أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزالدين السعد - قراءة في كتاب (يوميات ) - مديح لمرايا البلاد للكاتب المقدسي الأديب محمود شقير















المزيد.....

قراءة في كتاب (يوميات ) - مديح لمرايا البلاد للكاتب المقدسي الأديب محمود شقير


عزالدين السعد

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 16:19
المحور: الادب والفن
    


كانت صدمتي عندما التقيت يوميات في "يوميات نائب في الأرياف" لتوفيق الحكيم وكنت تلميذا في اواخر الاعدادية لثقل ظلها علي ولصعوبة تحمل شخصياتها وتهالكي في فهم وادراك معاني الكلام وطفقت بعد وقت طويل اكتب لي احيانا وأتوقف حينا آخر راصدا لوقت ما صياغتها أو العودة اليها عندما يلتاع حنيني لشخوص واحداث مضت ، الى ان دفعنا الشاعر حنا ابو حنا مدير الكلية الارثوذكسية العربية في حيفا في أواخر سبعينات القرن العشرين لقراءة يوميات فلسطينية بالتورية "مذكرات دجاجة" للكاتب الفلسطيني المقدسي الكبير الراحل اسحق موسى الحسيني ، اما مديح لمرايا البلاد فتعكس لك الصور صريحة ناصعه ففيها ما يحملك الى طياتها منسابا بين حوادث أيامها بلا مقدمات كما بادرنا الكاتب محمود شقير منذ الرابع عشر من نيسان عام 1996 وحتى أخر يوم في القرن العشرين قاطعا وعدا بتتابعها بعد ذلك في جزء قادم ، تحت مظلتين الأولى مقولة محمود درويش " نحن لا نطلب من مرآتنا غير ما يشبهنا " (ص5) وما أوحى له بكتابة هذه اليوميات بقوله " انتهيت من قراءة مذكرات خليل السكاكيني " كذا انا يا دنيا" وهي التي اوحت الي بالشروع في كتابة هذه اليوميات " ( ص15 ).
يحملنا التسلسل الزمني بمتعة يوما بعد يوم واحيانا ابعد قليلا في مرايا مع ابطال ثابتين كالحفيد محمود والزوجة والابنة وحالة القراءة التي تلازم اليوميات بعدد ساعاتها أو صفحات كتاب ما أو عدم القراءة من مكتبة غنية تمنحك اسماء مؤلفين ومؤلفات وشخوص تلاقيهم في الاجندة تمر بهم فيستوقفونك ، فيها تصوير مرجعي لحقبة فلسطينية متلاحقة الاحداث متراصة الوقائع تحيرك عم تتحدث ومم تنهل من هذا الكم الهائل من الأحداث منذ اللحظة الاولى التي تأتي ثلاث سنوات بعد عودة الكاتب الى فلسطين في ال30من نيسان اثرغياب قسري بسبب ابعاد سلطات الاحتلال الاسرائيلي له مدة ثماني عشرة سنة في المنفى بعد عشرة اشهر في السجن (ص22) .... تجدك في السفر الممتع بين القدس ورام الله بين زوايا قمة الحدث الثقافي والسياسي ومتعة تقليم الشجر في جبل المكبر والحديث مع الوالدين ثم فجأة تمر على مدن الوطن كأنك عصفور يطير في الناصرة وحيفا بلا حدود وعودة الى مكوكية الساعة والحركة بين مدينتين ومتاعب الوظيفة في وزارة الثقافة الفلسطينية ، مصطلحات مستحدثة في الواقع الفلسطيني .... يستوقفك حدثان هامان مفصليان توقف صحيفة الطليعة المقدسية عن الصدور واخلاء مكاتبها في الشيخ جراح حيث اوكلت اليه مهمة رئاسة تحريرها منذ 1994 حتى اللحظة( ص10 ) أما الحدث الثاني فجاء عن تنازله عن العضوية في المجلس الوطني الفلسطيني بعد فترة 9 سنوات "لم أشعر بأن لي ولكثيرين غيري أي دور يذكر في هذا المجلس ، فلماذا أحتفظ بعضويته ؟ قد يبدو هذا الاستنكاف مستغربا في زمن التشبث بالمواقع والرغبة في الظهور ، إنما هذاما وقع ، وانا الان مقتنع بما فعلت " (ص 13)
تتابع مصطلحات تلازم الحقبة سلام بالعافية ومسرحية من قلمه ديمقراطي بالعافية ص63 واحداث : مات اميل حبيبي في الناصرة 2-5 (ص25 )وعاد محمود درويش الى رام الله (ص26) محمود درويش في وزارة الثقافة بعد يومين7-5 (ص 31 ) 12-5 زرت حيفا بعد هزيمة1967 مرة واحدة وزرتها مرة بعد عودتي من المنفى ولم انم فيها من قبل (ص 36 ) 13-5 في فندق دان بنوراما في حيفا عروس البحر( نام فيها ) ، كان صباحا مدهشا ومفاجئا . ازحت الستارة ونظرت نحو المدى الممتد ورأيت المدينة والبحر وامتلأت نفسي بالمشاعر والرؤى ، ولم استرسل في التصورات ، كنت استرسلت فيها الليلة الماضية ، فلماذا التكرار؟ (ص 37) ......15-5 اليوم ذكرى النكبة الفلسطينية. قبل يومين ، كنت في حيفا وتذكرت ما تعرضت له المدينة في زمن سابق(ص38 ) .في الثالث من ايار دفن اميل حبيبي فيها وكان اوصى ل يكتب على قبره " باق في حيفا " حيث "ألقى محمود درويش كلمة في وداع صاحب "المتشائل"" (ص27 ) لحيفا رونق خاص جدا في أدبياتنا الفلسطينية منذ (عائد الى حيفا رائعة غسان كنفاني ولبيروت وجهان وجه لحيفا في حوارية شقيّ البرتقالة سميح القاسم ومحمود درويش) والكاتب يذكر في ص124 عن نفسه انه" كان سيلتقي محمود درويش في العام 1968 في حيفا ، ولم يتحقق اللقاء بسبب صدفة غير متوقعة . التقينا في 1975 في بيروت عندما وصلتها مبعدا من سجن بيت ليد "كفار يونا" ، يوميات تؤرخ لمرحلة بلا حدود تنقل حر حر ورمزية في قراءة الآخر كيف يرى الفلسطيني " سأقرأ رواية العاشق ل أ.ب. يهوشواع في ذكرى هزيمة 1967 (ص 64) "
تحمل لك مديح لمرايا البلاد باقة من الأسماء التي كانت باتت ظلت كواكب متوهجة هناك فوق كل شيء رجال ونساء لحم ودم يمشون في اسواق رام الله ويبيتون فيها وينشدون ويأكلون ويشربون شغلهم الشاغل الثقافة والمسرح والادب والوطن ، حركة دائبة سائرة محمود درويش ،يحيى يخلف ،ليانة بدر ، فدوى طوقان، بشير البرغوثي، مريد البرغوثي ، أكرم هنيه ، سليمان النجاب وآخرون كثر في اليوميات احياء وبعد اليوميات كان عدد منهم قد غادر الساح جسدا لا ارثا تتفقد الثلة فلا محمود درويش ولا فدوى طوقان ولا اميل حبيبي ولا طه محمد علي .. يوميات تذكرك بما مضى ... وانه مضى ،ومضات عبرات على عتبات الزمن ولكن ما يثريك ويثيرك حقيقة واقع حدث "هاتفت اليوم محمود درويش الذي عاد لرام الله (من سفر)....سلمت محمود هدية كان احضرها له الشاعر طه محمد علي لمناسبة خروجه من المستشفى ، فلما لم يجده سلمها لي الى حين حضوره الى رام الله "تعيش في احداث حلم التحرير الفلسطيني الاستقلال ، لجنة فلسطين جوائز فلسطين في الىداب والفنون والعلوم ، "دفاتر ثقافية " و"صوت الوطن" ص248 التنقل الحر بين كل أجزاء الوطن ... وقد يداهمك حاجز في اليوميات لكنك تتنقل بحرية...
وتقرأ ما يقرأ كاتبنا "الأوذيسة" لهوميروس و"عوليس" المستندة اليها رواية جيمس جويس ص263 رمزيتان كلاهما لمسارات العودة الفلسطينية ... أما محمود الحفيد فله حصة كبرى نسير معه في مراحل نموه ونطقه وسقوطه في حوض الزهور عن سطح البيت وتطور ادراكه يبدأ بالكتابة احرفا وأرقاما يكبر محمود الكاتب ومحمود الحفيد ومحمود درويش الذي يلازم الأيام من سفر فعودة فلقاء فحديث فكتابة ونشر وقراءة والسباق مع الزمن للقراءة "كتب كثيرة ما زالت تنتظرني دون ان اتمكن من قراءتها !"ص 290 ... وصوت محمود الحفيد يلعلع في البيت ص319 بعد كل الخوف انه ربما لن يتحدث لكنه انطلق ثم التفكر يأتي يوم الجمعة 31-12 آخر ايام القرن العشرين مع خلاصة مثيرة لتذكر من عاشوا ومتى ومأساة الشعب الفلسطيني التي ما زالت دون حل ...وماذا سيحدث لاحقا
"هذا المساء قلت : قد اعيش أنا حتى العام 2010 " هذا المساء تاملت ما قد يكون عليه القرن الجديد ...قد ...قد ...قد يزدهر الفن والأدب ... خلال القرن الجديد لا بد ان يحصل الشعب الفلسطيني على حقه في الحرية والعودة وتقرير المصير والاستقلال ..... " وفق الكاتب امد الله في عمره في وضعنا امام المرحلة التي فتحت باب الحلم على مصراعيه لبنة لبنة بنى لنا الأحداث وضعنا امامها ووضعها امامنا هو وفق بما اراد .... انا لم افلح باستيعاب ما حدث حتى اللحظة تراوح الايام امام ناظري ... أقرأها يوما يوما واعاود الكرة فأقراها بتسلسلها التاريخي ثم انتقي منها فاقرأ وأقرأ فأجدني بعد غير مصدق ولما احط بما جرى ... هي يوميات تعكس ما فينا لا ما جرى فقط وتحمل ما حدث لاجيال تأتي لتعرف عما جرى لأنك صدقت الكاتب المبدع حين اقتبست ابن حزم الاندلسي " وأول مراتب الوفاء أن يفي الانسان لمن يفي له " لوطنه ووالديه وزوجه واولاده واحفاده والخل الوفيّ .....
عزالدين السعد
اللجون -القدس



#عزالدين_السعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع محمود درويش
- أبناء القدس
- لا تسامح
- قصيدة - ميدان التحرير


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزالدين السعد - قراءة في كتاب (يوميات ) - مديح لمرايا البلاد للكاتب المقدسي الأديب محمود شقير