أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاويدان كمال - جدتي.. السياسية المحنّكة















المزيد.....

جدتي.. السياسية المحنّكة


جاويدان كمال

الحوار المتمدن-العدد: 3707 - 2012 / 4 / 24 - 21:31
المحور: كتابات ساخرة
    


اكتشفت مؤخرا بأنّ جدتي-وكذلك جداتكم- تتمع بحدس سياسي مهم، ولم أكن أدرك أنها كانت وعلى مدى عقود من الزمن تمارس فن السياسة في قريتنا الصغيرة الخاوية على عروشها تلك والآيلة الى الزوال الآن، إذ ما يزال تعداد سكانها في تناقص مستمر حتى باتوا يُعَدون على أصابع اليد وربما الواحدة فقط في تلك البقعة الصغيرة المبتلية بجنسنا والمنسية في العالم، والحاضرة فقط في قلوبنا ومصالح الدول الكبرى.
كانت جداتنا ترددن أحيانا مقولة مفادها أن حافظ الاسد انسان طيب لأنه جاءنا بالكهرباء!!! كنت أدرك حينها بأنهن ولأنهن غُيّبنَ في عالم النسيان ظنن بأن الكهرباء هي هبة من ابن الشيطان ذاك وربما أوحي لها بذلك. لن نطيل ولن ندخل عالم تلك الأسباب التي جعلتهن تقلن ذلك فربما البعض ممن كانوا يمتهنون السياسة في عالمنا المغلق كعلبة الكبريت كانوا يرددن كذلك مثل تلك الجمل - من باب السياسة طبعا- ومن أين لجدتي أن تدرك سياستهم تلك، جدتي التي ما انفكت وعلى مدى عقود من الزمن تقرأ الفاتحة في اليوم سبعة عشرة مرة على الأقل ومن دون أن تفقه منها كلمة واحدة! ناهيك عن تلك الآلة الاعلامية الضخمة لحزب البعث الممجدة للحركة التصحيحية وانتشار الأمية والنحت في الصخر من أجل ايجاد لقمة العيش، ووو.

المجلس الوطني السوري جاء بوثيقة وهيئة التنسيق جاءت بأخرى.. وبَرَزَ منّا من يدافع عن ورقة هذا أو ذاك من مبدأ أن هذا جلّ ما نستطيع تحقيقه في هذه الفترة، وكأننا نتسول ولن أقول هنا من المعارضة العربية ولكني سأقول من برهان غليون ومن حسن عبد العظيم.
ومن وحي هؤلاء الذين باتوا يُمَجّدون هذه الشخصيات المعادية للقضية الكوردية فقط لأنّهم تذكروا وجود فئة من الشعب يسمون بالأكراد وهم سوريوون سكنوا الشمال، يا رباه لهذه الأوصاف وكأن الكورد في سوريا نزلوا هكذا من السماء في ليلة وضحاها، ولاسباب مجهولة سكنوا المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا ولم يختاروا الساحل الجميل لسذاجتهم !!!! ؛ من وحي هؤلاء أدركت بأن جدتي أيضا كانت تمارس السياسة حينما كانت تقول أن حافظ رجل جيد على شاكلة غليون رجل جيد وحسن عبد العظيم رجل جيد أيضا فمن وهبنا –للاسف باتت أشبه بالهبات- جزءا طبيعيا من حقنا وتفضل بها علينا رفعنا لهم آيات الاجلال والتقدير وهرعنا نقبل أياديهم الكريمة وسبحنا باسماءهم وتناسينا أن نطالب بالبقية المتبقية والجزء الأهم والأكبر من حقوقنا، ونسبنا كل ذلك إلى خانة السياسة وكل ما كان ينقص جدتي هو أن تلحق جملتها بجملة (هذه هي السياسة).
لكل من يتحدث باسم الكوردي نقول –كونكم رضيتم تحمل هذه المسؤولية التاريخية فقط لان نداء الواجب يناديكم!! - على الاقل حافظوا على حقوقنا في أدبياتكم ومنها وثائق التفاهم مع المعارضة العربية.... فإنه لمن سخرية القدر ان نقرأ رؤيا سياسية أو برنامج عمل أو وثيقة تفاهم ارتبط بها طرف كوردي -أيا كان ذاك الطرف- ولا نر فيها كلمات من باب حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره كحق طبيعي أو تسمية الارض التاريخية التي يعيش عليها باسم كوردستان، وكأنكم تناسيتم ان الجيل الكوردي الصاعد سوف يكبر على هذه الادبيات وأن السوريوون سيلتزمون بعقد اجتماعي جديد أساسه هذه التفاهمات، وما أجملنا لو علّمنا ابناءنا والجيل السوري القادم أن لاشيء في سوريا يسمى بكوردستان!!.
لكم أن تعرفوا ان لذلك انعكاسات جمّة في المستقبل ومن أبسطها على سبيل الذكر لا الحصر مثلا مسألة كتابة التاريخ السوري والذي سيُدرّس في المناهج السورية طبعا بعد انتصار الثورة ستستوجب منا مثلا عدم ذكر هكذا المصطلحات، مما يعني تشويهًا للحقائق والباس الواقع ثوبًا غريبًا سيخلق في المستقبل مشكلات أكبر وأسوأ.
بيت القصيد أنه -بعد كل الشكر لكل من تفانا منكم وكرس وقته من أجل قضية شعبه-لكم أن تعرفوا أن كل ما تتفقون فيه مع المعارضة مرتبط بكم فقط وإن تنازلتم عن بعض الحقوق فلا تتنازلوا عن ذكرها على الأقل في أدبياتكم ووثائق التفاهم تلك وإن كانت أطروحاتكم السياسية أقل مما يليق بحقوق شعبنا كشعب مثل بقية شعوب العالم فلكم أن تذكروا بعد التأكيد عليها في ديباجة تلك الاتفاقيات: أنه ونظرا للظروف الراهنة فإننا نرى أن النقاط التالية هي الحلول المثلى لارساء دعائم سوريا الجديدة ........ المهم أن تذكروا أن الشعب الكوردي شعب يعيش على أرضه التاريخية المسماة بكوردستان والتي تعرضت للتقسيم على أيدي القوى العالمية حتى آل الوضع إلى ما آل إليه الآن في ظل نضال مستمر للكورد من أجل نيل حريتهم وتعرضهم للتنكيل الممنهج الهادف إلى إبادتهم، ثم أكملوا رؤيتكم بالجملة التي ما ملّ الكورد من تكرارها على مسامع المعارضة العربية بأنهم ملتزمون مع السوريين ببناء دولة جديدة تقوم على أساس العدل والمساواة ثم حققوا ما استطعتم إليه سبيلا وأنتم المسؤولون طبعا، وما يبرأ ذمتكم هو العودة للشعب وفقط للشعب في اتخاذ القرارات المصيرة تلك وغير ذلك فلا.
لجداتي الثلاث أقول: ...و بعد سنين طويلة من الابتعاد القسري عنكم، وبعد أن أنعشت ثورة الكرامة والحرية آمالنا بالعودة إلى أحضانكم، لست عاقًا يا جداتي فالزمان عاق! سامحوني إن لم أعد أليكم..
لأنّي – وهذه للقارئ الكوردي والعربي- بت أعتقد بأنه لن يمكنني رؤية جداتي مجددا قبل ان توافيهم المنية – والكثيرون أمثالي طبعا- لأننا سنبقى وكما يبدو في عداد المطلوبين من قبل النظام وإن سقط هذا النظام الدكتاتوري وجيء بنظام جديد
-وسأقول هنا لربما- سيكون هناك نظام جديد سيتهمنا مجددا بإثارة الفتن والنعرات الطائفية وبث روح التفرقة وذم رئيس الدولة أو الطعن في الدين، كما اتُهِمنا على الدوام، في حين أن الحقيقة معاكسة تماما لهذه الصورة وجل ما نطلبه هو المساواة والاعتراف بالآخر وما له وما عليه من مبدأ أن كل البشر متساوون في الحقوق والواجبات، وكل ما نسعى إليه هو رؤية شعبٍ سوري حر يتعايش بسلام ولكن من دون تغييب للحقائق، إذ لست منزعجا من ذكر جُمَلٍ مثل: أن دمشق كانت عاصمةً للأموية، كما أنه ليس من العدل أن ينزعج ساكن دمشق من جُملٍ مثل: أن قامشلو تعتبر عاصمة الأقليم الكوردي أو أنها كانت وعلى مر السنين أرضا كوردية سكنها أخواننا الكورد شركاء الوطن.
إذا فلأترحم على جداتي منذ الآن والرحمة تجوز على الحي والميت!! على أمل أن يكون المستقبل أجمل، ولجدتي السرختية والتي لها بدورها أقارب كثر في شمال كوردستان-تركيا الآن- ولا تستطيع زيارتهم وهي التي ما انفكت تتطلع ليومٍ يُمَّكِنها قبل أن توافيها المنية من رؤيتهم ويمّكنهم من رؤيتها هكذا وبكل بساطة ومن دون قيود ومخابرات وسياسة وعنصرية وحسابات طويلة عريضة عانا منها أجدادنا وآباؤنا كما عانينا نحن. وكلي ثقة أن لكم جدات لهن أقارب وراء الحدود كذلك شمالا أو شرقا ولهن نفس أمنيات جدتي، لهنّ جميعًا نقول فلنتحلى بالصبر والعمل كي نحقق لكم هذا الأمل، عاجلا أم آجلا فإننا سنحيا مثل البشر شاء من شاء وأبى من أبى، جاء من جاء أو رحل من رحل.
جاويدان كمال: 23-4-2012
[email protected]



#جاويدان_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة السورية ونار النوروز


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاويدان كمال - جدتي.. السياسية المحنّكة