أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - -أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام!-














المزيد.....

-أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام!-


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 21:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام!"

ولد الإنسان حراً. ذكراً أو أنثى.
حراً. حرة.
والحرية تعني أن يختار الإنسان الدين الذي يقتنع به.
أن يتحول من دين إلى أخر.
أن يؤمن أو لا يؤمن.
أو أن يلحد.
-----
"أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام". صاحب هذه العبارة هو المدون الشاب المغربي قاسم الغزالي.
قالها لي أثناء ندوة شاركنا فيها نحن الاثنان في جامعة زيوريخ، يوم الخميس 10 مايو 2012، وألقى فيها محاضرة عن واقع حرية الرأي في المدونات بعد انتفاضة الحريات في المنطقة.
وأنا استمعت إلى عبارته، ووجدتها في الواقع صحيحه.
هو لم يختر أن يكون مسلماً. بل فُرض عليه الأمر فرضاً.
عندما يولد الإنسان في إسرة مسلمة في مجتمع عربي أو مسلم، فإنه يصبح مسلماً تلقائياً.
رسمياً.
بصفة أبدية.
بكلمات أخرى، لو شب الإنسان وقرر أن هذا الدين لا يلائمه، وأنه يفضل ديانة أخرى، أو أنه غير مقتنع بأية ديانة على الإطلاق، فإن هذا الإنسان سيلاقي الويل إما من مجتمعه أو الدولة التي يعيش فيها، او الاثنان معاً.
أين القناعة والاختيار هنا؟
ثم كيف نتحدث عن الإيمان عندما نُكره ونغَصب من لا يؤمن أو لا تؤمن بالإسلام على البقاء مسلمين؟
نحن في الواقع نصر على إنسان لا يريد أن يكون مسلماً، أن يكون مسلماً، غصباً عنه!
غصباً عنه؟
لماذا؟
كل هذه أسئلة تفرضها قضية قاسم الغزالي.
قاسم الغزالي أراد أن يختار طريقاً يلائمه هو، فوجد نفسه في مجتمع لا يقبل بالاختلاف.
هو ملحد.
يؤمن بالإلحاد.
هذا دينه.
نشأته وتعليمه المكثف في "مدارس" دينية مهدت في الواقع لإلحاده.
لم يتعرف هناك على دين يدعوه إلى المحبة، إلى الخير، والنور.
بل على تحريم وتغليظ وتقديس لشعائر وشيوخ، تحولت إلى اصنام، نعبدها بدلاً من الرحمن.
ثم لعنات، لعنات تسقط على رؤوس كل من يجرؤ على التفكير.
"لا تفكر، لا تفكر، عليك اللعنة إن أنت فعلت".
ثم كراهية وإقصاء للآخر، للمختلف.
فنفر قاسم الغزالي.
هل نلومه هو؟
الكثيرون ينفرون سراً، ينسلخوا من الدين صامتين. وأعرف كثيرين تحولوا إلى المسيحية والبوذية أو الإلحاد، وظلوا مسلمين على الورق. ورق رسمي.
بيد أن المدون المغربي قاسم الغزالي أختار طريقاً مختلفاً. كان في الواقع شجاعاً.
قرر أن يكون صادقاً وأميناً مع نفسه.
أعلن إلحاده.
هو لا يؤمن بهذا الدين، ولا يريد أن يكون مسلماً، ويريد أن يقولها صراحة. أنه ملحد.
فقامت القيامة.
ثم قرر ايضاً أن يكف عن التمثيل. فقرر الإفطار خلال شهر رمضان. علناً.
فقامت القيامة من جديد.
واعذراني إذا كانت أسئلتي مزعجة، لكن لماذا نخاف هكذا ممن يقرر ان يتحول من الدين الإسلامي إلى ديانة اخرى أو إلى الإلحاد؟
لماذا نخاف من حق الإنسان في الاختيار؟
ثم لم لا نحترم إرادة هذا الإنسان؟ ونكف عن اعتباره قاصراً؟
لماذا نعتبر أن من حق غير المسلمين أن يتحولوا إلى الإسلام، نحييهم، ونشد على أيديهم، ونبارك لهم حريتهم في التعبير واختيار الدين الذي يريدوه، ثم نبصق على المسلم الذي يمارس نفس هذا الحق، ونصر بكل برود على أن هذا الحق لا ينطبق على المسلمين؟
بل ونبرر إمكانية قتل هذا الإنسان إذا قرر أن يترك الإسلام!!
أليس حق الإنسان في اختيار الدين واحداً لا يتجزأ؟ أم انه نفاق يقوم على" قناعة" أن "ديننا" هو "الأفضل"، ولذلك فإن ما حدث لغير المسلم هو "هداية"، على حين أن المسلم الذي يتحول إلى دين أخر، هو في "ظلال"؟
هذه "القناعة" خاطئة.
تؤذي الإنسان.
كل الأديان طرق، توصلنا إلى الرحمن. والإلحاد طريق أيضاً.
وهي طرق متساوية. لا تزيد أو تنقص عن غيرها.
وإذا أراد الإنسان أن يكون ملحداً، بوذياً، يهودياً، مسيحياً، فهذا حقه.
حقه.
لا ينقص منه شيئاً.
---
قلت لقاسم الغزالي خلال الندوة أني أحييه على شجاعته، لأنه ترك الإسلام، لكني لست ملحدة. هذه قناعتي.
وعلى حين أني قررت البقاء في الإسلام، فأني أصر أني لم أقل ابدأ اني أقبل به بالصورة التي هو عليها اليوم. أنا أؤمن بإمكانية إصلاح هذا الدين. والدين الذي أؤمن به هو دين محبة سلام ونور. دين يحترم الإنسان وإرادة هذا الإنسان.
فكان رد قاسم الغزالي علي: "أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام".
وعبارته كانت في الواقع صحيحه.
فالمدون المغربي أدرك عندما شب أنه لم يختر أن يكون مسلماً. وأراد لذلك أن يمارس حقه في الاختيار، وأن يدون هذا الاختيار في كلمات على مدونته. فأضطر إلى مغادرة بلده خوفاً على حياته.
ألا يدعونا هذا إلى الخجل؟
---
الطريق لازال طويلاً أمامنا. وأنا مصرة على أن أي إصلاح في مجتمعاتنا لا يتناول إصلاح الدين مصيره الفشل.
ولذلك أعود من جديد إلى الحديث عن الإسلام الإنساني. أحدثكما في المقال القادم عن العنصر الرابع الذي يقوم عليه الإسلام الإنساني، عن المرأة، وسأمهد له بالحديث عن واقع المرأة بعد انتفاضة الحريات!



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول التمييز ضد المسلمين في اوروبا - رسالة مفتوحة إلى منظمة ا ...
- أطلقوا سراح الناشط السعودي محمد البجادي!
- نصوصنا السماوية نحترمها... لكنها بشرية 4
- اي دستور ياصاح؟
- نصوصنا السماوية نحترمها...لكنها بشرية 3
- نصوصنا السماوية نحترمها... لكنها بشرية 2
- نصوصنا السماوية نحترمها... لكنها بشرية 1
- أحلامنا .... نحن من يحققها
- حرية بدون -ولكن-!
- إنسان حر 15
- للمرة الألف، الهوية إنسان! (14)
- إسلامٌ -جديد-
- يوم دفنت أبي... مع أخي
- أخلعي الحجاب!
- الهوية إنسان 12 (ب)
- الهوية إنسان 12 (أ)
- كيف أؤمن بالله؟
- مواطنون لا ذميون 10
- إلهام مانع في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: افاق التغي ...
- الشريعة تنتهك حقوق المرأة 9


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - -أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام!-