أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - رعد الحافظ - زمن الكتابة الثوريّة , إنتهى !















المزيد.....

زمن الكتابة الثوريّة , إنتهى !


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 19:46
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أغلب أفعالنا وفعالياتنا البشرية , خاضعة للتطوير والتحسين والتهذيب . حتى الكتابة وطرقها العديدة تخضع للمودة والعصرنة والمزاج الشعبي العام .
ليس بطريقة / الجمهور عايز كده , بل بطريقة إحترام تغيّرات الزمن وأعرافهِ .
وهذا ما ألمح عنهُ العلامة العراقي / د.علي الوردي في كتاباتهِ .
اليوم لو سألتم أيّ مولع بالقراءة , ماذا يُميّز الكتابة في العصر الأموي والعباسي ؟
سيُجيب بلا تردّد / الفخر بالنفس والنسب , تمجيد الحاكم الخليفة , التهديد والوعيد لأعدائهِ بالفناء التام , وعّاظ السلاطين يعني حضرتك !
وربّما سيردف لنا مثال , خطبة الحجاج للعراقيين ,التي إستهلها بقول الشاعر الرياحي / أنا إبنُ جَلا وطلاّعِ الثنايا .. متى أضعُ العمامةَ تعرفوني
وختمها بقولهِ الشهير (الى درجة مازال البعض مغرم بهِ ), فقال : والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحانَ قطافها , وإني لصاحبها !
******
ولو قفزنا لفترة الجمهوريّة الأولى في العراق 1958 وما حولها , سنجد الكتابة الثورية تزداد حدّة في كتابات وخطابات البوارع .
فيتغنون بأزيز الرصاص ودويّ المدافع , ويكتبون الأناشيد الحماسيّة الثورية التي تُجري الدماء في الشوارع .
ولا غرابة في ذلك البتّة, فتلكَ كانت ضرورة الفترة وطريقة النبرة !
وحتى في شعر العظماء تسمع شاعر العرب الجواهري يقول : وَطنٌ تشيّدهُ الجماجمُ الدم ُ .. تتحطم الدُنيا ولا يتحطمُ
طبعاً جاء البعث الفاشي , فلم يحتج سوى تبديل كلمة وطن ب حزب , ليختصر العراقيين في حزب البعث أولاً , ثم في القائد الضرورة أخيراً .
هل تذكرون ذلك ؟
******
الآن / ماهي الطريقة أو المودة الجديدة في الكتابة ؟ ج : الكتابة الديمقراطيّة طبعاً , الرأي والرأي الآخر !
بالمناسبة , هذا الشعار الأخير هو الذي إختارهُ الإعلامي الأردني / جميل عازر , لقناة الجزيرة عند تأسيسها عام 1996
اليوم هو في طريقهِ للإستقالة كما فعل قبله غسّان بن جدّو , نظراً لملاعيب الجزيرة التي لا تنتهي .
نعم لكل زمان دولة , ولكل أوان أذان , ولكل حقبة عنوان .
وعنوان حقبتنا اليوم في العالم المتحضّر / الديمقراطيّة .
وفي الشرق الأوسط / الثورات الشعبية لأجل الديمقراطيّة .
وفي العراق / الهوسة والطربكة والفساد لبلوغ الديمقراطيّة . كيف ؟ لا افهم !
ماعلينا .. المهم الهدف المشترك في عالم اليوم .. الديمقراطيّة .
معناها لم يعد نافعاً أن يملأ كاتب اليوم مقالهُ بعبارات المؤامرة الصهيونيّة الإمبرياليّة ( بدل سايكس بيكو سابقاً )
والباقي سباب وشتائم رخيصة ,تطال كلّ شيء من الشخص المقصود ( الحاكم أوالسياسي أو الكاتب مثلاً ) , الى كلّ من يتشفّع لهُ .
كلّ هذهِ المقدمة أسوقها فقط لأقول لكل من يهوى الكتابة ويريد أن يبرز بها أن لايستعجل الشهرة أولاً وأن ينتبه لأفكاره وكلماتهِ والمودة ايضاً .
هذهِ نصيحة مجانيّة أقدّمها لهم , لأنّ القرّاء صاروا يهربون من مقالة تُفتتح بالسباب .. وتنتهي بالشتيمة .
الجمهور اليوم يُريد مقال هاديء مفهوم موزون لهُ هدف مُحدّد , مع عدم تكفير وتخوين الرأي المخالف عمّال على بطّال .
بإختصار إبقاء الباب مفتوح للآخر !
ولا تنسوا , حتى الكتابة بالنت تطوّرت خلال هذهِ الفترة القصيرة نسبياً , ناهيك عن توفر بضعة مئات من المقالات يومياً يستطيع القاريء الهروب الى الأفضل والأنفع , أليس كذلك ؟
***********
الخلاصة
فائدة واحدة على الأقل تجلّت لي شخصياً من مقالي السابق / لماذا إتخذناهُ مُعلماً ؟ والمقصود هو الكاتب العراقي الكبير يعقوب إبراهامي .
تلك هي معلومة الصديق حسن الكُردي , عن الطبيب العراقي اليهودي البارع (( جميل )) الذي أحبّهُ الناس في العمادية
في سبعينات القرن الماضي قبل أن يختفي من حياتهم فجأةً !
ردّ إبراهامي على (كاك حسن ) قائلاً :
جميل هذا أخي شقيقي , ويعيش اليوم في نيويورك وما زال يعمل طبيباً
قلتُ لكم مراراً لي أربعة أطباء في العائلة ولم يُصدقني أحد !
بلى صدّقناكَ يعقوباً , فمثلُكَ لا يحتاج أن يكذب .
والآن , دعوني اُكمل بمثالين نموذجين من كتابات إبراهامي , لتكون مثالاً أتكيء عليه في إيصال مقصدي
في نهاية مقالهِ التاسع يقول ما يلي :
كيف خُلِقَ الكون إذن ؟
كل الدلائل تشير إلى أن العقل البشري لن يتوصل إلى الإجابة على هذا السؤال.
نحن نعيش في كون هو ولادة "الإنفجار العظيم". العلم يعرف الكثير عما حدث بعد الجزء البليون من الترليون من الثانية بعد "الإنفجار".
أما ما حدث في نقطة الصفر فالعلم لا يعلم شيئاً ولا سبيل إلى أن يعلم شيئاً على الإطلاق.
العقل البشري لا يستطيع أن يفكر في "حوادث" وقعت في زمان "صفر" أو في زمان "سلبي" ، أي تحت الصفر .
لا تنفع هنا كل "قوانين" الديالكتيك. ولا معنى للسؤال عما حدث في ساعة الصفر أو "قبل" ساعة الصفر.
يقول حائز جائزة نوبل في الفيزياء ليون ليدرمان : "أما ما حدث في نقطة البداية فلا يعلم ذلك إلا الله ".
سوى إن الله هنا هو ليس "خالق السموات والأرض" الذي شق البحر لبني إسرائيل ، "عرف" مريم العذراء وأسرى بعبده ليلاً
بل هو "الرجل العجوز" (THE OLD MAN) الذي قضى آينشتاين كل حياته في البحث عن "المعادلة" السرية التي كتبها ولم يجدها.
********
ويقول في مقالهِ العاشر ما يلي :
كيف يجب أن يتعامل إنسان شيوعي مع هذا المشهد المُرعب ؟
من كل مشاهد محاكمات "الإرهاب الكبير" التي أتخيلها دائماً في ذهني
(كامينيف يتوسل أن يرحموا إبنه ، وزينوفييف يتساءل مدهوشاً لماذا لم يف ستالين بوعده بأن لا يحكم عليهم بالإعدام)
فإن صورة المفكر الشيوعي بخارين ، حبيب الحزب ، المعروف في العالم كله (رومان رولان وجه نداءً إلى ستالين بأن يفرج عنه)
يعترف ب"خيانته" ويركع أمام ستالين ("أمل العالم ، إنه الخلاق") ، هذه الصورة هي كابوس لا يفارقني.
إذا كنتم تسألوني ما هي أكبر جريمة اقترفها ستالين بحق الشيوعية فسأقول لكم :
هذه هي الجريمة. إنه جرد الشيوعية من إنسانيتها !
ثم يقول :
هل الخطأ هو في النظرية أم في التطبيق؟ أنا أعتقد أن لا أهمية لهذا السؤال.
تجربة دكتاتورية البروليتاريا قد فشلت وجلبت المآسي لا لشعوب الإتحاد السوفييتي فحسب
بل في كل مكان طبقت فيه بهذا الشكل أو ذاك ("الديموقراطيات" الشعبية ، الصين ، كمبوديا ، الخ).
نحن أمام تجربة تاريخية كبيرة ولا يفيد هنا الحديث عن صحة النظرية والخطأ في التطبيق.
بدلاً من أن تقيم نظاماً إشتركياً وتخلق إنساناً متحرراً جديداً
أقامت دكتاتورية البروليتاريا مجتمعاً قائماً على الخوف والتزلف والنفاق / إنتهى
******
هل لاحظتم كميّة المعلومات ( موّثقة في أصل المقال ) والرأي الذي يُصدره , واللغة المستعملة ؟
ومرّة أخيرة أسأل / هل يحتاج المرء الى الشتائم والقباحات لإيصال فكرتهِ ؟
يُجيب دستوفسكي على هذا السؤال / إنشغالنا بالجمال , سيخلّص العالم من قباحاتهِ !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
25 مارس 2012



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا إتخذناهُ مُعلماً ؟
- هل أصبح إسم مقتدى الصدر / خطاً أحمراً ؟
- الفيدراليّة هي ليست السُمّ الزُعاف !
- فلاديمير بوتين / القيصر الجديد القديم !
- الفوضى الخلاقة تزدادُ إستعاراً
- وماذا سيحدث , لو لم نُغيّر قناعاتنا ؟
- عزيز الحاج , بين حنّا بطاطو والمراجعات !
- الطائفيّة .. حقيقة أم خيال ؟
- قراءات متنوّعة , وحوار !
- تجديد الإجازة الروسيّة , لقتل الشعب السوري !
- مسرحيّة طارق الهاشمي ما زالت مُستمرة !
- مصر والألتراس , بين المجلسين الإخواني والعسكري !
- تعليقات متميّزة على مقالٍ واحد !
- مُناظرة Debating بين داوكنز ولينوكس / ج 4 , العدالة !
- في الذكرى الأولى للثورة المصرية !
- مُناظرة Debating بين داوكنز ولينوكس ( الجزء الثالث / الوكيل ...
- مُناظرة Debating بين داوكنز ولينوكس ( 2 )
- مناظرة Debating بين داوكنز ولينوكس , حول الإله والعلم !
- هل ننتظر مؤتمر فاشل جديد في العراق ؟
- ليس عيب الثورات الشعبيّة , بل العيبُ فينا جميعاً !


المزيد.....




- -لا لإقامة المزيد من القواعد العسكرية-: نشطاء يساريون يتظاهر ...
- زعيم اليساريين في الاتحاد الأوروبي يدعو للتفاوض لإنهاء الحرب ...
- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - رعد الحافظ - زمن الكتابة الثوريّة , إنتهى !