أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - نقد رواية اصابع لوليتا للروائي الجزائري واسيني ألأعرج















المزيد.....


نقد رواية اصابع لوليتا للروائي الجزائري واسيني ألأعرج


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 13:05
المحور: الادب والفن
    


كلام الوجه...
(أصابع لوليتا) واسيني ألأعرج..
في ذكرى...(طوق الياسمين )*
3-4
كان يعلّم الناس أن يحبوا كل ما يقومون به،ويتجاوز بروح سخية
كل ما يقال ضده ،ويتصرف مع الجميع بالتساوي،حتى حين يعرف
أن الخديعة موجودة خلف الوجوه المبتسمة / واسيني ألأعرج/ 148/ أنثى السراب



*صيرورة المقروء ..حقيقة مادية
ضمن المفهمة الديالكتيكية..إنها تسعى لتحويل المجرد الى ملموس..وذلك بتفعيل الوعي كمتغير جمعي..وهكذا يتجسد
الفكر بسواعد قوة العمل الثوري..إنها جدلية ألإتصال بين المادة /الوعي....
بشيرإلمورّو..الشخصية الوطنية(..مجنون مسلوب بعشق المدن
التي لم تعد موجودة /526) هكذا يرونه ضباع السلطة وحسب
سردياته ،على ماريوشا (يحاولون أن يوحوا لي،بأني مولعا بحب
قراءة الشقاء ألأندلسي في كتب التأريخ،في المكتبة الوطنية، وأني مع الزمن ألتبستُ بالحالة فتحول المقروء الى حقيقة مادية
وذكروني بشخصية أعرفها جيدا، حدث لها ما حدث لي
:دون كيخوتة دي لامانشا../527)...
في(أصابع لوليتا)..يونس مارينا( أنزوى يومها وعلى مدار ثلاث سنوات حتى كاد يغرق في بياض الورق وسحر المخطوطات العريقة؟/17)..اليس يونس مارينا ..يفعل مايفعله
(أجداده ألأندلسيون عندما يجلسون وراء براد الشاي ويبدؤون سرد الخفايا وقصص العشاق..جده كان يفعل ذلك بحماس/انثى السراب/147) اذن ألا يمكن ان نرى العلاقة بين مارينا وبشير
علاقة بين حفيد وجد؟ والرابط التفاعلي بين بشير المورّو ويونس مارينا :أركيولوجيا المعرفة..والمعرفيات لاتدخل ضمن ألإفتراض بل ضمن الخبرة المنتجة مسرودات، تدفع ،عبر المقروئية الى
تغيرات في بنية الراكد ألإجتماعي..لكن العلامة الفارقة بين
الرجلين،هي شعرية التعامل وهذه العلامة الفارقة : دقيقة جدا
ولها نحول الخيط ،هي ما إنماز به الروائي عن المفكر بشير..
وبسبب فساد الواقع وتمسيخه سلطويا، أصبح المسرود،وحده الحقيقي،مادم ليس حقيقيا كل ماهو واقعي ،حسب –هيغل-
لذا يلوذ الوعي الفردي حتى التماهي،في كل ماهو جمالي في سرده، ومن خلال التماهي تتجلي صيرورة الجمالي كمعادل
موضوعي وبديل فذ ..(واسيني..نصف حياته مرهون لشخصيات
يصنعها..ثم يصدق إنها موجودة فيحبها،يضعها في قلبه وعينيه
ويخاف عليها يقول إنها هشة ولاتصير لها في الحياة غيره /
أنثى السراب/147)...
يونس مارينا... حين رأى لوليتا،لم يقارنها بنموذج
واقعي،بل بمسرود كتابي..إذن بنموذج ورقي ؟هل لأن المسطور
على الورق..هو ألأكثر صدقا؟ ام هو لأنه واقعا بتعليق فينومينولوجي..تعليقا بين قوسين حسب هوسرل،؟ام لأن المسطور..رغبة في مأسسة واقع حسب تصور فردي، دون
قيد وشرط من أنظمة السلوك الجمعي..؟
من خلال هذه ألأحتماليات المضفورة ،نتساءل :
كم يحتاج المرء الى خبرة قراءة ،حتى يمتلك تبئيرا بهذه القدرة
آلآخرون يرمون دلو سؤالهم في بئر الذاكرة،ليمتحو اجوبة
يونس مارينا،وحده تصفح مدونات ذاكرته المكتبية فألتقط
القرين الورقي ،يونس المعلق بين قوسي :الموجة / الغيمة
ويمكن ان نرى القوسين قوسا واحدا : اليست الغيمة
موجة سماوية؟ مادام البحر سماء تتماوج
(اليس غريبا أن تلتقي بأمرأة تخرج أمامك من كتاب قرأته منذ ثلاثين سنة،وألتصق بذاكرتك كعقرب الصخور البحري؟تقف أمامك خارجة من رحم اللغة رامية عرض الحائط بكل ألأغلفة التي تحسبها قوقعة صلبة،وتتحول الى كائن بشري من لحم ودم
هي لوليتا .../47)

*****
*أركيولوجيا في عمى الوجوه...

تغادر لوليتا معرض فرانكفورت ،لتتفتح وردها وتتضوع في ..نبض الروائي يونس مارينا،يتحول مارينا غصنا على هيئة سؤال
يتذكر (ظل هو مشدودا الى سؤاله ألأول منذ أن رأها : أين رأها
لابد أني رأيتها في مكان ما /45) ..
وقبل ذلك يتساءل (38)..
وكقارىء منتج أتساءل ..هل يونس مارينا مصاب ب( عمى الوجوه)؟ وأتساءل ثانية ألا يمكن ألإستعانة ب(العلم المعرفي )؟
كمفتاح ضروري لشفرات في طية النص ..
ويتمفصل هذا العلم من:
*علم النفس المعرفي
*علم النفس اللغوي
*الذكاء ألإصطناعي
للوجه فاعليته البيولوجية ،ولاتتأطر هذه الفاعلية بالحواس الخمس
فمن الوجه ينبث مواء الجنس وهديل العاطفة والحركية المجتمعية ..
للوجه تميزه داخل الفئة ،فهو شفرة مفتوحة من خلال مفلات الفراسة....قبل نبرة الصوت وطريقة المشي وهيئة الجسد :
الوجه يفضح جوانية صاحبه:( سيماؤهم في وجوههم)
وهنا اتساءل ثالثة أليس الوجه نصا مستقلا
اليس التعرف على الوجه يعد دالة لوحدات التعرف على الوجوه
وهي وحدات تتجاور مع الوحدات المعجمية ،ضمن نموذج
مورتون ،للتعرف على الكلمات ..
له حركيته الخاصة : الوجه .
وذاكرة خاصة..تقاوم المتغير الزمني ،كلما حاول ان يطمرها بقساواته ..بتثبيت بصماته العمرية: بدءا من وجه الصرخة
ألأولى وإنتهاء بالوجه وهو على مشارف الغراب ..
ذاكرة العينين في يونس مارينا تتساءل بصوت عال
(غريب؟ كل مافيك يؤكد لي أننا التقينا في مكان ما ،ضاعت
تفاصيله،وفي زمن ما لم أعد قادرا على لمسه . نظراتك؟ وجهك؟
حركاتك؟ كلماتك ؟ أسئلتك؟ طفولتك تتراقص في عينيك؟/40)
كل هذه السؤالات تلظم في خيط:
( البحث البصريVisualSearch )..ويخرج وجه لوليتا من فئة
الوجوه المشتتة ويعلن إنتسابه للوجوه المستهدفة ،من خلال التمييز
السيمولوجي: نظراتك/ وجهك / حركاتك / أسئلتك/ طفولتك؟ ..عينيك.
يعيننا نموذج (هاي وينج )،في التعرف على ألألفة الوجهية ضمن أفق تلقي يونس مارينا..
(لم تكن الشابة غريبة عنه أبدا.فيها شيء من ألألفة /39)
،بهدف التنظيم الوظيفي لعدد من العمليات ألإفتراضية المتضمنة،في التعرف على الوجوه وألأشخاص..
عبر التحليل البصري،الذي يقوم تفاعليا بأرسال وإستقبال مرسلات
معلوماتية منشّطة ..
نموذج من المرسلة المتساءلة..
يسألها يونس(هل لي أن أتعرف عليك؟)..
ويونس يشعر،أنه أعلن عن إنسداد الرابط بين وحدات التعرف على الوجه ومعلوماته الشخصية عنه ،لذا يشعر
(في أعماقه بسخف سؤاله،كان يجب أن يصمت ويكتفي بتأملها/35)..
(هل يعيد عليها السؤال التقليدي: هل التقيا من قبل ؟
بدا له ألأمر ساذجا وسخيفا مرة أخرى/ 39)
إنفعال يونس بجمال لوليتا المصنّع،جعله يخاطبها بالشكل الخطأ،وقد شخصت لوليتا،ذلك بخبراتها العاطفية وغير العاطفية(كانت تنظر الى عينيه بدهشة وهو يتحدث بشكل يكاد ينسى فيه أنه مع معجبة وليست مفكرة)..
عقل يونس يريد إخراج يونس من بئر الدهش ،عقل يونس يخاطب ألإنهمام الجنسي ليونس..صارخا به : لوتزوجت بشكل طبيعي (لكانت هي أصغر بناتك )..
ولأنها لم تجب على سؤاله،فحاول يونس إفتراض أجابات
(45)
لوليتا..لم تقصد حفلة التوقيع من أجل شراء نسخة من الرواية.. لم تأت اجل النص..
لوليتا جاءت من اجل الشخص يونس مارينا ،وثقتها المطلقة بنرجسيتها،المصّنعة بإنجذابيات سطوة الميديا ..
تجعلها تعلن عن هدفها المسلفن بالشخص الروائي
(لاتصدق ياسيد يونس مارينا إني جئت من باريس من اجلها /41) ( أنا هنا من أجلك أنت..أشد ما أخشاه عليك هو أن لاتعرف كيف تتخلص مني مستقبلا)...
بين قوسي كلام لوليتا هذا..تضخ سيرورة الرواية أوالياتها
بحمولاتها المخصبّة بالشفرات والتقاطعات الخيطية..
من أجل معرفة حقيقة لوليتا،لايستعين يونس مارينا، بحدسه الثوري ..بفراسته..بتوجساته ،لايستعين بحرصه عليه .. (الخوف علّم حواسه فهم أسرار حركة ألأصوات الخفية/461)..بل بفعل غواية ألأنثي،تنهض لديه عمليات
التشفير البنائي،المؤدية الى التصنيف ألأدراكي لملامح وجه
ألأنثى لوليتا،حيث تقوم وحدات التعرف ،على الوجوه بتفعيل الشفرات السيمولوجية المرتبطة بالهوية والمخزونة ضمن حيز في الذاكرة ألإرتباطية(33).(38)
فضاء السرود ..
هو المتحقق والمهيمن على الواقعي والمعيش،بالنسبة ليونس مارينا ،وهذا ألأمر لايخفى على آلآخرين الذين يستهدفونه والذين يحرصون على حمايته(45)(40)(38)(46)..


*طواف حول جمالية النموذج الإوحد..
(أصابع لوليتا) ليس ألإستثناء ضمن مصفوفة
سرديات روايات أو قصصه القصيرة للروائي واسيني ألأعرج ..في(أمرأة بطراوة الماء) أو(ألم الكتابة )المجنّسة ب(لوحات قصصية)..
المرأة وألأصح ألأنثى العاشقة / المعشوقة هي هي




هي مريم (طوق الياسمين )..التي تكابدها غيرة؟(ليلي)..حبيبة واسيني في(أنثى السراب):

(ليلى تتمرد على مريم،فقط ليعرف الناس الذين أحبوا مريم
أو عشقوها أوحتى كرهوها..لست هي وإن كانت مني..
إنها سحقتني وغطت علي/158)..ليلى تحمّل واسنيني
مسؤولية محوها من خلال مريم..وليلى تطالب بإسترداد
أبعادها الواقعية..بعيدا عن تهويمات ألأخيولة أو إستمناءات
ألإفتراض النتي
(لاأريد أن أمشي على الماء كالأنبياء والسحرة والملائكة،
كما أرادني واسيني في نصوصه الكثيرة،وفي غيه المجنون،وهو يدفنني في أعماق مريم مجرد أمرأة تعشق
الحياة وتريد أن تحب في العلن /159)...
هل نجد عذرا للتأليف ؟ للسرد المندوف بمياه أحلام اليقظة؟
للجنون الجميل الناصع آلآسر،وهو يحررنا من ثقل اليومي
برسميته وأرشيفه ؟:
(مازلت أصر،على أنه كان يمكن تفادي هذا الشطط بقليل من التعقل،لكن حيث يحل الجنون يحل الخراب../107)..
ليس أمام منتج ألأكاذيب الورقية،المقوّسة بألوان القزح
سوى..البرهة المانحة،تصليحا،لعطلٍ غير طارىء
(لستُ غاضبا عليك،ولكن أمنحيني فقط بعض الزمن لكي أخرج مافي قلبي وذاكرتي من شجن،لتعرفي فقط أن هذا
الولد العاق الذي يحبك يريد أن يكون جديرا بك،فهو لايحمل
من ألأسرار شيئا آخر سوى مايقوله لسانه ،تحمليني ثم أنسحبي إن شئت بعد ذلك /260)

هي(لوليتا/ ازميرالدا/ ماجدولينا) في (أصابع لوليتا)
وألأنثى (مجرد لحظة ألم من أمرأة ورقية معلقة في شجرة
الجنة/ 11/ رواية أنثى السراب)..ويحاول الذكر كتابتها
لوقعنتها سرديا،ومن خلال المسرود ينجر السارد سلما
لتهبط عليه ألأنثى من جنتها الى ألأرض ..
إذن عبر ألأدب يتم أرضنة المتسامي/ المتخيل المتعالي
وبالطريقة هذه تستعيد المرأة ألأخيولة واقعيتها سردا،فهي
تترجل من أفق الذاكرة،وتتربع على عرش من(شهوة الحبر البنفسجي وفتنة الورق) فالسارد العليم بذات الصدور،وحده يعلم،إنها( تريد ان تنزل الى هذه ألأرض لإستعادة صراخها
ولحمها وحواسها الضائعة من سطوة اللغة، ومن سلطان الكاتب نفسه/11/ انثى السراب)
والعلاقة هي هي اعني علاقة مرآوية بين الذكروألأنثى
(وألأغرب من ذلك كله،شعر بشيء منه فيها/34/ أصابع لوليتا)..
(ليعذرني على خبلي،فنحن في النهاية نتشابه/17 انثى السراب)..
وسيكون أسمها (كارمن) في رواية
(حارسة الظلال) وهي زمن العاشق،وهي أناه وهي كينونة بأبعاد واقعية

(كارمن هي لحظة من لحظات إنخطافي)
(هي اللذة نفسها التي تشق على عزلة المساءات الموحشة)
(هي أنا بلون الدم والضياع)
(كائن من لحم ودم وبقايا ذعر وخوف)
(نموذجي المجنون الذي يعذبني بأستمرار
ويسرق مني اللذة اليومية /15) ..وألأنثى هي(سارة) عاشقته ألأنانية حد الهوس في رواية (المخطوطة الشرقية)
(..هذه المهبولة،لم أجد مطلقا أية راحة نفسية،فرضت عليّ
نفسها حتى أصبحت لاأقوم إلا على وجهها ولاأستيقظ إلا عليه/ 360/المخطوطة الشرقية)



.وللذكر نفس المؤثرية الوجودية على ألأنثى
(ربما لاتعرف مايعنيه لي وجودك في هذه الحياة،كل ليلة
تنقذني من موت حقيقي،أكون في حالة استعداد كلي للأنتحار/41/أصابع لوليتا)..
(في مجموعة قصصية للروائي واسيني ألأعرج (ألم الكتابة عن أحزان المنفى)وتحديدا في (رمادها..تداعيات رجل ما/ 113)..
يتساءل السارد :
(أينك؟ مازلت أبحث عنك منذ عشرين سنة /115)..
وما قامت به لوليتا مع رواية يونس مارينا
(رأها تتشبث بالكتاب كمن يقبض علي شيء يخاف أن يضيع
منه.رأى أصابعها الناعمة الطويلة وهي تقبض على الرواية
كما في المرة ألأولى/42)..اليس لوليتا تحاكي ماسيكا بنت السبينيولية (وهي تخرج المخطوطة التي دفنتها في التربة لإطفاء النار التي نشبت فيها، ووضعتها في صدرها محروقة اليدين لأنها
حاولت إطفاء النار بيديها/446/البيت ألأندلسي)..




إذا كان إحتضان المسرود،علاماتيا لايخلو من فضاء مجاز اللغة
فأن هذا المجاز يتعرى ذلك العري الصقيل اللاهث كاشفا عن
قوة الدافع الجنسي في رواية (جملكية آرابيا)..
(كان على ماريوشا،أن تلمس دفء يده وتدخلها الى صدرها،تضعها بين نهديها،ليحس بوجودها،يتأملها
من جديد../519)
ماسيكا أو سيكا كما يسمونها في المدرسة ..في بداية رواية
(البيت ألأندلسي) تسميه عمي مراد باسطا وعندما كبرت قليلا
قال لها(ناديني بأسمي باسطا أحلى/ 7) هذي الشفرة ..تومى..؟
لنقلب الصفحة الثامنة من الرواية ولنصغي ل(ماسيكا سيكا) هكذا
أخذت اناديها انا القارىء المنتج مقداد مسعود
(كنت صغيرة ولم أكن أعرف ألأقدار التي كانت تنتظرني.حتى عندما كبرت ولاأعرف كيف غادرت طفولتي بسرعة،لم ار حياتي
خارج وجوده .وكان الناس عندما يروننا نمشي على حافة البحر،
ليس بعيدا عن خليج الغرباء،يتغامزون فيما بينهم،كنت أشعر بسعادة غريبة لأن يربط مصيري بحياة هذا الرجل الطيب،وكان
هو يجد لذة كبيرة في السخرية: شايفة ياسيكا؟ يظنوننا عشيقين
هائمين على حافة البحر،ويتساءلون في أعماقهم كيف إستطاع شيخ يائس أن يقتنص أجمل أمرأة في المدينة؟ يلتفت نحوهم،كأنه يريد أن يغيظهم مثل طفل عنيد،ثم يربت على كتفي وهو يردد
:حمقى!لو فقط يدرون ولكنهم لايدرون طبعا..من كان سيسبقني
الى حبيبتي ماسيكا.لو فقط يعود العمر نصف قرن الى الوراء/
8-9) وفي الصفحة ألأخيرة من الرواية 447
يبوح لنا مراد باسطا(لاشيء يفصلني عنها سوى العمر الجميل والزمن الذي لايرحم ،أشتهيها كثيرا ولكني عندما فتحت عيني
أسكت شهوتي لها ودفنتها مع ألأشياء الكثيرة التي نسيتها.....
...ربما لم تكن لاهذا ولاذاك لاهذه ولاتلك ولكنها حبا مستحيلا لايعرف سره الخفي إلا البحر ومقبرة خليج الغرباء/447)
في ص9تقول ماسيكا سيكا(لم أشعر ابدا بأبوة نحوه تمنعني من الحلم والتحليق عاليا،كان دائما قريبا من القلب، إن لم يكن في
عمقه،مثل أي قطعة حية في جسدي/9)..
وهنا كقارىء منتج أتساءل..هل التفارق في السن بين ماسيكا ومراد باسطا ،لها وظيفة إتصالية تعالقية...
النطفة------------------الجنين السردي/ أصابع لوليتا
أم هي فرشة مسرود الروائي الجزائري واسيني ألأعرج..؟
في نهاية الصفحة ألأخيرة من(جملكية آرابيا)،في الحاشية نقرأ
تم تدوين هذه الرقائق بجملكية آرابيا،في النصف ألأول،من شهر
النار،من سنة الخروج ألأخيرة،في نهاية ألألفية الثانية وبداية
ألألفية الثالثة(1988-2011)..




في ص446 ومراد باسطا يهم بحرق المخطوطة تخاطبه ماسيكا سيكا(لما ياجدي تحرق نفسك وتحرقنا معك...باسطا ياجدي، باسطا/446) ويكون وقع ألأثر ايجابي على نفس باسطا
(لأول مرة اسمع هذا من ماسيكا...لاأدري من اين جاءت حالة ألإنتشاء من الكلمتين المتعانقتين،من أني أصبحت جدها ومنها
أم من إنقاذ المخطوطة،وربما من إنقاذي هذه المرة/446)
هذه العلاقة في إندراجاتها بين سيكا / باسطا..ألا يمكن
إعتبارها بمثابة النطفة لعلاقة لوليتا / يونس مارينا
حصريا من الناحية التفاوت العمري؟..
ماسيكا في (البيت ألأندلسي) تقاتل من أجل مخطوطة باسط مراد
ألا نجدها في شخصية (ماريوشا) الساعية في بريد الثورة
ماريوشا(بثقل مسؤوليتها،حملها العلماء والعمال برسالة عليها
ختمان، ختم العمال وختم العلماء /519)
*اليد...اليد...
وفي (أنثى السراب) تخاطب ليلي حبيبها قائلة :
( أنها لم تكن يد الله ،سحبتني من غفوتي وجرتني نحو الحياة ..ومنحتني نفسا من روحها،ثم أوقفتني أمام مرآة
جلية اسمها الحياة/16/ أنثى السراب )
في(البيت ألأندلسي) يخاطب مراد باسط نفسه
(المهم من هذا كله،أن اليد التي أنقذت المخطوطة ،لم تكن
لايد الصدفة،ولايد الله ولا أصابع ماسيكا الناعمة التي لم تحترق/447/البيت ألأندلسي)
والعلاقة بين الذكر وألأنثى ،رابطها التفاعلي ورقة أو ما هو مسطور في الطية،ثم تتحول السطور وكأنها فكرة أو مشروع
الى تفصيل مسرود روائيا:
(من يصدق أن كل شيء بدأ بسؤال صغير ثم وريقة طائشة
حطت بين يديك،ثم أوراق ورسائل وكتابات،صار من الصعب علي مقاومة اندفاعها فيّ لأصير مثلك في النهاية
مريضة بما يمكن أن تمنحه لي الكلمات من سعادة/27/ طوق الياسمين)...







في حين تخاطب لوليتا يونس مارينا :
(اريد ان يكون إهدائي خاصا،وأن لاتكتب عليها كما تعودت ان تفعل مع الغرباء..أحتاج...من الحميمية الخاصة بي/ 42)
(إنسحبت واضعة في كفه بطاقتها الخاصة42)..وهي تغادره
تماما يعيد يونس(النظر في البطاقة التي كانت لاتزال في يده
/46)..



وكذا الحال في رواية (البيت ألأندلس) فالرابط التفاعلي
هو المخطوطة(لاأدري ماهي القوة الخارقة التي دفعت بي يوم الحريق..الى القفز وسحب المخطوطة من مكانها الذي كنت اعرفه/8)

والحبر هو هو في كل الروايات مثبت بالتمييز أو ممحو
(أكتبك بلا ندم باللون البنفسجي أوحبر الشهوة كما كنت تسميه/16/ انثى السراب) (...والحبر البنفسجي الذي يجد
أحيانا صعوبة كبيرة في إيجاده في السوق/23/ أصابع لوليتا)
والبنفسج سيكون لون الكيس الذي يحفظ به كتاب السر الكبير
في رواية(حارسة الظلال):
(...وكيسا من الكتان البنفسجي/16)..
وهكذا يكون مؤنث روايات واسيني ألأعرج مجبولات
من شهوة البنفسج المنتج أنوثة بطراوة الماء
(..واسيني يصنعها من البنفسج وورق الحلفاء/ 147/ أنثى السراب)...والكوفية الحمراء التي تضعها امه في عنقه/111،لونيا تعيدني الى الشال ألأحمر في اللوحة القصصية( هذا ألأم الجميل/57)ضمن (ألم الكتابة)

*القتلة..القتلة ..
الجهل ..اهم صفات القتلة..الجهل : السلاح الرمزي ،إذن الجهل: احد انواع العنف الرمزي..والمحو الأبن الشرعي للجهل..القتلة لايحلمون بسوى تركيم ثرواتهم الخاصة
ليستروا سواءتهم المقبوحة،وليفوّهوا عريهم بالفوهات الكاتمة..قدامة المدينة ،هويتها العمرانية،يجب محوها
لتشيد المرآب الكبير)كل المجهودات التي قامت بها جمعية
عشاق الجزائر،للدفاع عما تبقى من المدينة باءت بالفشل الذريع..كما ان جماعة مجهولة الهوية،هددت أعضاء الجمعية،بالتصفية الجسدية إذا وصلوا حشر انوفهم فيما
لايعنيهم/79/ حارسة الظلال)..والقتلة..يستهدفون أنظمة السلوك الجمعي ..يتبضعون بالدين الحنيف بسعر الجملة ،يقنونونه بمصالحهم لابالشريعة السمحاء:
(لأول مرة ينطق الرجل السمين.رئيس المقاولين ألأحرار
صلاة العصر تداهمنا بقوة،كل الناس يطالبون بالسوق الكبيرة،المول الذي يخفف من معاناة المواطنين ويدخلهم
في العولمة التجارية/435/ البيت ألأندلسي)....
أو يخادعون الجماهير،بالعزف على النشيد الوطني
(تنازل الجميع لمصلحة الوطن المعطاء وطن الشهداء/431)
،لكن وجع المواطنين سرعان ما يتصدى صارخا
(هذا الوطن أعرفه جيدا وأحتفظ به في قلبي.أتركوا الشهداء
ينامون قليلا،لقد تعبوا في حياتهم وفي موتهم)..
والقتلة هم القتلة يكرورن إنتاجهم بتقنية عالية الجودة ..وفي الطرف الموازي في معظم روايات واسيني
الرجل الطفل المهبول الروائي المحاصر بالقتلة ..
في(طوق الياسمين ) ..حبيته مريم تحذره من زوجها الوحش المخابراتي المدعو ظلما (صالح) :
(يجب أن تحذر من صالح،ليس بالسهولة التي تتصورها ولابتلك السذاجة،عندما يتعلق ألأمر بألأذى.مصالحهم كبيرة
وكلهم أبناء مسؤولين ويعطونك ألإحساس إن البلاد بدونهم
ستسقط..لاأحد في محيط صالح يحبك..ينتظرون أن تصبح
البلاد بين أنيابهم ويجهزون عليك /234/طوق الياسمين)..
لكن القتلة في(جملكية آرابيا)..تطورت تقنياتهم الديموغواجية، أشتغلوا على الميديا ليمكيجوا قبحهم الدنس
وعفونة تاريخهم (524)
مريم في طوق الياسمين تشترك مع لوليتا في كراهية ألأب
هل هي عقدة الكترا؟
(ولأن زوجي كان يشبه والدي،فقد كرهته وأوصدت كل ألأبواب المؤدية له،وفتحت كل نوافذي الصغيرة نحوك
لأراك وحدي ../49/ طوق الياسمين)



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شعرية الإنشاد ..إلى النقش البصري


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - نقد رواية اصابع لوليتا للروائي الجزائري واسيني ألأعرج