أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خدر شنكالى - خطوات من اجل التعايش والتسامح في اقليم كوردستان















المزيد.....

خطوات من اجل التعايش والتسامح في اقليم كوردستان


خدر شنكالى

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 23:08
المحور: المجتمع المدني
    


ان رابطة التعايش والتسامح والتآخي الموجودة في كوردستان ليست جديدة اليوم ، وانما ترجع جذورها الى بداية تكوين المجتمع الكوردي واستقراره في هذه الارض الخضراء ، وتبدو ملامح هذا التعايش واضحا من خلال المعالم والآثار التي تدل على تواجد هذه الاديان ( الايزديين والمسيحيين ) الى جانب اخوانهم المسلمين في هذه البقعة من الارض ( كوردستان ) منذ القدم وحتى قبل مجيء الاسلام ، أي ان المجتمع الكوردي مجتمع قائم اساسا على التعدد الديني ، وان الله عز وجل قد قدّر لهذه الاديان الثلاثة ان تجتمع وتعيش مع بعضها في هذه الارض الخصبة لتكون نموذجا للتآخي والتسامح في المنطقة ، ثم ان الجميع قد دافعوا عن هذه الارض الطيبة وفي خندق واحد واختلطت دمائهم باروائها لكل شبر من هذه الارض ، وما التجربة الديمقراطية التي يتمتع بها الاقليم اليوم الا نتيجة لذلك الدفاع والتلاحم والتكاثف المشترك جنبا الى جنب ، بحيث اصبحت هذه التجربة اليوم امانة في اعناق الجميع وعلى الكل العمل بجدية واتخاذ الخطوات اللازمة من اجل اغناءها واظهارها بالصورة الاجمل والاروع ومعالجة السلبيات او نقاط الخلل او الضعف التي لاتزال تعرقل سبيل هذه التجربة وتقدمها الى الامام والتي تتطلب معالجتها بطرق علمية وحضارية وواقعية بعيدة عن الامور العاطفية وبما تلائم وتنسجم مع واقع المجتمع الكوردي وبكل اطيافه . ومن الخطوات التي نراها ضرورية في سبيل تحقيق مسألة التعايش والتآخي والتسامح في كوردستان هي :
اولا : التعليم ، لاشك ان حكومة الاقليم قد قامت بخطوات كبيرة في مجال اصلاح النظام التعليمي او الدراسي في اقليم كوردستان وبالاستفادة من تجارب وخبرات الدول المتقدمة في هذا المجال وخاصة في المواد العلمية ، الا ان الذي يهمنا هنا ويتعلق بموضوعنا هو اصلاح النظام الاجتماعي في المدارس وابتداءا من مدارس رياض الاطفال ، لان المدرسة هي المؤسسة الاولى والاهم بعد الاسرة يتلقى فيها الطفل اولى افكاره وتعاليمه وان هذه الافكار في هذه المرحلة المتقدمة من العمر سوف تكون راسخة في ذهنه كما اثبت ذلك علم النفس التربوي ، اذا فتقع على عاتق المدرسة مسؤولية تربية وتنشأة الطفل على اسس اجتماعية سليمة وممارسة الانشطة والفعاليات المدرسية التي تعلم الاطفال على حب الناس وعدم التفرقة بينهم وزرع روح المحبة والتآخي فيما بينهم وابتعادهم عن المسائل الدينية في المراحل الاولى من عمرهم ، ويجب ان تستمر هذه التربية المدرسية الاجتماعية في المراحل الاخرى وذلك من خلال اجراء التغيرات على الكتب التي تخص الجانب الاجتماعي كالتاريخ او الاجتماع مثلا وبما تلائم وافكارهم التي اكتسبوها ومن اجل خلق جيل قادر على فهم واقعه وبما يخدم المجتمع الكوردي بكل مكوناته .
ثانيا : الدراسة الدينية : لاشك ان الدين يعتير جزءا لايتجزأ من حياتنا الاجتماعية بل ويشغل المساحة الاكبر منها ، الا اننا هنا يجب ان لانخلط بين الدين وبين المسائل العلمية والاجتماعية الاخرى لان الدين هو شيء مقدس وثابت أي غير قابل للتغير بمفهومنا بينما العلم والمسائل الاجتماعية هي قابلة للتغير في أي زمان ومكان ، ولكي نفهم الدين بالشكل الصحيح يجب ان لانضع انفسنا في خدمة الدين وانما جميع الاديان وجدت لتخدم البشرية وجميعها تتفق على مباديء وقواعد ثابتة وموحدة من اجل خدمة الانسانية دون تميز ولايستوجب ذكر الامثلة هنا لانها معروفة للجميع .
اذا ومن هذا المنطلق ولكي نضع الدين في مكانه اللائق وبما يلائم مع قدسيته وخصوصياته ومنحه المزيد من الاحترام والتقدير يجب ان نبعده عن قاعات المدارس وساحات الاطفال وفتح مدارس دينية خاصة للذين يرغبون في دراسة العلوم الدينية ولجميع المراحل ، واقصد هنا جميع الاديان الموجودة في كوردستان ، حيث نلاحظ ونتيجة للتجربة الديمقراطية التي يتمتع بها اقليم كوردستان واتاحة الفرصة امام جميع المكونات الدينية كالاسلام والمسيحية والايزدية لدراسة علوم اديانهم في المدارس ، انها تسابقت على زج المدارس بالمواد الدينية دون دراسة علمية او مستقبلية او ما سيتولد عنها مستقبلا ، فلو فرضنا في مدرسة فيها طلاب ايزديين ومسيحيين ومسلمين كما هي الحالة في منطقة الشيخان مثلا والتي تعتبر نموذجا للتعايش الديني فعندما يأتي درس الدين لاي منهم سوف يقوم الاخرون بالخروج من الصف وهذه بالتالي سوف تزيد من التفرقة والتمييز فيما بينهم نتيجة تفرقهم الى مجموعات مختلفة مما يؤثر ذلك على نفسية الطالب وبالتالي عدم فهمهم وتقبلهم للآخر ، وهنا لا اقصد الغاء دور الدين والانتقاص من قيمته ، وانما ادراك خطورته في حالة عدم فهمه واختلاطه بالامور الاخرى كالتعليم والثقافة والسياسة وغيرها ، وهنا تقع المسؤولية على عاتق وزارة التربية بالتنسيق مع وزارة الاوقاف والجهات ذات العلاقة وبعد دراستها جيدا ومن كافة الجوانب باتخاذ قرار جريء برفع مادة الدين من المدارس وتعويضها بمادة ( التربية الدينية ) او ( التربية الاخلاقية ) او غيرها على ان تتضمن المباديء والقيم الانسانية العليا التي تتفق عليها الاديان جميعا مثل التوحيد والمساواة والحقوق والواجبات وغيرها .
ثالثا : منظمات المجتمع المدني ، لمنظمات المجتمع المدني في اقليم كوردستان الدور الكبير في زيادة الوعي الثقافي بشكل عام لدى الافراد في المجتمع ، فمن واجبها ان تقوم بدورها الفاعل في توعية المجتمع الكوردي وخاصة في مجال حقوق الانسان واشاعة روح الاخاء والتسامح والمحبة فيما بينهم ، وليس من خلال اقامة الندوات والسيمينارات فقط وانما العمل على اقامة فعاليات ونشاطات مشتركة بين كافة المكونات الموجودة في الاقليم مثل تبادل الزيارات المشتركة بينهم للتعرف على بعضهم البعض بصورة اكثر وتنظيم سفرات مشتركة الى اماكن العبادة الخاصة بكل منهم او اقامة ورشات عمل مشتركة وخاصة للشباب من اجل تقوية روابط الصلة والتاخي والتسامح فيما بينهم .
رابعا : من واجب حكومة الاقليم ايضا ان تقوم بدعم كافة الفعاليات والنشاطات التي تقوم بها المدارس وكذلك منظمات المجتمع المدني ماديا ومعنويا والانتباه الى هذه المسألة المهمة جدا والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال ، وعند كتابة هذه المقالة تم في اربيل عاصمة اقليم كوردستان الاعلان عن خطة العمل الاقليمي لحقوق الانسان في الاقليم بحضور ممثل الامين العام للامم المتحدة في كوردستان وهذه تعتبر خطوة كبيرة في مجال حماية حقوق الانسان في الاقليم وخلق مجتمع ديمقراطي يعيش فيه الجميع بحرية وعدالة ومساواة ، وبالتأكيد فان هذه الخطوة سوف تكون دافعا كبيرا في سبيل تحقيق التآخي والتسامح والتعايش في الاقليم .
خامسا : اجراء بحوث ودراسات ميدانية حول مسألة التسامح والتآخي في الاقليم من قبل الباحثين والمختصين في هذا الشأن واجراء لقاءات مع الطلبة والمدرسين ومختلف فئات المجتمع من اجل التعرف على المشاكل والمعوقات التي تقف عائقا في سبيل تحقيق هذا الهدف ومحاولة ايجاد الحلول اللازمة لها .
ومن اجل تحقيق هذا الهدف ايضا وسهولة تعرف المكونات على بعضها البعض وبصورة صحيحة وواقعية يجب على الايزديين انفسهم ايضا ان يقوموا وباسرع وقت ممكن على اتخاذ الخطوات التالية :
اولا : العمل وخلال هذه السنة على ابعد تقدير على تصديق قانون الاحوال الشخصية للايزديين والذي مضى عليه فترة اكثر من عشر سنوات منذ بداية الخطوة الاولى لانجاز هذا المشروع التاريخي المهم ، وللتاريخ اقول ان كاتب هذه السطور ومع مجموعة من الاخوة الحقوقيين وهم كل من ( الاستاذ هاشم وهو حاليا نائب المدعي العام في محكمة دهوك والمحامي بركات شيخ عمر والحقوقي ديندار شيخاني ) بادرنا معا بفكرة انجاز هذا المشروع في عام 2000 وفعلا فقد تم اكمال المشروع بعد شهرين من العمل المتواصل وبدعم كامل من مركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك وتم تقديم المشروع الى المركز المذكور في حينه ولاسباب خارجة عن ارادة المركز تم تأخيره لحد الآن ، على كل حال نتمنى ان يتم اكمال المشروع سواء كان هذا المشروع او غيره على ايدي الخيرين من المثقفين والحقوقيين الايزديين ومصادقته من قبل البرلمان الكوردستاني ، لانه بحق يعتبر انجاز عظيم للايزدية بل ويعبّر هذا المشروع الى حد كبير عن الهوية الاجتماعية للايزديين .
ثانيا : بالنظر لعدم تدوين نصوص الديانة الايزدية وجمعها في كتاب خاص لحد الآن لاسباب تاريخية واجتماعية كثيرة لامجال لذكرها هنا ، بحيث اصبح كل يفسر الايزدياتي حسب وجهة نظره الشخصية مما ادى ذلك الى خلق الكثير من الشكوك والغموض حول حقيقة الديانة الايزدية وصعوبة التعرف عليها وعلى حقيقتها من قبل الغير ، لذا اصبح من الواجب والضروري الاسراع في جمع النصوص الدينية الايزدية في كتاب خاص ليكون مصدرا يتم من خلالها التعرف على الديانة الايزدية بيسر وسهولة وتوضيح كل ماهو مبهم وابتعاد كل ماهو غير صحيح عن هذه الديانة التي تعرضت الى الكثير من الاضطهاد والغبن على مدى تاريخها الطويل ، وهذه المسؤولية تقع على عاتق المجلس الروحاني الايزدي وبالتعاون مع المثقفين ورجال الدين سواء كانوا داخل الوطن او المهجر .
ثالثا : الانتباه هنا الى مسألة مهمة وحساسة جدا وهي تاليف واصدار الكتب الخاصة بالديانة الايزدية و أؤكد هنا ( الكتب الخاصة بالديانة الايزدية حصرا ) سواء كان من قبل الكتاب الايزديين انفسهم او غير الايزديين و عدم طبعها اوتداولها مستقبلا الا بعد الموافقة عليها من قبل لجنة خاصة يتم تشكيلها بقرار اميري لهذا الغرض من الباحثين والمختصين والمهتمين بالشأن الايزدي من الايزديين انفسهم ، وكذلك العمل على توحيد الخطاب الديني الايزدي ، وذلك تلافيا لبعض الاشكالات او الملابسات او التناقضات التي لاتخدم المجتمع الايزدي والكوردي بشكل عام .

خدر شنكالى



#خدر_شنكالى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن وطن
- العراق .. وحلقة جديدة من مسلسل الصراع الطائفي
- القرار الاخير
- الاسلاميون .. والاختبار الصعب


المزيد.....




- الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود واحدة ل ...
- الضفة الغربية.. اقتحامات واعتقالات وهدم البيوت وتدنيس الاقصي ...
- هجوم رفح المرتقب - الخوف والقلق يسيطران على النازحين
- رايتس ووتش: بإغلاقها معابر غزة إسرائيل تستهزئ بأوامر العدل ا ...
- 4 أسئلة توضح مدى إمكانية اعتقال الجنائية الدولية لنتنياهو
- رئيس وزراء العراق: ما يحدث في غزة غير مسبوق وانتهاك صارخ لحق ...
- برنامج الغذاء العالمي: 5 ملايين سوداني على بعد خطوة واحدة من ...
- تهديد قضاة لاهاي لمنعهم من اصدار مذكرات اعتقال لقادة -اسرائي ...
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات جديدة في الضفة
- الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خدر شنكالى - خطوات من اجل التعايش والتسامح في اقليم كوردستان