أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - حائط المبكى العربى














المزيد.....

حائط المبكى العربى


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1083 - 2005 / 1 / 19 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يشعر الإنسان العربى بالضعف الفكرى ويعجز عن مواجهة مشاكله الحقيقية بأسلوب علمى، يلجأ إلى حائط المبكى العربى الذى يهرع إليه الجميع وهو الدين ليقمع به كل محاولة إبداعية لذاته وذوات الآخرين ، الدين الذى يبيح الأنتقام وتوجيه الأتهامات للآخرين وسجن العقول وتقديم كل من يرفض الألتزام بقوانين وشرائع حائط المبكى المقدس إلى المحاكم الشرعية وغير الشرعية .
قرار وزير الإعلام المصرى الأخير بتشكيل لجنة تشرف على الدراما التلفزيونية المصرية يوضح دور الدين فى السياسة الذى يدعمه ويسانده النظام السياسى بهدف أستمرار جهل وتخلف المجتمع المصرى بالسير وراء حائط الدين وتمجيد دوره فى تخريب شخصية الإنسان المصرى الذى فقد هويته الحقيقية بتزكية نار النزعات والصراعات الدينية مما يعنى أن هناك أزمة واقعية يعيشها الإنسان المصرى يتواطؤ فيها الإنسان نفسه عن جهل مع عناصر النظام السياسى والدينى القائم .
إن الجهاز الإعلامى لا يتمتع بالحيادية لأنه ينفذ نزعات ورغبات وأفكار القائمين عليه بما يملكون من نزعات دينية مستغلين تنفيذهم الدعاية السياسية للنظام الحاكم مما يجعلهم يحظون بدعم الوزراء ورضى الدولة عنهم ، أى أن الإعلام المصرى جهاز دعائى يردد أكاذيب المستفيدين منه القائمين عليه والمتعارف على صفتهم بأنهم أهل التحالف الدينى السياسى للنظام الحاكم .
عصرنا هو عصر حسم القضايا التى أصابت مجتمعاتنا بالتخلف والأستعباد الدينى للقيم الحضارية ، ذلك الأستعباد والأستبداد الذى يعتبر كل ما هو خارج عن الدين فهو خارج عن القيم والطبيعة ، وهى مفاهيم وتصورات خاطئة ظل المجتمع يتوارثها حتى يومنا هذا وأقحمها فى صلب فكره وحياته اليومية مما أدى إلى أحتكار الأديان لعقول البشر.
إن إقحام الدور الدينى بتصوراته السياسية أنتج نوعاً من البطالة العقلية لدى أفراد المجتمع المصرى ، جعلهم يرفضون أستثمار طاقاتهم الإبداعية وفضلوا الهروب إلى الشكل الدينى يستريحون فى ظلاله هرباً من مواجهة الواقع والعمل الحقيقى مما يساعد على هجرة المواطنين بعقولهم إلى الغيبيات الدينية ليسكروا بنعيمها المنتظر بعد الموت .
إن قرار وزير الإعلام يعكس فلسفة إنتهاز الدين لقمع حرية البشر ، لأن تأكيده على عرض المسلسلات التلفزيونية على مؤسسات الأزهر والكنيسة هو أكبر تراجع فكرى وأخلاقى لدور الإنسان ومسئوليته وإلتزامه بدور الضمير فى حياته اليومية ، وإقامة ضمير خارجى أسمه الرقابة الدينية يتسلط على أفعال البشر .
بدلاً من تلك اللجنة التى قرر وزير الإعلام إنشائها ، كان عليه أن يعلن أن حرية الإبداع متاحة دون قيود ، وعند القيام بتقديم إبداع فنى له صلة بالأديان يتم الأستعانة بلجنة مشتركة من المسلمين والمسيحيين لتقديم المشورة والنصيحة حفاظاً على مصداقية العمل المقدم للجمهور المصرى وألتزاماً بحقوق الإنسان وحريته الدينية أو العرقية فى ظل وطنية الدولة المصرية وشعبها.
يجب أن يعمل الجميع على إندثار تلك العقلية الدينية التى تراقب أعمال البشر وتخلق وحوش آدمية يتفننون فى رقابة ومعاقبة بنى البشر الذين لا يعملون ولا يسلكون مثلهم ، يجب أستيعاب الجميع لمفهوم أن اللغة الأخلاقية هى لغة عالمية لكن اللغة الدينية التى يتعامل بها المسئولين لخلق الصراعات هى لغة عنصرية لا تتناسب مع العصر والحضارة التى نعيشها ولا يجب أن نتركها تتحكم فى مستقبل أجيالنا ، وأستمرار سياسة أستغلال اللغة الدينية فى التعامل مع المواطنين هو العبث بعينه ، وهو أستمرار لتغذية المشاعر الدينية ضد وحدة الوطن والمواطن بتغلغل الأمتيازات الدينية للأغلبية فى وسائل الإعلام .
عندما تعترف الحكومة علانية بأن عصرنا الحديث يحتم علينا فصل الدين عن الدولة وأن يعمل النظام على أندماج المواطن فى الوطن دون تمييز بين دين وآخر كما هو واقع فى دستور مصر الذى ينص على أسم دين الدولة مما يعنى عنصرية الفكر والمشاعر الإنسانية الغالبة فى المجتمع المصرى ، ساعتها يمكن للوطن المصرى الإستيقاظ من غفوته التى غيبته عن دوره الحضارى فى إنسانية اليوم ، وعندما تحتوى المواد التعليمية ثقافة رقابة الضمير الداخلى ورفض رقابة رجال الدين الخارجية ، يمكن للإنسان المصرى أن يرتقى بثقافته وفنونه وعلومه وآدابه وأخلاقه ، ويستطيع المواطن أن يخرج من دائرة الطفولة العقلية إلى مرحلة الرشد والنضج البشرى .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم نور
- برلمان محو الأمية
- ألفين وأربعة فى أيامه الأخيرة
- الأقباط والمسلمون إخوة ؟
- منتدى المستقبل العربى
- الصحافة الألكترونية فى عالم الحوار
- إلى متى يستمر الإحباط القبطى
- الملك عبد الله وإغلاق المنابر
- الجراد البشرى
- قتلوها ولكن شُبه لهم
- مصادرة الأحلام الإنسانية
- البيان الأممى وجنون الإرهاب
- أين سلطة القضاء السورى ؟
- إفطار الوحدة الوطنية
- طريق الألف ميل
- للبيع فى المزاد العلنى
- مناظرات الرئاسة العربية
- ما هو ذنب الكنائس ؟
- ننتظر قرار الأسد
- الإرهاب يا ريس صناعة محلية


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - حائط المبكى العربى