أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجيب المدفعي - أنا أنتخب..إذا أنا موجود














المزيد.....

أنا أنتخب..إذا أنا موجود


نجيب المدفعي

الحوار المتمدن-العدد: 1084 - 2005 / 1 / 20 - 09:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من (الفعاليات) التي تقوم بها العشائر (القبائل) العراقية، مغتنمتا المناسبات الاجتماعية و الدينية لتقديمها، ما يـُعرف بـ(العَـرَاضه). و لأداء العراضة يتم تجميع أكبر عدد من رجال العشيرة مع التركيز على المسلحين منهم، و يقوم هؤلاء بترديد (الهوسات) الأهازيج التي تتغنى بعشيرتهم و برؤسائها (شيوخها)، و تـُنشر (البيارغ) البيارق و يُـلوّح بها. و البيرغ هو راية للعشيرة يـُبالـَغ في حجمها قدر المستطاع، و لزيادة وقعها في النفوس يـُوضع في قمة ساريتها ما يشبه الجرس يـُصدر صوتا مجلجلا عند هزها من قبل حاملها.

و العراضة هي استعراض لقوة العشيرة من خلال عدد رجالها و ما تمتلكه من سلاح، الذي يتم إطلاقه في الهواء لردع من يفكر في الاعتداء على هذه العشيرة أو أحد من أفرادها، و لإظهار مدى قوة العشيرة و سطوتها و تأثيرها في محيطها.

و ما جرى و يجري في العراق منذ التاسع من نيسان 2003 لا يكاد يختلف في منطلقاته عن العراضة. فتدني الثقافة السياسية لدى قطاعات واسعة من النخب الاجتماعية و الدينية و العشائرية، لا بل حتى تلك التي تدّعي إنها سياسية، يجعلها تلجأ إلى وسائل لا تمت للعمل السياسي و تـُسخّرها لغرض التأثير على الجمهور.

ففكرة العراضة (و القدرة على الإيذاء) طـُورت إلى أحداث مثل التي جرت في النجف و الفلوجة، و مثل أعمال التخريب التي ما زالت تجري. ففي مجتمعاتنا الشرقية لا يمكن أن تـُلفت مجموعة ما الأنظار إليها على طريقة حزب الخضر في ألمانيا مثلا. فالعمل السياسي في مجتمعنا يقوم على مبدأ (أنا أؤذي..إذا أنا موجود..و أحكم)، بعكس مجتمعات أكثر تطورا في الثقافة السياسية حيث المبدأ هو (أنا أخـدم..إذا أنا موجود..و ـ قـد ـ أحكم).

و ضعف ثقافتنا السياسية هو ما يقود إلى عدم القدرة على إجتراح أفكار جديدة تـُسخّر ما هو متاح من آليات حضارية سلمية لتحقيق أهدافنا. إن الطروحات التي تقدمها الأطراف المناهضة للانتخابات قد عفا عليها الزمن. فعلى سبيل المثال لم يتمكن المناهضون لإجراء الأنتخابات من تسخير آلية الأنتخابات لتحقيق أهدافهم بشكل سلمي.

فمن الأفكار التي تطرأ على البال، دعوة كل المناهضين للعملية الأنتخابية ـ ممن حسُـنت نواياهم ـ للمشاركة في الأنتخابات و بكثافة، و أن يضعوا أوراق التصويت بيضاء في صناديق الانتخاب، أي عدم إعطاء أصواتهم لأي كيان سياسي. ما سينتج عن ذلك متعدد الجوانب و يوجه العديد من الرسائل، منها:

1) إن مناهضي إجراء الأنتخابات في العراق ـ مهما كانت أسبابهم ـ هم ليسوا ضد فكرة الأنتخابات بحد ذاتها كأسلوب متحضر و إنهم ضد كل أشكال العنف. و هذه رسالة ذات بـُعد سياسي مهم.
2) إن زيادة عدد المشاركين في الأنتخابات بأوراق تصويت بيضاء سيؤدي إلى زيادة العدد المطلوب من الأصوات لحصول أي كيان سياسي على أحد كراسي المجلس الوطني.

و لتقريب الصورة، تـُقدِّر التوقعات إن عدد الذين يمكنهم الإدلاء بأصواتهم من العراقيين بما يناهز الأربعة عشر مليونا. و بافتراض أن المشاركين من محافظات الأنبار، صلاح الدين، نينوى، و ديالى يشكلون نصف هذا العدد نصل إلى ما يلي:

بافتراض أن جميع الأربعة عشر مليونا شاركوا في التصويت، عندها يكون عدد الأصوات اللازمة للحصول على كرسي في المجلس الوطني يساوي تقريبا خمسين ألف صوت. أي إن المشاركين ـ ممن يناهضون الأنتخابات ـ من المحافظات أعلاه يمكنهم حجب الأصوات عن:

سبعة ملايين مقسومة على خمسين ألف يكون الناتج (140) مقعدا من مقاعد المجلس الوطني.

و هي ـ في رأيي ـ صيغة متطورة لعراضة حضارية تؤكد صحة ما ينادي به مناهضو الأنتخابات بأنهم يشكلون الثقل الأساسي ـ حسب ادعائهم ـ في العراق. و هو يكسبهم شرعية أكبر في طروحاتهم السياسية، كونهم حصدوا أصواتا ـ بالبطاقات البيضاء ـ عن طريق آلية مقبولة من قبل بقية أطراف العملية السياسية.

و ليكن شعارنا جميعا، شعارا حضاريا يقول (أنا أنتخب..إذا أنا موجود) و ليكن الاحتكام لصوت الشعب.



#نجيب_المدفعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يهمني مَـن يكتب الدستور
- النابلسي و العرب و العراق
- عباس المستعجل
- رأس الدولة والقانون..حكاية من العهد الملكي
- انطباعات حول جلسة التحقيق الأولى مع صدام
- أعطوا الناس فرصة...ثم احكموا


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجيب المدفعي - أنا أنتخب..إذا أنا موجود