أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كميل داغر - رداً على المجلس الأعلى للثورة الإسلامية أليس من خيار غير النهاية بالرعب والرعب بلا نهاية؟















المزيد.....

رداً على المجلس الأعلى للثورة الإسلامية أليس من خيار غير النهاية بالرعب والرعب بلا نهاية؟


كميل داغر

الحوار المتمدن-العدد: 254 - 2002 / 9 / 22 - 01:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

في عدد <<السفير>>، تاريخ 14 أيلول الجاري، نُشر مقال بتوقيع المكتب الاعلامي لممثلية المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، تحت عنوان: <<المعارضة العراقية هي المعني الاول بمصير شعب العراق>>، وذلك ردا على مقال لي كانت نشرته الصحيفة نفسها في الثاني من أيلول، بعنوان: <<كلنا معنيون بمصير الشعب العراقي>>.
هذا ومن الواضح حتى لو سلّمنا بالفهم الذي ينطوي عليه عنوان مقال <<الممثلية>>، على رغم كونه قطريا حتى العظم، ومشبعا بروح الانعزال القاتلة، في ظروف تزداد فيها الحاجة الى دور جماهيري عربي شامل، تضامنا مع شعب العراق من الواضح، أقول، ان ادعاءه يفتقر الى الصواب والدقة. وذلك عائد لأسباب عدة، أكتفي بواحد أساسي بينها هو عدم وجود معارضة واحدة، بل معارضتين تختلفان جذريا الى الآن. وهو ما كنت أوضحته في النقاش الذي دار بيني وبين ممثل للمجلس المذكور، هو السيد مدين الموسوي، في اطار برنامج <<الملف>> الذي يقدمه الاستاذ عرفات حجازي على شاشة الإن. بي. إن (NBN)، وذلك بتاريخ الخامس من أيلول. وهو نقاش يبدو أنه كان الحافز الأساسي لرد المجلس على أطروحاتي بخصوص الهجمة الاميركية على الشعب العراقي، إذ انه أتاح الانطلاق مما أوردته في مقال صحافي منحكم بالاقتضاب، لأجل توسيع نقاط جوهرية فيه، وإبرازها، مع ما تتطلبه من الصرامة والحزم.
فلقد كنت سلطت بعض الضوء، في ذلك النقاش، على انقسام المعارضة العراقية، بشكل صريح، الى واحدة متعاونة، الى هذا الحد او ذاك، مع الادارة الاميركية، في مشاريعها للتدمير الثاني للعراق، ولإحكام السيطرة على شعبه كما على ثرواته، هذه المرة (وبين روافدها الحزبان الكرديان الرئيسيان في الشمال، والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية، ومجموعات اخرى أقل أهمية بكثير من حيث التمثيل، وأكثر تبعية للإدارة الاميركية)، واخرى تجمع الى عدائها لنظام صدام حسين الدكتاتوري البشع رفضها للحرب الاميركية. وهي تضم الى الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة الاسلامية لجنة تنسيق العمل القومي الديمقراطي في العراق، علما بأنها، اذا كانت تتخذ موقفا وطنيا لا غبار عليه، الا انها امتنعت الى الآن عن اتباع الموقف النظري بالخطوات العملية لترجمة هذا الموقف الى ممارسة. وهو ما هي مدعوة إليه.
إساءة فهم مقصودة.. أم ماذا؟
على الرغم من أن التحليل الذي أوردته، سواء في مقالي المشار إليه، او في البرنامج التلفزيوني المنوّه به أعلاه، واضح وصريح تماما في ما يتخذه من موقف صارم تجاه النظام القائم في بغداد، فإن كاتب الرد المنشور في 14 الجاري، في <<السفير>>، يصر على تجاهل ذلك، طارحا أسئلة تحاول أن توحي بالعكس، ولا سيما حين يقول:
<<قبل أن تقذف المعارضة العراقية بتهمة العمالة للسيد الاميركي، هل ان ما قام به صدام من أدوار ومشاريع حرب وتسويق أزمات بالجملة، وربط البلاد بدوامة 51 قرارا دوليا، كان عملا بطوليا؟ وإذا كانت السلطة القادمة في العراق أداة عميلة لواشنطن فهل ان السلطة الحالية وطنية ونزيهة؟>>.
ان النقد الحاد لموقف الشق من المعارضة، المتعاون مع واشنطن، والمسهّل لمشاريعها العدوانية، لا يمكن حمله إطلاقا على محمل الدفاع عن الدكتاتورية البعثية في بغداد، وما جرّته من ويلات حتى الآن، ليس على شعب العراق وحسب، بل ايضا على الشعوب العربية جمعاء، وبوجه أخص الشعب الفلسطيني، سواء في سلوكها الوحشي ضد الجماهير العراقية، او في مغامراتها المجنونة ضد الشعب الايراني، بادئ ذي بدء، ثم في الكويت، وما ترتب على ذلك من نسف لقدرات الشعب العراقي العسكرية، من جهة، والاقتصادية والسياسية، من جهة اخرى.
على العكس، فلقد كانت جلية تماما، في مقال 2 أيلول، الادانة الصارمة لنظام بغداد، الذي أتاح شن حرب عالمية ضد العراق، في اوائل عام 1991، <<تلك الحرب، التي سهّلها بحسب ذلك المقال جنون العظمة لدى الدكتاتور العراقي بغزوه الكويت، وتعريض بلده وشعبه للسحق>>. لا بل فضح المقال حتى التحالف الموضوعي، اذا صح التعبير، بين هذا الأخير والامبريالية الاميركية، بالاشارة الى كيف عمل بوش الأب، آنذاك، <<على تدمير العراق تدميرا شبه شامل، لكن مع عدم المساس بالدكتاتورية القائمة، بحيث يتضافر استمرار قمعها الشرس لحركة الجماهير مع الحصار الدولي في تركيع الشعب العراقي وتطويعه نهائيا>>.
وقد ركّز المقال المذكور، في الأخير، على مطلب <<إرساء الديمقراطية الحقيقية>> في العراق، مع ما يعنيه ذلك من إطاحة للدكتاتورية القائمة هناك. لكنه شدد، في الوقت نفسه، على ضرورة ان يتم ذلك <<بنضال أبنائه قبل كل شيء، وبالتضامن الجماهيري العربي مع هذا النضال، لا بالحروب الاميركية العدوانية، التي لم تؤدّ يوما الى قيام الديمقراطية في اي من البلدان التي وقعت ضحيتها>>. وهذه الفكرة كانت الفكرة الاساسية الطاغية في المساجلة التلفزيونية مع ممثل المجلس الاعلى، في الخامس من الشهر الجاري.
لا دور الأجير ولا دور الشريك!
في معرض الدفاع عن العلاقة التي تقوم الآن مع الولايات المتحدة، يقول كاتب الرد، على سبيل التبرير وتبرئة الذمة، ان المعارضة الداخلة في هذه العلاقة ترفض <<دور الأجير>> وتلح <<على دور الشريك>>. وهو أمر يستدعي ملاحظتين اثنتين:
أولا: ان هذا الكلام يذكّر بما كان يبرر به ياسر عرفات انجرافه في الاتفاقات البائسة التي وقعها مع العدو الصهيوني، تحت الرعاية الأميركية، بأنه فعل ذلك من موقع الشريك. ولقد أثبتت التجربة الكارثية للشعب الفلسطيني، على امتداد السنوات العشر الاخيرة، التي تلت اتفاق اوسلو الجهيض، طبيعة الشراكة التي قد تقوم بين الحمل (الفلسطيني) والذئب (الاميركي الاسرائيلي). وبالتالي، فالمعارضة العراقية، اذ تستعير هذا المصطلح من قاموس اليمين الفلسطيني، كما لو هي تغمض عينيها بالكامل عن العواقب الوخيمة جدا التي تترتب على أي شراكة مع الوحش الاميركي، ولا سيما في عصر هيمنته الساحقة، ونزعة الانفراد القصوى لديه، علما بأن هذا الأخير، الذي يرفض الآن، بشكل او بآخر، حتى شراكة حليفاته من الدول الصناعية المتقدمة في القرارات الكبرى، لن يتنازل عن هذا الموقف لصالح المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، او حزبي البرازاني والطالباني، او بوجه أخص <<المؤتمر الوطني العراقي>> بقيادة أحمد الجلبي، او أي من الاطراف الاخرى الأقل أهمية في المعارضة العراقية.
ثانيا: ثم حتى لو تنازلت الادارة الاميركية لهذه المعارضة، جدلاً، ومنحتها موقع الشراكة في مشاريعها العراقية، فأي مجد يمكن ان يكلل هامة تلك المعارضة، عبر مشاركتها في الخطة الحالية التي يعدها صقور البيت الأبيض والبنتاغون لتدمير العراق والقضاء على كل ما قد يكون نجا من حرب بوش الأب، وكل ما أعيد بناؤه على امتداد العقد الأخير، وسط الآلام والعذابات المأسوية لشعب يتعرض لأحد أبشع الحصارات في التاريخ الحديث، وقد دفع ثمنا له منذ انتهاء ما سمي ب<<عاصفة الصحراء>> أكثر من مليون ونصف مليون ضحية، بينهم مئات الألوف من الأطفال؟!! وهي خطة، اذا نجحت، لن تكتفي بذلك، بل ستؤدي الى وضع اليد لحقبة زمنية مديدة على كل ثروات العراق، علاوة على تفتيته وتمزيقه، وتحكيم سلطات عميلة برقاب شعبه.
أي خيار بين النهاية بالرعب والرعب بلا نهاية؟!
في كتاب كارل ماركس، الثامن عشر من برومير، لويس بونابرت، وبعدما وصف ما أصاب البورجوازية الفرنسية في أواسط القرن التاسع عشر من الهلع إزاء <<الفوضى التي لا توصف والتي تصم الآذان بما فيها من صهر وإعادة نظر وتمديد دستور وتآمر وائتلاف وهجرة واغتصاب وثورة>>، يصوّر كيف راحت ترغي وتزبد مبهورة الأنفاس، وتزعق في جمهوريتها البرلمانية: <<نهاية بالرعب خير من رعب بلا نهاية!>>.
ومن المحزن جدا ان يكون الواقع العراقي، في ظل الدكتاتورية، يدفع الآن شريحة مهمة من المعارضة العراقية، من ضمنها المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، الى إطلاق الصيحة نفسها.
بيد أنه، مهما يكن، فبين هذين الخيارين خيار ثالث ندعو إليه هذه المعارضة، هو وحده الذي يمكن ان تزعم على أساسه أنها <<المعني الأول بمصير الشعب العراقي>>. هذا الخيار يتضمن ما يأتي:
أ السعي الجاد لتجنيب هذا الشعب الأهوال التي يعدّ لها بوش الابن وبلير، ومن ورائهما شارون والصهيونية العالمية، وباقي المنظومة الخائفة من طاقات شعب لا بد إذا تمكن لاحقا من انتزاع الشروط الأولية للسيطرة على قراره من ان يطيح السلطة التي تقمعه وتشلّه، ويطور الامكانات الهائلة التي يمتلكها، ليس فقط على صعيد ثرواته الطبيعية، بل ايضا على صعيد كادراته العلمية وأدمغته المهاجرة والمنفية.
ب الخروج كليا من اي تطلعات مدانة الى الشراكة مع الادارة الاميركية ومشاريعها الاجرامية للسيطرة على عراق مدمّر ومستنزف حتى الأعماق، والعمل على العكس على بناء جبهة وطنية حقيقية تضم كل القوى الساعية لإطاحة النظام العراقي الحالي، لكن ايضا لفرض فك الحظر الدولي، وفي الوقت نفسه لمجابهة اي عدوان أميركي بريطاني اسرائيلي... الخ، بكل الامكانات، والتصدي لأي احتلال لاحق بحرب شعبية طويلة ظافرة.
ج وضع الأسس الوطيدة لتحالف عربي عالمي فعلي واسع مع الشعب العراقي ومعركته لأجل الحرية والحياة الكريمة وإعادة البناء.
هنا الوردة، بحسب القول اللاتيني المأثور، فلنرقص هنا!!
() محام وكاتب سياسي لبناني. 
 ©2002 جريدة السفير 
 
 



#كميل_داغر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا معنيون بمصير الشعب العراقي
- حكومة الموت وطائر الفينيق


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كميل داغر - رداً على المجلس الأعلى للثورة الإسلامية أليس من خيار غير النهاية بالرعب والرعب بلا نهاية؟