أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسن محمد طوالبه - تقدموا وتأخرنا ..لهذا كانت الانتفاضات العربية















المزيد.....

تقدموا وتأخرنا ..لهذا كانت الانتفاضات العربية


حسن محمد طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 18:17
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يظل السؤال قائما لماذا تقدمت الدول الغربية في شتى المجالات , فيما ظلت دول الجنوب ـ ومنها الدول العربية ـ متأخرة ؟ . للاجابة على هذا السؤال لابد من قراءة التاريخ جيدا , لنرى ان الدول الاوروبية عاشت فترات شديدة الوقع على اهلها , جراء الحروب التي استمرت قرابة 300 سنة , ولم تتوقف الا بعد ان انهكت تلك الحروب النسل والحرث , واجبرت الحكام ان يوقعوا اتفاقية ( وتسفاليا ) , كما كانت الساحة الاوروبية مسرحا للقوات المتحاربة في الحربين العالميتين الاولى والثانية . وبعدها جاءت اتفاقية الحديد والفحم , التي كانت نواة الاتحاد الاوروبي الحالي .وخلالها كانت الثورة الصناعية الاولى , التي رافقها ثورة ثقافية ارست قواعد السلوك الانساني المتحضر , القائم على مبادئ الثورة الفرنسية في العدل والاخاء والمساواة .
مما تقدم نستخلص ان الامن والامان والاستقرار هو الارضية الصالحة للاستثمار الاقتصادي والنمو الثقافي والنهضة العلمية من خلال البحث والتوسع في نشر التعليم بانشاء المدارس والكليات والجامعات .
النهضة التي شهدتها اوروبا دفعت الاوروبين الى التفتيش عن الاسواق لتصريف بضائعهم , والبحث عن المواد الخام لادامة عجلة الصناعة , فاستغلت تقدمها وامتلاكها السفن والبوصلة لتقتحم البحار وتدخل بلدان الجنوب دون ارادة اهلها او رغبتهم , ومنذ ذاك الوقت عرف التاريخ السياسي ( فكرة الاستعمار ) , التي لبست ثوبا غير المعنى الحقيقي لها . فالاستعمار , من عمر . يعمر , اي يبني وينهض بالمتخلفين ليتقدموا , ولكن الاستعمار صار كلمة سيئة ومؤذية لشعوب الجنوب بفعل سياسات الدول الغربية الظالمة .
وجدت الدول الغربية ضالتها في بلدان الجنوب , ففيها النفط والحديد والغاز واليورانيوم والفوسفات والبوتاس وغيرها من الموارد الزراعية والحيوانية الوفيرة . ومن اجل الحفاظ على هذه الخيرات شنت الدول الغربية الحروب العديدة منها الحروب الصليبية التي دامت قرابة 200 سنة , تحت شعار تخليص المقدسات المسيحية من ايدي المسلمين , في حين كان الهدف الاساس هو السيطر على الارض التي تدر( لبنا وعسلا ) . ولان الحروب لم تمنح الغربيين كل شيئ , اضافة الى الخسائر الكبيرة في الافراد والاموال , تحولت الى السيطرة على بلدان الجنوب باساليب اخرى منها :
1 . احتكار صناعة السلاح , وتوريده الى بلدان الجنوب , باسعار مرتفعة , ومن اجل ادامة توريد السلاح الى هذه الدول , عمدت الى اشعال الفتن والحروب الاهلية فيها , ولهذا ظلت دول الجنوب مستوردة للسلاح . وكلما فكرت دولة ان تخوض تجربة صناعة السلاح , تكالبت عليها دول الغرب ومنعتها اما بالقوة العسكرية ,او بتدبير انقلاب على الزعيم الذي فكر بهذا .ويمكن القول ان تجارة السلاح من التجارات التي تدر ارباحا وفيرة على الشركات التي تضطلع بهذه المهمة . وتأتي الولايات المتحدة في مقدمة دول العالم في تجارة السلاح , وتأتي روسيا في المرتبة الثانية .
2 .التحكم في صناعة النفط من خلال شركات النفط الاحتكارية الغربية , اكتشافا واستخراجا وتكريرا وتصديرا , وتحديد الاسعار التي توفر لها ارباحا وفيرة . ولم تاخذ الدول المنتجة الا الفتات . وعندما فكرت بعض البلدان تأميم شركات النفط الاحتكارية , كانت العقوبة اسقاط الزعماء كما حصل لمحمد مصدق في ايران وصدام حسين في العراق .
3 . احتكار زراعة الحبوب الاستراتيجية مثل القمح والشعير والذرة .فهذه الحبوب هي سلة غذاء الشعوب , واي بلد لاتوجد لدية هذه الزراعات ليس بلدا زراعيا . وعلى هذا الاساس فان الولايات المتحدة وكندا واستراليا هي الدول المتحكمة بغذاء العالم . وعندما تفكر دولة ما ان تدخل مجال الزراعة الاستراتيجية ’, تتحرك الدول المعنية بنصيحتها لكي تتحول الى اتجاه اخر غير هذه الزراعات . وعندما توجهت السعودية الى زراعة القمح, وانتجت كميات كبيرة منه , سارع كيسنجر بزيارة السعودية ونصحهم بعدم الاتجاه الى زراعة خاسرة , بدعوى ان اسيراد القمح من الولايات المتحدة ارخص من زراعته , وبعد مدة وجيزة قتل الملك فيصل ,واعلنت اسباب لمقتله في حينه قد لا تكون هي الاسباب الصحيحة .
4 .اما الوسيلة الناعمة التي اخترعتها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية فهي ( مجلس الامن الدولي ) تلك المؤسسة التي منحت خمس دول حق التحكم في مصائر الامم والشعوب , ومن خلاله تم منح الدول الخمس " الفيتو " اي حق النقض . من خلال هذه المؤسسة شنت الدول الكبرى الحروب ضد دول الجنوب التي وصفتها ب ( الدول المارقة ) او ( محور دول الشر ) او ( دول الارهاب ) وغيرها من التسميات التي تشكل ذريعة او سببا لغزو بلد ما كما حصل في افغانستان والعراق .
اما الاسباب الذاتية المتعلقة بدول الجنوب ومنها الدول العربية التي جلعت الدول العربية في خانة الدول المتأخرة , فتكمن في الاتي :
1 . الاستبداد والطغيان السياسي الذي مارسة فرد ما وصل الى قمة الهرم اما بانقلاب عسكري , او من خلال انتخابات مزيفة مدعومة بالمال السياسي الداخلي او الخارجي . فالبلاد تحكم من قبل فرد فهو الذي يتخذ القرارات المصيرية , التي قد تجر البلاد الى كارثة معينة . كما ان الفرد يستحوذ على ثروات البلاد هو وابناؤه واقاربه , وبالتالي تحكم البلاد من عائلة معينة , حتى ان بعض البلاد اخذت اسمها من اسم العائلة الحاكمة .
2 . الاستبداد والطغيان يحتاج الى قوة تحمي الطغاة , فانشأ الطغاة اجهزة الامن المتعددة التسميات مثل : الامن العام او الدرك او الشرطة او المخابرات او الاستخبارات او الامن الخاص , او أمن الرئاسة , او أمن القصر , او الامن الجنائي , وغيرها الكثير . ومن اجل ان تقوم هذه الاجهزة بواجباتها وضعوا تحت تصرفها ميزانيات ضخمة على حساب خطط التنمية ان وجدت اصلا , وعلى حساب قوت المواطنين .الهم الاول والاخير لانظمة الاستبداد والطغيان هو امنهم الخاص , ولا شئ غيره .
3 . تبعية انظمة الاستبداد والطغيان للغرب , فعلى الدول الغربية ان توفر سبل الامن والحماية لهؤلاء المستبدين , رغم انها تدعي الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان . الطغاة باقون ما داموا يحققون مصالح الدول الغربية , وعندما يصبحوا عاجزين عن تامين هذه المصالح يصبح من الاحسن استبدالهم بأخرين . وهذا ما افادت به ( كونداليزارايس ) عندما رشحها بوش لشغل وزارة الخارجية , امام الكونغرس الامريكي , عنما سؤلت عن خططها المستقبلية في الشرق الاوسط قالت " من اولى خططي التخلص من الحلفاء الحاليين , واستبدالهم بأخرين , لاننا استهلكناهم و لان صلاحيتهم قد انتهت " . وهذا ما حدث لاحقا في الانقلاب على حلفاء الامس امثال زين العابدين بن علي وحسني مبارك وعلي عبدالله صالح والقذافي .
4 . ومن اسباب تخلف العرب ـ وهم من عالم الجنوب ـ , التفاوت في توزيع الثروة . ولان بعض البلدان حباها الله بالثروات النفطية والغاز , صارت تتربع على تلال من النقود والذهب , فيما يعيش الاخرون , وهم الاكثرية في حالة فقر مدقع . والحال هذه صارت الاكثرية تخدم الاقلية من اجل لقمة العيش , وغاص الاغنياء في بحبوحة العيش , وغرقوا في الرذيلة والفساد الاخلاقي .
هذه الاسباب وغيرها ـ اذا ما دخلنا في التفاصيل ـ, هي السبب في اندلاع الانتفاضات العربية ضد الانظمة المستبدة والطاغية , التي استحوذت على السلطة هي وابناءها واقاربها ,واهدرت مال الشعب على امنها وملذاتها , وثارت على زعماء ارتموا في احضان الغرب من اجل ان يبقوا في السلطة فقط , واهملوا مصالح شعوبهم وامنهم الوطني وسيادة بلدانهم . وعندما تمكنت الانتفاضات ان تسقط عددا من الزعماء , سعت دول الغرب ذاتها الى الالتفاف على هذه الانتفاضات , ومد يد العون للاحزاب الاسلامية والتفاوض معها لترتيب الاوضاع المستقبلية في البلدان التي تم فيها التغيير . بالامس كان الحكام المستبدون يرفعون شماعة الاسلام السياسي امام الغرب لكي يبقوا في الحكم , واليوم يتعاون الغرب مع الاسلام السياسي , اذا تم التأكد انه " الاسلام الامريكي " كما عبر سيد قطب قبل اكثر من ستين سنة . فهل في هذه المواقف الا الازدواجية والكيل بمكيالين ؟



#حسن_محمد_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من سبيل لوقف العنف الطلابي ؟
- من يستعجل الحرب على ايران ؟
- اصلاح اردني ام انقلاب على الحكومات السابقة ؟
- المرزوقي بين دموع الفوز وطموحات التونسيين
- عقد من التواصل والعطاء
- خطر الاسلام السياسي بين الحقيقة والافتعال ( دراسة )
- حرب جديدة بين المالكي والبعث في العراق


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسن محمد طوالبه - تقدموا وتأخرنا ..لهذا كانت الانتفاضات العربية