني لطلبة العراق،وعبر المؤسسات التعليمية الملكية البريطانية والاميركية في ميادين الطب والهندسة والاقتصاد.واغوت الماسونية في العراق النخب السياسية منذ النصف الاول للقرن العشرين التي رأت فيها الظهير القوي لاسناد ودعم نفوذها والحفاظ على سمعتها ولجم التأثيرات الديمقراطية المعادية للرأسمالية والقوة الروحية المعادية للاستعمار.فتورطت هذه النخب فيتشيا في الطقوس الماسونية ولتعيش ازدواجيتها داخل وخارج العراق خاصة ابان العهد الدكتاتوري البائد.
تضم الماسونية شخصيات في الهرم السلطوي في العراق وفي مجلس الوزراء ومجالس المحافظات الى جانب ادارات العديد من شركات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والنقابات والجمعيات الاهلية والمرجعيات الدينية والمافيات ومجالس الصحوة ورموز في الاعلام والثقافة والطب والفن والهندسة!مع احتفاظها بالحرس الخدمي القديم من قادة حزب البعث العراقي!كما تضم الماسونية مفارقة رموز متنفذة في الاستخبارات الايرانية"اطلاعات"والاسرائيلية والمخابرات السورية والاردنية معا.
اسهمت الماسونية بباطنيتها ونخبويتها في تأجيج الطائفية الشيعية وطائفية الدولة العراقية معا وفي التغريب الثقافي والروحي للمواطن العراقي وبذر روح العداء بين الاقليات الأثنية،وفي التعشير الجديد والنشاط المافيوي والصهيوني.وتسهم الماسونية اليوم في العراق كجماعة ضغط ،في تصعيد نجم الادعاءات المجانية في الدفاع عن الحقوق المهضومة لهذه الطائفة أو تلك ليجري اختراق الميدان من بوابة الزعم بتمثيل طائفة بعينها من منطلق تقسيمي مرضي ينزع الهوية الوطنية ويرجع بالشعب العراقي الى الوراء قرونا عديدة، حيث نظام الطوائف ما قبل الدولة وقبل التنظيمات الحديثة التي تفرضها سنن التطور والاستجابة لحاجات الانسان وحقوقه التي يتطلع اليها!
تستهدف الماسونية سرقة الديمقراطية النسبية التي تمتع بها الشعب العراقي اثر انهيار الدكتاتورية وتغليب مصالح الليبرالية الرأسمالية والطبقات الكومبرادورية والطفيلية والنهج التوافقي المحاصصاتي،ودعم الطائفية السياسية واصحاب الخطاب الانشائي الفضفاض لضمان تواجد شارع مسلوب العقل والارادة كما فعل صدام حسين،وبما ينسجم مع مصالح الغرب الرأسمالي ورغبات الانظمة الأقليمية!وكذلك تحجيم الثقافة الوطنية الديمقراطية التي تخدم السلام والاستقرار وتضمن حرية التعبير،واشاعة الثقافات المتهافتة واليقينيات المطلقة بامتلاك الحق المقدس!وتعادي الماسونية الشيوعية والفكر العلمي والمنهج المادي الجدلي،بينما تشجع انتشار السوفيستك الديني والبراغماتية على نطاق اوسع!ويبدو ان الماسونية عي رائدة محاولات فصل القضية الكردية عن الديمقراطية لعموم العراق وسط خارطة الظروف الموضوعية المعقدة التي تحيط بالقضية الكردية بشكل عام،والامل في احتواء وعرقلة تنفيذ المادة(140) من الدستور الدائم،وتأجيل تطبيع الأوضاع في كركوك وتجاهل الحقوق المشروعة للكرد تحت ستار مراعاة مصالح دول الجوار.المهم عند الماسونية رهن مستقبل العراق الاقتصادي بالخضوع لوصفات البنك الدولي والمؤسسات الرديفة وباعادة توزيع الموارد والأفراد عبر ابعادهم عن سيطرة الدولة الى المؤسسات الخاصة واتباع سياسة الباب المفتوح للاستيراد!

• المافيا،والأصل"مهياص"!

اليوم تستخدم كلمة المافيا مجازاً للدلالة على اقصى درجات الاجرام تنظيماً ووحشية!ويرجع تاريخ المافيا الى القرن الثالث عشر مع غزو الفرنسيين لأراضي صقلية الايطالية عام 1282 بعد فساد نظام الحكم في فرنسا،اما المافيا بشكلها الحديث فلم تعرف الا في نهاية القرن التاسع عشر،ومن ثم اكتسبت المزيد من الشهرة لتظهر كأقوى منظمة اجرامية عالمية من خلال انتقال جزء كبير منها الى الولايات المتحدة مع مطلع القرن العشرين.
اصل كلمة مافيا هو"mafiusu" باللهجة السيسيلية،والبعض يرجعها الى كلمة شعبية عربية"مهياص"،ومعناها عدواني وعنيف ومتشدق!بينما تقول حكاية ايطالية قديمة بأن جزيرة صقلية شهدت مرحلة نشوء وتبلور منظمة سرية لمكافحة الغزاة كان شعارها:
"Morte Alla Francia Italia Anela"
اي
"موت الفرنسيين هو صرخة ايطاليا"
فجاءت كلمة مافيا(MAFIA) من الحروف الأولى لهذا الاسم واصبحت رمزاً للمنظمة!
وهناك من يذكر بأن نشأة المافيا كانت نتاجاً طبيعياً للتمرد والعصيان الذي ظهر بصقلية عقب قيام أحد الغزاة الفرنسيين بخطف واغتصاب فتاة ايطالية في ليلة زفافها عام 1282،مما اشعل نار الانتقام في صدور الايطاليين فسفكوا دم الفرنسيين انتقاماً لشرفهم واعراضهم!وكان شعارهم في ذلك اليوم هو الصرخة الهستيرية التي اطلقتها ام الفتاة وهي تجري في الشوارع صارخة:"Ma fia, Ma fia".."ابنتي،ابنتي"!ويؤمن الكثير من زعماء المافيا بالتفسير الأخير،ويشيرون اليه بشكل دائم لما فيه من معاني حسنة،تقوم على الدفاع عن العرض والشرف والذود عنه،على الرغم من ارتباط اسم المنظمة بالإجرام والاغتيال فيما بعد!والمافيا الأميركية الحديثة تشكلت مع انتقال الايطاليين من صقلية ونزوحهم الى الولايات المتحدة،ويقدر عمرها بقرن من الزمان،وتتميز بتخلصها من طابع المافيا الايطالية وتقاليدها!
المافيا جهاز معقد يبدأ تكوينه بما يسمى ب(العائلة)!مجموعة من الأشخاص يجمعهم رابط معين كرابطة الدم،الصداقة،النسب..او حتى المدينة احياناً،ويتزعمها عادةً أقوى الأفراد شخصية واجدرهم بالقيادة،وتتم مبايعته من بقية الأفراد!وتكون لكل عائلة سمة معينة او نشاط اجرامي يميزها عن بقية العائلات!تأتي بعد ذلك الوحدة الأكبر او العائلة الكبرى،بإنضمام عدد من العائلات المتشابهة في النشاط الى بعضها!ويتزعمها زعيم منتخب من العائلات الصغيرة!ويخضع الجهاز بأكمله الى القائد الكبير للمافيا!واحياناً قد يشارك في ادارة دفتها اكثر من قائد ممن يشهد لهم بالكفاءة والتاريخ!
المافيا:هي"النخبة الاجرامية"على وزن"النخبة الثقافية"و"النخبة السياسية"..الخ!جمعية او جمعيات سرية ذات سمة اجرامية وتتصف بالاستمرارية وقدرة التنظيم عبر توارث الاجيال،وبالتراتبية عبر التشكيل الهرمي الذي يتربع على رأسه العراب الشيخ الاغا الزعيم الجنرال..،وتقوم اساسا على مبدأ الطاعة التامة!وتقوم بتجنيد الاعضاء على اسس الانتماء العائلي او الطائفي والاثني،وتسيطر على بقعة جغرافية معينة!كما تتأسس على اوهام غيبية معتمدة الخرافات والاساطير!
في بلادنا انتعشت المافيوية منذ اعتلاء البعث مقاليد الحكم في العراق وبذله الجهد لضخ شبكات القرابة في القوات المسلحة والادارات الحكومية للتخلص من قوة العشائر خارج الدولة!وهذا بدوره اذكى شبكات القرابة خارج الدولة بوصفها دريئة حماية وأمن وطمأنينة،ومع ضعف خدمات الدولة تحت تأثير الحروب والعقوبات!وانتصبت المافيات الحكومية في عملية اندمجت فيها الانساب العشائرية والرموز القبلية في الدولة نفسها لتعزيز مواقع النخبة الحاكمة الهشة،واقتصرت العملية على بعض العشائر العربية السنية واقارب النخبة!كما انتصبت المافيات عموما في المجتمع كعشائرية اجتماعية معبرة عن فقدان الدولة لقدرتها على التحكم بمجتمع حضري معقد متنوع كبير،وبسبب آثار الحروب والحصار والعقوبات!
وشرعت الدولة العراقية،منذ ذلك التاريخ،في اسناد المهمات الوظيفية للمافيات الوليدة مثل الصلاحيات القضائية وجمع الضرائب،وفرض النظام على العصابات المحلية الصاعدة وشبكات القرابة التي اوجدتها!وبفعل الدولة الاستبدادية اللعوب فان المجموعات العصبوية التي أعيد بناءها كمافيات عملت وتعمل كامتداد للدولة،لكنها عكس المافيات الحكومية،تجاوزت خطوط التقسيمات القومية والدينية العراقية.ولاحقا اكتسبت العديد من المافيات شبه الاستقلالية في العمل والاجرام والنشاط الميليشياتي،خاصة مع الاحتلال الاميركي والطائفية السياسية الحاكمة!
المافيا في العراق هي من آثار الصدامية والنظم الشمولية لتحويل المجتمع الى ثكنات عسكرية مغلقة بمعنى الكلمة ابتداءا من تكديس السلاح الى تجنيد المواطنين واحكام القبضة عليهم بغية تطويعهم وسهولة اخضاعهم وصولا الى تحقيق طموحاتها واشباع رغباتها المريضة،وهي تحول ابناء الشعب العراقي الى كائنات مغلوبة على امرها تتحرك بدافع الحياة والاستمرار ليس الا!والمافيا امتداد لميل السلاح وتجار السلاح المتنامي للتدخل في العمل السياسي!وهي تستغل عدم وجود معاهدة دولية لتنظيم تجارة الأسلحة في الشرق الاوسط لانتزاع اقصى الارباح من توريد الاسلحة الى العراق وعرضها في السوق السوداء التي باتت تعج بالاسلحة الخفيفة والثقيلة وتحت مرأى ومسمع الدولة!
واجهت الدولة في العراق اعوام 2005- 2008 الميليشيات/المافيات في المدن وهي اقطاعيات وامارات داخل الدولة العراقية،كانت تفرض قراراتها ومراسيمها والمد الرجعي للقوى الدينية غير المتنورة دينيا واجتماعيا،كما تفرض ارادتها ونفوذها وخيمتها العقائدية على الجميع،وتدعو الى رفض الآخر وفكره واتجاهاته!وترفض المافيات سيادة الدولة والقانون والديمقراطية وتعتمدها في افضل الاحوال لغايات تكتيكية،ولها اسماء والقاب كثيرة،ومهما اختلفت الاسماء وتعددت يبقى مجال عملها واحد،هو مراقبة الناس والحد من حريتهم والانتقاص من اخلاقهم والاعتداء على اعراضهم.
الميليشيات المافيوزية،وبعيدا عن حجمها واسمائها وتصنيفها ومرجعيتها وأجندتها وأساليب العنف التي تستخدمها ومدى حجم التعاطف الأهلي معها،هي ظاهرة كارثية تؤشر الى ضعف الدولة ومؤسساتها العسكرية والامنية!وتعاظم دورها،ادى ويؤدي الى المزيد من التمترس ومفاقمة الأوضاع وامتهان الإجرام والقتل والخطف والعلس والابتزاز واعمال التهريب!المافيات كأذرع ارهابية لمنظمات واحزاب سياسية،يجري تنشيطها وتوظيفها في الصراع التنافسي على السلطة،وفي التصفيات واعمال التطهير الطائفي العرقي وتعطيل الحياة وخلق الارتباك والهلع بين المواطنين،وبالتالي اظهار الحكومة بانها عاجزة عن مواجهتها وانها غير قادرة على بسط الامن والاستقرار!
تمتد جذور المافيات الحكومية والمافيات الأخرى معا من استمرار وبقاء قيم الثقافات دون الوطنية كالعشائرية والطائفية والشللية والمناطقية داخل المدن وفي قطاعاتها الاجتماعية الهشة حيث تعيش المجموعات المهاجرة من العشائر والقبائل المتفككة،وكذلك تنتشر الحواسم - التجمعات الفقيرة التي نشأت بعيد التاسع من نيسان 2003،وشكلت الأحياء العشوائية في محيط المدن العراقية،لا تتواجد على الخرائط البلدية!يسودها نباح الكلاب السائبة،وتواجد مستنقعات المياه الآسنة،ونهيق الحمير التي تجرها العربات،وصراخ الصبية الذين يلعبون بالوحل،وطنين الذباب المتجمع على قاذورات الحي،والصراع بين الجيران على الماء والكهرباء،والمساكن المبنية بخليط من المواد،طابوق وطين وخشب وصفيح وعلب سمن مملوءة بالطين واية مادة اخرى تصلح للوقاية من الشمس والامطار.
الطائفية المقيتة تهيمن على اللغة المافيوية ولغات البلطجية في بلادنا،وتسهم في اذكاء واشاعة المزيد من الفوضى في العراق الذي يعاني من الفوضى اصلا.قنابل وارهاب تحت عبي آيات الله وعمامات الامراء!انهيار الأمن،انتعاش المحاصصات،تغييب الملايين!لتصحو البلاد المنكوبة،كل يوم،على جثث الأبرياء والتفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة وعمليات الاختطاف.ويجري هذا تحت خيمة الحكومات العاجزة لا عن حل ازمة الأمن فحسب،بل وعن مخاطبة الملايين ممن تغيّبهم وسط محن يواجهونها وحدهم!بينما المتنعمون يواصلون،وسط شلل البرلمان المنتخب"اجتماعات المحاصصات"في الغرف المغلقة،وبعقول تجيد الصراع على الكراسي وقلوب تخلو من الحرقة على الضحايا وبمشاعر تتجاهل اصحاب القضية الحقيقية من الساخطين والمحبطين الذين تطحنهم مآسٍ لا مثيل لها!
الاحصائيات الرسمية تؤكد ان نسبة الذين يعيشون دون مستوى الفقر تبلغ 23% من سكان العراق ونسبة البطالة تجاوزت الـ 28% مثلا،وهذا غيض من فيض المشاكل التي يعاني منها عراقنا!وهذا يعني الكثير!وعلى الجهات المسؤولة ايلاؤها جل الأهتمام!

• المافيات هي الوجه الأسود للحداثة!
• احترام التراتبية والزعيم قضية مركزية في المافيا!كالتنظيم الاقطاعي العشائري والعسكري!الوحدة الأساسية في الهيكل التنظيمي لجماعات المافيا في الغرب الرأسمالي تعرف باسم(Cosche)،تتكون من 20 شخصاً"مافيوزو"،ولها قائد"كابتن"ويمتلكون قانونهم ونظامهم الداخلي!ويتخذ تنظيم تلك المجموعات تسلسلاً هرمياً،يتمثل برئيس"كابو" او الرأس او العراب،وهو الحاكم الفعلي الوحيد في العائلة واقوى افرادها ويمثل رأس السلطة الهرمية،وهو منفصل عن العمليات الفعلية على الارض بعدة طبقات من السلطة،ويتلقى جزءاً من ارباح كل عملية تقوم بها المافيا.وغالبا ما يكون الكابتن من ابناء الرئيس،بينما يختار الكابو بنفسه مستشارين اثنين،مهمتهما اسداء النصائح القانونية من دون ان تكون لهما اي صفة تقريرية،التوسط في نزاعات المافيا،الاهتمام بالجانب الاقتصادي"بيزنس"،ويكونان عادة من رجال العصابات غير المشهورين الذين يمكن الوثوق بهم.مساعد الرئيس يعينه الرئيس بنفسه،وهو"الرجل الثاني"في العائلة،ويتقدم للرئاسة في حالة سجن الرئيس.
• على رأس مبادئ المافيا تأتي(Omertà) أو قاعدة "الصمت" التي تمنع افادة الشرطة بالجريمة او مرتكبها.وتحرم هذه القاعدة - القانون على المنتمي الى المافيا البوح بأسرار العائلة،مهما كانت الأسباب والظروف،والا تعرض للعقوبة الوحيدة للقتل!
• تراعى قواعد تسلسل القيادة بشكل حازم،وتدار الأموال بهذا التسلسل وبنسب معينة،ولا يسمح للعضو بأن يتعامل الا مع القيادات التي تعلوه مباشرة من دون ان يعرف شيئاً بعد ذلك،كذلك يجهل بقية الضباط!وهذه القيادات تتعامل بدورها مع القيادات الأعلى وهكذا!بهذه الطريقة يستحيل على سلطات التحقيق ان تتبع خيطًا واحدًا لتصل الى كشف القيادات العليا!
• الزعامة وراثية،والمراكز هي لمدى الحياة!
• الروابط بين الاعضاء قوية بامتياز،ويتطلب الانضمام والدخول الى المافيا ان يكون"المرشح"منتميا الى نفس العالم،بل والى نفس الهوية التاريخية والثقافية والدينية!والأهمية ذات الأولوية هي لرابطة الدم والجماعة وليست لأية اعتبارات اخرى!
• كانت الوظيفة الاساسية للمافيات القديمة تقديس الشرف والكرامة والعادات والتقاليد،بينما باتت الوظيفة الأساسية للمافيات الحديثة هي الحصول على المال والغنائم!وعمليات الجريمة المنظمة من القتل والخطف حتى تجارة السلاح والمخدرات والاعضاء البشرية ومرورا بالدعارة وتبييض الأموال وصالات لعب القمار وعمليات الابتزاز.. الخ!
• الآيديولوجيات بكل الوانها ومشاربها،لا اهمية لها ابداً بالنسبة للمافيا!ما يهم هو المال والثروة!
• الميل الى"التعاون"و"تبادل المعلومات"مع المافيات الأخرى،اكثر مما تميل نحو النزاعات!ويد المافيا"الخفية"قد تتفوق على جميع الآيديولوجيات!
• تفرض نفسها في مرات عديدة كسلطات موازية للدولة و"جهاز للمحافظة على النظام"!
• تنظيم العنف!وفق قواعد صارمة تقضي بعدم ارتكاب الجرائم والاغتيالات والقتل"الا بأمر"!ومع صدور الأمر،تنفذ الجرائم بحرفية نادرة!
• امتلاك ادوات القتل وآلات انتاج الكراهية وادارة بضاعة الحقد والموت والاشراف عليها والمتاجرة بها،ولها رموزها واثرياؤها والمتنفعون منها،كما تمتلك التكنولوجيا الحديثة لادارة اتصالاتها واعلامها!
• التغلغل داخل المجتمع والجسد الاجتماعي والتطفل فيه وعليه بصورة سرية!
• كسب الحظوة لدى العديد من السياسيين ورجال الدولة واصحاب اتخاذ القرار والقضاة وضباط الشرطة واعضاء مجلس النواب!الذين يقيمون العلاقات معها،على الأقل من اجل"اتقاء شرها"!وفي العديد من الحالات اعتمدت السلطات الشرعية على خدماتها كنوع من الاتفاق الملموس غير المكتوب!
• الحرص على البقاء في الظل والابتعاد عن القيام بكل ما يمكن ان يضعها في دائرة الضوء!
• تنتج المافيا اساطيرها الخاصة بها في سبيل اسباغ الشرعية على نشاطاتها والتأكيد على قيمها وعلى فضائلها في نظر اعضائها أنفسهم!وكي يكون انتسابهم لها بمثابة مصدر"اعتزاز"لهم!كما لو كان موازيا الانتساب الى الشرائح الارستقراطية او الدخول الى الجنة!والسعي المحموم الى تأميم الفضاء الاجتماعي لمصلحة الاسطوري والمقدس مهما كانت صيغته!
• اطلاق العنان لغرائز ثقافة"القطيع"بالتعبير عن نفسها لتعيد تشكيل الحياة على صورة النمط الثقافي الذي تتبناه المافيا والقائم على سياسة العزل والانعزال!
• المافيا كالحرباء تتأقلم مع الوسط المحيط والظروف التاريخية والجغرافية،فتتحول الى حزب او منظمة غير حكومية او شركة او ميليشيات مسلحة!وحتى القيام بالانقلابات العسكرية والاستحواذ على الحكم في بلد ما،متى ما امر العراب!.. يقول القاضي زهير كاظم عبود في دراسته المعنونة"عصابات مافيا جديدة في العراق"" لم يكن التنظيم البعثي في العراق يشكل جزء من العقيدة البعثية ولا الفكر البعثي بالرغم من كون السلطة في العراق تتسمى بأسمه،وتحكم العائلة تحت غطاء وخيمة الحزب!وقد مر العراق بتجارب عملية دللت على حقيقة أن أفراد العائلة الحاكمة يتفوقون على جميع اعضاء القيادة القطرية في القوة والسلطة،كما ان اعضاء القيادة ليس لهم أي قدرة على التصدي لقيادات المؤسسة الأمنية او حتى المساس بهم،وان أي فرد من عشــــيرة العائلة الحاكمة يمكن ان يصادر صوت جميع القيادات الحزبية،وان جميع القيادات من غير الحاكم عاجزة عن أتخاذ أي قرار مهما صغر حجمه وقل شأنه الا فيما يخدم العائلة والطاغية ويتملق لها".
• اقتصاد السوق حاضنة للنشاط المافيوزي ومجالاً نموذجيا للاستجابة لشهية المافيات المفتوحة دائماً!وغالبا ما تشكل بزنيس المافيا الاساس الديناميكي لاقتصاديات الظل الجوفية الموازية!
• اقامة"الورش الحرفية والتعاونية"وتشغيل العاملين،وممارسة نشاطات اقتصادية مشروعة تماماً بعد ان تكون قد استخدمت نفوذها للفوز في هذه"الصفقة والمناقصة والمقاولة" او تلك!ويكون التداخل صارخا بين النشاط"المشروع"و"اللا مشروع"!
• الاستفادة باستمرار من اللوبيات وكل التواطؤات السياسية لتثبيت اقدامها والتجذر في هذه التربة او تلك!واحيانا تكون المافيا عماد اللوبي وذراعه العنفية!
• المافيا والفساد والارهاب اوجه لعملة واحدة!

• الخلاصة والمهام :

اللوبي مصطلح يطلق على جماعات الضغط البرلمانية في البلدان الرأسمالية المتطورة،وعليه اللوبي جماعة ضغط لكن جماعة الضغط ليست بالضرورة تشكل لوبي!و"جماعة الضغط" عموما مصطلح يطلق على اصحاب الثروة والجاه والمكانة الاجتماعية والسمعة المزيفة،والتي تستخدم اموالها وارصدتها المادية والفكرية للتأثير على السياسة العامة ضمن ما يخدم مصالحها او من اجل تأسيس قوى ومجموعات أخرى ذات قدرة على الحث والتأثير ولتجنيد الرأي العام لتبني قضية او دعم ومعارضة تشريع معين،خاصة في الفترات الانتخابية!"جماعة الضغط"مصطلح يخدم مصالح الزبونية السياسية والاقتصادية والاجتماعية،مصالح الليبرالية الاقتصادية الجديدة والتوجهات نحو الخصخصة وتطبيق وصفات البنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية،تغلفه الاماني الطيبة والمواعظ الحسنة ووعود الرخاء وتحسين حياة الشغيلة وايجاد فرص عمل للعاطلين واستراتيجيات التخفيف من الفقر تطلق بين حين وآخر للدعاية الانتخابية وللأغراض الميكافيلية!ووفق هذا التعريف الاكاديمي وجب التمييز بين جماعات الضغط السياسي وبين الحركة الاجتماعية والمؤسساتية المدنية!اما الماسونية فهي حركة باطنية سرية وجماعة ضغط عالمية ارتقت في الولايات المتحدة وبلدان الغرب الرأسمالي لتشكل اللوبيات!وبعض اللوبيات ماسونية بالكامل،بينما تضم العديد من اللوبيات اعضاء ينتمون الى مختلف المحافل الماسونية!ومن اهم جماعات الضغط السياسي التي تعرف عليها الشعب العراقي في نصف القرن الأخير التنظيمات المافيوزية الاجرامية المسلحة!والتي كانت نواة تأسيس حزب البعث،والميليشيات المسلحة التي ظهرت بعد 9/4/2003!وتمتلك الكثير من الاحزاب السياسية العاملة اليوم المافيات والبلطجية الخاصة بها والتي يمكن ان توجهها الى اهداف لا تحمد عقباها!
يبدو بوضوح وبفعل العلاقات الاجتماعية والاقتصادية السائدة ان الزبونية قد ضربت اطنابها اليوم في العراق،والمواطن تأسره حالات الاغتراب الروحي والسياسي والاقتصادي!وتزداد الفجوة في بنية الاقتصاد العراقي بين التوسع في الانشـــطة المالية والتجارية من ناحية،والركود في مجال الانشـــطة الانتاجية والتصديرية من ناحية اخرى.ويزداد ثراء ورفاهية الطبقة المرتبطة بانشطة التجارة والمقاولات والمضاربات العقارية،والخدمات المالية والوكالات التجارية والحصرية والانشطة الفندقية واقتصاد الصفقات- السمسرة في الصفقات وعقود التوريد(الكومبرادور)والتهريب،والمرتبطة بالرأسمال التجاري والمضارب ذي الطابع الطفيلي المرتبط بوشائج مختلفة بالرأسمال الاجنبي.وهي تقبع على قمة توزيع الدخول والثروات في بلادنا،وليقذف التهميش بالشعب العراقي.وتكافح الطبقة المتوسطة للحفاظ على مستوى معيشي محترم والتمتع بالحد الادنى من الحياة الكريمة،بينما تستجد ظاهرة الاستقطاب الحاد بين الاغنياء والفقراء لان الفقر المدقع هو الوجه الآخر للعملة،اي الثراء الفاحش.
جاء في التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي:"لا بد من العمل على تحديد مدى الفساد وعمقه ومفاصله،لكي يمكن تطويق شروره وحصر نفوذه وتأثيره،ووضع خطة عملية للهجوم على مواقعه.ومن الواجب ان يكون التصدي للفساد متواصلا وبعيدا عن الموسمية،وان يتجاوز الاجراءات القضائية والامنية والادارية ليشمل اتخاذ تدابير جادة وملموسة لانعاش الاقتصاد الوطني،لا سيما قطاع الإنتاج،بما يوفر فرص عمل جديدة ويقلص حجم البطالة،ويرتقي بمستوى المعيشة والخدمات،وبما يشكل منظومة للقيم الاخلاقية والثقافية وإشاعتها في المجتمع،مع تأكيد ضرورة التوعية بمخاطر الفساد المالي والاداري عبر الاعلام والمدرسة وغيرهما".
لاجل مكافحة الفساد يتطلب ايجاد الموازنات التالية التي لا غنى عنها:
الاولى: ملاحقة الفساد والمفسدين بكفاءة دون ان يؤدي ذلك الى تعطيل جهود الاعمار والبناء،وتجنب ملاحقة المخلصين بوشايات كاذبة او بدوافع سياسية شخصية.
الثانية: التوازن بين ملاحقة الفساد والحفاظ على حقوق الانسان!
الثالثة: تواصل حملات مكافحة الفساد مع تبدل الحكومات،وابعاد قضايا الفساد عن الصراعات الحزبية،وضرورة عدم دفاع اي حزب عن اعضائه في حالة اتهامهم بالفساد!
وهنا لابد من الأخذ بما يلي:
1. ضمان الأمن والاستقرار وعودة الحياة الطبيعية في البلاد،وبناء مؤسسات الدولة المدنية والأمنية والعسكرية،على اسس ديمقراطية وفقاً لقواعد المواطنة والكفاءة والمهنية والنزاهة،بعيداً عن المحاصصات ونزعة التحزب الضيق،وان يكون السلاح بيد الدولة حصراً!
2. مكافحة الطائفية السياسية والمحاصصة الطائفية والسياسية وفصل الدين عن الدولة،وكل ما يوفر الحماية لمافيات الفساد!والتصدي لمنهجية طمس الحقائق وشراء السكوت المتبادل في ظل غياب الدور الرقابي الفاعل للبرلمان،والاجراءات الحكومية الترقيعية والديمقراطية التوافقية!
3. تشريع قانون عصري للاحزاب ولمنظمات المجتمع المدني!
4. محاصرة مافيا الانتخابات ومقاولي الاصوات،والانتهاكات الفاضحة وممارسة التهديد!وتشريع قانون انتخابات حضاري وديمقراطي يقوم على النظام النسبي والقائمة المفتوحة وجعل العراق دائرة انتخابية واحدة!ورفع الحيف عن الاصوات التي يتم الاستحواذ عليها بقوة القانون،واقرار قانون ينظم عمليات صرف الاموال في الحملات الانتخابية،واجراء التعداد السكاني،وتثبيت البطاقة الشخصية الالكترونية،وعدم اعتماد البطاقة التموينية في الانتخاب!
5. تأهيل وتفعيل هيئة النزاهة!وتشريع القانون الوطني لمكافحة الفساد الاداري!والعودة الى تطبيق"استمارة ترجمة الحال"عند تسلم مناصب رفيعة لها علاقة مباشرة او غير مباشرة بالامور المالية ومصالح الشعب الاقتصادية!
6. تفعيل القضاء العراقي المستقل يعني معارضة محاولات تركيعه!
7. عقد مؤتمرات موسعة حول الحاكمية والبنى الالكترونية والتحول الى مجتمع معلوماتي!
8. اتباع سياسة تنموية مستديمة تكف عن الاعتماد على مورد واحد هو قطاع المحروقات!وايقاف عمليات الخصخصة،وما يرافقها من ازمات يمكن ان تنسف من الجذور الامن والسلم الاجتماعيين!ومقاومة ضغوط المؤسسات المالية الدولية لتنفيذ برنامج وشروط صندوق النقد الدولي لإعادة الهيكلة والإصلاحات الاقتصادية الليبرالية!
9. ينبغي ان تكون العمليات المالية لتجارة الدولة،داخليا وخارجيا،جارية تحت ضوء الشمس لأن الفساد يترعرع اساسا في الظلام،وهو امر من السهل اكتشافه وردعه في المجتمعات التي تتمتع بالشفافية.
10. توفير الحماية المصرفية والقضائية والأمنية للاستثمارات في بلادنا!ورفض الدعوات الرامية الى التحرير الكامل لحركة وانتقال رؤوس الأموال،والعمل على تجنب سيطرة رؤوس الاموال الاجنبية على القطاع المصرفي!
11. محاصرة انشطة اقتصاد الظل!ومكافحة المضاربة بالعملة وافتعال الندرة لرفع الأسعار!واستغلال المصارف للحصول على تسهيلات بأساليب ملتوية!ودعم المؤسسات الحكومية والتعاونية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بحماية المستهلك!ومكافحة اي توجهات لالغاء البطاقة التموينية في الظروف الراهنة،وتأمين تدفقها ومفرداتها وتحسين مكوناتها ومستوى شموليتها!ومكافحة اعمال النصب والاحتيال والشركات الوهمية واختلاس الاموال وغسيلها،وتسويق البضائع الفاسدة!!
12. معالجة مظاهر البيروقراطية المفرطة وسوء الادارة والفساد المالي في هيئة حل نزاعات الملكية العقارية ودوائر التسجيل العقاري،ومعالجة ظاهرة امتلاك الاراضي بغير حق تحت مسميات مختلفة!
13. تكليف اشخاص ذوي سمعة تاريخية سياسية طيبة في المناصب الادارية ذات الصلة بالمال العام وذوي درجة عالية من الكفاءة والنزاهة!مع تدوير ونقل مدراء الحسابات والمالية والرقابة التجارية واي عنوان وظيفي يؤديه موظف له مساس بالمال العام بين دوائر ووزارات الدولة وفق ضوابط تخدم الصالح العام والحفاظ على المال العام!
14. وضع ضوابط صارمة لاجراء التعيينات على اسس الكفاءة العلمية والنزاهة،والابتعاد عن المحاباة والمحسوبية والمنسوبية والرشوة!
15. االدعوة لاستجواب رئيس مجلس الوزراء والوزراء هي دعوة دستورية صرف!واعاقة الاجراءات القانونية اللازمة بحق الوزراء المفسدين والمتقاعسين عن ادائهم الوظيفي هي اشتراك في جريمة الفساد.
16. اسقاط الجنسية الأجنبية مصدقة من البلد نفسه لشاغلي الحقائب الوزارية وكل موظفي الحكومة العراقية!وتحريم منح السياسي جواز السفر الدبلوماسي!واخضاعه للتفتيش في المطارات ومخارج الحدود العراقية،وعدم السماح له بحمل اكثر من عشرة الاف دولار وفق القانون الدولي!
17. تطهير السلك الدبلوماسي من بقايا مزابل النظام الساقط وزبانية الطائفية السياسية وكل الاقزام والخدم التي ترقص مع كل طبل يقرع!
18. الوقوف بوجه كل المحاولات الحكومية لتركيع مفكري العراق ورواده عبر تشغيل اسطوانة الافكار الهدامة!
19. مكافحة شبكات المافيا!!وعصابات المتاجرة بالاعضاء البشرية وتجارة المخدرات وشبكات الفساد الصحي!
20. ادانة التدخلات الحكومية في شؤون النقابات والمنظمات المهنية،وفضح الارهاب الذي يستهدف المدنيين وقيادات النقابات!والغاء القرار 150 لسنة 1987 واصدار قانون جديد للعمل!وتصعيد التحرك الجماهيري الضاغط ضد تفاقم صعوبات العيش واشتداد الازمات في شتى ميادين الحياة اليومية!



بغداد
20/8/2012



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل عصري لتحليل بنى الفساد المركبة في العراق/القسم الأول
- تلقينا بحزن بالغ نبأ مصرع الأخ الراحل آصف شوكت!
- البلطجية مخالب السلطات المتنفذة في العراق
- الحكومة العراقية وتصفية آثار الاحتلال الاميركي..اخفاق تلو ال ...
- ثورة 14 تموز بين الملكيين الجدد وتنظيرات اليسار الجديد
- ابراهيم كبة والمبادرات الخجولة للمؤسسات الاكاديمية العراقية
- ثورة 14 تموز 1958 المجيدة والاقتصاد الاسلامي
- العلوم والتكنولوجيا على ضوء وثائق المؤتمر الوطني التاسع للحز ...
- اشباه المثقفين والقادسيات المليونية في العراق
- العراق بين العبث والديماغوجيا السياسية
- الطاقة الكهربائية على ضوء وثائق المؤتمر الوطني التاسع للحزب ...
- ابناء الشعب العراقي مصدر قلق جدي للعلامة عبد الخالق حسين
- المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي... دلالات و دروس ...
- منع الحفلات الغنائية وديمقراطية صباح البزوني
- المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي والعدالة الاجتما ...
- سليم مطر!ما هکذا تورد الإبل ايها (الاديب والمثقف...)!
- من يدق طبول الحرب في العراق ... يا دولة رئيس مجلس الوزراء؟
- التاسع من ايار والمؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي
- الحرية للأكاديمي الدكتور محمد طاقة!
- ازدراء الطبقة العاملة العراقية نهج ثابت في سياسة حكومات نوري ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام ابراهيم عطوف كبة - مدخل عصري لتحليل بنى الفساد المركبة في العراق/القسم الثاني