أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جقل الواوي - الولادة من الخاصرة.....فانتازيا -نفسية- بطعم السفرجل















المزيد.....

الولادة من الخاصرة.....فانتازيا -نفسية- بطعم السفرجل


جقل الواوي

الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 12:32
المحور: الصحافة والاعلام
    


ركضت الكاميرا في الحلقة الأخيرة من المسلسل تطوف على القصص التي بذرتها خلال تسعة و عشرين حلقة سابقة و كأنها تسابق قاضي المحكمة الشرعية الذي يثبت رؤوية هلال شهر شوال ،تُحلحل العقد و تنتقم من الأشرار أو تكافىء الأخيار الطيبين، تنوعت القصص و توزعت ما بين ضباط أمن فاسدين و لصوص و عواهر و أوادم و بائعي كلى و غيرهم. غمرت الحلقة الأخيرة ميلورداما قاسية لم ترحم الممثل الذي يقوم بالدور و لا المشاهد الذي تمنى ان يبتسم ولو قليلا في هذا المسلسل. بذل الممثلون جهودا إضافية و خاصة قصي خولي امام قبر ابيه حيث غرق في منولوج طويل تخللته الدموع و اللوعة،كذلك فعل عبد الهادي الصباغ الذي تخلى عنه الزهايمر فجأة ليصحو أمام صورة ابنه يبكيه و من خلفه تأرجح العود المعلق الذي يرمز للأبن الغائب ، المعركة ذاتها خاضتها تاج حيدر و معها أفراد اسرتها حين جائت الشرطة للقبض عليها تكفيرا لجريمة دفع ثمنها اكثر من خمسة اشخاص. طبعا لم تضف هذه المشاهد إلا مزيدا من الدهشة لإصرار كاتب المسلسل و مخرجته على إقحام مشاهد سوداء تجاوزتها الدراما السورية منذ زمن بعيد، و كأن المشاهد لم يكتف من الفوضى المزروعة في كل ارجاء هذا المسلسل و المليئة بأنقاض الأبنيه و الأواني المنزليه المبعثره و أكوام القمامه و مياه المجاري.

غالط المسلسل مشاهديه و خدعهم بتقديمه مجموعة قصص ملفقة بعناية،حيث ظهر التلفيق بالحدث و الشخصية كلاهما، لم يرحم التلفيق الواقعية و لا المعقول و لا الشائع، حيث قفز فوق كل هؤلاء و قدم ما يشبه أكلة السبع دول "ليزلطها" المشاهد هنيا مريا، لم يكن الأمر مريحا فقد وصلت بعض المشاهد الى حد القرف بمعناه "الهضمي" من فرط الفظاظة التي تعاملت بها المخرج مع المشاهدين كمشهد قطع اللسان الذي جاهدت المخرجة ليُظهر المشهد تقنية القطع و النزف بغض النظر عن ضحالة الدلاله، و المشهد الثاني هو مشهد تشويه الوجه و قد استعارت المخرجة كاهنة ذات سحنه تحاكي سحنة سفاحي السلسلة الأمريكية "الجمعة 13" لتغرز مسلاتها في وجه سلاف فواخرجي. كان من الممكن التغاضي عن مشاهد من هذا النوع لو وظفت لغير إظهار مدى التقانة في التصوير.

يبني مسلسل الولادة من الخاصرة عالما خاصا بشخوصة و أحداثة، و يستعير اشيائه من واقع الأحزمة الفقيرة التي تحيط بالمدن يزور الأسماء و الملامح و الإطار العام ،ثم يحلق بعيدا الى بيئة يصنعها الكاتب و تقوم المخرجة بتخليقها عبر الكاميرا، تبتعد الكائنات "النفسية" التي ابتدعها الكاتب عن واقعها لتختلق وقائع غريبة تعتقد المخرجة بإحتفاظها بالخلفية العامة للبيئة التي نعرفها بأنها تضفي مشروعية على مشروع كائناتها الخاصة و هي عندما تنفخ فيها الهواء تعتقد بأن الحياة قد دبت فيها و سينطلي على المشاهدين بأن هذه الشخصيات من لحم و عظام و لكن الحقيقة بأن جميع أدبيات أدلر و يونخ و من خلفهم معلمهم فرويد لم يسمع بكآنات من هذا النوع الأمر الذي يجعلنا نضيف هاته الشخصيات الى عالم الفانتازيا.

الضابط الذي تدور كثير من الأحداث حولة ووظيفته التي أوحت خطأ بأن المسلسل يحمل مضامين "سياسية" ،يركّبه الكاتب كما يتم تركيب لعبة "ليجو" اي قطعة يمكن أن تناسب أي قطعة، غير متزن، دموي، سادي، و يحب ان يكون لديه طفل، و بالمصادفة هو رجل أمن،فيستخدم مركزة الأمني ليملأ نفسه برغباته، و عندها قد لا تكون مسؤلية رجل الأمن ،اي أن هذا الكم من البطش لا يسأل عنه رجل الأمن بل يسأل السايكوباتي الذي يقبع في داخله، و بذلك يمكن أن يحرر صك براءه لكل رجال الأمن و لسلك الأمن ذاته و هو أمر صرح به المسلسل بشكل واضح عندما أختارت له نهاية السجن، فشل آخر للمسلسل في توصيف متلازمة "رجل أمن-قمع"، رجل الأمن في الولادة من الخاصرة يشبع رغبة ذاتيه خاصة نابعة عن جين متمرد، أما الواقع فيقول بأن رجل الأمن يمارس القمع من منطلق "وظيفي" بما هو مهنة يقبض راتبه آخر الشهر على أساسها و يمارح التعذيب و إنتزاع المعلومات و أحيانا الإنتقام الشخصي كجزء من حيثيات العمل المنوط به، و قد يكون رجلا مثقفا و هاو لجمع الطوابع أو مزارع أو غير ذلك.

الشخصيات جميعها حملت إشكالية شخصية الضابط ،جابر بصوته الهامس داسته معظم الأرجل في المسلسل و لم يرتفع همسة مقدار "ديسبل" واحد رغم كل ما واجهه و رغم تعاطف الكاتب و المخرجه معه، و استحق في نهاية المسلسل و بعد أداء ضعيف أمام قبر ابيه لقب "غبي"، أما شخصية عازف الطبل الغريبة و فتاته الأشد غرابه و التي قضى حلقتين و هو يقود "طنبر" مليىء بالملفوف محاولا كسب ودها و أمام دهشة كل من شاهد المسلسل فقد نجحت خطة الملفوف و اصبحا صديقين غير متكافئين،هذا النوع من العلاقات كثرت جدا في المسلسل و اصبحت قاعدة مثل علاقة زوجة الضابط و كبير الحرس، و تآمر ضابط أمن على ضابط أمن زميل له الى حد الإيقاع به و جره الى السجن.العلاقه بين علام و عمته حيث لا وجود لأي نوع من أنواع الود و قد أعطى النص لكليهما مشاعر من جليد. كل هذه الغرائب كانت من الأمور العادية في الولادة من الخاصره.

لا يمكن قبول المسلسل على أنه صورة أو أنعكاس لواقع، فواقع الولادة من الخاصرة واقع ذاتي يخص الشخصيات التي جسدته أو ربما يخص العالم الداخلي للمخرجة و الكاتب معا،الأمر الذي يدخله في عالم الفانتازيا حيث كل شيء مسموح و مباح و حدوده خيال الكاتب و المخرجه. لم تنجح العمليات الفنيه و لا الجهد الإخراجي في ضخ الحياة الى الشخصيات،بل زادتها غربة، الفوضى العارمة في الأمكنة و التي لا تناسب الجغرافيا المفترضه للأحداث، كمية العويل غير المحتمله التي رافقت معظم المشاهد، تطور الشخصيات البطيىء و الذي تسارع في الحلقة الأخيرة فقط ، حيث لم تنجح هزات الأحداث المروعة أن تزحزح الشخصيات عن مواقع متاريسها حتى لفظ المسلسل آخر حلقاته.

في مسلسل من هذا النوع تصعب عملية تقييم الممثل، الذي يجسد شخصيات متطرفه تحمل قيما مطلقه ، ساعد الماكياج عابد فهد ليظهر شريرا برفع حاجبيه و جعلهما أكثر سماكة و هذه خدعة تستعمل بكثره في أفلام الأطفال ليفرق بين الشرير و الخير من النظرة الأولى، و كذلك فعل الماكياج الأمر ذاته مع ابو مقداد حين زرع في مقدمة رأسه بداية "ثعلبه"، و كأن للأشرار دمغة مميزة، حين دمغ الصوت الهامس شخصية جابر و أمه علامة الطيبة و المسكنة و كذلك فعل في شخصية سماهر و سلاف فواخرجي تمتلك صوت هامس طبيعي جعلها مناسبة للشخصية و في المرات القليلة التي صرخت فيها كانت عير مقنعة و عدم الإقناع كان عنوانا عريضا لكل مشاهدها التي قضتها مربوطة الى عمود في المخزن المهجور.زحمة الأحداث و كثرتها في المسلسل لم يعط للشخصيات الغنى المطلوب و بالتالي لم يحرر قدرات الممثل، و ما ظهر كأنه قدرات تمثيلية لعابد فهد و سلاف فواخرجي و قصي خولي و كذلك مكسيم خليل كان مجرد إنعكاس لحدث متطرف غريب تمكن من الممثل و قد طغت قساوة المشاهد على أداء الممثل.

رشا شربتجي هربت من خط جميل كانت قد رسمته في أعمال سابقه و هذا المسلسل لن يثبت شيئا و لم ينف شيئا، كان مجرد خلطة أريد لها ان تثير اللغط.



#جقل_الواوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الإنفعال
- فيلم و هلأ لوين.... يا ويلي ملا -لبكي-
- مناع أم غليون. المكان لا يتسع للجميع
- افسحوا الطريق الإسلاميون قادمون
- الشخص
- أردوغان و حسن البنا، أماني باراك أوباما


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جقل الواوي - الولادة من الخاصرة.....فانتازيا -نفسية- بطعم السفرجل