أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمسيس حنا - أنا و هى - (قصه قصيره) -















المزيد.....

أنا و هى - (قصه قصيره) -


رمسيس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 21:07
المحور: الادب والفن
    



كما هى العادة و إن لم يكن دائما .. لا يوجد عمل لدى .. عملي فقط .. أن أدخل حجرتي المظلمة، اجلس الى مكتبي .. افكر احيانا في لا شئ .. أعبث ببعض الكتب و الأوراق على المكتب القذر .. أو اداعب بعض الحشرات التي تمر امامي بوقاحة و جراءة في ثقة واطمئنان .. او اجلس انتظرها .. انتظرها و هى لا تأتي إطلاقا .. وأنتظر .. حيث هو العمل الوحيد ..
وسمعت صرير الباب .. انفاس ناعمة منهكة و متعبة .. بينما اضع وجهي في مكتبي .. ثم همست .. همسة مرعبة مخيفة مؤلمة ..
- لماذا لم تخرج اليوم ؟؟
فرفعت وجهي وقلت لها في برود شنيع.
- لا فائدة من الخروج .. يجب أن ابقى هنا .. انا لا اتحرك ..
و نكثت وجهى مرة اخرى فقالت بعد أن هدأت قليلا:
- هل تخليت عن مبدأك؟؟
و مرة ثانية أرفع وجهي اليها .. و أحسست من تلقا نفسي انني ادقق النظر اليها في وجهها .. و أحسست انني اريد ان التهم اي شئ .. شفتيها .. عينيها .. و كأن الحمرة الصارخة في شفتيها هي التي تخذلني فلا استطيع ان احقق ما اريده .. و عيناها .. حتى عيناها .. أحسست ولأول مرة انهما صارختان جدا ولكنهما تخفيان فتورا عظيما .. وهى تحملق .. وانا انظر في وجهها .. ثم إلى صدرها البارز .. وأحسست ان فستانها مشقوق عمدا ليكشف عن نهديها .. ولكن لم استطع .. لم أستطع ابدا ان امد يدى اليها .. و من تلقاء نفسي نكثت رأسي الى اسفل و مددت يدي على مكتبي إلى ابعد حدودهما .. و تخيلت نفسى اننى مصلوبا .. كالمسيح .. ولكن الفرق انه بارادته وانا بغير ارادتي. و الفرق بيني و بين الشهداء ان اهم اجرا و انا لا اجر لي .. لأنني لست شهيدا. ثم قالت في هدوء:
- هل لك مبدأ و تخليت عنه الأن؟
- نعم!
و رفعت راسي مرة اخرى .. ووقع نظري على صدرها .. ورأيت احمرارا نتيجة لمجهود احتكاك قاس .. ثم قبلة جارحة على شفتيها نتيجة شهوه الفاعل الصارخة .. و شحوب الى حد ما في وجهها اثار فىّ الشفقة و العطف اكثر من الحماس و الثورة .. واثار في قلبي الحزن اكثر من الحب .. واثار فىّ الرثاء لها اكثر من محاولتي لسؤالها .. ولكن لم استطع ان ارد عليها سؤالها و نكثت رأسي مرة اخرى .. ثم قالت بنبرة تحذير:
- هل تخليت عن مبدأك ؟؟
- أي مبدأ ؟؟ اجبتها و انا منكس الرأس
- هل تناولت طعامك اليوم؟؟
فأجبتها و انا مازلت منكس الرأس:
- ذهبت لأفتش عنه .. فوجدته. ولكنه متعفن و لا يصلح للأكل .. فرميته في النيل.
- و لم تأكل حتى الأن.
فرفعت لها وجهي و قلت بلهجة الذي يشكو:
- لم يدخل فمي طعام منذ عرفت حقيقة ان الطعام ممكن ان يتعفن و يصبح غير صالح للأكل.
- أفهم انك مضرب عن الطعام ؟
- كلا ..
- حدثت لك عقدة نفسية لأن الطعام تعفن؟
- كلا ..
- إذا ماذا؟
- لا توجد شهية عندى للأكل
ثم و أنا اتكلم رفعت يدي من على مكتبي و اضطجعت إلى الخلف على الكرسي .. وأحسست بأن شئ يسري في دمي .. في جسدي .. في عروقي .. شهوة صارخة اجتاحت جسدي كله و قلت:
- ولكن يوجد فىّ شهوة لك .. لك انت فقط دون نساء العالم .. هل ممكن أن ..؟
و اشرت لها بيدي الى حصير مفروش على ارض غير مستوية و لكنها في منتهى الرطوبة و كررت طلبي مرة اخرى و لكن بدون اي حركة كأنني لا ارغب فيما اريد ان افعله.
- هل ممكن ؟
و تجهم وجهها و امتقع لونها .. وأحمرت رقبتها وكأن الدم مختنق بها .. قالت في ثورة:
- أنت مجنون .. أنت حيوان .. ماذا بك؟
فقلت في عدم اكتراث و أنا في نفس الوضع على كرسي و لكن شحنة من المرارة تخرج من كل كلمة.
- أنتم دائما تصفوننا بالجنون و الحيوانية .. أو هل تريني طلبت المستحيل .. هل تريني طلبت ما لم يفعله معك أحد.
ثم وقفت .. و لكنى لم أتحرك نحوها .. وأدرت ظهري ناحية الباب .. ثم استندت عليه كأنني بذلت مجهودا عنيفا و لا استطيع أن اتحرك نحوها و قلت لها بهدوء متعب:
- لم تجيبي على طلبي .. ماذا بك؟ هل هذا هو حبك لي؟ انسان يحبك يطلب منك أن تنامي معه فترفضي رغم انك تحبينه أو تدعي كذلك على الأقل .. ثم تذهبي إلى اخرين .. وتتركى لهم جسدك كما يحلو لهم .. ما هذا الذي في جسدك؟
ثم بعنف:
- الذي في صدرك؟ الذي في عينيك ؟؟ و شعرك المنبوش ..
ثم هدأت:
- و عندما اطلب منك أنا .. تقولي انني مجنون .. لماذا الجنون؟
فأنفجرت في البكاء و قالت و هى تصرخ:
- كفى .. كفى .. لقد علمت ما نوع حبك ..
ثم هدأت قليلا و قالت:
- تحبني من اجل جسدي فقط و ..
- و من أجل روحك ايضا ..
- كلا .. انا فقط التي احبك بروحي ..
ثم هدأت اكثر فأكثر و استمرت:
- أما جسدي فهو ليس لك .. انه للأخرين .. اما روحي فهى لك .. لك يا حبيبي
و بدون ان اشعر خرجت مني قهقه كالمجنون .. مرتفعة جدا. و لم أعد اشعر بنفسي أنني اضحك .. وهى تجلس على الحصير .. أضحك .. و أحسست أنني قاربت من الجنون فعلا و قلت لها:
- أنني لا ارى روحك يا حبيبتي .. أنني لا أعرف في فن تحضير الأرواح.
فقالت في لهجة جادة:
- ان روحي هي التي تبقى معك في مرضك .. و أنت نأم على حصيرتك .. وانت جالس إلى مكتبك .. و أنت جالس في الشارع يجتمع حولك الذباب، فهى تعمل لكي تبعده عنك .. عندما اراد الصوص أن يقتلوك .. هى معك في كل شئ حتى حزنك و همك.
قلت:
- أنك افلاطون الحب الجديد .. روح بلا جسد .. و جسد بلا روح .. أما الجسد وحده فهو جثة هامدة .. وانت تعطيني روحك .. و تعطي الأخرين جسدك و روحك معا .. إذا انت تحبي الأخرين أكثر مني .. وأنا لم اعد حبيبك بعد الأن.
قالت:
- كلا يا حبيبي .. أنا لي روحان.
ثم تراجعت منفزعة و قلت:
- نعم ..
- لا شئ .. لا شئ
- لك روحان؟؟
- كفى .. لا تتكلم .. لا ترفع صوتك .. إذا قلت ذلك سوف يقتلونك الأخرون .. أنك بقولك هذا تكفر بالدين الذي يقول أن الأنسان له روح واحدة و جسد واحد.
- و لكن الحقيقة الواقعة غير التى يتكلم عنها الدين .. إذا لماذا الدين قيود و سلاسل تعجزنا أن نقول الحقيقة.
- إذا كفرت بالدين سوف يقتلوك الذين لهم نفس الدين و الذين أنام معهم في فراشهم.
- هل عددهم كثير الذين يؤمنون بالدين و ينامون معك؟
- انهم كثيرون .. كثيرون جدا.
- أتعنين بذلك أنني الوحيد هنا الذي كفر بدينه و بحبه.
- كلا .. أنت الوحيد الذي يعيش منهم هنا .. لقد قتل من قتل و هرب من هرب.
قلت و كانني أحدث نفسي و شئ من الخوف يسري في جسدي و انا انظر ناحية ثقب في الحائط.
- سوف أهرب .. سوف أهرب .. سوف أهرب..
ثم فزعت و قامت و قامت و انتصبت على قدميها و صرخت في تحدي:
- سوف أبلغ عنك.. يجب عليك أن تختفي في هذا الحصير . اطوي الحصير على نفسك؟
و رفعت يدها وكأنها تمسك سلاحا تهددني به .. و من تلقاء نفسسي رفعت يدي علامة الأستسلام .. ثم تقدمت خطوات و أنا رافعا يدي و أتت هى خلفي، و أحسست بشئ صلب توجهه إلى ظهري .. ثم قالت في لهجة امرة:
- عليك ان تلف و تدور في هذة الحجرة كثيرا و كثيرا.. ثم تختفي في طية هذا الحصير لئلا يراك أحد .. هذا هو عملك الجديد يا حـبــ .. يــ ..بي.
"رمسيس حنا"



#رمسيس_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة مجنونة -شعر- الى مايكل نبيل سند
- إيزيس وبلقيس وممفيس
- عربدة كاذبة - شعر -
- راحيل - شعر -
- عربدة السكون والصمت - شعر -
- خرجت ولم تعد - شعر -
- إختناق
- قبس من نور (إلي شهيد الكلمة د . فرج فوده )
- التابو -شعر-
- ثورة حلم -- شعر-
- رسالة طفل أفريقي مفتوحة -شعر-
- الرفيق والطريق -شعر-
- نزوة كاذبة -شعر-


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمسيس حنا - أنا و هى - (قصه قصيره) -