الانتفاضة السورية ونار النوروز

جاويدان كمال

الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 19:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقبل عيد النوروز (اليوم الجديد,رأس السنة الكردية) هذه السنة بينما تشهد الكثيرمن المدن السورية انطلاقة انتفاضةٍ حقيقية ضد النظام البعثي المستبد والذي لجأ مباشرة و من دون تردد إلى استخدام الرصاص الحي و الطائرات ضد شعبه الأعزل لإسكات صوت الحق والضمير السوري مظهرًا للعالم أجمع وجه الدموي الحقيقي,غير آبهٍ بكل المعايير والقيم الإنسانية الدولية, وغيرمتعض بالتجربة التونسية والمصرية وآخرها التجربة الليبية.
يدرك النظام تمامًا معنى هذا اليوم (رمز الانتصار على الظلم والطغيان) ويدرك معنى تجمع مئات الآلاف من الكرد وفي مختلف الأماكن , إذ يتصاعد الشعور القومي والوطني الرافض للذل والهوان وفيه يستذكر الشعب الكردي كل تلك الممارسات اللإنسانية التي ارتكبها النظام السوري في حقه ويجسدها في أغانيه ومسرحياته مذكرة إيّاه بأنّه ما من حق يضيع ووراءه مطالب. وكل ما يخشاه النظام السوري هذه السنة هو انتفاضة كردية جديدة ومؤازرة عربية لها في كل المدن الأخرى مما يعني خسارة النظام لورقته المفضلة التي لعب عليها منذ عقود من الزمن- زرع الفتنة والشقاق بين مكوني الدولة السوري الأساسيين (الكرد والعرب)-وارتعاش أركان الدولة السورية وخروج الأمر خارج نطاق السيطرة.
محاولات النظام واضحة لتحقيق التهدئة في المناطق الكردية ,فلماذا لا يدرك العرب مخاوف النظام ويحاول الالتفاف عليه هذه المرة.؟؟؟
ولماذا لايخطوا العرب خطوة حقيقية نحو الشعب الكردي في سبيل بناء سوريا الحرية ويتضامنوا معه ويحيوا عيد النوروز ليجعلوا منه يوم لحمة وطنية ويوم انتفاضة حقيقية؟ يومًا للانتصار السوري كردًا وعربًا كما كان يومَ الانتصار الكردي على مرّ الزمن,ليؤكد العرب للنظام وللكرد بأنّهم لم ينجروا وراء مؤامرات النظام وأنهم وبحق يعترفون بالوجود الكردي ومستعدون للتواصل معه ويتفهمون قضيته.
لسنا بحاجة الى نار البوعزيزي في سوريا,لسنى بحاجة لأن يحرق أهل درعا او أهل قامشلو أنفسهم من أجل حرية وطنهم, كل ما نحتاجه في سوريا هو أن نكون يداً واحدة تشعل النار في الحطب وفقط في الحطب! ولكن بصورة معممة وفي كل المدن السورية من أقصى الشمال الشرقي إلى أقصى الجنوب الغربي السوري , نار واحدة تبعث الرعب في قلب هذه النظام وتجبره على الرحيل,نار واحدة وصوت واحد يهتف : (أرحل يا نظام أرحل) ,فنشهد بذلك ولادة سوريا جديدة, سوريا الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة, وطن ينعم فيه كل ذي حقٍ بحقه,وطن نتسابق فيه جميعًا للارتقاء به إلى مصاف الدول المتقدمة.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات