أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بوجنان - الكتابة الأخلاق والتاريخ بين دريدا وليفيناس















المزيد.....

الكتابة الأخلاق والتاريخ بين دريدا وليفيناس


محمد بوجنان

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


Paola Marrati-Guénoun, Université Catholique de Nimègue
ترجمة : ذ محمد بوجنان
الكتابة , الأخلاق والتاريخ بين دريدا ولفيناس
فتح دريدا ببحثه المسهب "العنف والميتافيزيقا " حوارا مع أفكار ليفيناس ,حوار ما يزال مستمرا منذئذ . وقد تم نشره لثلاث سنوات خلت من ظهور كتاب" الكلية والمطلق " عندما كانت نصوص دريدا ماتزال قيد التشكل . كشف هذا النص منذ الوهلة الأولى عن وجاهة مشروع ليفيناس الفلسفي .وقد بارك دريدا سعي ليفيناس في مساءلة التراث الفلسفي الغربي برمته , انطلاقا من أصله الإغريقي . هذا الأصل الذي لا يشير إلى أي واقع معين, بقدر ما يعين نظاما من المقولات والمفاهيم المركزية , التي ترجع نشأتها الأولى إلى اليونان ,والتي تتحكم في كل الخطابات الفلسفية . يهيمن ,حسب ليفيناس, على هذه المفاهيم سمو الواحد والهو ,كما يقضي بنشأة تاريخ الفلسفة الطويل في كنف بارميندس هذا الذي ما فتئ يتحكم, بثقة أكبر مما يمكن تصوره, في فينومينولوجيا هوسرل وأنطولوجيا هيدغر . على أن ما يطرحه دريدا, في العنف والمتافيزيقا, يصب اهتمامه على مقاصد ليفيناس أكثر من اهتمامه باستراتيجيته الخطابية.إن دريدا لا يعارض انفتاح الفلسفة على أصل غير يوناني أقلها لكي نتمكن من الانصات, في تضاعيف الخطاب الفلسفي, لجرس غيرية قادرة على ممانعة سمو الواحد والهو . هذه التحفظات تندرج من باب أولى ضمن المستوى الاستراتيجي الذي يتعين اتباعه بغية تفعيل هذا الانفتاح .
يبرز دريدا قدرة اللوغوس اليوناني " البيان "بوصفه لغة تستمد أكثرأصولها رسوخا من بنية تقابلية تمني بالفشل كل محاولة للتغيير تقوم على عملية قلب بسيطة للتراتبية المفهومية التي حققتها الفلسفة . كانت هذه المسألة قد بدأت تطرح بمعية مفهوم المغايرة كمفهوم مركزي في "الكلية والمطلق " ذلك أن المغايرة اللانهائية والمطلقة ,حسب دريدا ,لا تذعن للترجمة بسهولة في التصور الإغريقي للآخر. وهذا لا يعني أن أي مفهوم يختلف عن مفهوم المغايرة يكون أفضل ملاءمة بقدر ما يفصح عن كون صعوبة الانفلات من اللوغوس الإغريقي مرده إلى المسألة اللغوية عموما
إن الرغبة التي تحذو ليفيناس في بناء فكره على أساس من سلطة التجربة وحدها , وهي التجربة التي تتحدد بكونها خروج صوب الغير , وهي في نظر دريدارغبة فكرة محض من أجل اختلاف خالص إن أكبرعائق يواجه هذا الفكر يأتي من صميم اللغة ذاتها أو على الأقل من ذلك التمفصل الذي يمكن أن تستغني.دون الحاجة لبسط التحاليل الملازمة لقصة دريدا وليفيناس قصة مايزال أمامنا الكثير لكي ننهي فصولها . سأحاول أن أركز على ماهية ثلاث نقط مرجعية ؛ العنف المتسامي ,الأثر والعدالة فرضية ٌراءة تسمح باتباع مسار ينتقل بنا من "العنف" واالمتافزيقا إلى ما أدعوه مؤقتا بموضوعات الفيض . إن هذا المسار لا يحلو من انقطاع ولكنأحسبني مع ذلك أطارد خيط مفهوم معين للتاريخانية ,سعيا لتدقيق معناه ومقاصده في الصفحات الموالية .
1) الحاضر الحي والعنف المتسامي

منذ "العنف والميتافزيقا"كانت قد بدأت تلوح تباشير سؤال مشترك وبالأخص في إحدى النقط التي نعتقد أن دريدايبتعد فيها كثيرا من تفكير دريدا حول وضعية الأنا المغاير Alter Ego...ففي التأملات الديكارتية لهوسرل أدركنا أن دريدا رفض أن يلحق بالآخر جريرة التغيرالمقصودللأنا مثلمافعل هوسرل في التأمل الخامس : حين تصور الآخر كظاهرة مقصودة من قبل الأنا ناشئة عن الاستغناء عن المماثل مما يعني إلغاء غيريته المطلقة .
يعرض تصورهوسرل لمفهوم المماثل ,حسب ليفيناس, نفسه للقراءة بطريقة لا تخلو من دلالة بشكل نموذجي هذه الحساسية المزمنة التي تعد السمة الأعمق في الفلسفة الغربية . لايساق دريدابسرعة مع الأحكام ليفيناس بل يبدا باسترجاع كل مشهد من تأملات ديكارت ‘لى هوسرل لأغيرية الآخرالراسخة , إن ما يميز بدءا التعثر الحقيقي للفينومينولوجيا حضور الغير في شكل لا حضور أصلي إن كان على الآخر بوصفه كذلك أن يمثل قسراأمام الذات وإلا لاستحالت إمكانية احترامه لغيريته .إن كان الآخر من ظواهر الأنا فهو ظاهرة عزلاء بالمطلق بيد أنها مشغولة على الدوام بحالة من اقتصاد العنف . ما إن تفتح اللغة أمامنا إمكانية للارتباط بالأخلاق إلا وتفتح في الان نفسه احتمال لخوض الحرب . تمثل اللغة مجالا لإرادة القوة ,ضرب من اقتصاد العنف يقع فيه اختيار اللغة كبديل عن العنف المادي المجهول التسمية لصمت يسبق الأصل يأتي في مقابل العنف اللفظي الذي لا يمكن تفاديه . تختار اللغة أهون العنفين لإاللغة تعربلا تعرب عن السلم لولا أن يكون الثمن الذي تقدمه حرب ضد نفسها .إن مفهو اقتصاد العنف لدى دريدا لا يختلف عن مفهوم التاريخانية المحتوم .واستحالة الإنفلات من قبصة العنف يوازي استحادلة الانفلات من قبضة التاريخ . ولكن ببعد تاريخي لا يتطابق مع هذه الكلية المتناهية للمماثل وللحرب مما ينعته ليفيناس في كتابه الكلية والمطلق " بالتاريخ الذي يضعه في مقابل المتعالي الدينوني لسلام "ماوراء التاريخ" فالتاريخانية التي يجعلها دريدا في حكم الحتمي هي فعل القطيعة ذاته في شتى أنواعه سواء ما انتهى منها أو ما لم ينته بعد ,لأن التاريخانية في الاختلاف بين القطبين اللذين لا يحضران من تلقاء ذاتهما بل ينشآن عن الحركة التاريخية .
من هذا المنطلق يأتي التاريخ حسب دريدا ليتطابق مع الحركة نفسها التي يسمها ليفيناس التعالي أو الدينونية , إن هذه اللحظة الأولى من حوار دريدا وليفيناستتصدر ما يبدو لي مرحلة ثانية مركزية في علاقتهما ببعض وتتمثل في مواجهتهما حول مفهوم الأثر.
ينعلق الأمربوضوح بالنسبة لدريدا بما هو أكثر من مجرد بصمة أصطلاحية ما بعد تسمية الأثر "لكونه يتقاسم مع دريدا مسألة الزمن الخامل التي يومئ إليهامفهوم الأثر . خمول الزمن الذي يمثل بالنسبة للفيلسوفين معاأحد أهم المصادر لمراجعة الفينومينولوجياوالأنطولوجيا والذي يجد أحد أكثر مبرراته رسوخافي ضرورة التفكير في الزمنية Temporalité كما لو كانت بذاتها حركة تغيير ضرورية ,إذ الأمر هنا يتعلقب مقتضى أخلاقي واضح حسب ليفيناس فإن الإنشغالات الأخلاقية ليست غريبة عن مآثر دريدا .إن تحليل مفهوم الأثريفرض نفسه كلماكلما هممنا فهم ما يؤلف الرجلينأو يفرقهما ؛ما يتقاسمانه بالمعنى المزدوج للمصطلح. يبدو لي أن مثل هذا التوضيح أضحى ضروريا لمناقشة ما يمكن أن وسمه بالمرحلةالثالثة في سياق ما يجمع دريدا بليفيناس . فطفو بعد المسائل التى تزداد إلحاحا في أعمال الأول كمسألة " الهبة " و " العدل " الذي لا يتجزأ والمسألة المسيحانية بدون مسيح إلخ .. موضوعات تشير في مجملها إلى فكر يقوم على الفيض والإمتلاء إلى فكر يحاول أن يمهدبيديه الطريق "لمجيء الآخر" بعابرة أوضح يبدو أن دريدا تنازل تخلى على كثير من حذره تحفظاته التي ألزم نفسه بها في نص من قبيل " العنف والميتافيزيقا "



#محمد_بوجنان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفول الأصنام
- عودة الروح
- لا في العير ولا في النفير


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بوجنان - الكتابة الأخلاق والتاريخ بين دريدا وليفيناس