أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الحبيب عزيزي - القلب الأخضرللماركسية















المزيد.....

القلب الأخضرللماركسية


الحبيب عزيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3809 - 2012 / 8 / 4 - 10:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مدخل :
إذا استمرت الأنظمة الرأسمالية في قيادة البشرية على الأرض ،واستمرت في إنتاج كل هذه السموم والأسلحة المدمرة للإيكولوجيا المشتركة للشعوب ،واذا إستمرت الآلات الذكية في إبتلاع كل هذه الموارد وإنتاج المواد ذات الـتأثير السلبي الخطيروإذا تأخرت ثورة الكادحين لنقل لسنين طويلة أخرى ، فالأكيد أن الطبقة العاملة لن تجد الكوكب الذي تقيم عليه ثورتها الأممية.بله أن تجد في البروليتاريا العالمية بعد سنين طويلة من استنزاف الرأسمال البرجوازي ذاته للأسس الناظمة للتوازن الإيكولوجي آذانا صاغية إلى تناقض الرأسمال والعمل أو إلى صراع البروليتاريا وأرباب العمل. إ ذ تظهر إنشغالات جديدة وجدية طبعا تؤثث التناقضات الجديدة التي هي سمة مميزة في الفترة الراهنة للنظام الرأسمالي.وتؤسس لإنشغالات جديدة أساسها الصراع بين الطبيعة والإنسان، بين بقاء الجنس البشري والإنقراض. هذا طبعا إلى جانب الصراعات الاجتماعية المعروفة تاريخيا.
ماركس والبيئة:
لا يمكن تصور تحولات تاريخية في جوهر الأنظمة الإقتصادية والسياسية لضرورة بيئية فقط ،ولا هذه التحولات طبق علائق سوسيوايكولوجية إلا بصعوبة بالغة. ومرد هذا إلى كون الماركسية تمر في الفترة الراهنة بمرحلة دقيقة في تاريخ تطورها . أساسها المجهودات الفكرية والعلمية الكبيرة التي تنتظرها لتحليل أنماط الإنتاج الليبرالي الآن وغدا. وإبراز تناقضاتها الراهنة بصدد علاقات الإنتاج وتأثيرهذه العلاقات على تشكل الطبقات الاجتماعية .وتشكل القضايا الجديدة للإنشغال الوعي الطبقي . وتأثير ذلك كله على مستقبل الإنسانية ومستقبل الجنس البشري عموما.
فالماركسية لم تنشغل بالبيئة قدر إنشغالها بالفلسفة المادية والإقتصاد السياسي. ربما لأن رأسمالية القرن التاسع عشرلم تتطور آنذاك إلى الحدود التي يمكن أن تهدد فيه الجنس البشري بأكمله بالفناء.وهذا لا يعني أن ماركس وغيره من القادة الشيوعيين الذين نظروا للسعادة الإنسانية ، تحاشوا بجفاء صلد الأرض ،والطبيعة، ومجمل الكوكب والمجالات الحيوية لإستمرار وجود الكائنات. إن الماركسية نظرية حمراء (ثورية) بكل تأكيد لكن بفؤاد أخضر. وهذا ما سنبينه في صلب هذا المقال.
ربما وجبت العودة لمجرد غرض إجرائي إلى ذلك عن التقسيم الإجرائي الشهير لكارل ماركس بخصوص مراحل نشوء التشكيلة الرأسمالية في الفترة التي عاشها. فقد رأى أنها مرت بثلاث مراحل أساسية هي :
1 ـ مرحلة التمهيد : التي بدأت في ستينيات القرن الخامس عشر واستمرت زهاء مائة وأربعين عاما.
2 ـ مرحلة الشباب حيث تكون السوق العالمي وتكاثرت المانيفاكتورات ودامت حوالي مائة سنة.
3ـ مرحلة النضج حيث ظهرت المكننة مكان المانيفاكتورا.والصناعات الضخمة وحدثت ثورة في الإنتاج الصناعي والزراعي وشهدت إنقلابا كبيرا في العلاقات الإجتماعية وفي علاقة المدينة بالريف. ودامت هذه المرحلة ستين سنة انتهت خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر.(1)
ليس من السهل تحديد المرحلة الرابعة لنشوء التشكيلة الرأسمالية ولكن الأكيد أن ثمة سمات جديدة ميزت النصف الأخير من القرن التاسع عشر إلى الآن. إذ مع التقدم الهائل للتكنولوجيا في الفترة المعاصرة ولد وبشكل صادم طغيان الآلات الذكية ( الغبية إن شئتم)وانسحبت آلة واط البخارية كما انسحبت الميكانيكا لصالح الأوتوماتيزم وأصبحت مواقع الإنتاج الرأسمالية ليس في حاجة إلى عمال بوزرات بيضاء لتعويض ذوي الوزرات الزرقاء فحسب بل أصبحت الحاجة ملحة إلى عمال من صنف خاص : عمال يمتلكون "العقل الذكي" لمواكبة ثورة الأ تمتة. نشأ عن الوضع الجديد للرأسمالية ولسرعة الإنتاج الأتمتي حاجة ملحة أكثر فأكثر للمواد الخام من جهة وحاجة أخرى للأسواق أكثر إتساعا لتصريف السلعة و بأقصى سرعة ممكنة. نتج عن الثانية المزيد من تحرير السوق العالمي (العولمة في حلتها الهمجية) وعن الأولى الخطر الإكولوجي وتدمير الكوكب.
لم يكن ماركس بالطبع يقصد الآلات الذكية التي تؤثث فضاء الفابريكات في عصرنا وهو يحدد المرحلة الثالثة والأخيرة لتطور النظام الرأسمالي .لقد كان واضحا في تحديد الآلات التي إستعملتها الصناعات الكبرى في ذروة العصر البخاري. ففي كتاب " رأس المال " إنما يقصد بالماكينات الحديثة الآلة البخارية التي سجل براءة إختراعها الأسكتلاندي جيمس واط عام 1769 ومجمل الماكينات التي تناسلت عنها." لقد تحولت هذه الذروة للحكمة الحرفية إلى غباء رهيب منذ أن إخترع الساعاتي واط الماكينة البخارية ’ والحلاق اركرايت ماكينة الغزل ، وعامل الصياغة فولتون المركب البخاري. "(2)
على الأرجح لم تكن الصناعات المرتكزة إلى المجهود العضلي والآلة البخارية قد أظهرت في عصر ماركس تهديدا عظيما للبيئة كما نرى في القرن الواحد والعشرين. ولم يكن لها أن تصل كذلك إلى مستوى تهديد العنصر البشري بالانقراض. والصحيح أن تأثيرها كان واضحا على الطبقة العاملة :الأطفال والنساء بالخصوص ، الفئتان اللتان عانتا الكثيرجراء شروط العمل الإجتماعية والصحية ولنقل الإنسانية بشكل عام. وقد أفرد ماركس فصولا كاملة لذلك في رأس المال .نورد هنا نصا حزينا يصف أوضاع الأطفال ما دون ثلاثة عشر سنة في مانيفاكتورة لصنع أعواد الثقاب بأنجلترا وتأثير ذلك كله على البيئة الصغرى لإشتغال الورشات الصناعية: " ,ان نصف العمال هم من الأطفال الذين تقل عمرهم عن 13سنة والأحداث الذين لم يبلغوا بعد 18سنة .وهذه المانيفاكتورة معروفة بتأثيرها الضار على صحة العمال وظروفها الكريهة إلى درجة بحيث أن القسم الأكثر بؤسا فقط من الطبقة العاملة ـ الأرامل شبه الجائعات(...)الأطفال المرتدون الأسمال الرثة والذين يكادون يموتون جوعا والمتروكين لتحكم القدر والمحرومين من أية تربية (...)وهناك العمل الليلي والتغذية الغير المنتظمة ، التي تتم بقسمها الأعظم في مباني المشاغل نفسها المسممة بالفوسفور. ولو أن دانتي شاهد ذلك لوجد أن هذا الفرع من المانيفاكتورة يفوق أفضع لوحات الجحيم الرهيبة التي رسمتها مخيلته ." (3) إن فكرة النص ( وهي الفكرة السائدة في الدراسة كلها) ترصد تأثير العمل المأجور واستعمال الآلة والرغبة في إمتصاص أكبر قدر من عرق العامل لإنتاج أكبر قدر من القيمة الزائدة على حساب الشرط الإجتماعي والصحي والتربوي للعمال ، لكن النص لا يخلو أيضا من إشارات بيئية واضحة لمادة الفسفور وإن كان ذلك في حدود التـأثير الجانبي لهذه المادة على الصحة العامة للشغالين في العصر ذاته.
في نص آخر بينما يعدد ماركس آثار الصناعات على العمال الصناعيين والزراعيين يستشرف الآفاق البعيدة لهذا التأثيرويحدده في التهديد المباشر والصريح الذي تختزنه الصناعات للجنس البشري :
" ومن جهة أخرى تدل خبرة المتأمل الممعن الفكر على كيف أن الإنتاج الرأسمالي الذي ولد البارحة فقط من وجهة نظرتاريخية ، قد قوض بسرعة وعمق قوة الشعب الحيوية من الجذور. وكيف أن إنقراض السكان الصناعيين لا يتباطأ إلا بفعل الإبتلاع الدائم لعناصر الريف الحيوية البكر(...)والرأسمال الذي يملك مثل هذه المبررات( الجيدة )لإنكار آلام جيل العمال المحيطة به ، لا يهتم في حركته العملية بإحتمال إنحطاط البشرية في المستقبل وهلاكها المحتوم في نهاية المطاف سوى إهتمامه بإحتمال سقوط الأرض على الشمس لا أقل ولا أكثر."(4)
فكرة ماركس عن هلاك البشرية المحتوم والتي تربط جدليا بين التهديد الرأسمالي المباشر للعمال الزراعيين والصناعيين من جهة وبين تهديد الصناعات في المدن للمجالات الحيوية بالبوادي ( الطبيعة والإنسان) من جهة أخرى وبين تهديد الرأسمال للجنس البشري من جهة ثالثة يستوجب الكثير من الإهتمام من طرف الماركسية الراهنة.
إحالة ماركس في "رأس المال " على الدراسة التي أنجزها الألماني يوستوس فون ليبييغ(1803 ـ1873) "الكيمياء العضوية في تطبيقاتها على الزراعة والفيزيولوجيا " يظهر إلى مدى تفهمه العواقب الفظيعة لتطور الرأسمال في صيغته الاستغلالية على الإيكولوجيا. لقد أنتقد ليبيغ بحرفية علمية عالية الإمبريالية البريطانية في موضوع المسألة الزراعية في البلدان التابعة إلى درجة جعلته يثبت بالملموس العلمي أن أنجلترا كانت تسرق الخصوبة (نعم الخصوبة ) من أراضي البلدان المستعمرة أو من الأراضي التي كانت تستغلها لإنشاء الضيعات الفلاحية الواسعة. وكان إعجابه بفون ليبيغ أن راسل فردريك أنجلز سنة 1866 معربا عن رغبته في دراسة الكيمياء الزراعية في ألمانيا نظرا للجانب الجديد التي ينفرد به ( التأثير الإيكولوجي)على الدراسات الجديدة. كما إعتبرماركس في إحدى الإحالات أن فون ليبيغ أحد المصادر الأساسية التي اعتمد عليها في نقد الإقتصاد السياسي.
وقد استخلص الدكتور ثامر الصفار(دكتورة في هندسة البيئة ،باحث ماركسي) في مجهوداته الدراسية الهامة "حول الماركسية والإيكولوجيا"ثماني نقط حددها ماركس في المجلد الأول والثالث.تتناول الأثر المدمر للرأسمال الموظف في الصناعة والزراعة على الجانب الإيكولوجي للزراعة ذاتها. سنلخصها كالتالي :
1 ـ مسؤولية النظام الرأسمالي في إختلال التوازن بين الطبيعة والإنسان في العلاقة التبادلية (الأيضية) .
2 ـ يتطلب هذا ترميما نظاميا لهذه العلاقة.
3 ـ نمو الزراعة الواسعة والتجارة بعيدة المدى سيوسعان من اللا توازن .
4 ـ إن ضياع خصوبة التربة يجد انعكاسه في تلوث المدن.
5 ـ تشارك الصناعة والزراعة الممكننة في تدمير التوازن البيئي.
6 ـ يمثل هذا تعبيرا عدائيا بين المدينة والبادية في ظل النظام الرأسمالي.
7 ـ إستحالة قيام زراعة عقلانية في ظل النموذج الرأسمالي.
8 ـ الحاجة إلى تنظيم العلاقة الإيضية بين البشر والطبيعة في المستقبل .وهي إشارة إلى المجتمع الإشتراكي أو الشيوعي.
الماركسية الراهنة : قضايا الشيوعية ومصير كوكب الأرض:
من سمات الماركسية الراهنة الإهمال الغير المبرر في أجنداتها النضالية للقضية الإيكولوجية. كما لو أنها ليست هي الأخرى ثغرة من ثغرات النظام البرجوازي الحالي وأزمة من أزماته الحالية. ولو أن تأثير الرأسمال البرجوازي وإرادة الربح السريع والطائل يتم أكثر فأكثرعلى حساب رغبة البروليتاريا في تسليم كوكب الأرض إلى الأجيال القادمة وهو ليس خاليا من إستغلال الإنسان للإنسان فقط. بل خاليا أيضا من سائر الكوارث الإيكولوجية. إن أزمة الرأسمالية تبدو في أعلى مراحلها الآن ، وأكثر ما تتمظهر في الجانب الإكولوجي .فهي (الأزمة )ليست ناضجة أمام الأعين بل "أخذت تتعفن ".
اختار المفكر العربي الماركسي سمير أمين العودة إلى ماركسية الأصول للبحث عن ماركس المفقود في عدد من قضايا العصر الراهن وإن كان هذا الأسلوب يمثل حرجا مرضيا لدى بعض الماركسيين أنفسهم .لكن ليس ثمة من طريق آخر غيرالإغتراف والتزود من أصول الماركسية .إلا أن ذلك لا يخفي الطابع الإبتكاري والرغبة في تطوير الأشياء. ففي كتاب قيم " في نقد الخطاب العربي الراهن " يحدد أمين معنى أن يكون الإنسان ماركسيا اليوم بقوله : ( إن المفكر الماركسي هو الذي يبدأ بماركس ، وينطلق منه ، ولا يقف عنده.) لقد مهد لطريق واسعة في البحث الحر عن حلول ماركسية لقضايا لم تحددها الماركسية الأصل بالدقة المطلوبة. ومن ذلك قضايا الإيكولوجيا .
وهو يتكلم عن الطابع العولمي للرأسمالية الموسوم بحركية عالية من الإ حتكار والإستقطاب العالمي لقوى ومصادر الإنتاج ومجالات توزيع هذا الأخير والتعميم العالمي لهذا النموذج الذي لم يسبق أن شهده تطور النظام الرأسمالي .كان لا بد أن يؤكد أن الربح السريع كشريعة وغاية للأنظمة البرجوازية الآن يحمل في طياته كل مقومات تدمير البيئة. " إذ يختفي الخطاب السائد حول مزايا المنافسة المعلنة.بينما تهدف ممارساته إلى الحفاظ على مصالح الإحتكارات ، حتى لو كانت ضد مقتضيات المنافسة ، في الوقت ذاته يرفع شعار حماية البيئة ،بيد أنه يفضل الأرباح قصيرة الأمد.على السياسات الاقتصادية طويلة الأمد الأمر الذي يلغي قدرته تماما على مواجهة تحديات تدهور ظروف البيئة "(5).
لكن وفي سياق البحث عن جوانب تمظهر الإخلال بالبيئة أشاد قاسم أمين بروعة المقولة المار كيسة الواردة في المجلد الأول لكتاب الرأسمال ( إن الإنتاج الرأسمالي لا يطور إذن التقنية وتدبير قضايا الإنتاج الإجتماعي إلا باستنزافه في نفس الآن للموردين الإثنين اللذين تنبع منهما كل ثروة : الأرض والعامل ).لكن الأروع هو الإفتخار العارم لقاسم أمين( والذي يتقاسمه معه كل ماركسي يتفهم أزمة الرأسمالية الإحتكارية في عصرنا تجاه تدمير الكوكب) وهو يعيد إكتشاف "القلب الأخضر لماركس" والحب الكبير الذي يكنه للإنسانية القادمة . وعدا إشارات العتاب التي يرسلها غير مشفرة إلى الشيوعيين رافضي الإهتمام بالبيئة إلى جانب مهامهم الأخرى، فإن مقولته التالية أقرب إلى " وصية محررة " بالعود الأبدي إلى الماركسية التاريخية من أجل صياغة حلول لقضايا راهنة. " وتلك جملة رائعة كتبها( ماركس) سنة 1863ـ كان من شأنه أن تقنع بيئيي عصرنا بأنهم لم يفعلوا سوى أنهم أعادوا إكتشاف ماركس الذي لم يسبق لهم أن قرؤوه أبدا وأهنئ نفسي بالتأكيد لأن ما كان يجب حمله على محمل البداهة منذ مدة طويلة قد تمت أخيرا إعادة إكتشافه في عصرنا "(6)
إن قضية دمار البيئة الواضح في عصر الإحتكار الرأسمالي لقوى وموارد الإنتاج والتي تهدد بدمار الجنس ليست فقط قضية أزمة الرأسماليةالراهنة بل هي قضية من صلب النظرية الماركسية نفسها والتي يجب إعادة إكتشافها مرارا ومرارا.
لقد دفع ذلك بقاسم أمين في تحديده للمشهد العالمي الراهن أن رفع أزمة الرأسمال الصناعي بشأن البيئة إلى مرتبة التناقض الجوهري.
في حين أن التناقضين الآخرين يتصلان بعلاقات الإنتاج والاستقطاب . " يتحدد النظام الرأسمالي اليوم ويتسم بثلاث تناقضات أساسية ، وهي تناقضات جوهرية بالمعنى الذي يجعل النظام غير قادر على مجرد التفكير في تجاوزها (...)إن السمات الثلاث من حيث صياغتها المكثفة هي كالتالي :
1 ـ علاقة إنتاج جوهرية (العلاقة الإنتاجية الرأسمالية) تحدد وضعية خاصة لإستيلاب العامل ووضعا لمجموعة قوانين إقتصادية خاصة بالرأسمالية.
2 ـ إستقطاب لا مثيل له في التاريخ على المستوى العالمي .
3 ـ عجزعن وضع حد لتدمير الموارد الطبيعية بدرجة تهدد مستقبل الإنسانية .
خاتمة :
من سمات المشهد اليساري الإنقسام الأممي بين المشاريع الماركسية الحمراء والخضراء. لم أعرف أي تصنيف أغبى من هذا التصنيف. إذ لا يقوم التحديد على الألوان التي تكتسيها الطبيعة خارج الصراع من أجل نظام بديل.كما أن الماركسية نفسها ليست نظرية حمراء لطابعها الثوري .فالثورة ليست سوى الوسيلة الممكنة الوحيدة لبلوغ مجتمع الكرامة المشتركة بين الجنس البشري. المجتمع الذي تسود فيه العدالة الاقتصادية والاجتماعية كما يسود فيها السلم والسلام والحرية والمناظر الطبيعية السليمة في كوكب سليم. بحيث لا يهدد حياة الإنسان لا عامل الاستغلال ولا الكوارث الطبيعية. وبهذا المعنى عبر ماركس في قولته وهو يصحح علاقة ملاكي الأراضي بالأرض ،ويعتبرها علاقة استغلال فقط وأن ملاكي الأرض مجرد " مستفيدون منها وعليهم توريثها بحالة جيدة إلى الأجيال القادمة كما يفعل الآباء لأطفالهم ".
الغباء الثاني هو عندما تطلب الأحزاب الإشتراكية (الخضراء) من الأنظمة الليبرالية المتوحشة أن تصبح صديقة للبيئة ؟ والحال أن مظهرا واضحا من همجيتها لا يقوم سوى على تدمير هذه البيئة.الأمر يبدو كمن يطلب من السمك أن يعيش خارج الماء.فالطابع الهمجي شرط وجود النظام الرأسمالي وليس العكس. لكن البديل الوحيد هوالإنتقال الثوري إلى نموذج جديد يستطيع فيه الناس (كل الناس) المشاركة في تقرير مصير الإنسانية ومصير كوكب الأرض أيضا.
فهذا الطرح ليس طرحا مبتذلا للماركسية بل هو طرح برجوازي لا يراد منه سوى الحفاظ على الطابع الاستغلالي للإنسان كفرد وكطبقة.
لكن وبالمقابل أيضا ليس للإشتراكية أي لون وأي مضمون إذا هي لم تكن لصالح توريث كوكب الأرض سالما للأجيال التي من أجلها تناضل بإصرار. لكن ليس من اللازم ولا ينبغي أن يكون كذلك أيضا أن تتنازل عن لونها الأحمر ومضمونها الثوري.لصالح مضامين ومرجعيات إصلاحية عوض أن تسعى إلى اقتلاع النظام الرأسمالي لكونه يجر البشرية إلى حتفها السريع .تطالبه أن يكون صديقا للبيئة .إلا إذا كانوا يقصدون بذلك الصداقة التي تجمع الذئب بالغنم.
مراجع :
1 ـ إحالة إلى : د.ثامر الصفار " الماركسية والإيكولوجيا ..نظرة تاريخية " غشت.2005
2 ـ ك.ماركس : "راس المال " مج1. دار التقدم .موسكو.ص:705
3 ـ نفس المصدر.ص:387
4 ـ نفس المصدر .ص: 387
5 ـ سمير أمين ."في نقد الخطاب العربي الراهن"
6 ـ سمير أمين." عودة لمسألة الإنتقال الإشتراكي " في فعاليات المنتدى اللإجتماعي .دكار. السينغال. 2011



#الحبيب_عزيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة شمس الكادحين


المزيد.....




- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الحبيب عزيزي - القلب الأخضرللماركسية