أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد النظيف - الغزلان تحب أن تموت عند أهلها، الصقور لا يهمها أين تموت














المزيد.....

الغزلان تحب أن تموت عند أهلها، الصقور لا يهمها أين تموت


أحمد النظيف

الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 20:37
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


الدجى والمدى جنحهُ
نجمة للصباح الجميل
كرياح الأعالي اختفى
ما أحست به غير زيتونة
ألف قلب لها على كل غصن بالجليل
شفرته إلى الأرض وارتفعت
قبلت قدميه
فلقد جاء في الزمن المستحيل
آه من ومض عينيه
في الانبساط السماوي يكشف موقعه

كان ذلك مطلع قصيدة الشاعر العربي مظفر النواب يزف بها أبطال عملية الطائرات الشراعية أو ما عرف بعملية (قبية) تلك القرية الجريحة التي استباحتها العصابات الصهيونية عام 1953 بقيادة السفاح شارون و إمعانا في ترسيخ ذاكرة العربي المقاتل و ليضل كل شبر من فلسطين منقوشا في أفئدة الصغار قبل الكبار حملت هذه العملية البطولية اسم (قبية) لتستقر وصمة عز على جبين التاريخ.
ما يهمنا في هذا المقام شيئان الأول أننا احتفلنا أواخر العام المنصرم و تحديدا في 25 ديسمبر – كانون أول بمرور الذكرى الرابعة و العشرون لهذه العملية النوعية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني نحتفل بها و قد تحررنا من أغلال الديكتاتورية و بدت الأمة تسقط طغاتها صنما تلوا صنم و الأمر الثاني أن من شهداء هذه العملية بل من قادتها الرفيق الشهيد البطل ميلود بن ناجح نومة ابن الجنوب التونسي الآبي و تحديدا من قرية سيدي مخلوف بمدنين سافر إلى لبنان أخر الثمانينات لا شئ يشغله سوى القتال و القتال حتى الرمق الأخير من اجل تحرير فلسطين..فلسطين التاريخية الكاملة من النهر إلى البحر ..رحل من بلدته النائية في زمن تراجعت فيه المبادئ و انقلبت فيه القيم فأصبح التمسك بالنضال ضربا من ضروب التطرف و الرجعية و التخلي عن الثوابت و الأرض و العرض نوعا من الحكمة بل قل شيئا من العقلانية و الواقعية وأصبحت فيه الخيانة وجهة نظر ...رحل إلى ساحات الكفاح المسلح و العالم يستعد لدخول مرحلة جديدة ..مرحلة القطب الواحد و السيد الواحد أما الوضع العربي فكان يعيش شيئا من البؤس المقيت فالمصريون مرتهنون إلى تفاهمات كامب دفيد المذلة و العراقيون مازالوا يستنزفون طاقاتهم في حرب حدودية مع إيران أما الفلسطينيون فكانوا في حالة سيئة للغاية خاصة بعد اجتياح بيروت وتفشي ظاهرة الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني في المخيمات و حرب طرابلس هذا الضعف الذي استغلته أطراف بعينها لتربط صلات بالكيان الصهيوني و التي ظهرت بوادرها في مؤتمر مدريد لتنتهي باتفاق أوسلو .
في هذا الجو القاتم رحل ميلود من قرية سيدي مخلوف الهادئة مؤمننا كل الإيمان بأن الطريق إلى فلسطين يمر حتما عبر البندقية و في صباح 25 ديسمبر 1987 اقلع نسر الخضراء على متن طائرته الشراعية صحبة رفاقه من إحدى القواعد العسكرية التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة- لينزلوا بمنطقة الجليل الأعلى على الحدود اللبنانية و لتداعب أقدامهم تراب فلسطين للأول و أخر مرة في حياتهم قام ميلود و رفاقه باقتحام معسكر قيادة المنطقة الشمالية للجيش الصهيوني والذي كان يسمى معسكر الأبطال من لواء جولاني و بعد معركة دامت زهاء التسعين دقيقة انسحب الفدائيون إلى قواعدهم بعد أن أوقعوا ما يزيد عن 35 عسكريا صهيونيا بين قتيل و جريح بينهم ضباط يحملون رتب عالية هذا عدى الخسائر في العدة و العتاد .
وفي طريق العودة إلى القواعد أصيبت طائرة البطل ميلود و سقطت فوق مرتفعات قرية حلتا الجنوبية فاضطرت للهبوط ليشتبك بمجموعة من جنود العدو في معركة أسطورية دامت حتى ساعات الصباح الأولى انتهت بأن ترجل الفارس عن جواده لتستقر روحه الطاهرة على كرسي الشهادة بعد صمود خرافي قل له نظير ليؤكد و رفاقه أن ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة و إن أي محاولات كانت أو ستكون لقتل القضية في النفوس أو تسوية الصراع بالتنازلات المذلة هي محاولات فاشلة و أن ما يزعمه البعض من استحالة هزم العدو أو أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر إنما هي مزاعم واهية فندتها سواعد الأبطال في (قبية) و غيرها من مشاهد العزة لتعيد الثقة إلى نفوس الجماهير العربية و لتعيد الثقة إلى شرعية البندقية كحل جذري أمام الاستكبار الصهيوني.
الآن و أنت على باب الأبدية يا ميلود و قدمت روحك فداء لفلسطين العزيزة..لا تقلق نحن لا ننسى شهدائنا لن ننسى دمائك المهراقة على ثرى الجليل و روحك التي سترفرف في سماء هذه الأرض التي عليها ما يستحق الحياة و لن ننسى أبدا أيها البطل انك قدمت نفسك هكذا و بلا ثمن عن طيب خاطر لتنير بها لنا الطريق ليس الطريق إلى أوسلو و لا إلى مدريد انه الطريق إلى فلسطين من النهر إلى البحر بنقبها و جليلها و ساحلها و قطاعها و ضفتها بكل شئ بالزيت و الزيتون و الزعتر .
سلام على روحك ....



#أحمد_النظيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيبليوغرافيا الثورة التونسية
- شكرا قطر - في السخرية السياسية السوداء
- إسلاميو تونس في أدبيات مراكز الضغط الأمريكية
- العفو الدولية في تقريرها السنوي : السعودية من أسوأ سجلات انت ...
- اليسار الإسلامي في تونس * مقاربة توثيقية *
- كرونولوجيا العنف الديني في تونس من 1981 إلى 2010
- تونس :السلفية و أخواتها من تراث الحنابلة الى افكار الجهاد مر ...


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد النظيف - الغزلان تحب أن تموت عند أهلها، الصقور لا يهمها أين تموت