أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جميل حنا - سوريا والوجه القبيح للعالم















المزيد.....

سوريا والوجه القبيح للعالم


جميل حنا

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 17:55
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ستة عشرا شهرا ليس كافيا للعالم لكي ينظر بجدية وواقعية لإنهاء مأساة الشعب السوري.وهذا الموقف من قبل العالم لا يظهر بالتأكيد الوجه المشرق للبشرية.بل بالعكس هو إنعكاس للنزعة العدوانية التي تخفيها الطبيعة البشرية.بالرغم من كل المجازر التي أرتكبت ومازالت مستمرة حتى اللحظة في العديد من المناطق مازال العالم يردد إسطوانته المشروخة, حول وحدة المعارضة السورية على أحقيته الذي يصب في صالح الثورة السورية إلا أنه حق يراد منه الباطل. وإتخاذ ذلك ذريعة بعدم إتخاذ قرارات حاسمة بدعم الثورة وإنهاء معانات الشعب والقضاء على نظام الإستبداد في سوريا وبناء الدولة الديمقراطية والتعددية السياسية وتداول السلطة بالطرق السلمية. وأمام هذا الواقع المرير يتساءل الكثيرين أين أصبح الضمير العالمي ؟ ألم يبقى منه إلا حفنة من النقود أيعقل بأن تكون المصالح الدولية لا تكرث بحياة البشر إلى هذا الحد الفظيع من العبثية بمصائر الناس.
أصبح المشهد السوري بصورته المأساوية أمرا إعتيادي بفضل الكثير من وسائل الإعلام العالمية ويشاهده الناس كما يشاهدون فيلما سنمائيا لا يحرك أي مشاعر إنسانية لدى غالبية ساحقة من الناس. ولا تكون ردود الأفعال من البشرإلا في إطارتدميرهذا الطرف أو ذاك وفقا لمواقفه من اطرف النزاع بدون النظرإلى أن القتل وإرتكاب المجازر وتدمير المدن والبلدات والتهجيرخسارة للوطن وخسارةمؤلمة للأجيال القادمة ناهيك عن ممن يعيشون هذه المأسي حاليا,بل أنها أعمال إجرمية ضد الإنسانية.
أمام هذا المشهد المروع ما هي المشاريع السياسية والخطوات الفعلية التي على أصحاب القرارات الدولية إتخاذها لكي تعيد السلام إلى ربوع سوريا وتحقيق مطالب شعبه في الحرية والديمقراطية والكرامة. أم أن هناك قضايا أهم من السلام وحياة المواطنين السوريين ألا وهو النفوذ المالي والعسكري والسلطة السياسية على حساب الدم السوري!
لغز مأساة سوريا يؤرق أصحاب النفوذ العالمي والإقليمي والمحلي والناس العاديين أصحاب الضمائر الحية والكل يريد خاتمة للمأساة حسب رغباتهم ومصالحهم. إلى جانب ذلك هناك قوى على مستوى العالم تريد لهذه المأساة ان تدوم أطول فترة زمنية ممكنة حتى يدمر الوطن في تركيبته الإجتماعية ووحدته الجغرافيا وتحطيم البنية التحتية والإدارية. حيث يكون من الصعب بعد ذلك بناء الشخصية الوطنية السورية على المدى القصير. والتأسيس لوعي جماعي وطني ينبذ الإختلاف العرقي والديني والمذهبي والسياسي والإجتماعي والجنس.وإن تنقية النفوس من التشويه والعقد والنعرات بكل أشكالها التي كرست على مدى عقود طويلة حتى اللحظة. والعمل بكل السبل القوية والمتاحة القضاء نهائيا وإزالة التفكير القمعي العنفي من المجتمع. والذي فرض بوسائل عديدة في المجتمع الحالي وكذلك على الجزء الموروث منه عبرالأزمنة. والعمل على تجسيد الأفكار والقيم الإنسانية في التطبيق العملي والإنحياز إلى جانب بناء مجتمع يسوده التسامح ,وأخلاقية قائمة على إحترام الأخر المختلف بإنتماءه العرقي والديني والمذهبي والسياسي.وتحقيق المساواة والعدالة بين الجميع على أساس دستور يراعي مصالح الجميع وخاصة في مجتمع تعددي قومي وديني والإلتزام بقيم الديمقراطية التي تمنح الجميع حقوقهم المشروعة وليس ديمقرطية الأغلبية التي تتحكم بها صناديق الإقتراع..
وإلا سيكون ثقل المعانات والألم والمآسي كارثيا على الشعب السوري في المستقبل.ولذا على القوى العالمية إنسجاما مع المعاهدات والمواثيق الدولية العمل على تجفيف منابع السلاح والقوة العسكرية للنظام التي تقتل المواطنين الأبرياء وتدمر الوطن وكل مصادر العيش الضرورية لحياة الإنسان.وهل قدر السوريين هو دفع الثمن الباهظ من أجل التغيير والمطالب المحقة المشروعة.منذ البداية قبل سته عشره شهرا شن النظام حملة عسكرية وإستخدام العنف بأبشع صوره في كل المناطق السورية من أجل كسر إرادة المواطن.ولكي يحافظ على السلطة السياسية التي سلبها بالضد من إرادة الشعب لتكون هذه السلطة في خدمة الفرد والعائلة والمقربين.وكذلك من أجل المصالح الإقتصادية والسيطرة على مقدرات الوطن.ولعب العامل الإيديولوجي والمستخدم في الدعاية الإعلامية للنظام المؤامرة العالمية التي تستهدف دور سوريا المزعوم في المنطقة وأمن سوريا ووحدة أراضيها. ولكن الحقائق على الأرض تثبت بإن هذا النظام هو من حول سوريا إلى بقعة يتم عليها وفيها تصفية الحسابات بين الأطراف الدولية.وهذا النظام هو من يدمر الحياة الإقتصادية , وأيضا هو من يرتكب مجازر يومية بحق المواطنين.هل النظام يخوض حرب الدفاع عن أرض الوطن أم أنه بطبيعته العدوانية رأى في الجماهير المطالبة بالإصلاح جماهير مندسة من خارج الوطن.وبالطبع سوف لن يدعي أي نظام ديكتاتوري إستبدادي في العالم بأنه يخوض الحرب على شعبه من أجل ذاته, بل سيدعي بإنه يخوض الحرب دفاعا عن الوطن والشعب.ولكن هل الرأي العام العالمي مغفل إلى هذا الحد لتمرير هكذا إدعاء باطل أم أن هذا الإدعاء يتفق مع مصالح وأهداف بعض القوى العالمية التي لا تريد لسوريا وشعبها التقدم والإزدهار والحرية والديمقراطية.
إن المبادرات الدولية ومهمة بعثة المراقبين الدوليين التي بائت بالفشل,والتي لم تقدم أي حلول, ولم تضع أي حد لمعانات الشعب السوري.تتداول في هذه الأيام بين قادة العالم المؤثر قضية لجنة الإتصال الدولية بعد فشل مهمة كوفي عنان, وعقد مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة دول الجوار وإيران في هذا المؤتمر. أليس هذا بحد ذاته إستهتار من قبل المجتمع العالمي بحياة أكثر من خمسة عشرألف إنسان قتلوا على يد النظام وعشرات الآلاف من المهجرين وعشرات الآلاف من المفقودين إضافة إلى الدمار الذي تعرض له الوطن.هل يريدون لهذا المؤتمر أن يكون على شاكلة لقاءات السداسية الدولية وإيران بشأن الملف النووي الإيراني.هل يريدالعالم أن يستمر النظام بإرتكاب المجازر اليومية حتى مالا نهاية.متى سيزيل العالم الوجه القبيح عن ذاته ويظهر الوجه الإنساني المختفي حتى الآن في الشأن السوري لكي يضع حد للمذابح وتجنيب الشعب السوري المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات والتهجير القسري.
.



#جميل_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجازر النظام السوري - جمعة أطفال الحولة-
- تحديات أمام الثورة السورية !
- - الدم المسفوك- مجازر إبادة المسيحيين في بلاد مابين النهرين
- هل سيتوقف النظام السوري عن إرتكاب المجازر؟
- آكيتو ثورة الربيع البابلي الآشوري وثورات الربيع العربي
- عام على ثورة الشعب السوري ضد الطغيان
- المعارضات السورية والالتزام بالمبادىء الإنسانية
- الثورة الشعبية السورية وتحول الأنظمة في البلدان العربية
- حقوق الشعب الآشوري في بلاد مابين النهرين في الذكرى الثالثة و ...
- المعارضات السورية أمام مفترق الطرق
- الأحزاب الآشورية في صلب المعارضة السورية
- قانون أحزاب أم إسقاط النظام في سوريا!؟
- رؤية المعارضة السورية حول إسقاط النظام !
- القصارى في نكبات النصارى- شاهد عيان, إبادة شعب – الجزء الثال ...
- الأحزاب الآشورية و جمعة -أطفال الحرية -
- الدفاع عن الأنظمة الاستبدادية ضد المسيحيين
- الذكرى 96 لمجازر إبادة المسيحيين في الامبراطورية العثمانية
- القصارى في نكبات النصارى- شاهد عيان ,إبادة شعب 2
- النظام السوري أمام إستحقاقات الإصلاح أم التغيير !؟
- المرأة الآشورية شريكة في النضال في عيد المرأة العالمي


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جميل حنا - سوريا والوجه القبيح للعالم