أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خديجة صفوت - اوباما المسيح الكذاب؟















المزيد.....



اوباما المسيح الكذاب؟


خديجة صفوت

الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 15:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسيح الكذاب؟ هل أستبق كابال Cabal اوباما الانقلابي محرقة لا تذر؟
 كيف تكتم  فبركة الاساطير Myth Fabrication  انفاس الحقيقة؟
كتبت هذا الكلام باكرا منذ ان رشح باراك اوباما لرئاسة الجمهورية الامريكية الى ان فاز على هيلارى كلينتون كمرشح للديمقراطينن وصولا الى انتصاره على جون ماكين الجمهوري. وكنت في حية من  امري منهجيا و تاريخيا فى كيف يصل اوباما المعدل جينيا حتى ينكر اصله الحقيقي و حتى يباعد بينه و بين الامريكان السود فيما يزوق و كأنه ممثل للاخيرين و لكافة المظاليم و المسحوقين من كل الاقوام و الاجناس وصولا الى اسطورة صدقها الكل و قد الغى ذهنه و ذاكرته و انكب على العشم فى المستحيل بعيون مفتوحة. و بالمقابل كانت من اسباب هزيمة ماكين انه استنكر الاسطورة وهو يجأر بان يستحيل ان يتعين اي رئيس امريكى على اعادة التوزيع وتأميم المصارف مما تميم  تأميتأمنجمما يشارف الاشتراكية فى برنامج اوباما الانتخابى.  و لم يكن ماكين و لا غيره يدركون من اين سيعيد اوباما التوزيع المتخاتل حقيقة او يخلق عمالة بدون ارباب العمل او كيف يتجاسر امريكي فيؤمم المصارف فى وطن الرأسمالية المالية.
فان جأر ماكين "ان امريكا ليست كذلك. نحن لسنا كذلك" يعنى نحن لسنا اشتراكيين نعيد التوزيع فلعل من اسباب هزيمة ماكين انه لم يكن يدرك ان اوباما كان بسبيل انقاذ الرأسمالية المالية مجددا ليس اكثر. اما ستار دخان اعادة التوزيع و ايكال خلق العمالة للدولة او تأميم المصارف بمال دافع الضريبة و مدخرات صغار حملة الاسهم مما ناقشته فى مكان اخر-فلم يكن سوى الخديعة الكبرى.
و كان جون ماكين قد غاب عليه ان:
-الرأسمالية ما بعد الصناعية الخائبة تتعين وحسب على شراء الوقت الى حين استعادة عاقيتها فانقاذ نفسها بتأميم المصارف و شركات التأمين- التى يتوجب عليها التنبؤ بالمخاطر كون تلك مهمتها-فالتأميم ضد المخاصر يعنى استباق وقع المخاطر.
- و ان تأميم المصارف و شركات التأمين تترك الاسس التى تقوم عليها الرأسمالية المالية و القيم(او انعدام القيم او اللا قيم) التى تعمل بها بلا تغيير و تخلق عمالة تدعمها الدولة
وان الرأسمالية المالية تترك دعائم الاقتصاد بلا تغيير.
-و ان الرأسمالية المالية تحيل المخاطر من المجتمع الى الفرد تحت ستار تحرير الفرد.
المهم فورا منعت نفسى من نشر الدراسة التالية لوقت و كنت راغبة عن ان اكون بين الاصوات القليلة الناعقة فى تشاؤم بين ملايين المتفائلين باوباما تلك المعجزة العصرية التى لا سبيل الى تفسيرها بل التى لم يرغب احد فى طلب تفسير لها. ذلك ان الناس كانوا قد روعوا و جوعوا من كل شئ من الخبر الى الفكر و التنظيم فلم يترك لهم امل و قد ضاقت الدنيا بهم تباعا مع انهيار اسواق المال وفقدان مدخراتهم ان كانت لهم مدخرات فيما ضاعت على صغار حملة الاسهم اسهمهم  و فوائد ما بعد الخدمة على ارباب المعاشات وتفاقم تضعضع سوق العمل و قد باتت العطالة المزمنة ماثلة و لا مفر. فان ظهر اوباما فجأة و قد ظهرت صورة له على غلاف تايمز الامريكية لاول مرة قبل 6 اشهر من ترشحه للرئاسة شابا وسيما اسودا لم ينفك ان راح  يبيص او يبييض تباعا لا تشوب لونه شائبة فى غقلة من الجميع[1]. فان كان اوباما قد عدل فكريا و نفسيا فقد كان لزاما ان يعدل فيزيقيا كذلك تيسيرا لمغامرته الخطرة و لدوره الخطير معا. و يكون ان صح ذلك جائزا ان تغدو القرود من كل نوع مهما كانت مرتبتهم العقلية بيد قوة و سلطة الرأسمالية المالية او قدرات المال "المدمج" Corporate power اللتي تبدو و كأنها لا متناهية.
كيف عدل اوباما جينيا لللقيام بدور خطير او–و الموت فى سبيل غاية اخطر؟
ليس اوباما بافضل من جورج ووكر بوش الا بقدر ما هو خطيب و يشاع انه فيلسوف و عالم. و يقيض ذبك لر سفجة لويلنل سيسرو الخطيب الروماني الاشهر وحسب و انما يغدو اوباما و كأنه مسيح بعد ابراهام لنكولن. و بالمقابل قثد كان على اوباما او يتعين على تزويق  Euphemise كلام المحافظين الجدد و يزيين صورة اقل قتامة و اكثر رونقا لامريكا و يقوم بما يشارف اعادة التوزيع والاحرى يعد به فى عين اللامساسات الامريكية. فقد هم اوباما بما يشارف الصفقة الجديدة New Deal  التى كان روزفيلت قد تعين عليها ابان الازمة الاقتصادية الكبرى نهاية عشرينات الى ثلاثينات القرن العشرين. الا ان اوباما يغدو مع ذلك و ربما بسببه لا مثيل له. وهو الى ذلك اكاديمى و فيلسوف و استاذ فى السياسة ومتواضع لا يذكر الا نادرا ان ذكر احتكاكه بالجامعات الصفووية مثل هارفارد و غيرها من الجامعات التى اغوته بمراكز فى الاكاديميا الا انه:
-يحظي مع ذلك بسمعة الاكاديمي المحايد غير السياسي لوقت كان مفيدا لدوره القادم
-عاف مناصب يسيل لعاب الكل لمحض تصور امكان الحصول على درجاتها ناهيك عن مناصبها
 فقد كان اوباما حسب السردية العجيبة الغريبة التى لا سبيل الى ضحدها و لم يعد ثمة من يجرؤ على مغالطتها ناهيك عن كتابة سيرة بديله لاوباما و كان اوباما قد نذر نفسه باكرا  للسياسة و القيادة و كانه موعود مثل يوحنا المعمدان او حتى المسيح-كان اوباما موعود موعود. فهو الذى احتل مناصبا لم يحتلها ملون من قبله و هو الذى كان مدفوعا الى العمل السياسي بيقين انه واصل بلا ريب الى ما يريد او ما يراد منه بالاحرى. و لعل اوباما كان تنويع اكثر تحورا على بوش الابن و الوجه الاخر من معادلة الخديعة الكبرى. فان كان بوش الابن قد زوق بدوره ليغدو مسيحيا مرة اخرى فكيف ومن ضمن لاوباما دور المسيح الكذاب ياترى؟
 انتشرت ويكيبيديات  مواقع على شبكة المعلومات عشية و بعد فوز باراك اوباما تستدعى سردية اسطورية للرجل. و منها ما يقول انه مسلم من طرف عائلة ابيه و تنسب تقارير عديدة راحت تملأ شبكة المعلومات بصورة غير مسبوقة اوباما الى سلالات ملكية. هو اذن باراك حسين باراك اوباما و زوجته اسمها ميشيل و ابنتيه واحدة ماليا و الاخرى ناتاشا ويدعونها ساشا و جدته لامه اسمها مورين دوفال وهى التى ربته وقد توفيت عن 85 عاما اخر نوفمبر 2008 قبل ايام من فوزه مرشحا عن الديمقراطيين. و تنفى تلك الاساطير عنه كل وصمة قد تلحقه بالامريكان السود و العبودية. فاول اسلافه كما يقولون وصل امريكا بعد تحرير العبيد بمائة عام. فقد ترك اول اسلافه افريقيا الى امريكا بعد الغاء الرقيق بمائة عام.
و حيث تتعدد الويكيبيديات فتظهر واحدة بعد الاخرى تقول احدى الويكيبيديات الخاصة باوباما انه ينتمي من ناحية جدته لامه مورين دولفالMaureen Duval و كان ابوها تاجر من الهوجونت  Huguenots  هاجر الى ميريلاند بفيلاديلفيا بالقرب من ووشينجتون دى سي فى منتصف القرن السابع عشر 1650 و ان ستانلي دونهام Stanley Dunham جده لامه ينتمى الى الرئيس الامريكي هنرى ترومان و الى ديك تشينى نائب جورج ووكر بوش كذلك ينتمى اوباما الى انتونى دى جوستافو روثتشايلد Antonym Gustavo Rothschild . وتعود اسرة روثستشايلد الى اهم و اكبر المصرفيين فى العالم والى اصحاب الثروات النفطية الماسية الكبرى الى السكك الحديد و ناقلات النفط. وقد بات البارون ادموند بينجامين جميس دى روثستشايلد Baron Edmond Benjamin James De  -Rothschild1845-1943  اكبر مصرفى و متصرف سياسي فى امور اوربا وصولا الى التفاوض نيابة عن فرنسا حول تعويضات الاخيرة بشأن خسائر الحرب العالمية الاولى. و ليونيد روثستشايلد  Rothschildهو الذي كتب نص وعد بلفور و سلمه للورد ارثر بلفور ليضع الاخير عليه اسمه و حسب فوقعه لورد بلفور بنصه. و كان البارون ادموند بنجامين جيمس دى روثستشايلد شريك سيسيل رودز Cecil Rhodes  فى مشروع دى بير De Beer لتعدين الماس و باتا يملكان 90% من ماس العالم و تملك شركة دى بير اليوم 40% من ماس العالم. , مول البارون ادموند دى روثستشايلد مشروع سيسيل رودز لمد خطوط التلغراف و السكة الحديد مدينة الكاب-القاهرة Cape to Cairo Rail Road. و كان سيسيل رودز عندما مات من اكبر اثرياء العالم و كان استعماريا بامتياز و كان يحتقر الافريقيين و كان مثليا و مات بعد موت عشيقه نيفيل بيكارينج Neville Pickering بسنوات. وكان سيسيل رودز قد كتب كل ما يملك لنيفيل بيكارينج الا انه بعد موت الاخير حول ثروته الى مشروع خط الكاب القاهرة العظيم كما ذكر فى مكان اخر.
المهم تقول شبكة المعلومات ان اصول اوباما تجمعه مع وينستون تشيرتشيل رئيس وزراء بريطانيا ابان الحرب العالمية الثانية عن حزب المحافطين. و كانت أم الاخير امريكية. و من غرائب السرديات العديدة و التى تتعين على اكتشاف المزيد من سيرة اوباما انه ينتمى الى سلالة يتصل تاريخها مرة باقتناء الرقيق حيث كان اسلاف امه قد ملكوا عبيدا. و يقول  تعدادا للسكان لعام 1850 ان عددا من اسلافه لامه ملك عبيدا. وقد علق اوباما فى حديث له فى 2007 بمدينة سالم حول اقتناء اسلافه لامه للرقيق "بان لا غرابة فذلك جزء من تاريخنا المعقد الجريح"[2].  و كان احد اجداده و يسمى كريستوفر كولومبوس كلارك قد انخرط فى صفوف القوات الاتحادية ابان الحرب الاهلية الامريكية. كما شارك  5 من اجداده و هم جيمس براونينج و جون براونينج و جون ميلز ودوفال و جيمس هيكمان James Browning, John Browning, John Miles Duvall, James Hickman and John Overall  و جون أوفراول على التوالى فى الثورة الامريكية. و تقول احدى الوكيبيديات الخاصة باوباما ان له اصول ملكية[3]. و تعود الاخيرة الى الملك وليام سكوت و مارتا ايلونهيد و يعودان الى ادورد ملك انجلترا[4]. و تقول اخر الويكبيديات ان اسلاف اوباما يعودون الى الملك وليام الاسد ملك اسكتنلدا 1165-1214- William the Lion King of Scotland من ناحية و من ناحية اخرى يعتقد ان سلالة والدته مادلين دورهام تنتمي الى قبيلة التسيريكو Cheereskoo وهى احدا اكبر 6 قبائل من السكان الاصليين و تقطن الشمال الشرقى من الولايات المتحدة. و يوصف اعضاء تلك القبيلة طوال القامة متسقي الملامح عليهم مسحة من الوقار والكبرياء حسب التاريخ الشفاهى للقبيلة. و تتضمن سلالة كل من مادلين وستانلى دونهام دماء انجليزية و ايرلندية و هولندية و فرنسية و المانية. و يذكرك ذلك بسلالت الخزر بعد ان استقروا فى اوربا الغربية عبورا بالبندقية. الا ان اشارة الى ذلك لا  تجد طريقها فى اى من تلك السرديات الرقمية بعد. و كانت جماعات من تلك السلالات استقرت فى المستعمرات التوسعبية الامريكية ابان القرن السابع عشر و الثامن عشر. و يعتبر فالموت كيرنى Falmouth Kearney و هو فلا ح مهاجر من مندجول من مقاطعة اوفالى بايرلندا واحد من احدث اسلاف اوباما حيث هاجر ابان مجاعة البطاطا فى منتصف القرن التاسع عشر, و قد استقر فالموث فى بلدة جيفرسون بمقاطعة تبيتون بولاية انديانا. و مارى ان كيرنى-دوناهام-شقيقة فالموث هى جدة ستانلى دونهام و الاخير هو جد اوباما. هذا و تعود اسرة اوباما الى ذلك الى طائفة البابتيست Baptist وهى من طوائف الهوجونوت و الاخيرون يصدرون عن الكالفينية Calvinist و هى طائفة متشددة و مراسيمية و تصدرعن التحورات التى حاقت بالطوائف العاصية للبابوية والتى باتت تعبير عن البروتستانت و الافانجلية الخ. و تقول تقارير عديدة التى تحفل بها الشبكة بمعلومات لا متناهية عن اصول اوباما العقيدية و العرقية الخ. و ربما بدت بعض التفاصيل التفصيلية اعلاه وكأنها ولوغ فيما فد يشارف النميمة. الا انه ينبغى تأمل هذه الحقائق جيدا قبل الشروع فى محض الشروع فى التفكير فى امورنا و امور العالم. 
فرضية طويلة عريضة لا يسع المجال اثبات معظمها هنا:
يعود معنى مفردة المسيح الى مفهوم ملك اليهود الذي سيعيد للاخيرين دولتهم اذ يؤسس دولة لهم تسع الدنيا. و تتمأسس هذه الفكرة اليوم حول ان الصهيونية الجديدة و قد امتلكت زمام امور الكون ماليا وقد بقيت تخلق الانبياء راحت تجعل لها انبياء. و تطلق صفة المسيح على الاخيرين وعلى الملوك و القضاة "و كل من يقومون بعمل ديني مقدس بمعنى يخدم مصالح اليهود. و تعنى مفردة المسيح فى التوراة النبى و او المخلص الذي يرسله الرب لانقاذ اليهود". و يسود الاعتقاد بين بعضهم "ان المسيح ليس نبيا فقط و انما سيكون ملكا يؤسس دولة كبيرة و يجعل العالم كله يدين باليهودية"[5] و لعل ذلك تعريف اخر لاسرائيل الكبرى او الصهيونية العالمية.
و كانت الاخيرة قد تنوعت فى مناويل متتالية على مر التاريخ غير المكتوب. و تتمثل تلك المناويل فى ازمات عالمية يخرج منها اعراب الشتات منتصرين رابحين خصما على من عداهم. وقد تعاقبت تلك المنواويل فى التاريخ الحديث منذ عشية الالية الثانية حتى الالفية الثالثة مما يلاحظه الناس فى الحرب العالمية الاولى التى انهت عهدا كاملا بامبراطورياته و قواه و كانت الحرب العالمية الثانية محض تصفية حسابات الحرب العالمية الاولى و كان انهيار المنظمة الاشتراكية تفصيلة فى مسلسل الانهيارات التى يتكسب من ورائها اعراب الشتات فقد بات 7 من الثمان اوليجاركيات الروسية حكرا على اعراب شتات روسيا. و قد توالت الازمات المالية بوتائر عالية منذ انهيار اقتصاد الارجنتين و فضيحة اينرون التى لفقت جراءها احداث الثلاثاء 11 سبتمبر وصولا الى الازمة المالية الماثلة منذ صيف 2007 وتباعا. و كان السخط الشعبى غب انهيار اعمال شركة اينرون و انهيار سوق الاسهم فى بداية 2001 قد انذر باندلاع انتفاضات مثلما يحدث على مر التاريخ  وكما حدث فى الارجنتين فى 2001 صبيحة انهيار المصارف. و لعل تلك التداعيات كانت وراء تلفيق احداث 11 سبتمبر 2001. و تدرك الرأسمالية انها مستهدفة كلما غالت فى المراكمة و بخاصة المالية خصما على المدخرين و ارباب المعاشات و صغار حملة الاسهم و منتجى الفائض و العمل الحي Living Labour. و تدرك ايضا انها مستهدفة للانهيارات الدورية بجريرتها هى و تدبيرها المتقصد. و تدرك الرأسمالية ان واحدة من   تلك الانهيارات قمينة بدفع الاغلبيات الشعبية فى كل مكان الى السخط يوما و صولا الى الثورة على الرأسمالية المالية.  و لعل مثل تلك الثورة الشعبية العارمة فى كل مكان حرية بان تؤدى الى الاشتراكية فى كل مكان.
وازعم ان جماعات بعينها تظهر عشية كل ازمة مالية فتراكم جراء الازمة رساميل غير مسبوقة و تحاول فرض عقيدة جديدة او مجددة لا تزيد على تنويع على عقيدة اعراب الشتات الفائقة على ما عداها بسلطة المال و الاعلام و القانون و المسرح و السينما و الشرطة و الدولة جميعا. و تزوق تلك العقيدة فى كل مرة فى اسماء القة و حسب الا انها ليست سوى تنويعات متسترة من الصهيونية العالمية. ذلك ان اوليجاركيات الصهاينة بقيت تحاول على مر التاريخ غير المكتوب فرض الصهيونية -المتمأسسة بطبعها و تاريخها فوق الرأسمالية-على البشرية. و ثمة علامات على طريق ذلك المشروع كانت قد بدأت باكرا قبل ان ينتبه معظم الكتاب و المفكرين و المؤرخين على مثولها على الطريق منذ الحرب العالمية الثانية على الاقل و ميثولوجيا المحرقة الخ. و ازعم ان أجتياح العراق و المجازر الفلسطينية فى جنين و نابلس و مذابح غزة و الازمة المالية الماثلة و حلول باراك اوباما تؤلف منظومة من تلك العلامات.  فكيف صور باراك حسين اوباما و كأنه المسيح المنتظر الذى سوف يحل مشاكل امريكا بل و مشاكل العالم الا ما خلا مشكلة الشرق الاوسط؟
باراك اوباما الاسطورة الخارقة:
بغض النظر فورا عمن يقف وراء تلك الاسطورة الخارقة المسماة باراك حسين اوباما ازعم انه كان لا بد من ان تتعلق افئدة الناس بشئ مهما كان. و لم يعد اوباما ذلك الملهم الذى يترسم الشباب فى كل مكان خطواته و يحاولون محاكات قصة شعره و مشيته و الوان بذته و ربطة عنقه الخ فيما يتغزل الاعلام فيه بلا حرج و يستدعى السود به حلم ان يحكم الواحد منهم انجلترا او فرنسا كما حلم و حقق الاشكنازى تباعا و غير ذلك. الا انه سرعان ما تبدى البداهى و كان ماثلا فعلا. فقد ارتفعت نسب العطالة بين سود امريكا 4.5% منذ بدئ الازمة الاقتصادية. و تنتشر فى شيكاغو-معقل اوباما الاول-"مطابخ الحساء" Soup Kitchens و توزيع الطعام بالمجان للمحتاجين نسبة لارتفاع الفقر ليس بين المفقين التقليديين بل بين الطبقات السوداء الوسيطة. و بات من الصعب على الطلاب السود مواصلة الدراسة و يشعر الشباب السود لاول مرة فى التاريخ-و قد بلغت نسبة العطالة بين السود 60%-انهم عاجزون عن الطموح الى الارتقاء الى المستوى الذى كان ابائهم قد وصلوا اليه ناهيك عن ان يفوقونهم طموحا و انجازا. و مع ذلك حرضت الغواية الناس على تصديق ما يبدو انه كلام لا يصدق وقتها. ذلك ان السود اغمضوا العين عن حقائق دامغة لا يخطئها العقل و قد زوفت بليل اسطورة نيابة عنهم تجأر بان اوباما افروامريكى ليتمثل أوباما امام الكون قاطبة بوصفه قارب نجاة من القنوط.
و الشعوب لا تعدم ان تبدع ميكانيزمات تعصمها من الهلاك المبين. و حيث ان الشعوب قد حرمت من التفكير ناهيك عن التنظيم فقد طرحت بعض جماعات المصالح مثل جورج سوروس و اصدقاء اوباما من يهود شيكاغو الاثرياء. و كان الاخيرون قد راحوا برعونه باكرا و معهم 5 من اكبر اللوبيات الرأسمالية فقد كان اوباما حريا بان يغدو بديلا لما قد يشارف تنويعة عولمية على "الخروج" التوراتي الذي يحفل به التاريخ المسكوت عنه. و قياسا فقد اغوت تلك اللوبيات  الشعب الامريكى على ا ن ينشطوا في تنظيم نفسه فى شبكة علاقات عامة على شبكة المعلومات غير مسبوقة مما قد بذكرك ببعض ملامح ربيع العرب. و لعل تلك الحملة كانت بروفة لربيع العرب. فقد كانت  جماعات من الشباب المتحمسين و السود و حتى الهسبان قد بادرت لاول مرة لانجاح باراك اوباما بوصفه مرشح تلك الجماعات.
و مع ذلك فوصول اوباما للسلطة ليس بشير بفتح باب السلطة للسود او لغيرهم ابدا. بل العكس. سوف يحيل اوباما الحلم الامريكى الى خبر كان. و فى نفس الوقت لن تتحسن احوال السود او نظائرهم من انصاف البشر الامريكيين. و سوف ترون ذلك ان مثل تلك المناويل لم تزد على ذلك عبر التاريخ و يحفل التاريخ بها على مر الاف السنين. و لان تلك المنواويل و ابطالها لا تنزل فى التاريخ المكتوب بهذا الوصف فان التعرف عليها يصعب حتى الاستحالة. ذلك انها اما تكتب هى تاريخها او-و يغدو حلولها فى السلطة جملة اعتراضية او يتستر على ذلك التاريخ فلا يعرف عنه احد.
و يتضح دور اوباما ابان الازمة المالية كونه جيئ به من اجل ان يمرر تلك الوراثة العسرة بصورة غير مسبوقة وهى الازمة الاقتصادية. و يتضح دور اوباما فى تكريس السياسات التى تخرج المجرمين من مسئولية الازمة كما الشعرة من العجين باعفائهم من المسئولية و لو نسبيا او الى حين عودة الروح مجددا فى الممجرمين. ذلك ان معاقبة أي كان حريا بان يعيد انتاج واحدة من تلك المحارق بالتعريف التاريخى الموضوعى الاجرائى و ليس بالمعنى المتكاذب المزوق. و قد ييسر اعفاء المسئولين عن الازمة  تكبيل الضحايا و المفقرين بمسئولية ضمان المجرمين و انقاذهم من العقاب. بل ليس ذلك و حسب و انما اعادة انتاج تنويعاتهم و قد باتت اكثر ثراءا بما لا يقاس و اكثر قدرة على مزيد من المراكمة بالنهب و السلب و الفائدة باعادة الحياة لصندوق النقد الدول و البنك الدولى و تكريس دور منظمة التجارة العالمية.
و ليس ثمة ما يدعو للاستغراب اكثر من تكريس ممارسات صندوق النقد الدولى مثلا مما يلاحظ فى تداعيات ما يسمى بالشرطيات Conditionalities. و تفرض تلك الشرطيات تنويعات الاقتصاد الرأسمالي فى اشد تمثلاته تكريسا للمراكمة بالفائدة-اى ما يشارف الربا مزوقا فى خدمة  الديون. و خدمة الديون واحدة مما يسميها اصحابها و مخترعيها و  المنتفعين بها "المنتجات" و "الابتكارات" الرأسمالية المالية Finance Capitalism’s products and innovations.2
اوباما الافريقي. و اوباما كما هو معروف و ليس خافيا هو فى الواقع ليس امريكى اسود بالمعنى التاريخى الحرفى و اوباما ليس من الطبقات التى تحدرت عن عبيد الجنوب و لا ممن ساهم فى حركة الحريات المدنية.
و قياسا فقد اشترى معظم الامريكيين اسطورة باراك حسين اوباما. ومع ذلك فان كثيرين كانوا قد توقفوا فى البداية عند اسم ابيه حسين فقد راح المسلمون فى كل مكان يحتضون هذا الابن المعجزة و كأنه المسيح وقد ولد فى مهد من ذهب وماس و فضة-اعراب الشتات- و راحت سيرته تسرد على الشبكات الاليكترونية وقد ملأت صوره الافاق و اخذت ويكيبيديات تنسج له سيرة و لا سيرة ريتشار قلب الاسد او صلاح الدين او كاميلوت بقدر ما لم تفعل هوليوود من قبل حتى مع جون فيتزجيرالد كينيدي. و لم يتوقف احد-مبلغ علمي-عند اسمه و هو باراك و لدينا ايهود باراك وزير الدفاع الحالى لاسرائيل و منظم محرقة غزة و غيرها على مر الاحتلال الاسرائيلى لفلسطين الذى كان وصول باراك اوباما يمهد لحلوله الى السلطة.
ميثولوجيا شئ اسمه باراك اوباما.
الم تلاحظ كم هو مطمئن و باسم و يدرك انه محمى وان له مهمة؟ أهو صورة جورج ووكر بوش فى المرأة كما فى كوميديا دكتور جيكيل و مستر هايد الفاجعة؟ فقد قام بوش الابن بما تكشف تباعا مع نهاية ادارته الاولى و لم ينفك ان انفضح بصورة نهائية ابان ادارته الثانية عن الاعمال القذرة نيابة عن المحافظين الجدد و مشاتهم من الليبراليين الجدد. و لما لم يكن ممكنا ان يأت الى البيت الابيض جمهوري اخر حتى لو الحقت به سارة بيلين و ربما بسبب ذلك حتى تهيأ هى الاخرى لدور قادم- فقد كان لزاما ان يأت ديمقراطى ليس و حسب على سبيل توزيع الادوار بل يأت ديمقراطى معين كباراك اوباما غير المسبوق. فباراك اوباما لن يكون كمثله شئ من بعد فيما 
انتشر ما سمي "جنون اوباما" او اوباما مانيا Obamamania حتى الغى الناس اذهانهم و لم يتنبه الناس و هم اللذين كانوا قد اوصلتهم ادارة بوش الابن ابعد حدود الصبر على السلطة و على ما منيت به سمعة امريكا فى العالم و على  ذرايتها بارادة الشعب و على الفساد الذى انتشر بصورة فاضحة فى مسام الادارة و محاسيبها و على الحرب فى العراق فوق كل شئ اخر. و كان الناس ينتظرون العدل و الانصاف بشأن قضاياهم الملحة. و لم يتنبه معظم الشعب الامريكي الى ان اوباما كان قد رشح لانه عارض يوما غزو العراق الا انه لم يعد يذكر العراق فى الحملة الانتخابية. و يدرك منظموا الحملات الانتخابية الامريكية الاحتفالية على الطريقة الهوليودية والوثنية ان ثمة فقدان ذاكرة جماعى.
و الاهم لم  يينبه الناس الى معنى ما كان اوباما يكرر الجأر به  "لسنا متفرقين ولا مختلفين اننا امة واحدة و ندرك أننا نملك ان نفعل". و يرددون وراءه فى صوت واحد كتلاميذ فى صف ابتدائى " ”Yes we can. و لم تتعين الصحافة المدمجة (فى الرأسمالية) Corporate Journalism على انتاج ميثولوجيا ما يسمى الحياد الليبرالي مثلما تعينت على انتاج تلك الميثلوجيا متصاحبة مع ترشيح و انتخاب اوباما. فقد راحت مدارس الصحافة المدمجة تلك  تجأر بمهنية Professionalism  و موضوعيةObjectivity   تصدران مجددا و بصورة غير مسبوقة عن الالتزام الصامت بضمان ان تبقى الاخبار و الاراء متسقة مع الاجماع المؤسسي Establishment consensus  
و حيث كان توني بلير قد وقف كتفا الى كتف مع جورج ووكر بوش يقف غردون براون كتفا الى كتف مع باراك اوباما و يتغنى كل منهما بمحاسن الاخر. و ليس غريبا ان تقف الدولتين الانجلو ساكونية و الانجلو امريكية الى جانب دول أوربا مما يعتد به كفرنسا و المانيا-و لو تكاذبا من جهة ساركوزى- فى الجانب الاخر فى قمة مجموعة ال20 المنعقدة بلندن الخميس 2 ابريل 2009. فعندما غدى رأس المال هو المتحكم فى العالم و الشعوب لم يعد يهم اى حزب يصل الى السلطة. فقد باتت الحكومة و الشرطة وال الاسخبارات عبارة عن جماعة متآمرة حول كذبة صامتة مفادها التواطؤ على الشعوب.
ذلك انه ان توقفت قليلا تتأمل ان من اسماهم لويز اجناسيو لولا دي سيلفا رئيس جمهورية البرازيل البيض ذوى العيون الزرقاء او حتى ذوى الملامح الخزرية بالاحرى لادركت ان الاخيرين يحكمون كل مجتمع على الارض و كانوا يفعلو على مر الاف السين بوساطة جماعات مخصية الا انها تستعدي على شعوبها فتستأسد عليهم و تعاقبهم لحساب تلك الجماعات من اصحاب رأس المال المتحكم فى العالم. فقد باتت الشعوب تواجه كما يوجه العدو تتعين الشرطة و  الجيش على معاقبتها فى كل مكان فى المقياس المدرج  اذا ما هى خرجت تحتج باي صورة كانت. هذه هى ببساطة الوصفة السلطوية العولمية التى تسوق العالم نحو حتفه و القوم يسيرون نياما او كما فيران الزمار الالمانى The pied Piper.
و قد نشأت ظاهرة الانبياء الجدد كما يلاحظ  الناس مع كل الفية او كل حدث او احداث لا قبل للناس بها. فقد ظهر نوستراداميس-1593-1566- مع حروب فرنسا و انجلترا و لاوى ساباتاي زفي المولود فى 1626 مع عشية انهيار الامبراطورية العثمانية و النمساوية السابقة على الرأسمالية الصناعية[6]. وكانت الامبراطورية العثمانية فى حروب مع البنادقة حلفاء او-و اصهار الخزر اسلاف سباتاي. و كان ساباتاي زفي "جميل الصورة و عالما و حلو الحديث .." و قد تفرغ شاباتي للتصوف و خلف وراءه مهنة ابيه فى التجارة. أثمة قياسات باهرة بين تلك الشخصيات وباراك اوباما؟   
سردية اعراب الشتات و تصدير الانبياء:
ينشط  نساجو سردية اعراب الشتات فى تصدير الانبياء و القضاة و الاحبار و الامراء و الملوك والملكات على التاريخ غير المسكوت عنه. و يظهر انبياء من كل نوع  مع الالفية الثالثة. فقد ظهر بيللى جراهام الاب و ابنه من بعده. و ظهر ريتشارد بيرل عراب المحافظين الجدد لينقذ بعض المثقفين و المفكرين العالم ثالثين و حتى مثقفي العالم الاول من انفسهم. و اخذ المحافظون الجدد بقلوب حوارى من المثقفين فى كل مكان و بخاصة العرب و بعض المسلمين ممن كان يدعى اليسار و ربما الماركسية او حتى الشيوعية بمعنى انه كان منظما فى حزب شيوعى معتبر. و لم يلبث الاخيرون ان كفروا بعد سقوط حائط برلين. و ظهر افراهام بيرج Avraham Burg و هو نبى اسرائيلى يدعو ابناء جلدته بان يخلفوا التباكى على الماضى و التطلع الى المستقبل ولا يتأمل الاسطورة اصلا  بل يبنى عليها قوله ان اليهود اصحاب رسالة هى النبل بعينه و لا تدري من اي جائت هذه الرسالة؟ هل من الاصحاح القديم؟ و يثابر بدوره على الاصرار على الاصول الشرق اوسطية لليهود مما يبرر ارض الميعاد. و هناك تونى بلير نبى تعايش الاديان و يلقى للاتباع المحتملين بطعم مغر هو القضاء على الملاريا فى العالم, و يلهج بصوت متهدج كما ابرع الدعاة و يكاد ينشج تقوى و هو يفتتح وققف تونى بلير لتلاقح الاديان Inter-Faith Foundation.  و يشجع الوقف العمل المشترك بين اليهود و المسلمين و المسيحيين جميعا. ويصدر المشروع فى الواقع عن نظرية صهيونية مفادها ما يسمى بالسلام الاقتصادي. و لا يعود ذلك السلام الى فائدة كافة البشر بدون انتقاء و انما الى غواية مجاميع صغيرة تذكرك بالمشاريع الاستعارية التى ساقت بعض القبائل وراء تأييد المستعمر فى سياساته و صوتت له و تمنى بعضها لو لم يغادر الاستعمار المستعمرات.
فما بين السياسة و الدين يدعو بلير الى التوافق بوصفه رجل سياسة يدعو الى التعايش الدينى. و ظهر باراك حسين اوباما نبى كافة المؤمنين فهو يقدم لكل ما يريد و يقول لك ما تريد ان تسمع كما كان تونى بلير يفعل قبل ان يتكشف تخاتله بلا هوادة. 
سير الاساطير المتحرك:عقيدة اسمها اوباما
سوف يسمح الناس فى كل مكان لاوباما بان يفعل كل ما لم يكن مسموح به لاي رئيس سابق و سوف يستمثلونه و قد يغدو معبودا عالميا. و يدرك صناع الملوك و اصنام و الانبياء و انصاف ألالهة انه كلما رفع ملك او صنم او نصف الهة عاليا كلما بات احتمال سقوطه مدويا و باعثا على التصالح مع النفس. فالعالم يشاهد مشدوها ما يشارف سيرك عظيم و لا اكاد اصدق حتى اليوم ان اوباما بات رئيس الجمهورية الامريكية- وينشرح فواد جمهور السيرك اى سيرك لرؤية الدم بقدر ما يسعد بمرأى البهلوان و متسلق الحبال و الاستربتتيز و مروض النمور. و قد بلغ حجم الاعلام الذى كرس فى كل مكان لتزيين اوباما بلايين الكلمات وملايين الصور و المقابلات و الاخبار ناهيك عن المبالغ التى انفقت فى نشر و ازاعة كل ذلك.
وكان البعض قال ان فوز اوباما كان متوقعا فقد طفح الكيل جراء ادارة بوش الابن. و كان كثيرون غير واثقفين و قد تمثلت لحظة فوزه-و قد بقى الناس غير مصدقين-و كأنها لحظة سيريالية او فائقة للحقيقة. و قد اطلق انتخاب اوباما حسين اوباما بتعالق اصوله و معتقداته و ثقافته بمختلف الاتجاهات غير المعهودة اطلق تطلعات تشارف النزوع المسيحي او اليسوعي, وتستدعى اخيلة يسوعية و مسيحية ولا يتسائل احد عن اثر الاسلام فى اوباما الطفل فى اندونيسيا و لا عن عقيدة امه ابدا.
و يطاردك اوباما صورا و قصصا و احاديث صحفية و ربورتاجات وتصريحات يوميا و يطل عليك من شبكة المعلومات و تأتيك مآثره مع الرسائل الاليكترونية و اخبار تحركاته على الاس ام اس و كانك ان فتحت صنبور نزلت منه صورا لاوباما صاحب الضحكة الاخاذة. و لا معدى من ان يخطر بالبال كيف ان احدا لا يختلف على شئ حول اوبماما؟ لا مشيته و لا قصة شعره و لا الوان ربطات عنقه و لا اي شئ على الاطلاق. فهو منزل كامل مكمل منزه عن كل عيب حفظه الله و رعاة و عين الحسود فيها عود. فمن اين جاء كل هذا الاجماع الذى لا يمكن الا ان يكون مختلقا ملفقا؟ و لماذا؟ فليس ثمة اجماع بهذا الشكل و لا على الانبياء و الرسل؟ بل لا على الرب نفسه لدى المسيحيين وليس ثمة اجماع بين اليهود على يهوا. و يشبه ذلك الاجماع المريب اجماع بعض طوائف اعراب الشتات على سرديتهم المتساررة. و تتلون صور اوباما فمرة هو على هيئة مفكر و اخرى صورة راقص لاه مثله مثل الشباب ما بعد الحداثى لا يكترث لشئ و مرة فى صورة اله رومانى او حتى يونانى او ربانى. وهو محب و ثائر و عطوف و زوج رومانسى و اب لا مثيل له و هو منقذ العالم من الخراب و هو صريح وهو غامض. ويشبه اوباما فى ايامنا هذه فى الحقيقة الموضوعية اكثر ما يشبه مارجريت ثاتشر و تونى بلير. فقد هبطت مارجريت ثارتشر العالم لتنقذ العالم من شرور اليسار والشيوعية والطبقات العاملة و النقابات هاتفة بان "ن الرأسمالية ليست سوى صليبية لتحرير الكثيرين" و لا تقول من ماذا فى حين كانت تدرك انها لتحريرهم من الاشتراكية و الاقتصاد المخطط وبرامج الرفاهة الاجتماعية.
ذلك ان السردية الرأسمالية تؤكد مواجهة بان مارجريت ثاتشر جائت السلطة جراء تفاقم قوة الحركات المطلبية و النقابات العمالية. و الواقع انها جائت لتكسر ظهر النقابات و الحركة المطلبية تيسيرا لتكريس أسواق العمل اللا مسيس اللامنظم الطيع الرخيص لحساب النسووقراط واحلال الحرب بين الجنسين خصما على العمل المسييس المنظم المدرب و انتصاراته التى احرزها على مر سنين النضال المطلبية و الصراع الطبقى. و ازعم ان مارجريت ثاتشر احلت الحرب بين الجنسين مكان الصراع الطبقى مثلما فعلت و ما تبرح تفعل كافة الاصوليات. وهى التى جأرت بان "ليس ثمة مجتمع There is no such thing as society و لا طبقات". وكأن ذلك تنويع على مفهوم الامة البليري و مفهوم اوباما للوحدة التى تجمع كافة الامريكان بلا انتقاء.
و لم تكن مارجريت ثاتشر تزيد على ابنة خضرجى حصلت على درجة فى الكيمياء ربما فى اكسفورد. الا انها كانت متزوجة من رجل اعمال ثري. و كانت مجعولة لدور خطير غير العالم حقا و لم يعد العالم يشبه نفسه بعدها ابدا. بل لم يعد ثمة سبيل الى نقض او اعادة الامور الى ما كانت عليها قبل حلول مارجريت ثاتشر اليمينية الجديدة أو المحافظة الجديدة. و و لم يلبث البريطانيون ان ملوا حزب المحافظين وسياسات مارجريت ثاتشر و الريجانو ثاتشرية و الاورذوكسية الجديدة واقتصاد السوق و خصخصة مقدرات بريطانيا الخ. ومع ذلك لم يكن المحافظون البريطانيون يملكون بعد استدعاء اجندة المحافظين الجدد علنا. فقد كانت مارجريت ثاتشر سيدة الاخيرين الا انها بقيت مثلها مثل بطلات الاساطير غامضة تحلق بين سماء و ارض العولمة التى لم يكن اسمها قد افصح عنه  وقتها.
و قياسا هبط تونى بلير من سماوات الفكر و  التنظيم ما بعد الليبرالي لانقاذ بريطانيا. و لم يلبث تونى بلير ان ادعى انه جاء لانقاذ العالم. و بات يتحدث و كأنه موكل بذلك و لم يكن تونى بلير سوى لقيط تبنته اسرة اسكتلندية الا ان يد القدر و روبترت ميردوخ كبير اباطرة الصحافة والاعلام العالمي-و بيتر مانديلسون و اليستير كامبيل التقطه و رسمت له سيرة كان من ضحاياها جون سميث رئيس حزب العمال الذى ورث الرئاسة بعد نيل كينوك بعد هزيمة الاخير فى انتخابات  1992 و من ضحاياه حزب العمال القديم و المادة 4 من دستور الحزب المذكور وتنص على تأميم وسائل الانتاج و من ضحاياه نقابات العمال و سياسة بريطانيا الخارجية الاكثر احتشاما. يعتقد ان لروبرت ميردوخ علاقة قوية بتونى بلير و بسياسات حزب العمال. و رغم ان الاول ليس مواطنا بريطانيا الا انه يكاد يكون قد صاغ سياسة حزب العمال الجديد. ففى 1994 كان ميردوخ قد رأى فى جون ميجور المحاقظ زعيم متردد و  ضعيف و ان تاريخ حزب المحافظين قد انتهى. و راى فى تونى بلير شخصية دينامية شابه . و قد ساعد فى ذلك كل من اليستير كامبيل و بيتر مانديلسون  ومقابل ذلك كان حزب العمال يحابى صحف روبرت ميردوخ و منها تسريب خبر ان ديفيد بلنكيت سيكون وزير الداخلية البريطانى. و قد دشنت مجموعة صحف ميردوخ بلير و ليس حزب العمال. و كان حزب العمال قد بعد فى التسعينات عن المبادئ التى تعبر عنها صحف ميردوخ. و كان ميردوخ وراء دفع بلير للحرب على العراق و كذا وراء السياسات الراديكالية المعاكسة للسيايات الليبرالية اى الليبرالية الجديدة او ما بعد الليبرالية. و كانت اول مقابلة رسمية بين بلير و ميردوخ فى استراليا حيث حضر بلير ااجتماع هيئة تحرير مجموعة جرائد و مجلات ميردوخ العالمية. و كان الغذاء الذى تناوله خلال تلك المناسبة وجبة حاسمة فى تاريخ بلير و حرب العمال. و من يومها بات موقف صحف ميردوخ من تونى بلير حاسما فى موقف الصحافة عموما من تونى بلير. و قال النقاد يومها  ان على جوردون براون السعى بصورة اقوى لاسترضاء روبرت ميردوخ اكثر من تونى بلير[7].
المهم واصل تونى بلير مسيرة مارجريت ثاتشر بالحرف و زاود عليها و كأنه رضع من ثديها سياسات المحافظين الجدد. فقد "غير" بلير خطاب المحافظين البريطانيين مظهريا-و كان بيل كلينتون قد حذره من ان يترك شيئا يجعله يقف على يسار بوش الابن ابدا-اى الا يخرج على اصولية السوق باى حال-فراح بلير يجأر بشعار بريطانيا الليفة Cool Britannia  و بان كل شئ سيغدو افضل It will only get better و تغنى الناس بالكلمات و صدقوها. و لم نيفك ان راح يتهم كل من عداه بالاصولية هاتفا "ان هناك اصولية نشأت على مر عقود و ستأخذ منا عقود لاستئصالها و علينا العمل على القيام بذلك بكل الطرق".   فقد كان تونى بلير يستخدم مفردات القة اخاذة فلعب بافئدة الناس و استهواهم كونه مفوه يحدث كل على هوى من يحدثه و يقول للناس ما يحبون سماعه. و كانت له ابتسامة ساحرة يستخدمها بمهارة غانية ذات غمازات شيقة فبات محط الافئدة. فهو زوج وفى لامرأة جميلة ذكية واب لاطفال يشرحون القلب-حتى تكشف الامور من بعد. فقد كانت وزارة بلير اكثر من وظف ليبراليين جدد و صهاينة و اكثر من جند مستشارين و خبراء من ما يسمى بالمنظمات الشبيهة بالمنظمات غير الحكومية(الكوانجوز) Quasi Non-Governmental Organisations(QUANGOS) و جند من اعضاء الاخيرات جيشا جرارا من غير المنتخبين الذين يتحكمون فى الحكومة. و كان تونى بلير صهيونى بامتياز و لم يلبث ان اعتنق الكاثوليكية و كانت بعض طوائفها المتساررة ملاذ كل من لا يرغب فى الاعلان عن عقيدته الحقيقية حقا. فرغم عداء اعراب الشتات للكاثوليكية كونها حرمت الربا حتى القرن السابع عشر الا انهم عندما يتنصرون تختلا فيعتنقون مسيحية طوائف كاثوليكية معينة. و تشارف الاخيرة جمعيات كتومة مثل الكابالا-القبالة-المتساررة. ذلك انهم فى مواجهة البابوية كانوا قد فبركوا ما يسمى "التنوير" و قد حرضوا انجلترا هنري الثامن عل عصيان البابوية و نشأت الطوائف العاصية للكاثوليكية-و معناها الحرفى البرتستانتية-خصما على الكاثوليكية و رموزها و شواهدها الحجرية و اضرحتها و قدسيها. و مع ذلك يعتنق امثال مادلين اولبرايت وجون كيرى كما فعل بينجامين ديزرائيلى قبلهما-غيرهم كثر لا يسع المجال لتعدادهم-المسيحية تخفيا او-و نفعيا.
اوباما و تونى بلير:   
ازعم ان اوباما تنويع على تونى بلير لو امعنا النظر. فلا يزيد اوباما على تونى بلير الا بقدر ما تلفع الاخير بعباءة حزب العمال الجديد فيما يتلفع اوباما بعباة حزب الديمقراطيين الجدد. ولا يزيد اوبما على ان يزاود على المحافظين الجدد فى عملية منظمة لاعادة توزيع الادوار انقاذا  للراسمالية ما بعد الصناعية من نفسها و ازماتها الدورية المتوطنة فى طبيعهتا باعادة انتاج نموذج التنمية الامريكي ما بعد الرأسمالي المالي الصهيونى الجديد. و يقول جون بيلجرJohn Pilger ان اوباما ابو الصهيونية الامريكية الجديدة و ان قوى ظلام تتستر وراء ما يسمى "الرئاسة الامريكية ما بعد العنصرية The post racist Presidency[8] تقف وراء اوباما. و كانت الصهيونية الجديدة قد كرست البعد اليسوعاني فى اليهودية و خصوصية القومية الاسرائيلية معا. وثمة حركات صهيونية  تحسر ما بين المسيحية اليهودية مثل حركة النزارين Nazarene. و  تصدر السردية الصهيومسيحية او اليسوعانية عن مشروع قديم جديد مفاده او شعاره "حق امريكا فى نشر الحرية" فى كل مكان. ويشارف المشروع مشروع سيسيل دودز و برنامج حزب البندقية من قبله. فقد كان لسيسيل رودز Cyclic Rhodes و شريكه و مموله البارون ادموند دى رثستشايلد مشرعا سريا مفاده خلق امبراطورية عالمية تتمحور حول القارة الافريقية لتشمل العالم حيث تنعدم اسباب الحرب من بعد باخصاء كل بديل للمشروع الصهيونى الجديد. و كان مشروع القاهرة الكاب مكون رئيسي فى مشروع رودز السري الذى ترك له رودز ثروته الهائلة. 
فكيف لا يكون اجتياح غزة متفق عليه؟ و لماذا لا يكون متفق على توقيته؟ الم يذهب اوباما اول ما ذهب بعد ترشيحة لرئاسة الجمهورية الى اسرائيل؟ الم يعتمر تلك الطاقية الشهيرة؟ الم الم؟ و لما لا؟ هل يعقل ان يفوز مرشح برئاسة الجمهورية الامريكية بدون مباركة اسرائيل؟ الصهيونية العالمية؟ و هل يعقل وصول مرشح اسود الى رئاسة اهم و اقوى جمهورية فى العالم افتراضا خصما على الامر الصهيوني العالمى الواقع؟
الم يعلن اوباما السبت 18 ابريل نيسان 2009 انسحاب ووشينجتون من حضور اجتماع الامم المتحدة المنعقد فى جنيفا الاثنن 20 ابريل نيسان 2009 حول التفرقة  العنصرية خشبة ان يتحول الاجتماع كما حذر فى 2001 الى ادانة لاسرائيل و الغرب؟ الم يصمت فلا ينطق حرفا عندما يقتل اطفال فلسطين؟
كيف يقيض لاسود اعتلاء سدة سلطة تمأسست على العبودية و ما تبرح؟
لم يقيض لاسود-علنا-فيما خلا بيتهوفين و بوشكين-من  قبل منذ القديس قسطنطين-موقعا بهذا القدر الرفيع ناهيك عن اعتلاء سدة اقوى و اكبر سلطة فى العالم. و تقول أن ليزلى-و لست من اشد انصارها-"اذا لم تكن ابيض و بروتستانتى و صليبى فلن تكون فى مقدمة اى مكان" If you are not white and protestant and crusader you will never be in the forefront of anything.  . ان اوباما الاسود ذي الاصول المسلمة كان مجعولا لان يعيد اختراع امريكا حتى تستعيد مركزها فى العالم-و كان بوش قد خلق شرط اسوأ صورة للولايات المتحدة ومرغ سمعتها فى التراب. و اوباما لم يكن عليه ان يعد الغرب بالارض و ما عليها وانما العالم بالارض و ما عليها و هو يدرك ان احدا لن يطالبه بكل ما يعد او حتى بكثير او قليل منه. ولعل الاجابة على بعض الاسئلة اعلاه يعود مرة اخرى فى حلقة جهنمية مفرغة او فى ثورة فيزيقية كاملة الى انتخاب رئيس وزراء اسرائيل بدوره. فالامر شديد التركيب و التعقيد و غاية فى الوضوح و التواقح فى وقت واحد و من لا يعجبه فليشرب من البحر. و قياسا فقد يقيض اجتياح غزة وصول ناتانياهو بصحبة افيدور ليبرمان قائد المخاليل او سيد المتطرفين المتعصبين سدة السلطة الاسرائيلية القادمة. ففى تحالفه مع حزب افيدور ليبرمان "اسرائيل بيتنا" لا يحتاج كل من بينجامين نتانياهو و افيدور ليبرمان سوى ان يصدرعن سفر التكوين وسفر الخروج و سفر تثنية و سفر الاعداد وسفر لاوية و سفر الملوك وسفر القضاة وغيره ليبرر بل ليكرس تقواه ايمانا بالرب. و يقيض ذلك لهما تكريس سياسات نتاياهو تجاه الفلسطينين بالاصرار على مبدأ ان اسرائيل لن تقبل مجاورة غزة للمدن الاسرائيلية الكبرى كون غزة  تصدر عن ارهاب ايران. و كان سفير اسرائيل فى استراليا قد وصف-وهو غافل عن ان الكاميرا والميكرفون دائران-مذابح غزة على انها اختبار و مقدمة لقصف ايران.
وحيث يهدد ناتانياهو بغزو ايران-وكان غزو غزة بروفة على غزو ايران-فان صمت الرئيس الامريكى على ضرب غزة بروفة على ما قد يغدو بدوره صمتا ازاء غزو ايران. و لا يزيد ذلك سوى ان يكرس ما من شأنه ان يدعو كثيرين الى افتراض ان الادارة الامريكية الجديدة يحتلها اليوم اكثر رؤساء الجمهورية صهيونية فى التاريخ الحديث.
و لم ينطق اوباما ببنت شفة بشأن ضحايا مذبحة اسرائيل فى غزة مثلما لم يذكر بوش و لا وزير خارجيته مذابح بيت لحم و نابلس و لا ذكر اطفال غزة مرة. الا انه جأر بانه لو كانت ابنتيه الصغيرتان تنامان يوميا مهددتان بصواريخ القسام لفعل كل شئ من اجل حمايتهن. و يعلن اوباما السبت 18 ابريل نيسان 2009 انسحاب ووشينجتون من حضور اجتماع الامم المتحدة المنعقد فى جنيفا الاثنن 20 ابريل نيسان 2009 حول التفرقة العنصرية خشبة ان يتحول الاجتماع كما هدذ فى 2001 بادانة اسرائيل و الغرب. و لا ينطق حرفا عندما يقتل اطفال فلسطين. و كان الكونجرس قد هدد بقطع المعونة الاقتصادية عن بريطانيا اثناء الحرب العالمية الثانية حين همت بريطانيا باعادة اليهود الى المانيا.
و كان اول ما فعله اوباما ان عيين هيلارى كلينتون التى هددت-بعد ان تابت و انتب و باتت من اخلص ابتاع بوربرت ميردوخ الذى عمدها فى ماء الاردن-هددت بازالة ايران من فوق سطح الارض نيابة عن اسرائيل وزير خارجيته. و فى كل ما فعل اوباما فور تنصيبه فانه اتصل اول ما اتصل بمحمود عباس الرجل غير المنتخب و الذى لا يتمتع بشعبية تذكر وعين ريتشار بروك الاتى من ازمنة سحيقة مستشاره فى امور افغانستان. و لم يصرح اوباما بما ينبئ بحماية البيئة رغم احتفال الخضر و جرين بيس Green Peace بحلول رئيس جديد فى البيت الابيض. و قد بقى كل همه مثله مثل بوش الابن هو الامن النفطي قياسا على تعيين قوات الاحتلال الامريكى على حراسة وزارة النفط العراقية دون ما عداها. فقد عين الجنرال جيم حونز Jim Johns القائد الاعلى السابق لحلف الاطلنطي مستشارا له في شئون النفط. و كان الجنرال جيم جونز قد صنع اسمه جراء مثابرته على السيطرة على استغلال نفط و احتياطى الغاز فى الخيلج الفارسى و بحر قزوين وخليج غينيا و افريقيا. و لم يزد سوى ان اعاد انتاج حرص قوات الاحتلال على حراسة ومارة النفط العراقية دون ما عداها بما فى ذلك متحف الاثار العراقية الذى لا يضاهى.
هذا و قد فتح فوز باراك للديمقراطيين فضاءات تراض غير مسبوقة فيما بينهم نسبيا مما انهى بعض انقساماتهم التقليدية لاول مرة منذ وقت طويل فراح الديمقراطيون يطوفون العوالم الثالثة خاصة يوزعون على الاخيرين الحكمة و يلقون عليهم النصح الامريكى الالهى القويم. و الا فما الذى يسمح لجون كيري المرشح الديمقراطى السابق لرئاسة الجمهورية الامريكية ان يزور لبنان و يقابل رئيسها و يجلس امام الكاميرا ليعطى رئيس لبنان درسا فى الكرامة الوطنية و فى تعريف الدولة؟ وكان جون كيري يستعدي سليمان على المقاومة اللبنانية على الشاشة و الميكريفون و ليس فى حديث ديبلوماسي خلف الابواب المغلقة. 
و رغم ان اوباما صرح-و يا كثرة ما صرح اوباما- فوعد-و يا كثرة ما وعد اوباما-بالا يستدعى العنف فى حل المشكلات بل سوف يمد يدا  منبسطة بالتصافح لاى قبضة متشددة. الا انه زاد فى جملة اعتراضية-و اموت و بى شئ من الجمل الاعتراضية-زاد بانه سوف يضع كافة الحلول فوق المائدة. و لم يذكر اوباما مواجهة-او فى جملة اعتراضية-انه لن يضع الحلول العنيفة فوق مائدة المفاوضات منبسطة اليد مع ايران و لا ان يمنع غيره من العدوان على ايران. فقد ترك الباب مفتوحا مثلما فعل حين قصفت اسرائيل غزة. و قد راحت الديلى تليغراف تطلع علينا يوميا باخبار الحرب الخفية و محاولات اغتيال قادة و علماء ايرانيين و اختراق ايران بالجماعات التى تمولها كل من الاستخبارات الاسرائيلية و الامريكية. و حيث كان جورج ووكر بوش كغيره من الرؤساء قد حارب حروب اسرائيل نيابة عنها او-و بوجوارها من 1947 و 1958 و حرب 1967 الى حرب لبنان 2006 وصولا الى مذبحة غزة 2008-9 فما الذى يمنع اسرائيل من اشعال حروب امريكا بالوكالة؟ و ما هو الفرق حقا؟   
و هل يمكن ان تتجاوز الادارة الامريكية الجديدة سياسة الولايات المتحدة و حلفائها و من ورائهم حلفاء حلفائهم من حكام العالم العربى و ربما الاسلامى قاطبة؟ هل تتجاوز الادارة الامريكية الجديدة-و هل تجاوزت اى ادارة امريكية سابقة-سياسات تكريس اسرائيل الكبرى؟ و حيث ان كل زعيم صهيونى منذ مناخيم وازيمانو بن جوريون الى نتانياهو تعين على الاستحواذ بصورة مثابرة على الارض الفلسطينية فان الادارات الامريكية كانت تخلق ستار دخان ما يسمى بالمفاوضات لتخدير الفلسطينيين مع لي ذراع الزعامات الفلسطينية او-و اختراقها او شرائها تيسيرا لتمرير التطهير العرقى و التسفير تواطؤا على تحويل فلسطين الى ارض بلا صاحب. 
المشروع الصهيونى و تجارة  المحرقة:
كان المشروع الصهيونى للدولة العبرية الكبرى كما هو معروف قد  متمأسس فوق ثلاث محاور:
1-التوسع فى الارض على جانبى الخط الاخضر-خط 1948.
2-  تجاوز كل محاولة لحل المشكلة الفلسطينية بتجاوز كافة قرارات الامم المتحدة
3-السير قدما فى بناء الدولة العربية الكبرى
كان بن جوريون-1866-1973-اول رئيس زراء اسرائيل قد استبق مشروع دولة اسرائيل منذ التقسيم و قد قبلت القيادة الصهيونية الفكرة. و قال بن جوريون وقتها انه "بقدر ما لا ارى ان الدولة الاسرائيلة هى الحل النهائى لمشكلة اليهود فاننى لا ارى ان التقسيم حل لمسألة فلسطين. ذلك ان الذين يرفضون التقسيم على حق فى ادعائهم ان البلاد لا يمكن تقسيمها لانها تشكل وحدة واحدة متكاملة ليس وحسب تاريخيا و انما ايضا من حيث طبيعة اقتصاد البلاد." و قال بن جوريون "انه بعد تكوين جيش كبير صبيحية تأسيس الدولة العبرية فسوف نلغى التقسيم و نتوسع فى كافة فلسطين." ثم راح البن جوريون يجأرون بانهم ضاحيا. 
وحيث ليس ثمة غير اؤلئك الذين ما ان يستحوذون على الغنائم بالقوة الغاشمة ثم ما ينفكون ان يرون انفسهم جديرون بها فان الغزاة كانوا دائما يرون انفسهم ضحايا لا ارادة لهم فيما احاق بهم بل هم ضحية الضظروف والبرابرة ( و الاخيرون هم ضحاياهم هم) اللذين يجد العزاة انفسهم للاسف مجبرين على حماية حقوقهم فى مواجهتهم ( اى اؤلئك البرابرة). و يعتبر بن موريس-و هو مؤرخ قام بترشيف مستندات 1948 التطير العرقى و نشرت كتاباته فى معاريف ثم فى كتابه بالعبرية بعنوان "الضحية" يعتبربن موريس ان كلى الشعبين وهم فى الصراع فى الشرق الاوسط ضحية الا ان الاسرائيليين هم الضحية الاكبر The victim in which the Israelis are the bigger Victims , يقول المؤرخ بين موريس فى لقاء مع مأريتس  فى 2004 حول كتابه بعنوان الضحايا ان اليهود هم الضحايا الاكثر استهدافا لانهم محاطون ببحر من العرب المعادين[9].
واجادل ان مفهوم "الضحية مفهوما ينبغى تأمله جيدا فهو الذى يفحم به اعراب الشتات كل من يواجههم اذ يجتزوؤون اى حوار فى لغة المحرقة. و يقول افراهام بورد ان اسرائيل بقيت طويلا و ما تبرح رهينة الهوس المسترخص بالتجربة الاسرائيلية باساءة استغلال المحرقة بوصفها عماد الهوية اليهودية الثيولوجى مما خلف اسرائيل وقد كرست مفهوم "الامة الضحية" The Victim Nation    . ويوقف ذلك الهوس اسرائيل المحرقة فى تضاد بيين مع قوة اسرائيل الماثلة مما يثير السخرية فى افضل الشروط. فبدلا من ان ينتهى ذلك التباكى باعدام ادولف ايخمان فى 1962 الا ان خطاب المحرقة على العكس من ذلك  لم يلبث ان بدأ مجددا. فقد راح اليهود يختزلون كل خصم و كل رأى مخالف فى مفردات المحرقة فكل خصم لهم هتلر و كل من خلاف معهم  معاد للسامية او المانى[10]. و و يكاد لا يبق من الرأي العام الاسرائيلى سوى اقلية ممن يطلق  عليهم " اليهود الكارهين لانفسهم" لتواجهوا هذا الافك او ينبثوا ببنت شفه. فقد استقطب الاسرائيون عن بكرة ابيهم[11].
 وقياسا لم تلبث المحرقة ان خصخصت لمصلحة المهاجرين الاقتصاديين والمستوطنين بل حتى لمصلحة جماعات القضية الواحدة كالمثليين اليهود.    
و كان ذلك قد بدأ باكرا و قبل حلولهم فى فلسطين رغم ما يحفل به الاصححاح القديم من محارق ضد خصومهم ذلك ان تلك المحارق كانت مقدسة قياسا على ما يدعى من المحارق ضد اليهود. فقد كان الرب يقود تلك المحارق ضد خصوم اليهوك بنفسه حتى يضمن انهم احرقوا مدن خصومهم و طردوهم من اراضيهم و لم يتركوا لهم ارضا و لا فاضاءا يحتمون به غير البيداء, و كأن اعراب الشتات وهم البدو الازليين بخاطرهم يحيلون المستقرين على مر التاريخ الى رحل بدورهم مما يلاحظه الناس تباعا فى هجرات الناس من كل مكان الى كل مكان.
الناس لهفى على التفاحة حتى ان كانت عطبة.
كانت حالة من القنوط الجنونى الذى ما كان ليسمح بحلول لحظة رشد كامل-و قد اخذ الاحباط بتلابيب الناس فى كل مكان جراء تشوه العالم بالحروب و التصحر والتلوث البيئى-قد حلت بالناس فى كل مكان و قد طفح  الكيل بحلول الازمة المالية الاقتصادية او اللا اقتصادية غير المسبوقة. لم يكن معدى من اكل التفاحة دون التساؤل ما اذا كانت عطبة. و حتى ان كانت فلم يعد سوى ذلك او الهلاك.   
و قد ابتلع الناس و بعضهم من الاكثر ذكاء و الاشد اهتماما بهموم العالم السم فى الدسم. فاوباما خطيب مفوه من شيكاغو مقارنة ببوش الذى كان يدعى البله او كان ابلها من تكساس. و كان العالم مع نهاية ادارة جورج ووكر بوش يمنى النفس بالتخلص من جورج ووكر بوش و هو-أي العالم-غير واثق من انه يملك التخلص من جورج ووكر بوش و من ديك تشينى و من المحافظين الجدد  فعلا. فهل تخلص العالم منهم حقا؟ ذلك انه ان عين اوباما من الجمهوريين من لو كان جون مكين عين عددا و مؤهلات لجار العالم مستنكرا كثرة المحافظين الجدد و الصهاينة فى ادارته. فلم يضم جورج جياتس Gates وزير دفاع ادارة بوش الى ادارته هو و لو مؤقتا كما قال متخاتلا فقد ارسل سرا هنرى كيسينجر-مجرم كامبوديا-و المطلوب شعبيا جراء جرائم حرب و كان اوباما ما يبرح رئيسا منتخبا بعد-لاجراء مباحثات -فى ديسمبر 2008-مع روسيا حول تخفيض الاسلحة النووية مما قد يشي بأمر ما Tell you something 
و قد عرضت على اوباما فكرة كان قد تقدم بها السناتور باتريك ليهي رئيس لجنة الشئون القضائية في مجلس الشيوخ  بشأن اقامة "لجنة تقصى الحقيقة"  Truth Committee  على غرار ما حدث فى جنوب افريقيا صبيحة الاستقلال ونهاية الفصل العنصري على اوباما للنظر. و تتلخص تلك الفكرة فى اعادة النظر فى و الغاء بعض تجاوزات الادارة الامريكية 43 على عهد جورج ووكر بوش فيما يتصل و حسب بتقنيات الاستنطاق التى تشارف التعذيب و ما يتصل بالتصنت على الامريكان و التعين على جمع اسماء المترددين على المكتبات العامة و عناوين الكتب التى يستعيرونها و معاقبة المسئولين عن الفساد الاداري والمالي.
الا ان اوباما قابل فكرة لجنة الحقيقة بفتور وهو الرجل المعروف بالقدرة على الحماس و على اثارة الحماس فيمن عداه.
و لم ينتقد اوباما ادارة بوش بقدر ما انتقدها فيما اسماه التركة التى خلفتها له فى افغانستان مما "لا يمكن السكوت عليه". و ليس ذلك و انما ترفض ادارة باراك اوباما اعادة النظر فى معتقل باجرام فى افغانستان بدعوى ان نزلائه من الذين اصطنعت ادارة جورج ووكر بوش لهم صفة الاعداء غير المحاربين Enemy non-combatants ممن القى القبض عليهم فى "منطقة نزاع". و يشمل مفهوم منطقة النزاع تلك الباكستان بكاملها و افغانستان بالضرورة والواقع ان منطقة النزاع باتت على عهد الادارة 43 تشمل العالم فقد استقطبت الويالات المتحدة البشرية فى مشروع نشر الحرية والدمقرطة ذاك تسترا على نزاعها حول الموارد خصما على اصحاب الموارد فى كل مكان.
المهم فورا فان معتقل باجرام اسوا من جوانتانامو حيث أدى التعذيب فى باجرام الى مقتل عدد من المعتقلين. وباجرام سجن خارج القانون و لا يسمح لنزلائه بالدفاع عن انفسهم او الحق فى محام او فى مراجعة امر توقيفهم ازاء السلطات الامريكية او فى المحاكم الامريكية.  و يرسل بعض المعتقلين الى المغرب و باكستان و غيرها ليغذبوا بواسطة سلطات سجون معروفة بممارسة التعذيب. و قد رصد اوباما 60 مليون دولار لبناء سجن جديد فى افغانستان على غرار معتقل باجرام. 
هذا ولم يقل اوباما شيئا بشأن الحرب غير المعلنة التى تشعلها امريكا على احدى حليفاتها الباكستان-و قد باتت الاخيرة دولة مفلسة فيما تبقى قوة نووية. و يواصل اوباما تصعيد الحرب على الطالبان و يخلط بين الطالبان و القاعدة[12]. و تدفع القوات البريطانية اموالا طائلة مقابل الامن و الماء و تذهب تلك الاموال الى الطالبان. و كان الافغان قد رحبوا فى ديسمبر 2001 بالقوات الاجنبية عندما دخلت افغانستان وكان العكس صحيح فى العراق. و فى سبتمبر 2007 بات اكثر من نصف افغانستان حتى كابول مناطق غير امنة حتى للقوات الاجنبية No go areas  حسب الخارطة التى تصدرها الامم المتحدة و تلون فيها المناطق الخطرة باللون الوردى. و حيث لم يكن الامريكان معنيون ببناء الدولة فى افغانستان فلم يكن واردا تحقيق مشروع عدالة اجتماعية تشمل "تمكين المرأة" الذى اعلنت الحرب من اجله او غير المرأة من ثم. بل ليست القوات الاجنبية معنية بضمان اى شئ لاى كان بما فى ذلك الامن. فالقوات الاجنبية ليست معنية بتوفير الامن لاى كان سوى رئيس الجمهورية الافغانية طالما بقيت امريكا راضية عنه فهى التى تختاره و هى التى تسقطه فى انقلاب معلن على غرار يوميات موت معلن لماركيز. هذا ويوشك ان يتحول معظم حكام المجتمعات النائمة الى قردة يلاعبها صاحبها امام الناس مقابل النقود.
اوباما و المسيح المنتظر:
رغم ان التعديل الاول فى الدستور الامريكى يقول بفصل الدين و الدولة الا ان رئيس الجمهورية يقسم يمين الولاء على الانجيل. و ينص الدستور  على حرية العقيدة فامريكا دولة متدينة. و حيث لا ينص الدستور على حرمان الدولة من الدين الا انه يقول بعدم تكريس عقيدة بعينها للدولة. الا ان ذلك كان بعينه ما تعينت على تكريسه الادراة امريكية 43 لمدة 8 سنوات. ومع المفيد تذكر ان  حركة الحريات المدنية كانت تصدر عن الدين و كان اتباعها من الكنائس السوداء التى كان بعضها يتبع جيمس كولن. و كان مارتين لوثر كينج زعيم حركة الحريات فى ستينات القرن العشرين قسا و كان اسمه تيمنا بسلفه زعيم الحركة المعادية للبابوية عشية ما يسمى باصلاح الدينى الذى اضطرت له الكاثوليكية امام هجوم العصاة البروتستانت. و كانت حركة الوعى السوداء او الثيولوجيا السوداء الى ذلك حركة مسيحية.
و كان 12 مليون قد جندوا فى 1977 للتصويت لكارتر الذى كان قد اعلن انه ولدا مسيحيا من جديد Born again Christian و قد صوت ثلث اؤلئك لرونالد ريجان. و بعد ان تحررت الكنيسة الكاثوليكية فيما يسمى بالفاتيكان الثانى-الذى برأ اليهود من دم المسيح-اعتبر الكاثوليك ان البروتستانت اخوة. الا ان اليمين الدينى احتكر الاعلام خلال ربع القرن الماضى. و كان انهيار الطوائف الاخرى له اثر فى تفاقم سطوة الافانجليين اللذين الفوا فى ستينات القرن العشرين حوالى 18% و لم تلبث اعدادهم ان ارتفعت الى اكثر من 50%. و فى انتخابات 2004 بات بوش معبرا عن صوت الافانجلية امريكية. و كان فرانك شيفر قس يعيش فى سويسرا و كان تعرف بجورج ووكر بوش. و كان ابوه صديق رونالد ريجان و كان فى عداد صحبته امثال بيللي جراهام. و قد ادرك الافانجليون ان التعصب لقضايا مثل منع الاجهاض و معادات المثليين و التجريب على الخلايا الجزعية قد اضر بحركتهم. وقد اصيبوا بضربة قوية جراء فوز باراك اوباما. و ادركوا ايضا ان التركيز على عقيدة واحدة مضر بالشعب الامريكى متعدد النزوع العقيدى. و بالمقابل و رغم ان الديمقراطيين لم يكونوا يصدرون عن الدين مثلما لم يكن جون كيرى و ال جور يفعلان-فيما خلى اعتناق جون كيري اليهودى الاصل الى الكاثوليكية--و قد رأى ما حدث لوجوزيف ليبرمان مما دفع الاخير الى ترك الديمقراطيين و الحول الى مستقل. الا ان الديمقراطيين باتوا يرون اهمية الدين فى السياسة على كريقة المحافظين الجدد.
و رغم ان اوباما مسلم لا محالة الا ان ادعاءا ينتشر بان امه-التى تبقى غامضة و لا يستسل فى الحديث حولها احد بعد-لا تستدعى الفكر المتحرر. و هو قياسا من اب او زوج ام علمانى بدوره. و اوباما عقلانى رغم انه امضى 20 عاما فى كنيسة سوداء.  Liberationist Black   .Theologyو فى 13 مارس 2008 قال جيرامايا رايت Graham Wright زعيم كنيسة اوباما "أن لعن الله امريكا". لم يلبث ان تعين على انشاء طريقة جديدة هى "الثيولوجية التحررية السوداء" و كانت صورة من التسامح الدينى الا انها لم تنفك ان باتت تشارف التعصب مما خلق حرجا لاوباما و اتباعه. و قياسا فقد قيض ذلك لبعض المناصرين لاوباما ان يزعموا باكرا ان  اوباما قد يميل الى احلال عقيدة السلام و التسامح مكان عقيدة الحرب و التنازع بغاية "حل المشكلات بالتفاوض مع "الاحتفاط بكافة الخيارات فوق مائدة التفاوض."
و يتوقع البعض ان اوباما سوف يخلق مناخ حرية العقيدة بين جميع الامريكان و العالم معا. و يقول اخرون ان فوزه هو فرصة او لحظة تسنح للامريكان و لغيرهم ان يتسائلوا عما حاق بهم و يعيدون النظر فى و يتأملون ماهيتهم. و يقول اخرون ان امريكا قد طوت صفحة عنصرية اخرى. و لعل كثيرون قد يتصورون أن جورج ووكر بوش و ربما رونالد ريجان حالتين نادرتين من غلواء تدين الرؤساء الامريكان. ذلك ان كثيرين قد يتخيلون انه ما دام الدستور الامريكى ينص على فصل الدين عن الدولة فان الدين و الدولة لا يلتقيان فى السياسة الامريكية. الا ان البعض يلاحظ متحيرا كيف ان امريكا من اكثر المجتمعات تدينا و محافظة رغم هوليوود و حقوق المثليين. كما يلاحظ الناس كيف ان الافانجلية الانجلو امريكية محافظة حد التزمت الا انها تسمح بامثال القس جين روبينسون بان يتزوج رجلا علنا و تحتفل به الرعية.
وحيث كان بوش وريجان من قبله حسب الشائع اكثر رؤساء امريكا تدينا وصولا الى التطرف حتى الدروشة مما ارتسم على وجه جورج ووكر بوش حيرة بائنة و فى حالته التى كانت تدعو للرثاء ابان حفل تنصيب اوباما صباح الثلاثاء 20 يناير 2008. فلعل بوش بقى عاجرا عن تصور ان ثمة حقيقة غير ما كان يستدعيه من  انصاف الحقائق و الاكاذيب بغواية نائبه ديك تشينى و دونالد رمسفيلد و ريتشارد بيرل و بول وولفوفيتش و غيرهم من المحافظين الجدد و بيللى جراهام الاب و ابنه و ميك واران Mike Warren هو من اكبر رجال الدين الامريكان.
وقد يلاحظ البعض ان معظم ان لم كافة من توالى على الرئاسة كان بروتستانتيا فيما خلا جون فيتزجيرالد كيندي الذى اغتيل فى 1963 كما اغتيل شقيقه بوب كينيدى المرشح للرئاسة و ازعم ان الدين فى امريكا يصدر عن قسطنطين الاول  او العظيم -274280-337-الذى يدعى انه اول من نصر الامبراطويية الرومانية-الشرقية-و توصف بالمقدسة تكاذبا-وجعل عاصمتها قسطنطينة-اسطنبول الحالية. فهو الذى حول المسيحية الغربية من عقيدة مضطهدة الى عقيدة متضطهدة تتعقب من عداها و المسيحيين الغربيين من حفنة من المؤمنين المضطهدين الى مسيحيين يتعقوبون من عداهم بحد السيف.
 فان راح يمفصل مفهوم الحرب العادلة فقد كانت المسيحية الغربية حرية بان تتمأسس فوق مفهوم الحرب العادلة ذاك. و يمكن تعريف مسيحية الامبراطورية الرومانية الشرقية التى يرثها كافة زعماء اوربا وامريكا التوسعيين-صليبيا-من اغسطين الاكبر و الى شارلمان و ريتشاد قلب الاسد ونابيليون بونابارت وابراهام لينكولين الى رونالد ريجان وصولا الى جورج ووكر بوش- يمكن تعريفها بانها تحول المؤمن الى مواطن فالايمان سبيل المواطنة فتعطى ما لقيصر عن طريق العقيدة. و رغم ان قسطنطين كان سفر تكوين الكاثوليكية الرومية الا انه كان  وثينا و بقى وثينا حتى ليقال ان الامبراطورية الرومانية لم تنصر حتى وصول الفيزيقوط Visigoth او البرابرة رغم ان قسطنطين كان قد أشاد اهم و اكبر الكنائس و الكاتيدرائيات. الا ان الاخيرة كانت تنويع على المحاريب الوثنية و لم تذكر نقوشها و شواهدها و صورها المسيح مرة واحدة. فقد كانت المسيحية سبيل قسطنطين الى استقطاب الناس و ترويعهم مثلما يكون من ليس معنا فهو ضدنا و يستباح دمه و ماله و كل ما حوله. فحيث بات العرش ممثل الرب و تعين الاباطرة على استدعاء الرب فيهم فباتوا هم انفسهم الهة على طريقة اسلافهم الوثنين الذين كانوا يجأرون كما فعل الاسكندر الاكبر المثلى الذى دمر مدينة فى افغانستان عن بكرة ابيها عندما مات عشيقه-يجأر امثاله على الزمان-و هو على فراش الموت بان "من النجوم او من الا لهة اتينا و اليها نعود". فثمة فى السلطة فيروس الجنون المطلق. و حيث كان ضعف العروش اللاحقة قد خلق فى القرن الرابع الميلادى شرط نشوء البابوية و الفاتيكان كاقوى سلطة فى العالم الغربي و ما ورائه. فقد نشأت قياسا على الصعيد اللاهوتى ميثولوجيا كرامات البابوية و القديسين. و مابين فيروس الجنون السلطوي الوضعي و كرامات البابوات و القديسين راح المحكومون يجتزأون-مبنى للمجهول-فى و يصمون بالرعاع العامة الدهماء مرة و فى الكفرة ممن ينبغي تنصيرهم حتى الموت او-و يستحقون قدرهم.  
كرامات اوباما او سليمان الحكيم او فرانسيسن قديس اسيسي:
يؤمن اوباما بالحب و القوة و كان يقتطف من مارتين لوثر كينج قول الاخير ان الحب بلا سلطة تسنده ان هو محض عاطفة لا تجدى الا ان الحب مع السلطة يعنى العدالة. و كان أوباما  يترك انطباعا باقيا لدى كل من يلقاه و كان يدرس نظرية الفلسفة الدولية. وكان يهتم بالعلاقات العرقية و بسير الدولة. و تعرف على الحوار الجارى بشأن التوتر العنصري. الا انه لم يكن متوترا و لا متشائما. فقد كان مؤمنا بان عليه مسئولية و ان فرصتة سواتيه لا محالة دانية. و رغم انه كان حظى بالاستاذية الا انه كان يدرك ان ذلك لم يكن كل شئ. فقد كان على يقين من نه مجعول لامر اخر فقد كان يعرف مصيره. و كأنه مثل الهة اليونان مدفوع بقدره الخاص.
و لم يلبث اوباما ان التحق بجماعة شيكاغو و تستدعى الاخيرة افكار ميلتون فريدمان مؤسس المدرسة و من اهم المنظريين الماليين المحدثين. و رغم ان اوباما لم يقم ببحوث معروفة او نشر مصدرات تذكر سوى مذكراته الخاصة بعنوان احلام أبى Dreams of my Father التى كسب من ورائها  2.5 مليون دولار عام 2008. و يقول كاك كاشهيلJack Cashill  فى موقع المفكر الامريكى American Thinker  من مقالة بتاريخ 9 اكتوبر 2008 حول مذكرات اوباما يثب فيها انه يستحيل ان يكون اوباما هو الذى كتبها. و يقارن جاك كاشهيل Cashill بين اسلوبها واسلوب كاتب معين. و يقول ان ثمة مؤكدا كاتب شبحGhost writer  وراء تلك المذكرات البليغة. فلم يكتب اوباما سوى مقالة "لا يعتد بها نشرت فى نيويروك لو ماجازين Harvard Law Revue    كما نشرت له قصيدة قصيرة حول التين و القرود Figs and apes. الا اناوباما يوصف بالاستاذ اى البروفيسور.
و كان اوباما أصغر الاساتذة سنا و كان يشتغل فى ثلاث اعمال فى وقت واحد و كان اقرب الى الطلاب منه الى الاساتذة رغم انه كان سيناتور-عضوا فى مجلس النواب-ثم فى مجلس الشيوخ[13]. و قد يتم اغتيال باراك حسين باراك اوباما كما اغتيل ابراهام لينكولين الذى يستمثله اوباما و كما اغتيل مارتين لوثر كينح الذى يصدر عنه اوباما و كما اغتيل روبرت كينيدى الذى يشبه اوباما فى كثير من ملامح الشخصية و فى مكونات الرئاسة. الاول لانه كما تفول السردية الرسيمة استعدى اسياد العبيد. و مع ذلك فقد كان ابراهام لنكولن عنصرى بصورة لامحتشمة. فقد كان ابراهام لنكولن يسعى الى ان تبقى الامة الامريكية بيضاء اوليجاركية صففوية و حيث رغب فى تسفير العبيد المحررين و ربما بعض مفقرى البيض حيثما يتاح له ترحيلهم. فلم يكن يستحب ان تكون الامة الامريكية مختلطة. و يذكرك ذلك باطروحة دولة عبرية خالية من العرب فى اجتماع السلام باكاديمية البحرية الامريكية بمدينة انابوليس-مريلاند-فى نوفمبر 2007.
و رغم ما يسمى حرية التنظيم و التعبير و الحركة فقد ترتب على تجربة الحرب الاهلية ان حرم على السود لوقت طويل الانخراط فى الجيش حتى حرب فيتنام فى سبعينات القرن العشرين. فقد بقى البعض يقول بانه ان يجند العبد ان هو الا اساءة للجيش و الى شرف الجندية. فليس ثمة ما يسمح بان يغدو العبد جنديا بقدر ما لا يسمح بان ان يغدو الجندى عبدا[14].
و يحتفل باراك اوباما حسين اوباما بابراهام لينكولن 1809-1865 الرئيس الامريكى السادس عشر. و قد اشتهر الاخير بقيادة الحرب الاهلية 1862 و يشار اليها بالحرب من اجل تحرير العبيد. و الواقع ان تحرير بعض العبيد وبخاصة عبيد الولايات الجنوبية كان فائض انتاج الحرب من اجل تكريس و حماية الاتحاد بين الولايات الشمالية و الجنوبية. و كان تحرير العبيد يطال اصحاب العبيد فى الويات الجنوبية كعقوبة على العصيان ومقاومة الاتحاد بين الولايات. فقد كانت غاية الحرب الرسمية حماية الاتحاد. و كان لنيكولن يكرر انه "غير معني بشئ سوى الاتحاد. فان ترتب على حماية الاتحاد عصيان اصحاب العبيد تحرير العبيد فلا بأس و ان امكنه حمية الاتحاد دون تحرير العبيد كان بها".
وكان اصحاب العبيد يعاقبون بتحرير العبيد لانهم كانوا يجندون العبيد فى صفوفهم فى الحرب الاهلية مما دفع العبيد الى الهروب الى الولايات الشمالية. و يقول كثيرون ان العبيد حرروا بالتنكل By Default اكثر من اى شئ اخر. الا ان تحرير العبيد كان الى ذلك لصالح استقطاب العمل الحي من اجل الصناعة فى الشمال اكثر منه لشئ اخر. و يعبر تكاثر اعداد العبيد فى الولايات الشمالية عن نفسه فى تمركز الصناعات الامريكية فى الشمال و على راسها صناعة السيارات فى ديترويت و تسمى ديترويت قلعة او مدينة الديمقراطية او الحرية. وتري(ن) ان الحرية من العبودية لا تلبث ان تلقى بالعمل الحي ال عبودية سوق العمل او-و عبودية العطالة او حتى عبودية الديون.    
المهم فورا أزعم ان ابراهام لينكولن اغتيل لانه جأر بضرورة الغاء المصارف. فقد كان حريا بان يستعدى تجار الرقيق و اصحاب المال و كانوا بدورهم اما اصحاب العبيد او ممولى تجارها وتجارتها فقد كانت تجارة الرقيق بمثابة المضاربة فى البوصة و التعامل بالاسهم و السندات. و قتل الثانى لانه اسود فى وقت غير مناسب لمنح السود اى حيثية والثالث لانه كاثوليكى. على ان نائب اوباما جوزيف بيدين  Joseph R. Biden-66 عاما-من الروم الكاثوليك, و قد بقى كل من خرج على المؤسسة السياسية العسكرية الامريكية وبخاصة عن فكرة ان رئيس الجمهورية هو سليل الاباء الاوائل مدان. و قياسا ففى مجتمع لا يسمح لغير البروتستانت بالسلطة يتعذر قبول كاثوليكى. و يعود سفر تكوين هذا التقليد الى بريطانيا وقد بقيت الاخيرة هى ام الولايات المتحدة نفسيا و تاريخيا و عرقيا. فغير مسموح لكاثوليكى ان يغدو عضوا فى الاسرة المالكة و لا فى السلطة الوضعية البريطانية و كان على تونى بلير ان ينتظر حتى تنتهى رئاسته للوزارة ليعلن انه اعتنق الكاثوليكية. ومن المفيد تذكر ان للكاثوليكية طوائف تشارف القبالا و منها طائفة الاوباس داي Upas Dei و هى طائفة متساررة  شديدة  التكتم و لها طبيعة ماسونية و لا يعرف عنها الكثير. و يعتقد ان تلك الطوائف صهيونية[15].
و مع ذلك يختلف انتخاب اوباما مرشحا ديمراطيا لرئاسة الجمهورية رغم انه جاء بمعرفة اللوبى الصهيونى الذى يساند كلا الحزبين حسب الطلب من حيث ان اوباما يأتى بمباركة اصحاب المال ممن مول حملته. كما حظى بتأييد اصحاب الباع السياسي الذى يؤلف رأس مال رمزى لا يستهان به ومنهم:
-اصدقائه من يهود شيكاغو الاثرياء و قد وقفوا ورائه
-جورج سوروس موله منذ البدء و سانده بنشاط فى مواجهة خطاب  المحافظين الجدد الاصولى الذى تسبب فى استقطاب الناس فى كل مكان.
-بضعة من اكبر اللوبيات بذلت ملايين فى حملته الانتخابية. فحسب ملفات موجودة لدى مركز السياسة الاستجابية Responsive policies  فان 5 لوبيات من اكبر اللوبيات الرأسمالية تمول حملة اوباما[16].
-هنرى كيسنجر وزير خارجية امريكا السابق فى ادارة كل من نيكسون و فورد يؤاذر اوباما و يعمل معه.
وكان اوباما قد اوفد كيسينجر-حتى قبل ان يفوز بالرئاسة مما يقول الكثير-سرا فى مهمة من اجل تليين روسيا فيما يتصل بتخفيض السلاح النووي. و كيسنيجر مطلوب من ناحية فى قضايا تتعلق بجرائم حرب جراء دوره فى حروب الهند الصينية. و من ناحية اخرى فقد منحه مؤتمر ميونيج للامن وسام ايواد فون كلينست  Ewad Von  Kleist فى 7 فبراير 2008 تقديرا لاسهامه فى السلم العالمى و التعاون الدولى. و يؤمن كيسنيجر بتعريف معين لمفهوم الريالبوليتيك Realpolitik  معاكس لمفهوم حركة عدم الانحياز-ويؤمن بالاخيرة نصف البشرية-التى انشأها عبد الناصر و نيكروما و نهرو و تيتو وسوكارنو. و قد عادت حركة عدم الانحياز و راحت تنتعش مع رؤول كاسترو و هيو شافيز. ففى حين ان حركة عدم الانحياز تتعين على تكريس عدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلدان الاخرى الا ان كيسينجر يؤمن بالتدخل لصالح التوازن الدولى(؟)و هو تزويق لنشر حرية تشارف العبودية لحساب امريكا و رأس المال المالي طبعا خصما على الشعوب فى كل مكان. و قياسا فقد كان على اوباما ان يكون فصيحا و مفوها و قادرا على تدوير الكلام و تزويق الفاهيم و القول بعكس الحقيقة دائما و الا فان الحقيقية تغدو حرية بان تفجر الارض و تقلب العالم على رأس امريكا و الرأسمالية المالية و الصهيونية العالمية جميعا. 
تدوير المعانى و ايقاف الكلام فوق رأسه مجددا:  
لذلك فان الرئيس الامريكى الجديد اوباما كان عليه ان يستخدم فكرة اعادة تغليف المنتج على طريقة اومو و امو الجديد و  اومو الاكثر بياضا و هكذا. و كانت الرأسمالية قد استخدمت اعادة تغليف المفهومات في كل مرة. فقد جأرت ب "التنوير" و "الاكتشافات الجغرافية الكبرى" ونادت بالمبدأ الانسانوي تغليفا للعبودية.  و لم تزد النهضة على رد فعل على التنوير. و لم يكن التطبيع سوى تشويه كل شئ لتغدو التنمية Development  تكريسا للازعان للسوق و الاصلاح    Reform تخريب و استثمار في الخراب الاقتصادي لحساب المراكمة المالية خصما على الانتاج السلعي و على خلق العمالة و اعادة انتاج المجتمع. ذلك ان المراكمة الرأسمالية المالية Finance Capital Accumultion خصخصة الربخ و تأميم الخسارة Provaztisation of profit and Nationalisation of Loss. هذا و كان التطبيع Liberalisation قد خلق بدوره شرط الاقتصاد غير الطبيعى و اللحاق Catching- up كساحا و شلل اطفال و التحديث Modernisation تكريسا للنكوص الى ما هو سابق حتى على التقليدي و الدمقرطة Democratisation عبودية و عودة الى اسوأ اشكال الاستعمار و الطريق الى السلام هو الحرب(انظر(ي) خطاب اوبما عند تلسمه لجائزة نويل للسلام) و التحرير احتلال وتمكين المرأة Empowerment ارتهانها بالسوق و الاستهلاك و العنوسة و العقم و الوحدة و هكذا. 
ذلك انه ان كانت الرأسمالية –الامريكية ما بعد الصناعية البازغة قد قالت مرة -بحق تقرير المصير تزييفا للتوسع الامريكى منذ الحرب العالمية الاولى و تباعا حتى ثلاثينات القرن العشرين خصما على امبراطوريات الصناعية الاوربية فقد قيض حق تقرير المصير تفتيت الامبراطوريات السابقة على الرأسمالية ما بعد الصناعية و الامبراطوريات السابقة على الصناعية مثل الامبراطوية العثمانية والمجرية و النمساوية جميعا.
و لم تلبث الرأسمالية ان اغوت المجتمعات المزعنة للمراكمة الرأسمالية فى خمسينات القرن العشرين بما سمى الثورة الخضراء The Green Revolution وهي احبولة اخرى غير الثورة اليرانية الخضراء بوصفها تنويع على الثورات الملونة-فقد اجبرت المجتمعات الزراعية العالم ثالثية على شراء المخصبات والمحسنات و المبيدات مما سمم التربة و المياه و البشر و الحيوان ليخلق شرط نكوص تلك المجتمعات الى عوالم رابعة و عصر حجرية تباعا. و لم تنفك امريكا-الرأسمالية مابعد الصناعية-ان زينت فى ستينات القرن العشرين للاقوام المزعنة لشرط المراكمة الرأسمالية "التصنيع" الذي لم يزد على خلق شرط العمالة الرخيصة اللامسيسة الطييعة اللا منظمة تباعا حتى ثمانينات القرن العشرين لحساب عمل  المرأة خصما على العمل الصناعى او شبه الصناعى المنظم المدرب المسيس. و قد قيض ذلك السوق احلال الحرب بين الجنسين مكان الصراع الطبقى.
واحلت الرأسمالية المالية ما بعد الصناعية تلك فى ثمانينات القرن العشرين "التنمية" سيئة السمعة  النموذج الامريكي ما بعد الليبرالي مكان الاقتصاد المخطط فى كل مكان خصما على الجمهوريات الاشتراكية و المجتمعات التى استمثلت نموذج الاخيرة وصولا الى الاطاحة بالمنظومة الاشتراكية و كل ما دار فى فلكها الا ما عدى كيرالا و كوبا و الصين الشعبية. و لم تنفك الرأسمالية ما بعد الصناعية و  ما بعد الليبرالية ان اغوت الناس ب"الاصلاح الاقتصادي" و لم يزد على تخريب منظم لاقتصاد العوالم الثالثة و الرابعة و كرسها نكوصها اقتصاد العصر الحجري. و قد تصاحب "التطبيع" في ثمانينات و تسعبينات القرن العشرين و الاصلاح الاقتصادي و لم يزد الاول بدوره على سوى تشويه الاقتصاد مجددا لحساب الدولة العبرية و الكويز QUIZ. هذا و لم تخلو جعبة الرأسمالية المذكورة من احبول دمقرطة  المجتمعات البائسة تلك نفسها. فقد بتنا ندمن التقاط نفس الطعم في كل مرة. و كان اشد انواع الطعم فتكا توريطنا فى الديون الخارجية. فالرأسمالية المالية لا تراكم بسوى الفائدة اى الربا يمعنى بيع المال كسلعة و وبخالص العمل العبودى خصما على المتجين في المقياس المدرج فى كل مكان. 
و لا تعنى تلك التنويعات سوى اعادة انتاج الالحاق المزعن للسوق الرأسمالى بشرطيات البنك الدولى و مشاريع صندوق النقد الدولى و منظمة التجارة العالمية. و الى ذلك فقد باتت الرأسمالية المالية تملك السلطة العليا فى العالم على مقدرات العالم. و ترتهن الراسمالية المالية الدول بالدين العام و اقتصاد بات يتمأسس فوق الديون و بارتهان الشباب منذ الدراسة الجامعية عبورا بغواية الافراد العاديين بالعقار المرهون لشركات العقار و الانفاق والاستهلاك ومزيد منه-تنشيطا للاقتصاد و اللا اقتصاد بالديون الفردية الخاصة.
وفي كل ذلك لا يسمى شئ باسمه مما يبرح اوباما فى تسويقه و يبتلعه عالم مضور للامل و العشم فى اي شئ الا خطاب جورج ووكر بوش. و عليه فقد زوقت أزمة اسواق الائتهان العقارى تقلص الرهن Credit Cruch و هى فى الواقع ازمة ديون و قد بات الفرد مستهلك و ليس مواطن و معنى الاستهلاك التهام و  تبديد الموارد و تدميرها. و قد بات مبدأ ان اشترى اليوم و ادفع بعد عام قانون يطبق على الافراد مثلما اجبرت الدول على الاستدانة بما يسمى الائتمان مقابل تطبيق التكييف الهيكلى Structural Adjustment Loans(SAL) بغاية احلال شرط التكييف الهيكلى مع اقتصاد السوق. و كانت سياسات و ديون التكييف الهيكلى بحيث سقط العالم من يومها فى وهدة الاقتصاد المتمأسس فوق الديون فلم يعد ثمة سبيل الى اى مشروع خاص او عام بدون اللجوء الى الاستدانة. فقد باتت الاستدانة كالادمان الذى لا شفاء منه الا فى مصحة يقوم عليها صندوق النقد الدولى و البنك الدولى فمزيد من الديون الخارجية للدول قاطبة بغاية تكريس النموذج الامريكى للتنمية ما بعد الليبرالية لحساب اوليجاركيات عولمية مجددا.
اوباما و تحييد المعارضة ومستقبل الليبراليين الجدد:
من شأن اوباما-مثله مثل روبرت كينيدى- ان يوفر لللمال و الاعمال وجها جديدا و شابا و للحزب الديمقراطى ادعاء تقدميا الى كون اوباما من اعضاء الصفوة الامريكية السوداء. الاهم فان اوباما من شأنه ان يخلق شرط انصراف الناس عن و المعارضة و يحييد المعارضة. ذلك ان فوز اوباما من شأنه خلق ضغط عظيم على حركات المعارضين للحرب و حركات العدالة الاجتماعية فلا تجد المعارضة اى معارضة وبخاصة الديمقراطية معدى من ان تقبل  ادارة ديمقراطية مهما كانت و بكل عيوبها[17]. الا اننى اجادل ان غايه ترشيح اوباما وصولا الى فوزه برئاسة الجمهورية حرية الى ذلك بأن:
-تحييد فكرة ان رئيس الجمهورية الامريكية ينبغى ان يأت تاريخيا من الطائفة البروتستانتية بوصفه خليفة الاباء الاوئل و الحجاح مقارنة مع المهاجرين من اعراب الشتات.
-انه قياسا على وصول اوباما يمكن وصول احد احفاد اعراب الشتات جوزيف ليبرمان اوخلافه الى رئاسة الجمهورية كما يغدو ابن الاخير صانع الملوك عبر انتخابات فبراير 2009 الاسرائيلية.
ان وصول اوباما الى رئاسة الجمهررية قد يكرس مجددا لحظة لا يبقى لليبرالية الجديدة سوى ان تلفظ اخر انفاسها لحساب حركة اخرى قد لا تختلف الا بقدر ما تتعاطى من المسميات السامة لا اكثر. و قياسا فان وصل اوباما الى السلطة أو اغتيل فان نهاية الليبرالية قمينة بان تتمثل لحساب ما بعد الليبرالية التى نعرفها مرة واحدة الى وقت طويل. 
-ان استخدام ايديولوجية الليبرالية التشطيرية لصناعة الحرب ستغدو السبيل الاهم للقضاء على الديمقراطية.
و مع ذلك فمن المفيد تذكر ان المحاقظين الجدد-و هم  يجأرون بالدمقرطة-و كانوا يدعون انهم ثوريون كان قد اصابهم الملل واليأس من عجر اليسار عن اشعال ثورة و ضاق صدرهم بعيوب المشروع السوفيتى. و حيث تعين المحافظون الجدد على الجأر بنشر الحرية و الديمقر اطية فكيف يخالف اى كان نشر الحرية و الديمقراطية؟
و ليس ثمة سبيل الى فهم خطاب المحافظين الجدد الا بادراك انهم يستخدمون لغة تقول عكس ما تعنى و كانهم يستمثلون الاخ الاكبر فى كتاب جورج اورويل مرزعة الحيوانات او 1984. و قد قيضت تلك اللغة الاوريلية او ما اعرفه بالعقلانية القاحلة للمحافظين الجدد التعين على تبرير الاستباق الدفاعى بمشروع دمقرطة العالم على طريقتهم.
-وهم معادون للديمقراطية-الا بقدر ما تأتى بديكتاتوريات مدلسة ديمقراطيا بمحض الاقترع كل 4 سنوات-فى كل مكان من العالم الاول الى العوالم الثالثة و الرابعة المهزومة بالعولمة.
و تعبر النماذج التى تمثل الدمقرطة المذكورة عن نفسها فى حامد قرظاى والجعفرى و محمود عباس و السينيورة حتى يستنفذ المحافظون الجدد واليمين الدينى-اليسوعوقراط منهم أغراضهم. و قياسا يغدو اى مشروع بديل حتى المشروع الاسلامى السياسى الذى خلقت امريكا-و اسرائيل-معظم بداياته-بما في ذلك حماس-يغدو تحد لمشروع المحافظين الجدد و مزاودة لا تغتفر على الاخيرين. 
و تتعين الديمقراطية الغربية على رشوة الشعوب الغربية الغنية مثلما كانت روما تفعل مع العامة مما يخلق شرط تواطؤ معظم شعوب و معظم مفكري و مثقفي و صحفيي و اعلام و فن ومسرح و قوانين الغرب الخ على من عدى الغرب بدرجات المقياس. ذلك ان الغرب يدرك و كان قد ادرك باكرا ان العالم لا يسع بشرية غير انتقائية مما يدفع الديمقراطية الغربية الى التمأسس فوق أسرار جماعية عظيمة يستحيل البوح بها.
و تصدر تلك الاسرار عن الاجماع على ان مصلحة الغربيين فى التستر على القضاء على الاعدد الزائدة من الاغلبيات غير الغربية التى لا وجوه لها مما اسميه الذراية  بالعامة-من المفقرين فى كل مكان. و قد خلقت الاوليجاركيات المالية شرط ذلك الاجماع بالقضاء على مفهوم التمايز الطبقى و الصراع الطبقى الا بقدر ما انذرت الليبرالية الجديدة ببزوغ العولمة و كانت وسيلتها صراع الاغنياء الطبقى ضد المفقرين. فحين اطلق المحافظون الجدد على انفسهم صفة  المحافظين الجدد فلم يكونوا فى الواقع سوى امبرياليين جدد. فهم راديكاليين و لا علاقة لهم بالمحافظة. وقياسا حيث ادعى الليبراليون الجدد الثورية و راحوا يؤبلسون كلمة الثورة بين من عداهم فباتت ثورة من عدى المحافظين الجدد نشاط خطر ينبغى محاربته و ا ستئصاله فكلمة الثورة نفسها كلمة قذرة.
الا ان اوباما جاء بثورة غير مسبوقة و قد تلفعت بمشروع السلطة التصالحية. ومع ذلك لم يصوت لمشروع انقاذ الاقتصاد من المحافظين الا 3 نواب. و رغم  ذلك فقد فاضت ادارته باكبر عدد من الجمهوريين فى تاريخ الادارات الامريكية و تعين على "انقاذ" الرأسمالية ما بعد الصناعية و انعش بالنتيجة دور صندوق النقد الدولى و البنك الدولى فاحيا دورهما فى خلق غرقة انعاش للنموذج الامريكى للتنمية ما بعد الرأسمالية. فقد اعاد اوباما انتاج اقتصاد او لا اقتصاد المديونية و رأسمالية المراكمة بالربا اوالرأسمالية الربوية. وقد حقن اوباما المصارف بمليارات الدولارات بمال دافع الضريبة الامريكى و صناعة السيارات بالمثل. و جاء اوباما بمستشارا فى شؤون شارع المال هو حسيب و نسيب شارع المال. و لم يشر اوباما الى اي مراجعة او محاسبة للمتسببين فى الخراب الاقتصادى العالمى تانيب مهذب بع لعلى استحياء احيانا لبعض مدراء المصارف السامة من المجرمين العلنيين بحق المدخرين الصغار  صغار حملة الاسهم و ارباب المعاشات و اصحاب الاعمال الصغيرة من الناس العاديين.
تحور الليبراليون الجدد حسب المقاس و الطلب:
يصر  الليبراليون الجدد انغال المحافظين الجدد على ترديد اغنية بوش المضلة  و يلتقطها  اوباما وقد حور مفرداتها فباتت أكثر غنائية و شعبوية تخاتلا. فقد راح اوباما يطلع على الناس كل 4 دقائق يطمئنهم على اسواق المال ومستقبل الاقتصاد الامريكى و قدرة الادارة على تحقيق ذلك. ذلك ان بعض الليبراليين الجدد راحوا يجأرون فى قلب الكارثة-التى يصفها اصحابها بانها غير مسبوقة و ان كل شئ تغيير و ان شيئا لن يعود الى ما كان عليه قبل الاعصار المالى الحالي-يجأرون هجوما على من عداهم فى دفاعهم عن مراكزهم المتضعضعة تباعا فيثابرون على القول بان من يعلن شماتته فى الراسمالية ليس سوى جاهل محبط لا يفقه شيئا فى الاقتصاد. و يبقى هؤلاء وحدهم هم الذين يكتبون فى كل شئ من البرسيم الى فوكياما الى الشائعات حول خصومهم ساسة و اناس عاديين بائسين غلابة الا بقدر ما يملكون مواجهة الليبراليين الجدد. و فيما يصدر الليبراليون الجدد العرب عن كتاب و محللين اجانب ما يفتأؤون ينثرون اسماء اجنبية هنا و هناك دليلا على طول الباع المعرفى و لا ينسون ذكر انبيائهم من فوكوياما و صمويل هنتيجتون الى برنارد لويس دون مراجعة اخر ما قالته تلك الكائنات الحربائية.  فقد اقر فوكوياما الاثنين 8 اكتوبر 2008 ان النموذج الامريكى التنموي اثبت انه غير صالح.
و ينشد الليبراليون الجدد-و قد اطلقوا على انفسهم اسماء جديدة لزوم تغيير الوان المعاطف-معه او ورائه ان الاقتصاد الامريكى متين و ان امريكا ستخرج باقتصادها و اقتصاد العالم من الازمة سالمين مثلما بقي بوش يقول ان القوات الامريكية منتصرة فى العراق و افعانستان وتقول هيلارى كلينتون فى بغداد من وراء اسوار المنطقة الخضراء او فى مطار بغداد السبت 24 ابريل 2009 و قد راح اكثر من 60 عراقى و عراقية ضحية تفجرات يوم الجمعة 23 ابريل 2009 تفول "ان ذلك دليل على يأس المقاومة جراء ادراكها ان حكومة نورى قوية و ثابتة". و ما ينفك الكورس يرفع عقيرته مرجعا "الدنيا ربيع و الجو بديع قفل لى على كل المواضيع". فقد ادمن بعضهم الانصياع "التخبط و اللهاث" وراء المناصب فلم يعد يفكر لنفسه مما يسر لباراك اوباما وراثة قيادة الخيبة الكاملة بامتياز مجددا بقاموس مزوق مجددا.
اوباما و الشرق  لاوسط و مآل الامبراطورية[18]
يتسال كثيرون عن تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية على سياسات الولايات المتحدة فى الشرق الاوسط,  و ما اذا كان الشرق الاوسط سينحو نحو الميل نحو الولايات المتحدة اكثر أو اقل من كان عهده حتى وقوع الازمة و قد باتت دول الشرق الاوسك تعانى جراء الازمة الاقتصادية؟ حيث كانت سياسات دارة بوش قد اورثت الشرق الاوسط فوضى من التداعيات غير القابلة للحل بعد فان معظم من يعيش فى الشرط الاوسط سواء كان عربيا مسلما او غير ذلك و غير سكان الشرق الاوسط الى ذلك يؤمن بان الازمة الاقتصادية الزاحفة لتشمل العالم كاملا هى من صنع ومترتبات التنويعة المتطرفة للرأسمالية الامريكية يسياسات الادارة 43 جراء التركيز الكثيف على الخصخصة و التطبيع Liberalisation  و رفع كافة القيود على حركة المال Deregulation و فوق كل شئ حرية السوق مما كان حريا بان يقيض بعض الحماية للناس العاديين لحساب اصحاب المال.
و رغم ان البعض قد يتعاطف مع امريكا جراء ماتعانية الا انه على المستوى السياسئ لم يلبث  ان يعبر عن عدم استحبابته بل كرهه لسياسات الولايات المتحدة كما يراها على حق بانها تصدر عن الاستعمار الامريكى الاسرائيلى و عمليات بناء الامبراطورية التى تمأسست فوق الويلات الاقتصادية و اللامساوات التى اصابت اليوم كافة الامم فى كل مكان. و قياسا فثمة فى العام القادم او نحو ذلك سيناريوهين لا اكثر امام الولايات المتحدة ازاء الشرق الاوسط. و لا يعرف معظمنا حتى الان عن باراك اوباما ما يكفى للتكهن الا بقدر ما توحيه ادارته و الذين عينهم اعضاء بها و من ثم قد يصعب التهكن بصورة كافية التعرف على اى من تنويعات السيناريو الذى قد يتعين  باراك اوباما عليها. على انه من المفيد تذكر ان القضية المحورية فى سياسة اوباما الخارجية لن تتغير كثيرا. و الكل يتمنى العكس طبعا بالنسبة لقضية اسرائيل و فلسطين على الاقل. و قد كان اوباما واضحا منذ  بداية حملته الانتخابية و باكرا قبل انتخابه انه سيدعم عناصر الجناح اليميني من اللوبى الاسرائيلى بقيادة ايباك. سوى ان السؤال يبقى مع ذلك حول ما هي القوى الداعمة لتلك السياسات. 
و عليه فالسيناريو الاول سوف يتعثر دون ان يغير من سياسات بوش الا بقد ما يتعين على تلطيف الحواف القاسية لسياسات بوش هنا و هناك كمثل ما يفعل اوباما حول التعذيب. فاوباما يوسع الحرب على افغانستان و يواصل الحرب فى العراق لمدة اطول مما كان قد وعد ابان الحملة الانتخابية. و كان قد صرح بانسحاب القوات فى عام ثم فى عام و نصف ثم فى 19 شهرا و هكذا. و مهما كان الامر فان اى درجة م الانسحاب لن تغير من رموز الاحتلال العسكرى للعراق فيما يتصل بعدد القواعد و حجم السفارة الامريكية.  وفى ضوء ذلك السيناريو سوف يواصل اوباما الحديث عن ايران مرارا و يحاول تفادى القتال. و سوف يحاول المحافظة على مساندة الحكومة المدنية فى باكستان الا انه لن يعارض فى الواقع عودة ديكتاتورية عسكرية فى ذلك البلد طالما بقيت باكستان تواصل مساندة سياسته فى افغانستان و ايران. و رغم ان السيناريو الاول سوف يدعم الامبراطورية و الاستعمار مما يجعله سيناريو غير مرغوب فيه الا ان اوباما سوف يحاول على الاقل تفادى حرب كبرى. 
اما السناريو الثانى فانه سيناريو اكثر عسكرة و اسوأ بكثير و ربما استخدم مزيد من الحروب مما قد يشير الى ما قد تتحول اليه سياسات اوباما فى الشرق الاوسط فى الاشهر القادمة من العام 2009. على انه من المفيد تذكر وقع المشاكل الداخلية التى تواجه باراك اوباما. فهى مشاكل اكبر مما كان يتصور خلال حملته للرئاسة او يتوقع السرعة التى حدثت بها تلك التطورات الاقتصادية غير المسبوقة.  هذا و كان عليه مواجهة المركب الصناعى العسكرى الذى يدفع الان–زيادة على اشياء اخرى-باتجاه مزيد من الانفاق العسكري و سياسة خارجية اكثر عدوانا بوصف ان ذلك من شأنه ان يساعد فى  حل مصاعب امريكا الاقتصادية. و زيادة على ذلك فان اوباما مواجه بحلول حكومة اسرائيلية تحت قيادة نتانياهو اكثر يمينية من سابقتها. ذلك ان تلك الحكومة مدعومة باللوبى الاسرائيلى ايباك. و ان ذلك الجناح من اللوبى اليهودي من اقوى حلفاء المركب الصناعي العسكرى فى الدفع بسياسات الحروب العدوانية فى الشرق الاوسط.
و كان اوباما قد اظهر مساندته لذلك اللوبى طوال حملته الانتخابية و لم يفعل شيئا فى معارضة اللوبى المذكور ازاء اسقاطهم لتشارلز فريمان مرشح الادارة المفضل  مرشحا جيد لمركز رفيع فى الاستخبارات. فقد اتهم اللوبى تشارلز فريمان بانه معاد لاسرائيل. وفيما تساند اغليبة المقترعين فى الانتخابات اسرائيل عموما بلا انتقاء فان حركات المعارضة مثل حركة العدل و السلام فى الولايات المتحدة ليست بالقودة الكافية على مواجهة المركب الصناعى العسكرى او الجناح اليمنيى فى اللوبى الاسرائيلى.
 و ربما بقى من الواضح حتى الان ان اوباما لا يرغب فى ان يكون ذلك الرئيس الامريكى الذى يفقد الامبراطورية الامريكية. و عموما فان معظم الحكومات الاوربية ومعظم الحكومات العربية و اليابان لا يعارضونه فى ذلك. وقياسا فان شعوب تلك الحكومات يعارضون بقوة اكبر سياسات الولايات المتحدة الامبريالية الا ان من المشكوك فيه ان شعوب تلك المجتمعات سوف تملك انجاز الكثير فى هذا الشأن. وعليه فان تحقق فان السيناريو الثانى سيواجه هو الواقع شعوب العالم و سوف تواجه الاخيرة بالتالى فترة خطرة من تاريخ العالم. و الى ذلك فثمة فى الولايات المتحدة و فى اسرائيل قوى تريد صدام حضارات و تدفع حتما باتجاه مزيد من الحروب و هى ايضا قوى قوية جدا.
و لعله من البديهى ان ايران سوف تكون اول متضرر من هذا السيناريو. الا انه من الصعب ادراك ما اذا كان اوباما قادر على او حتى راغب فى منع تلك القوى من احتجاز مستقبل سياسات الولايات المتحدة فى الشرق الاوسط قاطبة[19]. و ثمة سيناريو ثالث خفى او اجندة مسكوت عنها و هى ما قالت به  النيويورك تايمز فى مقال افتتاحي بعنوان نهب امريكا الخميس 10 ابريل 2009 من ان امريكا بسبيل ان تنهب تباعا لحساب اقليات اوليجاركية.
و يتمأسس نهب امريكا ومعها خراب  الصين ربما-فوق سياسات ما يسمى بدرئ تداعيات الازمة المالية من تأميم و اعادة خصخصة و ضمان السندات السامة بشرائها بمال دافع الضريبة فوق دعوة شارع المال للجلوس حول نفس المائدة مع الشارع العام لمناقشة حلول الازمة يقيض لشارع المال حصص غير مسبوقة من المراكمة خصما على الطبقات العاملة. و يقول المقال ما معناه ان الذى يجرى تباعا هو بمثابة السياسات التى خصخصة روسيا المرسملة صبيحة انهيار الاتحاد السوفيتى لحساب بضعة اوليجاركيات[20]. فهل يصعب التكهن باعضاء                                                                                                                         التنويعة الاوليجاركيات الامريكية؟  
 ختاما
 يلاحظ الناس كيف انه عندما جاء اوباما كان الحقل محروثا و ممهدا لقاموس لا يزيد سوى ان يعيد انتاج ما قبله و انما بلغة القة و حزقة و تأخذ بالقلوب وتخطف الافئدة المحتارة فى امرها, الا ان اللغة الاوباماوية  عكس ما تعلن و ان قالت فليس ثمة ما يعتد به طالما انها لا تتعين على فعل شئ يذكر او ينسى. و يقول ماركس-غفر الله له هو الاخر-"" ان سحر وغواية المفردات المفخمة-تلك التى تعقد قياسا بين اى شئ و كل شئ-لا يقاوم و بخاصة عندما تبدو تلك المفردات لاول وهلة عميقة و جامعة" و اضيف انه ما ان يتوفر تعريف تلك المفردات الالقة الفخمة المعقمة حتى يتكشف كيف انها ببساطة اقل من عديمة الفائدة بقدر ما ترفض التعريف بل ضارة اشد الضرر فلا ينبغى ان تثير أكثر و لا اقل من السخرية[21]."[22]
 


 [1] لاحظ(ي) كيف غدى اوباما ابيض بلا ريب فيما لم يتنبه احد منا لذلك التلون الحربائى العجيب.
[2] That s no surprise. That s part of our tortured, tangled history.""
[3] Obama does, however, have European royalty: from Edward Fit Randolph back to William I, King of Scots, and from Martha Eltonhead back to Edward I, King of England.
[4]  انظر(ى). Gary Boyd Roberts, the Royal Descents of 600 immigrants (2008: Baltimore
 
[5] انظر(ي)www.islamway.com/gaza
[6]  تعود اصول ميخائيل نوستراداموس المتصوف و العراف الهولندى الى جزيرة ايبريا و كذا اصول شباتاي زفي الذى كان ابوه اندلسيا هاجر الى ازمير-تركيا. و كان و قد تبحر فى التصوف وراح يفسر كل ما يتصور من صفات المسيح لصالحه و قد بات يعتقد انه مجعول لقيادة شعبه كالمسيح لزعامة العالم. و كانت مضاهات الاحرف بالارقام على الطريقة التوراتية افادت بان علامات بعينها تشير الى ان ساباتاي زفى هو المسيح.
[7] A very special relationship /radio4, 13.05pm, Sunday 18.2.2007.
[8] انظر(ى)John Pilger: The Politics of Bollocks: Newstatesman: 9.2.2009:PP:26-7.
[9] انظرى) The Real Estate War in Gaza The History and "Morals" of Ethnic Cleansing By VICTORIA BUCH :an Israeli academic and anti-Occupation activist
[10] انظر(ي) The Independent 1st.Nov.2008.
[11] -Self Hating Jews لمثل الاكاديمية النشطة فيكتوريا بوتش Victoria Buch كاتبة التقرير الذى يصدر عنه هذا التحليل
[12] على امريكا التفريق بين الطالبان و القاعدة. و الطالبان جماعات قروية ريفية رعوية لم تخرج من افغانستان ابدا و هم رغم انهم من الاشتون غالبا الا انهم حتى مع دخول اخرين الى حركته فانهم ليسوا حزبا. و بالمقابل فان القاعدة جماعة مدولة و شبه عالمية.
[13] انظر(ي) BBC,WS: Obama professor-president:2.00am Saturday,17th, Jan,2009
[14] كان تحرير العييد بالتنكل سمح بتجنيدهم فى جيش الاتحاد مما كسر الولايات الجنوبية. و كان لوجود الاربعة ملايين "زنجى" دور هام فى انتصار الاتحاديين. وحتى فى الولايات الشمالية و بخاصة الولايات الحدودية كان الجنود البيض يحتجون على الزنوج فى الجيش و راحوا يهجرون الجيش. و صدرت تعليمات فى يناير 1863 بان يعاقب كل جندي فار سواء ابيض او اسود و كانت عقوبة الفرار من الخدمة الاعدام ان ثبت الجرم. و قد ترتب على الفرار من الخدمة احتجاجا على تجنيد السود ان تخلخل الجيش و منى الجيش بكثير من المشاكل مما هدد بهزيمة الاتحاديين.
[15] انظر(ي) دان براون: دافينشي كود:The Da Vinci Code:2003:Dan Brown: والدم المقدس و الطاس المقدس The holy Blood & the Holy Grial:1982:Mihael Daigent, Richard Leigh and Henry Lincoin. 
[16] انظر(ي)John Pilger: Time to re-think the Realpolitik in the New statesman:16 Feb.2009:PP:36-7  
 
[17] انظر(ى) John Pilger: After Bobby: Is this Liberalism’s last fling? In the New statesman 2nd June 2008:PP:32-34
[18] هذا الجزء من الدراسة مأخوذ من شبكة المعلومات عن مقال فى Information Clearance House Will He Sell Himself into His Own Defeat? Obama and the Empire By Bill and Kathleen Christi son

March 17, 2009 "Counterpunch"
[19] . انظر(ى) Information Clearing House   على شبكة المعلومات مارس 2009.  
 
[20] و من المفيد تذكر ان الاخيرة تتألف من ثمانية اوليجاركيين روس يمتلك 7 من بين هؤلاء الأوليجاركيين الثمانية-أمثال بوريس بيريزوفسكى وميخاييل فريدمان و فلاديمير جوزينسكى و بيوتر آفون Pyotr Aven و ميخاييل خودوركفسكى و رومان ابرهاموفيتش-ما يقدر ب 80% من ثروة روسيا. كذلك انظر(ي)Amy Chua:2003:World on Fire: How Exporting Free-Market Democracy Breeds Ethnic Hatred & Global Unrest: London:ch.7
[20] انظر(ي) S.D.Goitein:1999:A Mediterranean Society: An Abridgment in one Volume:  Revised and Edited by Jacob Lassner:University of California: Los Angeles &London:38.
[21] ماركس Marx فى نيكولاوس Nicolaus : جراندريس Grundrisse : 1981: ص: 293-5.
[22]



#خديجة_صفوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داروينية الاشمئزاز و فاشية اليوتوبيا
- نحو علم اجتماع عربى: الاقتصاد السياسى لايقاف علم الاجتماع عل ...
- هل يحتمى المحافظون الجدد ببعض الثورات الشعبية من هوان هزائم ...
- معلقة قصيرة فى غبائن العولمة اللامتناهية
- هل الازمة المالية تنويع على المحارق المنوالية؟
- رأسمالية الكازينو: عقلنة خصخصة الربح وتأميم الخسارة - القسم ...
- هل يتعالق انفجار الفقاعة المالية و القنبلة الديمغرافية
- تواطؤ الحكام و النخب والاوليجاركيات المالية على العامة و الم ...
- كيف احتمى المحافظون الجدد بدافور من هوان هزيمة العراق![
- رحيل عبد الرحمن النعيمي
- من التقليدية الى العولمة المتخاتلة
- كيف تفتضح الطبيعة الفاشية للديمقراطية ما بعد الليبرالية تباع ...
- ابيي وعنصرية العرب والمحارق القادمة
- تعالق الديون و القنانة: لماذا تتطير الرأسمالية من السخط الشع ...
- في تداعيات تسييس الاسلام السوداني على جغرافية السودان وتاريخ ...
- في تشريح الثورة وأدعيائها وغرمائها
- كيف فبركت رأسمالية العصابات الثورات المخملية


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خديجة صفوت - اوباما المسيح الكذاب؟