أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طلال ابو شاويش - في غزة يموت الحب














المزيد.....

في غزة يموت الحب


طلال ابو شاويش

الحوار المتمدن-العدد: 3681 - 2012 / 3 / 28 - 00:03
المحور: كتابات ساخرة
    



يموت العشق في غزة بسبب نقص الوقود !
لكن ما العلاقة ما بين نقصان الوقود والطاقة وبين العشق والهوى ؟!

في غزة يحاول عاشق أن يستخدم جواله للحظات في حديث عن العشق والهوى ، لا يفاجأ أبداً بأن جواله يلفظ أنفسه الأخيرة ويصمت ليتحول إلى كتلة الكترونية بلهاء تحيل شوقه وعشقه إلى حالة من القرف من كل شيء !

في غزة يتفق المحبون والعشاق على الالتقاء في احدى كافتيريات المدينة المزعومة – فغزة مدينة مزعومة فعلاً – يكتشف أن خزان الوقود في سيارته يعربد فيه الفراغ ... يحاول أن يستقل سيارة أجرة فيقف متسمراً على الشارع لا يسمع إلا صفيره ... فمعظم سيارات الأجرة تحجز دوراً في طابور المحطة .. وإذا حالفه الحظ وعثر على سيارة لتقله ، يصل المكان ليكتشف أن حبيبته قد غادرت غاضبة ، وعليه أن يفتش عن طريقة ما ليعتذر ويبرر ما حدث !

في غزة يحاول العاشق أن يستغل الساعات القليلة التي تتوفر فيها الكهرباء ، يشغل حاسوبه وقد استجمع كل قواه الفكرية والوجدانية ليخط سطراً أو فقرة صغيرة لحبيبته ، تباغته إشارة صفراء بغيضة شامتة على الشاشة تبلغه أن خطوط الانترنت مقطوعة ... يطرق جهازه بغيظ ويلعن كل يمكن أن يلعن !

في غزة يجب تنظيم رغبات الحب الليلي مع ساعات توفر الكهرباء ... فممارسة الحب لا يمكن أن يتم تحت ضجيج المولدات ... وإذا ما صمتت هذه المولدات وغابت الكهرباء معاً ، تلاشت الرغبة فوراً وتبدأ " الأففففف " من بين الشفاه كثيفة ، كزفير مرضى الضغط والسكر بعد ساعات من التعب الإرهاق !!
وفي هذه الليلة لا ينام العاشقان ، بل يموتان حتى الصباح بعد أن ماتت كل مشاعر الرغبة / الحياة !

صديقي المستفز دائماً همس لي ساخراً :
ليلة أمس عاندت كل الظروف القاسية ، ومارست الحب وسط رائحة الوقود القاتلة وضجيج مولد كهرباء للجيران ... حاولت التركيز والانتهاء بسرعة ... وإذا بزوجتي تضحك بما يشبه الهستيريا أو الجنون وتردد دون وعي :
- لعلك تقذف بنزينا أو سولارا !
آخر قال لي بشماتة :
حاولت معها وفشلت فشلاً ذريعاً ... ألا يحتاج الانتصاب إلى وقود أيضاً ؟!
زوجتي سخرت مني وعلقت : يعني هو إنت إلي بدك تضل شغال ... ما هو كل شي نايم بهالبلد !

في غزة أراد شاعر الحب أن يخط قصيدة تكثف أحاسيسه تجاه من يحب ، ولم يدر كيف قفز القلم من بين أصابعه ليخط بمفرده على الصفحة البيضاء مقالة عن الانقسام !
فيما صاحبه يحدق في ضوء الشمعة المضطرب حزيناً ... فكيف لا يموت الحب في غزة وسط كل هذا الظلام ؟!



#طلال_ابو_شاويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للانقسام!
- مجرد صورة.............قصة قصيره
- قصه قصيره
- قصة قصيرة -شروق
- قصة قصيرة-خارج السياق
- قصص قصيرة
- ام الفقراء في عيدهاالثاني و الاربعين


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طلال ابو شاويش - في غزة يموت الحب