أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - خطة عنان الإنقاذية














المزيد.....

خطة عنان الإنقاذية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 20:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يجب على السوريين أن يتفاوضوا من موقع قوة، ومن موقع المنتصر لا المهزوم، وفرض شروطهم وتحري مصلحتهم قبل أي شيء آخر. أعتقد أنها من المرات القليلة في تاريخ الحروب والصراعات أن يذعن المنتصر لشروط المهزوم ويلبي متطلباته ويتفاوض معه من موقع الند للند وهذا ما يحصل اليوم في الحالة السورية وبكل أسف. فبعد عام كامل من السجال وعمليات الكر والفر من قبل المجموعات المسلحة لم تفلح في إحراز أي تقدم على الأرض، بل على العكس فقد تلقت ضربات قاضمة وموجعة، وتعرض مرتكزاتها التجسسية ومراكز التحكم والقيادة، وعلى رأسها في بابا عمر إلى تفكيك نوعي وغير مسبوق في تاريخ حرب المدن والعصابات. لقد رمى الحلف الأطلسي-التركي-الخليجي بكل ثقله وأوراقه في معركة بابا عمرو، واعتبرها معركته، وعوّل عليها كثيراً لتكون نقطة التحول في الصراع الدائر منذ أكثر من عام مع الجماعات الإرهابية المسلحة المدعومة من الحلف المذكور. وتصريحات ونبرة وخطاب رموز ذاك الحلف بهتت وخفـّت كثيراً، بعد خسارة موقعة بابا عمرو، ولم تعد كما كانت عليه قبل المعركة الفاصلة فلم تكن تلك البؤرة سوى امتداد أطلسي واستخباراتي وذراع ناتوي لويت بقوة في سوريا.

والآن لو وقعنا على قراءة خطة السيد عنان، ولاسيما فقرتها الثانية المطولة، التي تتحدث عن وقف العنف، وتحقيق ذلك على وجه السرعة، وتطلب من الحكومة السورية الانسحاب العسكري من داخل وحول المناطق السكنية، من دون أن تشير صراحة إلى سحب أو انسحاب مماثل وملزم للجماعات المسلحة وإلقاء أسلحتها وهذه فجوة واضحة في الخطة، فهذا من أدني مقتضيات الإنصاف في هذه العملية طالما أننا نتحدث عن طرفين متنازعين. فماذا لو انسحبت القوات السورية، ولم يترافق ذلك مع انسحاب ملزم، غير موجود بالخطة، للجماعات المسلحة. لا بل قد يكون الفراغ الأمني الناشئ مدعاة وفرصة لتسلل قطعان وجماعات مسلحة من خمسة أطراف الحدود السورية، لتعزز تلكم الشراذم المتبقية من وجودها وتزيد من قوتها استعداداً لجولة ثانية من العنف، يكون مبررها الوحيد و"الجاهز" أن النظام السوري وفق الكليشة الجاهزة "لم يلتزم بوقف إطلاق النار"، وتحميله مسؤولية الفشل المتوقع والانهيار المحتمل لوقف إطلاق النار.

وهذا هو سر هذا التعجيل والتوافق الدولي حول خطة عنان، لإعطاء نوع من الروح وأخذ النفس للجماعات التي أصيبت في مقتل جراء التصدي الباسل والبطولي للجيش العربي السوري لتلك الجماعات وتكسير أذرعها،و التي بات الحديث عنها موضع تباه، وتفاخر، وتبجح، من "أساطين" وفلاسفة الثوار، وانتهت إلى الأبد الإسطوانة المشروخة والبالية للثوار الشباب، السلميين، ويا عيني عليهم، الذين كانوا يواجهون دبابات "غليون" ما غيرها، المركونة في مداخل البنايات، بالصدور العارية، وبالورود والياسمين الشامي وأغصان الزيتون والليمون المزهرة هذه الأيام في الربوع السورية الجميلة.

والسؤال الأهم على الدوام، من يضمن التزام الجماعات المسلحة بوقف العنف وهي لا تخضع كما نعلم لمرجعية تمثيلية وسياسية واحدة قادرة على كبح جماحها والتحكم بها، وإعطائها الأوامر لفعل أو للامتناع عن فعل ذلك. ونحن نعلم تماماً مدى الانشقاقات والتداعيات والانهيارات البنيوية والخلافات الشخصية التي تعتري المعارضة السورية، وتظهرها كجماعات متشرذمة ومتناحرة تختلف، ولا تتفق على أي شيء، وكل منها يغني في واد، وعلى ليلاه، ويخضع لمشيئة وشروط ومزاج مموله وراعيه، الخليجي، أو الأطلسي، أو التركي. كيف نقبل خطة عنان المزعومة، ولا قدرة لأحد، لا لعنان، ولا لغيره من تقديم تعهد يضمن ألا تلعب الجماعات المسلحة بـ"ذيلها" مرة أخرى، وتستغل الوقت و"الهدنة" لإعادة ترتيب الأوراق وتنظيم صفوفها، ريثما تصل الصورايخ "الموعودة" القطرية-السعودية المضادة للدروع والطائرات كما أوردت صحيفة الغارديان.

إن خطة عنان، تبدو لي، كفه ولغم سينفجر قريباً في وجوه السوريين، وهي كمن يسلم قياده ويضع "تحويشة" عمره، وما جناه، بيد محتال ونصاب أممي معروف من أهم إنجازاته تدميره للعراق العظيم. وهي في أحد وجوهها، خطة إنقاذية ليس إلا للجماعات الإرهابية ومن يقف خلفها، فهو وخططه ومن يقف وراءه لم يكونوا في صف ومصلحة أي بلد دخلوها، يوماً، ولم يخرجوا منها سوى بالخراب والدمار بعد عملية الإدخال الجماعي والشرعي لقطعان التجسس وعملاء الاستخبارات تحت مسمى المراقبين وما شابه ذلك لتبدأ عملية الاختراق الكبير. وتعتبر الخطة من زاوية أخرى، "تخريجة" مشرفة لكل من ولغ بالدم السوري، قبل أن تكون، وكما أسلفنا هدية و"هدنة" مجانية ممنوجة لـ"الثوار" المهزومين وإعطاءهم الفرصة والوقت لإعادة تنظيم صفوفهم، وإنتاج دورة العنف والإرهاب والتخريب من جديد. وما سيحصل لاحقاً هم أن أي انسحاب لأي جندي سوري من مربضه وخندقه سيعني ذلك، أوتوماتيكياً، دعوة لفرد من أفراد تلك المجموعات المسلحة كي يحل محله، وأي سحب للآليات الثقيلة سيكون مناسبة جيدة لسيارات الدفع الرباعي الجاهزة على الحدود التركية والمزودة برشاشات 500، كي تنتشي، وتصول وتجول وتجوب تلك الشوارع التي سال دم عزيز وغزير كي تـُطهر من براثن المسلحين، وعندها تكون على نفسها جنت براقش، وتحل الحسرة والندم، حيث لن ينفع الندم.

غلطتك الأولى قد تكون الأخيرة كما يقال، ولا ينبغي أن يقع السوريون في هذا المطب الأممي المرسوم بعناية فائقة للإيقاع بهم في دوامة اللجان الأممية والخطط الوهمية التي لا تعني سوى مزيد من التدخل في الشأن السوري. ومعالجة الملف والوضع يتطلب أعلى درجات الحذر والحيطة والتروي وعدم التسرع كما طلب عنان، ورهطه، ولا يلدغ مؤمن من حجر مرتين، مرة من حجر نبيل العربي، ومرة ثانية، على ما يبدو من حجر كوفي عنان، المبعوث "العربي"، الأممي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نضال نعيسة: هذا هو برنامجي الانتخابي
- اغتيال مجلس غليون
- كلينتون تستبدل إسقاط النظام بالدرع الصاروخي الخليجي
- الفرنسيون وتكرار الحماقة الأمريكية
- قمة الكبار وقمة الصغار
- كرم أخلاق أمريكي
- قل للفضيحة بالمجلس الوطني....ماذا فعلت بمعارض متسعود؟
- حماس: سبحان مغير الأحوال
- متى انتصرت أمريكا؟
- دروس بابا عمرو
- انتحار حماس
- سفاه الشيخ: القرضاوي يقرّع حكام الإمارات
- عقوبات أم معونات؟
- بدون سوريا
- يوم سوري حزين: لا للدساتير الفاشية
- لماذا لا يكون دستور سوريا علمانياً؟
- سوريا: هزيمة المشروع المدني والحضاري
- -العهدة- الدستورية والذمّيون الجدد في سوريا
- لصوص الإعلام السوري
- السيناريو السوري


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - خطة عنان الإنقاذية