أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - عوجة: مفارقات انتخابية عجيبة في سوريا















المزيد.....

عوجة: مفارقات انتخابية عجيبة في سوريا


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3715 - 2012 / 5 / 2 - 12:57
المحور: كتابات ساخرة
    


بقي أقل من اسبوع واحد على الاستحقاق الانتخابي في سوريا لمجلس الشعب السوري "البرلمان"، في هذه الظروف الاستثنائية العصيبة التي يمر بها وطننا السوري العظيم. وهذه الظروف الاستثنائية قد لا توفر في هذه الانتخابات الكثير من المعطيات التي تجعل منها انتخابات عادلة وقياسية ونزيهة في حقبة سوريا الجديدة، أو على الأقل القياس على الفترة الماضية، حيث كانت الدولة توفر دعماً مالياً للمرشحين غير القادرين على تمويل حملاتهم الانتخابية، وخاصة العاطلين أو "المعطـّلين" والممنوعين عن العمل، وذلك من خلال قروض ميسرة كانت تمنح للمرشحين، وتمكنهم، بالتالي، كغيرهم من خوض غمار الانتخابات، وحتى إن لم ينجحوا فقد يكتفون بشرف المحاولة التي تعادل "رهجة" الفوز والانتصار.

غير أن الانتخابات الحالية، ومع الواقع الاقتصادي الضاغط، والعقوبات الدولية، جعل الدولة، "البخيلة" والشحيحة أصلاً على مواطنيها، ولا تنسوا "الكرام"، أكثر شحاً وبخلاً هذه المرة، وسقطت بذلك ركيزة ودعم قوي، وأمل كبير كان يعول المرشح عليه كثيراً في التقدم والترشح للانتخابات، ألا وهو رعاية الدولة ووضع الجميع على منصة متساوية. ومع هذا الارتفاع الجنوني والفاحش للأسعار وخدمات وأجور الدعاية والإعلان، وارتفاع كلفة اليد العاملة، فقد أصبح مجرد التفكير بخوض حملة انتخابية متوسطة المصاريف، أمراً شبه مستحيل، وبعيد المنال، ما أدى لانسحاب الآلاف المؤلفة من المرشحين الفقراء البؤساء من ذوي القدرات والإمكانيات والإرادات الوطنية الصادقة لخدمة الوطن والمواطن السوري الفقير، والذين فكروا في لحظة إثم وطني أن يستشعروا لذة ومتعة ممارسة حقهم الوطني الانتخابي، ولكن كماا يقال "أجت الحزينة، يا حرام " لتفرح ما لاقت لها مطرح".

هذا سيقودنا من دون أدنى شك، إلى موضوع طبقية الانتخابات التي تعكس، بدورها، طبيعة طبقية المجتمع وطبيعة الخريطة الاجتماعية الطبقية المؤلمة القائمة في سورية، حيث انقسم المجتمع أفقياً، وفـُرز على نحو حاد وصارخ، وجارح إلى طبقتين لا ثالث لهما، طبقة دنيا فقيرة واسعة مسحوقة ومهمشة وعاجزة الحركة ومسلوبة وفاقدة القدرة والإرادة وتشكل قاعدة الهرم الكبيرة والعريضة، وطبقة التحالف الطبقي-السلطوي الأعلى النخبوي التجاري-الكهنوتي ( لا يجب أن ننسى هنا تحالف السياسة والاقتصاد) المافيوزي الفاسد المفسد الذي أثرى ثراءً فاحشاً وبات يلعب بمليارات الشعب الفقير المنهك والمفلس والقادر-أي التحالف- على الصرف على كل شيء ببذخ خرافي وترف لا محدود مبالغ في استعراضيته من دم الفقراء وبؤسهم، وليس فحسب على مجرد حملة انتخابية يعتبرها "فكة" ومصروف جيب، أو دخل يومي مقارنة مع دخله الأسطوري، وهناك أسماء كبيرة وكثيرة يتداولها السوريون اليوم عن هذا التحالف والطبقة التي تتصدر واجهات الإعلان في المدن السورية، وهذه الطبقة ستشكل عماد، وركن، وركيزة المجلس الجديد كما يبدو من القراءة الأولية، بمشيئة المولى تعالى وتبارك.

وهنا لا بد من التعريج أيضاً، وفي ذات السياق، على "همروجة" قوائم الجبهة الوطنية التقدمية، المفروضة فرضاً، والناجحة سلفاً وحكماً، (ومبروك لهم من هذه اللحظة لمرشحيها)، والتي استبدل مسماها، في عملية مضحكة للضحك على ذقون وعلى "شيبة" المواطنين السوريين، بقائمة ما يسمى بالوحدة الوطنية، ورجاء لا تضحكوا، والتي هي عبارة عن ذات القائمة التاريخية السابقة ما غيرها "المفلترة" والمرضي عنها أمنياً، ووظيفياً، وسلطوياً، والتي لا تهش ولا تنش عادة، ولا تبش لرغيف الخبز الساخن، وكان دورها التصفيق وقضاء أوقات النوم والاسترخاء في قاعات وردهات المجلس، والبصم على قراراته، وهي مزكاة مما يسمى بالقيادة القطرية لحزب البعث، التي لا أعرف ما هي علاقتها بالانتخابات، اليوم، من حيث الشكل والجوهر، وقد انتهى حكم الحزب العروبي صاحب رسالتهم الخالدة الذي كان يأمل ويحلم بأن يوحدنا مع موريتانيا، وقطر، وإريتريا، وجزر القمر والسودان الذي أصبح حتى اليوم ست دول فقط لا غير وكل الحمد والشكر لله؟

هناك مرشحون وفرّت لهم الدولة المناصب الرفيعة، والوجاهة والدعم المادي، والمعنوي، والإعلامي، عبر الظهور في وسائل الإعلام المملوكة للدولة، ومنحهم بشكل غير مباشر إعلانات انتخابية مجانية، وكل أسباب النجاح والنجومية والتفوق والدلع والدلال والغناج والتمييز والأفضلية على غيرهم ممن يسمون بمواطنين سوريين(1)، وهناك في المقابل أسماء وهناك بالمقابل مرشحون، عـُتـّم عليهم قصداً، ونكاية، وجكارة، وشبه محرومين من حقوقهم الآدمية في بلاد آبائهم وأجدادهم السوريين العظام، وقطعت أرزاقهم عامداً متعمداً، ومورست بحقهم ممارسات بلطجة وتشبيح وفوق القانون، وأخذوا على الشبهات والأمزجة، ودون وجه حق، وخنقت أصواتهم، ومنعت الدولة عنهم الهواء والأوكسجين، وحرمتهم من أية فرصة للعيش الحر والكريم، ولا يملكون من حطام الدنيا، ما يسد رمق أطفالهم، ومع ذلك عليهم أن ينافسوا ويتباروا مع أولئك المعصومين والمحظيين المحبوبين المدلين "المغنـّجين" المغناجين الحلوين "الأمورين"، هكذا، في تحيز فاضح وجارح ومخجل من الدولة لشريحة من مواطنيها وهي التي تدعي وتعمل على تحقيق مبدأ تكافؤ في حدوده الدنيا، ويصح فيهم قول الشاعر ألقاه في اليم مكتوفاً و قال له إياك إياك أن تبتل بالماء.

تشوب انتخاباتنا المقبلة شوائب عدة ومفارقات مبهمة ومختلفة وأهمها قدرة شريحة عريضة من المرشحين على الصرف على الانتخابات، وبالتالي ظهور بداية عمليات رشوة لشراء الأصوات كما يشترون الكماليات والمجوهرات، واعتماد قوائم الجبهة الوطنية التاريخية "المرضي" عنها، أو ما يعرف بقائمة الدولة ومرشحيها المعروفين تاريخياً، وهم الناجحون سلفاً، وهذا ما يفقد الانتخابات العدالة المطلوبة وكان حرياً التريث حتى يتم معالجة هذه المعضلات حتى يمكن لنا أن نتكام ونتبجح ونرطن، فعلاً، بانتخابات عادلة ونزيهة وديمقراطية، في سوريا الجديدة.

"عوجة ويا ما راح نشوف"، لا ندري هل نضحك أم نبكي؟

(1) يتداول السوريون اليوم، وبكثير من التندر والسخرية والألم والإحباط، أسماءً مافيوزية، ونهبوية ووظيفية مرعبة وتشكل وسواساً قهرياً خناساً لما يسمى بلمواطن السوري البسيط، وكانت ذات نفوذ تاريخي، في غير محافظة سورية، تتصدر قوائم "الجبهة"، وكانوا عبئاً على سوريا يبدو أنه سيستمر مع المجلس العتيد القادم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل وقع الروس في شرك مقلب أممي؟
- انشقاقات وسقوط الجزيرة
- مهلكة الظلمات الوهابية والتورط بالدم السوري
- حان وقت الحساب
- جنون البشر
- ولادة المثقف المسطول
- من سيسقط النظام؟
- أين عدالتكم الانتخابية؟
- خطة عنان الإنقاذية
- نضال نعيسة: هذا هو برنامجي الانتخابي
- اغتيال مجلس غليون
- كلينتون تستبدل إسقاط النظام بالدرع الصاروخي الخليجي
- الفرنسيون وتكرار الحماقة الأمريكية
- قمة الكبار وقمة الصغار
- كرم أخلاق أمريكي
- قل للفضيحة بالمجلس الوطني....ماذا فعلت بمعارض متسعود؟
- حماس: سبحان مغير الأحوال
- متى انتصرت أمريكا؟
- دروس بابا عمرو
- انتحار حماس


المزيد.....




- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - عوجة: مفارقات انتخابية عجيبة في سوريا