أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بوبكر الفلالي - الاسلاميون وضرورة الاختيار الثقافي















المزيد.....

الاسلاميون وضرورة الاختيار الثقافي


بوبكر الفلالي

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 22:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



في الرد على محمد بنيس
الإسلاميون فصيل سياسي عرف توجها في المرحلة الأخيرة جهة اختياراته الفكرية والسياسية وناحية برامجه وصراعاته مع خصومه مع عتمة كبيرة حول أسسه الاجتماعية، وإمكاناته المادية التي تمثل بالنسبة إلينا المتغير الحاسم في تحديد بنيته الفكرية والإيديولوجية.
الإسلاميون أيضا جزء من اختيار ثقافي نهضوي يمتد حتى ابن تيمية مرورا بعبده والافغاني معنى هذا أن السؤال الذي أرق الإصلاحية العربية هو أيضا واحد من الأسئلة والمعاني التي يفترض أن يجد لها الإسلاميون حلا اليوم وخاصة بالنسبة للسؤال الذي يطرحه تطور ونمو النموذج الفكري والثقافي الغربي الذي مازال يمثل تحديا حقيقيا بالنسبة للإسلاميين كما كان يمثله بالنسبة للإصلاحية العربية.
للإسلاميين اختيارات فقهية ونظرية تصر على جزئية التأصيل وتعميق وتجذير الممارسة السياسية والعقلية أكثر من إصرارهم على معنى الاجتهاد و قسمة القياس بمعناه العقلي الاجتهادي وليس بمعنى قياس الغائب على الشاهد التي أشبعها مثقفون كبار نقدا وتجريحا عابد الجابري ونصر أبو زيد.
من تلك المنطلقات نطرح أسئلة مع أستاذ وشاعر الحداثة محمد بنيس: أي اختيار ثقافي ذاك الذي يبغيه من الإسلاميين اليوم غير الذي تعبر عنه برامجهم وأدبياتهم وهي بالمناسبة غير مضنون بها ومعلنة يعرفها الكل وقد تفاعل معها الكثير من الباحثين نقدا ودرسا. ولعل الأستاذ الشاعر واحد من هؤلاء إلا أني أبادر للقول إن الأستاذ حتى وان قرأ شيئا من أبحاث وأدبيات الحركة الإسلامية وهو أمر مازال عندي يحوطه كثير من الشك فإنه يجهل الأفكار والمعاني التي تقدمها هذه الحركات كما يجهل الاجتهادات الفقهية و الفكرية ذات الأثر البعيد الذي تعبر عنه أبحاث ودراسات أمثال الغنوشي وعمارة وحسن حنفي، ومحمد الغزالي إلا جانب انتاجات الإسلاميين النظرية والسياسية، ولا أحسب أحدا ينفي إسلامية هذه الكتابات، كما لا ينفي أحد اشتغال الفعل الحركي على مثل هذه الأدبيات واستمداده منها هذه واحدة، تم إنه يجهل الكثير عن أدبيات الحركة الإسلامية في المغرب لذلك تراه يرميها بكل نقيصة قرأت أو وجدت في خطابات إصلاحية أو رومانسية ثورية مثل سحرية التفكير وغلبة ما هو غيبي مثالي حالم، بدلا عن الاجتهاد العقلي والمنطقي الذي يستوعب مفردات الواقع وعناصر ويشملها في سياق إنتاج نماذج فكرية وسلوكية متوازنة وحاملة لأبعاد ومضامين معرفية واقعية أو قل موضوعية.
الحقيقة أن سحرية التفكير فرية كبيرة يبغي من خلالها الشاعر الحالم حقا وإلا ما اعتبر شاعرا تصفية الحساب مع الحركة الإسلامية التي بنظره كانت جواب إيديولوجيا في فترة أزمة القوى التقدمية و اليسارية لذلك تراه يفصل بين إسلام تمثله الحركة الإسلامية وإسلاما حضاريا يفخر الأستاذ به يعبر عن امتعاضه من إسلام الحركة اللاتاريخي بنظره، والغريب أن هذا الإسلام الحضاري الذي يباهي الأستاذ به مليء بالفضاعات والتناقضات التي يأسف لها مسلمو اليوم وإسلاميوه، ففيه كثير من العنف والاستبداد وانعدام الحرية وتغيب العقل ولعل نقطة ضعفه الخطيرة انه هو الذي افرز مثل هذه الحركات الإسلامية التي يدينها بنيس الحالم ويلعن القدر الذي دفع بها إلى الصورة؛ سحرية التفكير وصمة من الصعب أن ينجو منها تيار من التيارات التي تناوبت على الساحة العربية والإسلامية، فلم يصر محمد بنيس على إلصاقها تحديدا بالإسلاميين، والحق أن هذا الإلصاق لديه يتعدى الإسلاميين نحو الإسلام ذاته، الذي يبطن لهو الحالم حقدا وكرها غريبا يحتاج إلى تبرير ولعلها الحداثة التي تعني الارتماء في حضن المستقبل هي من أملى مثل هذا الموقف على الأستاذ محمد، ثم إن القوى الإسلامية هي أكثر من جواب على ضعف الحركة التقدمية إنها إفراز من إفرازات التطور الاجتماعي التاريخي العربي الإسلامي، وواحدة من مفردات التغيير الحقيقية فيه، صحيح أن مشروعها افتقد يوما ما لقسمة اجتماعية تعطيه مضمون الشعبي الثوري لكن هذا لا يمنع أن هذه القوى أكثر أصالة وانغراسا وامتدادا تاريخيا واجتماعيا من غيرها خاصة القوى التقدمية التي لا يجهل أحد أنها إما عناصر غربية زرعت قسرا في الجسد المسلم أو تعبير أقلوي مسيحي خاصة (من ذا يجهل أن الأحزاب الشيوعية في العالم العربي إما أسسها مسيحيون شوام، أو عناصر مرتبطة بالاستعمار في العالم العربي).
طبيعي إذن أن يرى الشاعر أن الإسلام السياسي بتعبيره تأويل حرفي ينطلق من أسبقية المعنى الواحد على المعنى المتعدد لا يلتفت إلى حضارة وثقافة الأمة وتفاعلها مع العصر التي هي النقطة المحورية لثقافة العصر، الحقيقة أن مفردة الانفتاح التي هي معنى التحديث والتي يلمح الأستاذ إلى غيابها لدى الحركة الإسلامية مسألة تحتاج إلى فهم وتأويل والسبب أن معنى الانفتاح الذي ينشده الأستاذ يعني الاستسلام تمام لثقافة الغرب ومعانيها وتقبلها بجميع مفرداتها وأهواءها وإمكاناتها حتى وإن كان في ذلك مساس بمفردات الهوية و الذاتية ذالك أن الذات التي يدافع عنها الأستاذ هي ذات بغير جذور ولا أصل ذات محور وجودها تفاعل وتواصل بهدف التفاعل ذاته وليس تفاعل بغاية الاغناء والتجديد تفاعل خلاق يغني انفتاح الذات وتواصلها النقدي أي تفاعل على أرضية مفاهيمية ونظرية واضحة ومحددة تؤمن بقداسة المنطلقات والثوابت ولكنها تحرص بناء على إفادتها على تجديد أصولها بما يسمح بقراءة علمية لواقعها الذي هو إفراز لجهودها التي تحتل فيها عقيدتها وتاريخها المشترك ولغتها مكان بارزا علاوة على مختلف أشكال تعقلها وفهمها الذي هو حركة معرفية عميقة ومعقدة نعني تاريخية وجدلية معا بهذا المعنى يكون الأستاذ بعيدا كل البعد عن فكرة الجدل التي للأسف كثيرا ما رطن بها في دبلومه وأطروحته فضلا عن أشعاره التي زعم فيها بلوغ الغاية والرسوخ.
ونعجب كيف يشير الأستاذ إلى مراعاة الحركة للظروف ومع ذلك يصفها باللاتاريخية وغياب المشروع الثقافي، إن الثقافة التي تذهب الأستاذ إلى انعدامها لدى الإسلامي هي ثقافة التمرد على الدين ونبذه و غريب كيف نطلب ممن رسم ملامح ثقافته بكونها ثقافة تستمد من الإسلام و تنتمي إلى المرجعية الدينية أن يتنصل من دينه ويعلن رفضه له... أخشى أن أقول إن الأستاذ غاب لديه الوعي في هاته وأخشى أن ألمح لديه ما لمحه الإمام الغزالي لدى ابن سينا فكتب تهافته ليبين غفلة ابن سينا تحت تأثير مشروب يذهب به كما قال عجز مكابدة نصوص ارسطو وبراهينه، إن من يطلب من الحركة الإسلامية الانفتاح و التسليم بمفردات الحداثة والليبرالية والديمقراطية بتعلاتها، وبناء على إطارها المذهبي الفلسفي، إنما يريدها أن تتحول وبالتالي تخن أصولها ومفرداتها وعناصر تفكيرها وبالتالي تكن غير ذاتها أي تتخلى عن موقعها وفي ذالك إفقار كبير للغنى المعرفي والسياسي لنا نحن الشعوب التواقة إلى تناقض يرتفع بنا أي بفعلنا السياسي نحو أفاقه الموضوعية الحية.
وحتى يكون لهده المناقشة من معنى لدى القارئ فانا نلخص له أفكار بنيس ثم نعمد إلى متابعتها بالنقد رغبة في أن لا تمر هكذا وان كان لابد من أن نبدي ملاحظة سابقة لأوانها نقول إن في أفكار الكاتب حقد وجهل كبير بالموضوع الذي تعرض له حقد يتجاوز الإسلاميين نحو الإسلام وتاريخه وثقافته فهو الذي يكتب لجمهور فيه الإسلاميين وغيرهم يحتقر ثقافة هؤلاء وأولئك مما يجعلنا نستغرب ونعجب كيف سوغ لنفسه رمي دين الأمة بالجمود والتحجر في لحظة أبان فيها هدا الخير عن قدرة على تعبئة الجماهير وحملها على مضامين ثورية والدفع بها نحو الساحات من اجل استرداد حقوقها وكرامتها التي سرقها واغتصبها من كان يغني له الشاعر ويزين أفعاله التي كشفت الأيام سوءها وخبثها وأيضا جبنها ينقم بنيس على الإسلاميين اختلاف ثقافتهم ومشروعهم التاصيلي مع الثقافة الحديثة نعني أن انتصار الإسلاميين هو فشل لفكرة التحديث وسننتقل إلى عهد يقف فيه الإسلاميون وجها لوجه مع الثقافة الحديثة، ثم إنه مهما كان تسامحهم فذلك لن يبطل مجافاتهم للثقافة الحديثة وهم فضلا عن ذلك لا يملكون ثقافة من إنتاجهم يواجهون بها الثقافة المغربية الحديثة، يخشى الأستاذ من انتصار الإسلاميين على حرية التعبير: من الصعب التكهن بما سيصبح عليه موقفهم مكن حرية التعبير وهم في الحكم، وتشهد المعطيات أنهم ضد حرية الاعتقال، أن تصريحاتهم بفصل السياسي عن الديني لا تسندها ثقافة ولا ممارسة.
استعمالنا لفظ ينقم وليس ينفي أو ينقد لأني وجد موقف الشاعر شبيه بالنقمة و الرفض المطلق لاختيارات الإسلاميين الثقافية، فمهما كان انفتاح الإسلاميين على العالم والعصر ومهما عملوا كيما يتطابق مشروعهم مع متغيرا العصر ومفرداته وهم للحق قد صنعوا من ذلك الشيء الكثير فإن بنيس يصر أن لا يرى في اختياراتهم سوى وجوه سلبية تعبر عن أزمة المشروع وإفلاسه، كونه يشير إلى مرجعية دينية، التي شكلت مرجعية وركنا بالنسبة إلى الناس لما فشل اختيار التحديث القسري الذي باشره محمد علي ووجد الدفاع عنه في كتابات طه حسين ولطف السيد حتى العروي وجعيط، لم يعد أحد يشك في فشل اختيار التحديث في صيغته الأول اللهم إلا الشاعر محمد بنيس وهذا غريب من واحد يملك حساسية مفرطة قادرة على استشعار ممكنات التغيير وعناصره.
ينسى الشاعر أن كل اختيار فكري هو اختيار تحديثي حتى وان ارتبط بالأصول أو طلب العودة إليها وأن نجاح كل اختيار مشروط بوجود ظروف ينعدم فيها التدخل الأجنبي الذي نعتبره أساس فشل كل اختيار مهما كانت الأدوات والمناهج التي يتوسل بها.
ينسى أيضا أن كل حل يهمل مفردات الأمة وعناصر قوتها غير قادر على النجاح في إقناع الناس ونجد أن سر فوز الإسلاميين كونهم الأحرص على مفردات الهوية وعناصر الانتماء، وليس صحيحا أن الإسلاميين يعمون عن ثقافة العصر وأنهم لا يضعونها في الاعتبار إن الخطر كل الخطر هو ذاك الانفتاح الغير المشروط الذي أبدته بعض التيارات على المعنى و الفكرة الغربية، لا يعني هذا رفض التحديث وإنما يعني ربطه بمعيار واضح اجتماعي وقيمي أخلاقي باختصار لا لتدمير الهوية، لا لفص العرب عن العالم هذه هي المعادلة الحقيقية، لا لكل سياسة أو خطة تطمس أحد قطبي التناقض لصالح القطب الأخر وتلغي التوتر المبدع.
نؤمن نحن هنا أنه ليس هناك حل جاهز لأزمة الثقافة وانقسام الوعي داخل الثقافة العربية وأنه ما لم يتحقق تجاوز عملي مادي لهذه الفجوة )التأصيل/التغريب( فإن التناقض سوف يستمر ولن تستطيع الثقافة أن تجمعة في وحدة عضوية بين تحقيق مطالب الهوية و التحديث.
إن نقد موقف الاسلاميين من التحديث مصادرة على المطلوب لأن لم نجد فصيلا من المغرب حقق شيئا من خلال موقفه التحديثي، ثم ان عزل الإسلاميين عن التحديث لا تبرره أدبياتهم فكثيرة هي الأفكار ذات المصدر الغربي تعم موقف الإسلاميين فكرة التحديث بما هي وعي الفرد بذاته وبالعالم وبما هي ما يشكل لحمة العالم العربي الحديث ليست خاصة بفصيل دون أخر وحرص احتكار الأستاذ لمفردة التحديث فيه كثير من عقلية مضت من خلال الربيع العربي الذي أكد تسوية بين جميع المواقف واعتبرها ما أدى إلى انسدادات حقيقية أمام الشعوب بل لقد حمل التبعة للحل التحديثي فيما أصابنا من تعثر وخروج من دائرة التاريخ بالتحديث وحده خرجنا من التاريخ والمعنى، بالانتماء المتعانق مع التحديث يمكن أن نسترد التاريخ والمعنى و الكرامة والحرية وغيرها من المفردات التي يغيبها الأستاذ تعسفا واستبدادا منه لقد فاق الأستاذ في استبداده ورجعيته كل استبداد، إن ملخص رأيه أنه: الإسلاميون )كما يراهم( مضادون لتحديث و التحديث يعني الالتحام بالعصر و الانتماء إليه الحق أنه منطق ذاتي وجداني صرف يفوق كل منطق.
إن التحديث ليس حكرا على أحد بل هو مساحة معرفية يعمل الكل على الاستفادة منها و التوائم معها و الإخلاص لها وهو أيضا أرضية مشتركة محتوم على الكل العمل وفقا لها مع عدم نسيان طبعا مفردات الذات ومرجعها الذي هو القرآن.
ينقم أيضا الأستاذ على الإسلاميين عدم اعتبارهم لتاريخ المجتمعات في ضوء ثقافتها وحضارتها وفي ضوء تفاعلها مع العالم ويسر على كون الإسلاميين جاؤوا من خارج سياق تاريخي وحضاري علاوة على عدم اعتبارهم للأوضاع المحلية مما سيؤدي إلى تكريس ثقافة شعبوية ذات بعد واحد وهو الجهل.
ننبه أولا إلى أن القول بالانفتاح مع مراعات الأوضاع المحلية فيه تناقض شنيع بحسب منطق الأستاذ فإذا ما تابعناه أما أن نحرص على الانفتاح وبالتالي نصرف أنظارنا عن كل ما هو محلي من حيث إنه محل كل شعبوية وجهل، أو ننتبه إلا ما هو محلي، وننصرف، عن العالم والعصر هذه واحدة.
إن تمجيد الأستاذ لما بسميه إسلاما حضاريا ولتاريخ المجتمعات في ضوء ثقافتها وحضارتها نفاق وبؤس فكري مقيت ذاك أنه في سياق أخر ينقد هذا التاريخ وينقد هذه المجتمعات نقدا شديدا بل إنه لا يعتبر هذا الإسلام الحضاري ولا هذا التاريخ الثقافي الاجتماعي ويسم بكل نقيصة أنظر له "الحداثة وابدالاتها" لكنها مماحكة الإسلاميين دعته لاستعمال كل وسيلة يمرر من خلالها نقمته على اختيارات الإسلاميين ومواقفهم من هنا فقد خرج عن النزاهة والحياد تماما وبات موقفه مفضوحا يفسر موقفه هذا بقوله لا يمكن للثقافة الحديثة )ويعني هنا نفسه( أن تكون محايدة تجاه أي موقف ينال من حرية التعبير إنها صفاقة كبيرة من الأستاذ أن يتحيل على قارئه ويظهر نفسه كمدافع عن ثقافة شعوبنا المغلوبة الحق أنه واحد من أشد أعداء الثقافة المحلية بل من أشد أعداء المفردة الإسلامية، ليس مواجهة الأستاذ للإسلاميين خاصة بل هي تعم الموقف الإسلامي الحضاري، ليس هذا الذي نقول تأويل منا بل هو ما تفصح عنه أقوال الأستاذ وسطوره.
يعلن الأستاذ دفاعه عن حرية التعبير وخاصة منها حرية الاعتقاد "من الصعب التكهن بما ستصبح عليه درجة موقفهم من حرية التعبير وهم في الحكم أما حرية الاعتقاد فهم ضدها بالطبع" نقول إن الأستاذ مرة أخرى يصادر على المطلوب وقوله يحتاج إلا تعليل مقنع أما التكهن والتخمين فذلك تفتيش في النوايا ومحاسبة للنفوس بدل تحليل المواقف والسلوكات، الحق أن حرية التعبير وهذا درس إسلامي متين مفردة إسلامية أصيلة يجدونها الإسلاميين في مرجعيتهم فكيف لهم التناقض مع هذه المرجعية كيف لهم أن يخرجوا عن أصولهم ومبادئهم. نقول إنها السياسة التي دفعت الأستاذ إلى الإشفاق على تلك الحرية مع أن الحرية مفردة فلسفية، سياسية واجتماعية لا ينفع قولها بل لابد من انتظار سلوكات ومواقف بخصوصها صحيح أن هناك اجتهادات تدافع عن واحدية الرأي (حد الردة) لكنها محدودة في سياقها ومأزومة من حيث ثمرتها، ولاشك أن أزمتها البنيوية ستدفع إلا محاصرتها خاصة من لدن بعض معتنقيها في لحظة ما.
لا تستحق منا أقوال الأستاذ بخصوص نصاعة التجربة المغربية وبخصوص الإصلاحات والمبادرات التي جاءت بدستور جديد فهذا تزلف مقيت ونفاق كبير ظننا أن التجربة التاريخية وأن الربيع مكننا من تخطيه أو وفر أدوات تخطيه وتجاوزه.
أخيرا نقول لقد أظهر الأستاذ نقمة غير مبررة على الاختيار الثقافي الإسلامي وهو للإشارة اختيار فلسفي يملك مشروعية وجود نظرية و تاريخية ولعل هاذين الشرطين قلما توفرا لاختيار أخر لذلك لا نملك أن نقول: إنه المشروع الوحيد بما يملك من شرعية القادر على نقل المجتمع العربي من أوضاعه المتردية نحو أوضاع جديدة و تنامية تدخله فعلا في فضاء العصر.
والله خير الوارثين
بوبكر الفلالي باحث



#بوبكر_الفلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال
- إشارة لفهم علاقة الإسلاميين بالتراث وبالفئات الرثة
- أبو حيان التوحيدي سيرة فيلسوف2
- أبو حيان التوحيدي سيرة (محنة) فيلسوف
- ملاحظات حول مشكلة الحرية في الإسلام
- إلي الجميلة‮ ‬الجريئة‮ ‬إيناس الدغيد ...
- العلم في مواجهة الفلسفة التقليدية (ادغار موران ضد ديكارت)
- التوحيدي والإغتراب
- الإبداع في برنامج الجريئة
- *الدغيدي* ...والاسلام السياسي
- الحكم الذاتي، الانفصال، الحركة الطلابية الصحراوية...التكوين ...


المزيد.....




- البنتاغون: انتصار روسيا في الصراع الأوكراني سيكلف الولايات ا ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر ملخص عملياته في رفح (فيديو)
- زخارف ذهبية وعرش خشبي.. مقاطع مسربة من -قصر بوتين- تكشف عن ...
- ممثلة إباحية تدلي بشهادتها عن علاقتها الجنسية بترامب في المح ...
- غموض يحيط بمقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر، ما الذي نعرفه عن ...
- محيطات العالم تعاني من -ارتفاع قياسي- في درجات الحرارة هذا ا ...
- بعد أشهر من المماطلة.. اتهامات تطال فون دير لاين بتجاهل وعرق ...
- اتفاق أوروبي على استخدام الأموال الروسية المجمدة لتسليح أوكر ...
- وزير مصري سابق يوضح سبب عدم تحرك جيش بلاده بعد دخول إسرائيل ...
- كيم جونغ أون يودع -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بوبكر الفلالي - الاسلاميون وضرورة الاختيار الثقافي